اتهمت صحيفتان بريطانيتان قوات الدعم السريع في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واغتصاب وتعذيب وزواج أطفال في الحرب الأهلية المستعرة في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا منذ 15 شهرا ونيف.

فقد أفادت صحيفة "غارديان" بأن فتيات لا تتجاوز أعمارهن 9 سنوات تعرضن للاغتصاب الجماعي من قبل مسلحي الدعم السريع، وهي ميليشيا شبه عسكرية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما عقيدة هاريس بشأن السياسة الخارجية؟.. خبراء ومسؤولون يجيبونlist 2 of 2نيوزويك: هاريس تكافح لإقناع الرجال بالتصويت لهاend of list

وأشارت، نقلا عن تحقيق يوثق الانتشار "الصادم" للعنف الجنسي في الخرطوم خلال الحرب الأهلية في البلاد، إلى أن مسلحين من الميليشيا "سيئة السمعة" تجولوا في أحياء العاصمة السودانية وارتكبوا عمليات اغتصاب جماعي مرات "لا تُحصى" لنساء وفتيات، بعضهن لم تتجاوز أعمارهن 9 سنوات.

بعضهن لقين حتفهن

وكانت بعض الهجمات التي شنها أفراد من قوات الدعم السريع وحشية للغاية لدرجة أن النساء والفتيات لقين حتفهن "بسبب العنف المرتبط بفعل الاغتصاب"، وفقا لبحث أجرته منظمة هيومن رايتس ووتش.

وذكرت "غارديان" في تقريرها أن روايات النسوة والفتيات في مناطق الخرطوم التي استولت عليها ميليشيا الدعم السريع، تشير إلى أن العديد منهن تعرضن للاختطاف والتعذيب والسجن باعتبارهن سبايا، فيما لم تسلم الأمهات من الاغتصاب أثناء محاولتهن حماية بناتهن.

وجاء في تقرير المنظمة الحقوقية الصادر أمس الأحد، أن بعض الفتيات أخبرن مقاتلي قوات الدعم السريع أنهن متزوجات ولسن عذراوات في محاولة لتجنب التعرض للهجوم.

تفاقم الأذى

قالت لاتيشيا بدر، نائبة مديرة قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "لقد اغتصبت قوات الدعم السريع، واغتصبت جماعيا، وأجبرت عددا كبيرا من النساء والفتيات في المناطق السكنية في العاصمة السودانية على الزواج. وأرهبت الجماعة المسلحة النساء والفتيات، ومنعتهن الأطراف المتحاربة من الحصول على المساعدة وخدمات الدعم، مما أدى إلى تفاقم الأذى الذي يواجهن، ودفعهن إلى الشعور بأنه لا يوجد مكان آمن".

ومن جانبها، ذكرت صحيفة "تايمز" اللندنية أن النساء والفتيات يتحملن وطأة الحرب في السودان، مشيرة إلى أنه من المستحيل معرفة أعداد القتلى بدقة، لكنها لفتت إلى أنه قد يصل إلى 150 ألفا تقريبا، وفقا لمسؤول أميركي لم تذكر اسمه.

وبدأ القتال في العاصمة الخرطوم في إبريل/نيسان الماضي، ثم امتد إلى مناطق من بينها دارفور، حيث عاد خطر الإبادة الجماعية بعد مرور 20 عاما على آخر أعمال القتل العرقي.

أمام أفراد عائلاتهن

ونسبت الصحيفة البريطانية إلى شهود عيان القول إن أساليب "الرعب" التي مورست ضد النساء في إقليم دارفور غربي البلاد في تسعينيات القرن الماضي، امتدت أيضا إلى الخرطوم.

وأوضحت أن ضحايا الاغتصاب الجماعي –"ومن بينهن فتاة تبلغ التاسعة من العمر"- عادة ما يتعرضن للاعتداء أمام أفراد عائلاتهن، مما يفاقم الشعور بالصدمة ووصمة العار الملازمة لمثل هذه الجرائم.

وقال عامل صحي في الخرطوم لمنظمة هيومن رايتس ووتش: "تلقينا حالة أم وبناتها الأربع تعرضن للاغتصاب أمام والدهن وإخوتهن". وأضاف: "لم يتمكنوا من مغادرة منزلهم لأن قوات الدعم السريع وضعتهم تحت نوع من الإقامة الجبرية. وتعرضت هؤلاء النساء للاغتصاب مرارا وتكرارا لعدة أيام. وكانت إحدى البنات حاملا عندما تمكنوا من الوصول إلينا".

