منيرة الملا: تصاميمي تتحدث بلغة الموروث
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةمنيرة الملا مصمّمة إماراتية متعدّدة الاختصاصات، قادها شغفها بالفن منذ طفولتها إلى الاهتمام بالتفاصيل.
درست هندسة العمارة في الجامعة الأميركية بدبي، والتخطيط الحضري بالجامعة الأميركية بالشارقة كرسالة ماجستير، وتستوحي إبداعاتها من الموروث.
أطلقت مشروعها الخاص بتصميم قطع أثاث منزلي متعدد الاستخدامات، وهي لا تزال على مقاعد الدراسة، تستفيد من الفرص الكثيرة التي تقدمها الإمارات للمبدعين، وتثمن مشاركاتها بالمهرجانات والمعارض.
المدخن
مشاهد جدتها تسكن ذاكرتها، وهي تُلقي بملابسها على المدخن الخشبي لتعطيرها وتطييبها، وكانت تتساءل عن شكل المدخن وتصميمه الهرمي، وهل إذا تغير شكله سيؤدي نفس الغرض؟ تفاصيل تنبهت لها وهي صغيرة، وتبلورت مع مرور الوقت، ففكرت في إبداع مفردات مستوحاة من الموروث الإماراتي الأصيل، وكانت دراستها وراء اهتمامها بالتفاصيل الصغيرة بعالم الديكور والأثاث، حيث استثمرت مواد البيئة المحلية المتاحة، وأعادت استعمالها بطرق عصرية تلبي مختلف الأذواق وتنافس أرقى خطوط الموضة، مؤكدة أن تركيزها على تفاصيل البيئة من حولها جعلها تعيد استكشاف الموروث من جديد.
«مختبر المواد»
منيرة الملا، عُرضت أعمالها طوال رحلتها الأكاديمية بمعرض الخرّيجين العالمي، ومعرض سكّة الفني، ومهرجان القوز للفنون، وتشارك ضمن برنامج «مختبر المواد 2024» الذي أطلقه فريق «عام الاستدامة»، حيث نجحت في ابتكار أنواع من المواد المستخرجة من البلاستيك المعاد تدويره، وأطلقت عليه «بلاستيك سمايل»، حيث اتفقت مع شركة بريطانية لتصنيع أنواع من البلاستيك بألوان مختلفة وجودة عالية، يمكن استخدامها في الديكور والأثاث الخارجي للحدائق والمتنزهات، إضافة إلى أواني الديكور.
وأوضحت أن هذا النوع من البلاستيك يشبه الرخام، وقد أسست الملا استوديو تصميم يركز على إبداعات الأثاث، مع الاهتمام بالاستدامة والارتباط الثقافي، لذا اتجهت إلى العمل في المواد البلاستيكية والراتنج «الرايزن» الحيوي والأصداف البحرية، طوال فترة برنامج «مختبر المواد».
عصري ومبتكر
قالت الملا: انطلاقتي العملية كانت من خلال برنامج «سكة»، لكن البداية كانت منذ الطفولة، حيث كنتُ أعبر عن نفسي بالرسم والألوان، حتى طورت من مهاراتي، وازداد شغفي بالتصميم والعمران، وعبر بوابة دراستي في الجامعة اخترتُ تخصصاً يجمع بين الفن والتصميم والعمارة، وهو «الهندسة المعمارية».
وخلال تلك الفترة شاركت في عدة معارض منها مهرجان سكة للفنون عام 2017، ثم قررت أن تبدأ مشروعها الخاص لتصميم قطع أثاث متعددة الاستخدامات بأسلوب عصري ومبتكر.
أصعب خطوة
عن الصعوبات التي واجهتها خلال إطلاق مشروعها، أوضحت منيرة الملا أن التحديات تحفّز على مواصلة العطاء، مؤكدة أن أصعب خطوة هي تصنيع التصميم بالجودة التي تطمح إليها، وبعد محاولات عدة تمكنت من إيجاد دعم عدد من المصانع لها، وأصبحت راضية عن مستوى التصميم، معتبرة أن المنافسة في أي مجال عنصر جيد ومحفز ملهم في المجال الإبداعي، لافتة إلى دور دولة الإمارات في احتضان المبدعين والمبتكرين من أنحاء العالم.
لمسات عصرية
فكرت منيرة الملا في الاتجاه إلى التصنيع المحلي، وقررت التعاون مع بعض الجهات بالدولة، لدعمها وتحقيق رؤية «صُنع في الإمارات»، من خلال إنتاج مواد بجودة عالية تنافس المنتج العالمي، وتعيد صياغة الموروث الإماراتي، حيث تدمج في تصاميمها مفردات تراثية بلمسات عصرية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البيئة المحلية الإمارات الموروث الإماراتي التراث الإماراتي الموروث التصميم
إقرأ أيضاً:
المؤبد لـ5 متهمين في قضية المخدرات الكبرى بجنوب سيناء
قضت محكمة جنايات جنوب سيناء بالسجن المؤبد على 5 متهمين في قضية المواد المخدرة وسط حضور كامل لهيئة المحكمة.
