ما هي أسباب أبواب الرزق الخفية؟.. يفتح الله بها الخير لعباده
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
أبواب الرزق من الأشياء الأساسية التي يسعى إليها الأشخاص بطرق مختلفة، سواء كان بالدعاء أو قراءة القرآن الكريم من أجل الحصول الرزق، الذي دائماً ما يشغل بال قطاع كبير من الناس، وقد كتب الله سبحانه وتعالى للعباد أرزاقهم وأقدارهم، ولكن ربما يدرك البعض أن هناك أبواب الرزق الخفية والتي نوضحها في السطور التالية.
وفي هذا الشأن، قال الشيخ عبدالعزيز النجار، أحد علماء الأزهر الشريف، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن الرزق له أمران، الأول يكون ظاهريا والآخر باطنيا، أي «خفي»، فالظاهري يكون هو الأمر المحسوس مثل المال والممتلكات، أما الأمر الخفي مثل البركة والرضا وغيرها من الأمور، حيث يكون هناك أسباب عديدة وراء هذه الأمور الخفية، تأتي بداية من حُسن التوكل على الله سبحانه وتعالى، مستشهدا بقول النبي صلي الله عليه وسلم: «لو توكلتم على الله حق توكله؛ لرزقكم كما يرزق الطير، تخرج جياعًا، وتعود بالرزق الوفير»، مشيرا إلى قوله سبحانه وتعالى: «ومَن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب».
أسباب أبواب الرزق الخفيةصلة الرحم من ضمن أسباب أبواب الرزق الخفية، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» أخرجه البخاري في «صحيحه».
تقوى الله عزوجل من ضمن أسباب أبواب الرزق الخفية، فعن أبي هريرة رضى الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، وأعمالكم»، وفي رواية: «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم»، حيث إن الإنسان الذي يتقي الله يرزقه رزقا خفيا مثل الصحة والمال والسلامة والبركة.
البعد عن الماضي والذنوب من ضمن أسباب أبواب الرزق الخفية، فعن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر»، فأحيانا الذنوب والآثام تمنع الرزق الخفي وبين الرزق الظاهري.
كثرة الدعاء، من ضمن أبواب الرزق الخفية، فعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللهُ عَنْكَ؟ قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» أخرجه الترمذي في «سننه». والله سبحانه وتعالى أعلم.
دعاء الرزقوحول دعاء الرزق السريع الواسع فقد ورد على صفحة دار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، صيغ متعددة منها : «يا الله، يا رب، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن ترزقني رزقاً واسعاً حلالاً طيباً، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارزقنا رزقا حلالاً طيباً مباركاً فيه كما تحب وترضى يا رب العالمين، حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله لراغبون».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرزق علماء الأزهر الشريف الدعاء سبحانه وتعالى ینظر إلى الله ع من ضمن
إقرأ أيضاً:
الخير في العشر الأوائل من ذي الحجة
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
حزم حجاج بيت الله الحرام مؤخرًا أمتعتهم وحقائبهم، متوجهين إلى الديار المقدسة لأداء فريضة ومناسك الحج، في هبة ونفور جماعي إلى تلك البقع الطاهرة، حيث مكة المكرمة والمدينة المنورة وبقية الأماكن المشرفة.
فنعم الوجهة التي قصدوا ونعم المسير الذي ساروه، سائلين الله العلي القدير أن يتقبل منهم، ويجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وذنوبهم مغفورة، وعودهم محمودا سالما من الشر معصوما.
نعم ها هي الأيام الأولى من شهر ذي الحجة أشرقت بنور ربها، وأزهرت بعطاء خالقها، فهي أيام عظيمة ولها فضل كبير، فما كان من ضيوف الرحمن فيها إلّا مُلبين ومهللين ومكبرين، فتكثر فيها الأعمال الصالحة،
التي فيها أجر وثواب خاصٌ، وتعد من الأيام العظيمة التي فضَّلها الله تعالى على بقية أيام العام.
في هذه الأيام تكون الأجور مُضاعفة والأوقات مباركة، والمسلمون مقبلين على الخيرات، ومتجهين إلى فعلها بما يجودون ويملكون طالبين الحسنات، ومنصرفين عن الشرور والآفات، فنعما هي من أعظم العبادات التي يفرح بأدائها المسلم على كل حال.
إنَّ شهر ذي الحجة هو آخر الشهور الهجرية التي تختتم فيها السنة الهجرية، وفيه الكثير من الأعمال التي حدثت نصرة للإسلام والمسلمين، فوقفة عرفة وأداء الشعائر الدينية، كل ذلك تجردا من أعمال الدنيا الزائفة الزائلة، وطلباً لما عند الله من مغفرة ورحمة وعتق من النيران.
إنَّ حج بيت الله الحرام فريضة على المقتدر والمستطيع له، وهناك الكثير من الذين يتمنون الحج لكن لعدم توفر المال لم يستطيعوا إليه سبيلًا، ونقول لهؤلاء إنَّ الله تعالى لا يُكلف نفسًا فوق طاقتها، فنية المؤمن خير من عمله.
إنَّ الحج مظهرٌ من مظاهر الإسلام العامة والخاصة والظاهرة والباطنة، وهو غاية المسلمين وحاجتهم، وقبلتهم التي يفدون إليها كل عام، تاركين ملذات الدنيا وشهواتها، وراء ظهورهم، متجهين إلى رب رحيم كريم، يدعونه تضرعًا وخيفة، وينادونه بأحب أسمائه تبتلا وتهجدا، ويتوسلون إليه بأعظم صفاته.
والعاقل هو الذي يبقى على العهد والاستقامة والصلاح بعد عودته من الحج؛ لأنه من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه.
والمملكة العربية السعودية الشقيقة تبذل جهودًا كبيرة في جعل الحج راحة لضيوفها، فسخرت إمكانياتها وجندت طاقاتها، من أجل أن يمضي الحج بسلام، وينال حجاج بيت الله الحرام حقوقهم، فتلك الديار يحج إليها المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها، على اختلاف ألوانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم، ويتحقق للسعودية الخير من هذا التجمع البشري الهائل، الذي لا يتوقف على مدار العام.
ولا شك كذلك أنَّ حكومتنا الرشيدة تقوم كل عام بالتعاون مع السلطات في المملكة العربية السعودية، باستحداث قوانين ونظم جديدة، لتنظيم عملية الحج والعمرة والراغبين فيهما، ومن ذلك تنظيم عمل الحملات والوقوف على أدائها وأعمالها وما تقوم به، وكل ذلك لمصلحة الحاج والمعتمر وخدمة لهم، فالشكر للجهة المعنية وبقية الجهات الحكومية ألأخرى ذات العلاقة.
نعم كلها أيام عديدة وستنتهي أيام الحج وسيعود الحجاج إلى مواطنهم، وستبدأ مرحلة أخرى من مراحل العمل والحياة التي يتجدد فيها كل شيء، متطلعين إلى أن يكون ختامها بعيد سعيد هني على كافة المسلمين.
ونذكر في هذه السانحة بأن مشاركة الفقراء والأسر المعسرة أفراح العيد وإدخال البهجة والسرور عليهم، أمر حض عليه الدين وحثَّ عليه الرسول الكريم، وقبلًا دعا إليه المولى عزَّ وجلَّ.
وبهذه المناسبة يسرنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات، مهنئين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وأسرته الكريمة والشعب العُماني كافةً، والمسلمين أجمعين، بعيد الأضحى المبارك، سائلين المولى عزَّ وجلَّ أن يُعيد عليهم العيد أعواما عديدة وأزمنة مديدة، وكل عام والجميع بخير ومسرة.