تم الإبلاغ عن حالات الزواج القسري وزواج الأطفال بشكل منتظم خلال العام منذ سيطرة قوات الدعم السريع على جزء كبير من الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري القريبتين.

وأوردت تايمز أن مسلحي الدعم السريع نهبوا المنازل واستولوا عليها واستخدموها لاحتجاز النساء والفتيات اللاتي اختطفوهن من الشوارع وأجبروهن على الطبخ والغسل والعيش مثل السبايا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات قوات الدعم السریع النساء والفتیات إلى أن

إقرأ أيضاً:

مع تصاعد الهجمات على بورتسودان.. رئيس وزراء السودان الجديد باختبار صعب

يصدر كامل إدريس، رئيس الوزراء السوداني الجديد، خلال الساعات المقبلة قراراً بحل الحكومة الحالية تمهيداً لبدء مشاورات موسعة لتشكيل حكومة جديدة، تُركز على اختيار وزراء من كفاءات مستقلة بعيداً عن المحاصصة السياسية، وذلك في خطوة تهدف إلى مواجهة الأزمة الأمنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وتأتي هذه التحركات الحكومية في وقت تشهد فيه بورتسودان، التي تحولت إلى عاصمة مؤقتة للبلاد وملاذاً للنازحين، تصاعداً في الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حيث تتعرض المدينة لغارات متكررة بطائرات مسيرة تستهدف البنية التحتية الحيوية، بينها المطار الدولي العامل ومحطات الوقود ومرافق توليد الطاقة، ما أدى إلى انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وتدهور الخدمات الأساسية، خاصة في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي دخلت عامها الثالث.

ويُعَدّ هذا الوضع الأمني والاقتصادي المتدهور أحد أبرز التحديات التي تواجه حكومة كامل إدريس الجديدة، والتي يُتوقع أن تركز في تشكيلتها على كفاءات مستقلة وقادرة على التعامل مع الملفات المعقدة، بما في ذلك حماية البنى التحتية الحيوية وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى نحو 25 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

ويُذكر أن كامل إدريس، الحاصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، وذو الخبرة الدولية في مجال الملكية الفكرية، يسعى إلى تجاوز المحاصصة التقليدية بين القوى السياسية، مع الإبقاء على مشاركة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، في محاولة لتحقيق استقرار سياسي يساهم في تخفيف التوترات الأمنية الراهنة، خاصة في ظل استمرار استهداف قوات الدعم السريع للمناطق التي يسيطر عليها الجيش.

وتأتي هذه التطورات في ظل إعلان الجيش السوداني تطهير ولاية الخرطوم من قوات الدعم السريع، واتباع الأخيرة لاستراتيجية تعتمد على الغارات بعيدة المدى بواسطة الطائرات المسيرة على المدن التي يسيطر عليها الجيش، مع محاولات لاستعادة الأراضي في جنوب البلاد، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في السودان.

مقالات مشابهة

  • شهادات مروعة.. العبور من مناطق وحواجز الدعم السريع في السودان (شاهد)
  • شبكة أطباء السودان: قصف الدعم السريع يؤدي لمقتل 3 أطفال وامرأة جنوب الفاشر
  • الفاعل مجهول.. 3 مسيّرات تقصف مواقع للدعم السريع غرب السودان
  • قصف مواقع للدعم السريع ووفيات بالكوليرا غرب السودان
  • مع تصاعد الهجمات على بورتسودان.. رئيس وزراء السودان الجديد باختبار صعب
  • الجيش يتصدى لمُسيرات في أجواء بورتسودان
  • صدمة أممية إزاء قصف الدعم السريع لمنشآت «الأغذية العالمي» بالفاشر
  • قتلى بهجوم للدعم السريع على مستشفيين والخرطوم تكافح لمواجهة الكوليرا
  • السودان.. اتهامات لـ«الدعم السريع» بقصف مستشفيات ومستودعات غذاء وقتلى بين المدنيين
  • تدمير المساعدات الغذائية.. السودان يفضح جرائم الدعم السريع