وحَصّنـوه بـدرعٍ مـن خلائقكــــــــــــــم
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
المغيرة التجاني علي
mugheira88@gmail.com
هذا شطر بيت من قصيدة الشاعر الوطني و عضو مجلس السيادة الأول الشاعر المربي العظيم معلم الأجيال أحمد محمد صالح , خلاصة الجيل الذي انتمي اليه والشعب الذي عبر عنه و رفع نيابة عن أبنائه الشرفاء راية الاستقلال بعد أن كافح مع أقرانه بكل فخر في ساحات المجد و السؤدد .
عني بتثقيف نفسه منذ صغره و قرأ أمهات الكتب و حفظ النفائس و الذخائر الأدبية النادرة و أجاد اللغتين العربية والانجليزية كتابة و خطابة . أجاد العربية و حفظ دواوين الشعراء العرب و كان حجة في البلاغة و النحو والشعر و الخطابة لا يجاريه في ذلك منافس .
ثم أتقن اللغة الانجليزية فبذ أهلها فبها باطلاعه العميق واجادته التحدث بها فجعله المستعمر مرجعا في الانجليزية وأسماه طلبته المنتشرون في أنحاء البلاد كلها باللقب الشهير ( بلاك انقلش مان ) (Black English Man) .
عين أحمدا بعد تخرجه في العام 1914م في كلية غردون معلما بالمدارس الوسطي , فكان المعلم النابغة الفطن المخلص الغيور الذي أحب وطنه و سعي الي تثقيف طلابه و اكسابهم مهارات الحياة و بث في نفوسهم روح الوطنية و حب بلادهم , ثم كان أصغر ناظر في المدارس الوسطي في عصره , فترقي في سلك التعليم منحازا الي القيم الفاضلة و السلوك القويم و متشربا بأخلاق دينه و مجتمعه و صار نائبا لمدير المعارف في ذات كبرياء الشرفاء لا يهادن في الموقف الوطني , ولا يساوم في مطالب شعبه , شجاعا في آرائه معتدا بوطنيته حتي أانه كان يخالف ادارة المستعمر في كثير من المواقف التي تصطدم بالعقيدة وعادات الناس و مزاجهم الجمعي .
كان شاعرا يضرب علي وتر القلوب و ينفعل بتاريخ الأمة و مجد الأسلاف – كتب قصيدة دمشق التي مطلعها :
صبرا دمشق بكل طرف باكي *** يوم استبيح مع الظلام حماك جرح العروبة فيك جرح نازف *** بكت العروبة كلها لبكاك
فعدها النقاد واحدة من عيون الشعر العربي و القصيدة الأروع و الأقوى , التي عبرت عن أثر حصار دمشق وضربها بيد المعتد الغاشم , فنفذت أبياته الي قلوب الشباب و عقول الشيوخ إذ خاطبت فيهم النخوة العربية الأصيلة و حفرت بقوة علي جدران المجد لتيقظ الشعور القومي و تؤجج المشاعر الانسانية , فتفوق بها علي جمهرة الشعراء من مجايليه بما فيهم علي الجارم و شوقي و وغيرهم ممن طرقوا علي ذلك الباب . و لأحمد المربي كثير من الأشعار الوطنية التي تحث علي الوحدة و نبذ التشرذم ونكران الذات و استنهاض الهمم و منها قصيدته :
إنْ أنـتُمُ الـيــــــــــومَ أنكرتُم ذواتِكُمُ بـلغتُمُ فـي سمـاء العزّةِ القِممــــــــــا كـونـوا جنــــــــــــوداً فللجنديّ حُرمتُهُ لا تجعـلـوا للكراسـي بـيـنكـم قِيَمـــــا صُونـوا اتّحـادَكُمُ مـن كلّ شـــــــــــائبةٍ تجـرّ فـي ذيلهـا الإخـفـاقَ والندمــــــا وحَصّنـوه بـدرعٍ مـن خلائقكــــــــــــــم بـالـحـزم مكتـمـلاً والشمـلِ مـلـتئمــــا لا تحسبـوا الـمـجـدَ مـيسـوراً لطـالـبــهِ لن نـبـلغ الـمـجـدَ حتى نسبقَ الأُممــــا
اختير أحمد محمد صالح معلما في كلية غردون فاستغل وجوده الباهر في ساحات الكلية التي كانت المنبر الطلابي الأكبر في البلاد لتثقيف النشء و تنمية الحس الوطني فحبب الي نفوسهم حب الوطن و الاطلاع و المثاقفة و الأخذ بيد مواطنيهم . و أحمد محمد صالح هو من صاغ نشيد العلم السوداني :
نحن جند الله جند الوطن
إن دعي داع الفداء لن نخن
نشتري المجد بأغلي ثمن
و عندما نال السودان استقلاله في العام 1955و استقر قادته علي تكوين مجلس للسيادة تم اختيار أحمد محمد صالح عضوا فيه مع كوكبة من الشرفاء و الحكماء لتمثيل راس الدولة في فترة هي من أهم الفترات في تأريخ البلاد السياسي فكان نعم الرئيس , صاحب الفكر والرأي الحر و الحكمة , أتخذه الكثيرون مثالا أعلي في الوطنية و التربية و الفكر والثقافة .