ترأس الجلسة المستشار إيهاب محمد عصمت وعضوية المستشارين محمد علي عبد المجيد، حامد إبراهيم عبد القادر، وأحمد مختار أبو إسماعيل بحضور وكيل النيابة عبد الناصر محمد وسكرتارية محمد عبد الستار، وأحمد عبد الباسط، وفي ميدان العدالة وقفت المحكمة أمام ملف ضخم اتسم بالتشابك والتفاصيل الأكثر إثارة في جرائم المواد المخدرة.
خلفية وتكوين الهيئة القضائيةكان التركيز على البنية القضائية لهذا الملف إذ لم يكن حكما عاديا بل قرارا يحمل في طياته وزن تلك الجرائم. هيأة المحكمة التي نظرت القضية كانت كاملة الأركان، كل عضو منها يتحمل عبء النظر في أدلة النيابة والتحقيقات والخبرة، لتخرج بالقرار الأخير الذي لن يمحى بسهولة من ذاكرة المتابعين
كان لزاما في بداية التقرير أن يكشف للقراء من هي هذه الهيئة التي أصدرت حكما تاريخيا في ملف المواد المخدرة فليسوا أسماء عابرة بل أعمدة قضائية أنيط بها تقرير مصير المتهمين، فتسلسل الرئاسة والعضوية والحضور النيابي يشكلان البنية التي استندت إليها المحكمة لجعل قرارها صامدا لا يرد.
وقائع الحادثة تدور أحداثها بين تصادم وتهريبتنقل القارئ في هذا الجزء إلى قلب الواقعة التي افتتحت بحادث تصادم وقع يوم 6 مارس 2025 بين سيارتين ربع نقل على الطريق القديم أمام «عناير سوكو» بمركز أبورديس، حيث انتهى الأمر بمصرع أحمد سلامة سلمى فيما جرح آخرون
عند التحرك إلى موقع الحادث كشف الفحص أن السيارة الأولى من طراز تويوتا لاند كروزر بلا لوحات معدنية يقودها سيد س. ح. س.، وكانت محملة بكمية ضخمة من المواد المخدرة وعثر بداخلها على مبلغ 12 ألف جنيه
الجهة الأخرى من الحادث كانت سيارة نيسان تحمل لوحات “ج ن ط 4912” يقودها الضحية نفسه، وفي داخلها وجدت كميات من المواد المخدرة وسلاح ناري من نوع طبنجة ماركة زيج عيار 9 مم مطموسة الرقم، وبحوزتها 14 طلقة، إلى جانب هاتف محمول وبعض المصابين
تحريات الأمن كشفت أن إسلام م. ق. كان يرافق المتهم الأول والثاني وقت وقوع التصادم، وأنه سبق اتهامه في 6 قضايا سلاح وتبديد، فكان دوره في الشبكة الإجرامية لنقل وتهريب المواد المخدرة، إذ وجد في صندوق السيارة المحملة بالمخدرات أثناء الحادث يؤدي دور الحراسة والتخزين
كما تبين أن المتهمين عملوا ضمن شبكة منظمة لتهريب المواد بين رأس سدر وأبورديس، مستخدمة سيارات النقل لتأمين التهريب والتخزين، واعترفوا أمام جهات التحقيق بحيازتهم المواد المخدرة بهدف الاتجار، والسلاح الناري كان للدفاع عن نشاطهم داخل تلك الشبكة
الضبط والإجراءات والتحويل إلى الجنايات
أعلنت الأجهزة الأمنية أنها تمكنت من ضبط أربعة متهمين من أصل الثمانية المتورطين بينما فر الآخرون هاربين، وتم تحرير المحضر رقم 122 لسنة 2028 بمركز أبورديس، وعرضت القضية على نيابة رأس سدر التي أمرت بحبس المقبوض عليهم والتحفظ على المركبات المضبوطة، وكذلك التصريح بدفن جثة الضحية وسرعة ضبط الهاربين
كما أرسلت المضبوطات إلى مخازن وزارة الزراعة في طور سيناء لإخضاعها للتقرير المعملي، وأحيل الملف بعدها إلى محكمة جنايات جنوب سيناء تحت رقم 487 لسنة 2025 جنايات جنوب سيناء
مؤبد وبراءاتفي ختام السرد في جلسة مثيرة قضت المحكمة بما يلي الحكم بالسجن المؤبد حضوريا على كل من سيد س. ح. س.، وإسلام م.، وإسلام. ع. م.، وثروت م. ث.، والحكم بالسجن المؤبد غيابيا على هاني ج. م. أ. الذي لم يقبض عليه، والبراءة لكل من سلامة س. س. ص.، وعبدالله ح. ع. س.، وعواد. م. ص. من التهم الموجهة إليهم
بذلك سطرت المحكمة صفحتها الكبرى في حرب القضاء على الجريمة المنظمة، لتكون كلمة المواد المخدرة هي تلك التي تفجرت بين طيات القرار وتصدرته. وقد بدا أن آلية القضاء والأدلة والتحقيقات كلها اتكأت على تركيز متعمد على تفكيك الشبكة، والاعتماد على أدلة التحريات والاعترافات والتقارير الفنية، لتصاغ قضية اتجار ضخمة في المواد المخدرة لا تمحى بسهولة