توفي المربي الشاعر الوطني أحمد محمد صالح في عام 1973 م بعد أن ملأ الدنيا حضورا فاعلا بإخلاصه لمهنته و اعتزازه بسودانية و تمسكه بقيمه و تفانيه في خدمة أمته في ساحات البطولة و الفكر و الشعر و ترك كماً من النفائس شعراً و نثراً و خطابةً , و له ديوان شعر مطبوع باسم مع الأحرار عبر فيه عن نفسه و حكي فيه مجد أمته في كبرياء الوطني الغيور .
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أحمد محمد صالح
إقرأ أيضاً:
محمد السعدي يكشف عن أبرز التحديات التي تواجه الإعلانات ومستقبل التليفزيون
كتب- عمر صبري:
قال محمد سعدي، عضو مجلس إدارة الشركة المتحدة، إن صناعة الإعلانات يعد من أصعب المجالات لأنك مُطالب بإعداد حملة لبيع منتج في حوالي 30 أو 40 أو 50 ثانية فلابد أن تقول ما قل ودل وتكون مؤثرًا وتخاطب العقل الباطن للمتلقي.
وأضاف "سعدي"، خلال، فاعلية بكلية الإعلام جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة MSA بعنوان: "إعلام رمضان: رؤية الصناع، عدسة المحللين، واختيارات الجمهور"، بحضور صناع الإعلام، والنقاد، وممثلي شركات الإنتاج والإعلان، إلى جانب طلاب الكلية وأعضاء هيئة التدريس، أن الأصل في الإعلان هو بيع المنتج وليس فقط مجرد الحصول على أعلى مشاهدات، مؤكدا أن الخطة الإعلانية هي موضوع علمي جدًا.
وردًا على من يقولون أن عصر التليفزيون قد انتهى والوقت الآن لمنصات التواصل، قائلًا: في 2003 كنت في مؤتمر بفرنسا وتحدثوا آنذاك أن السوشيال ميديا غزت ولن يكون هناك تليفزيون وبدأت كبرى الشركات بوضع خطط إعلانية على السوشيال ميديا، وأرى أن هذه الفكرة مغلوطة وحتى شركات الاتصالات لديهم عملاء وتستطيع الشركة إرسال إعلاناها مباشرة إلى هاتف العميل ولكن مستمرين في الصرف على إعلان التليفزيون وأكيد هذه الشركات تعرف ماذا تفعل فعلى الرغم من درايتهم بأن "الريتش" من إعلانات الديجتال مهم إلا أنهم لايزالون متمسكين بالتليفزيون.
وتابع: التليفزيون سيبقى مع الشريحة العظمى وهناك شركات حاولت الاستغناء عنه لكنها لم تنجح وعاظة مرة أخرى إلى التليفزيون وسيبقى التليفزيون حتى إشعار آخر.
واستطرد: شهر رمضان بنسميه كأس العالم للدراما والإعلانات نظرا لوجود تقييم كبير من الجمهور فعالية الإنتاج والميزانية للشركات تكون في رمضان وأيضا الشركات تعتمد على إعلانات رمضان طوال العام، حتى بعض الشركات تبدأ إعلانات رمضان بسبب اهتمامها بتقديم إعلانات تعتمد على أغاني طويلة، وللأسف تم جرنا جميعا إلى هذا الأمر.
يذكر أن الفعالية استعرضت نتائج استطلاع رأي موسع أجرته الكلية بمشاركة أكثر من 4300 مواطن من مختلف المحافظات المصرية، حول الإنتاج الإعلامي الرمضاني لهذا العام، بما شمل الدراما والإعلانات والتغطية الإخبارية. وقد قدمت الجلسة تحليلاً معمقاً لاختيارات الجمهور لأفضل الأعمال من حيث القيمة الإبداعية والموضوعات المطروحة.
شارك في الحضور الفنان محمد شاهين، ياسمينا العبد، حازم السعدني، شيرين عقيل وكالة طارق نور للإعلان، محمد سري وندى زيتون Media Hub للإنتاج الإعلامي، الكاتبة راجية حسن، ندى عبد ربه، مدير منصة Lovin Cairo، الناقد الفني رامي متولي.
الجلسة النقاشية فتحت آفاقاً جديدة لفهم توجهات الرأي العام، وأبرزت أهمية الاستماع لصوت الجمهور كعنصر محوري في تطوير المحتوى الإعلامي. وقد حظيت الفعالية بإشادة واسعة من الحضور، واعتُبرت نموذجاً ناجحاً للتكامل بين الأكاديمية والمجتمع المهني.
اقرأ أيضاً:
حقيقة إلغاء الصف السادس الابتدائي العام الدراسي المقبل
مهلة أخيرة لسداد مصروفات المعاهد النموذجية والتجريبية بالأزهر.. وعقوبة للمتخلفين
قصر العيني: تنفيذ محطة كهرباء جديدة بمستشفى أبو الريش المنيرة بتكلفة 64 مليون جنيه
أول رد من التعليم بشأن انفجار أنبوبة غاز أمام إحدى المدارس بكرداسة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
محمد سعدي التحديات التي تواجه الإعلانات مستقبل التليفزيون الشركة المتحدة كلية الإعلام جامعة أكتوبرتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
إعلان
محمد السعدي يكشف عن أبرز التحديات التي تواجه الإعلانات ومستقبل التليفزيون
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك