وزيرة الإسكان بالكاميرون ورئيس ديوان الخدمة المدنية بالأردن يزوران المتحف القومي للحضارة
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
استقبل المتحف القومي للحضارة المصرية، اليوم، كلا من سيليستين كيتشا وزيرة الإسكان والتنمية الحضرية بدولة الكاميرون والوفد المرافق لها من مسؤولي وزارة الإسكان والتنمية الحضرية بالكاميرون، و الدكتور سامح الناصر رئيس ديوان الخدمة المدنية بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة والوفد المرافق له، وذلك على هامش زيارتهما الرسمية الحالية لمصر.
وكان في استقبالهم فيروز فكري نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف للإدارة والتشغيل، حيث رحبت بهم وقدمت لهم نبذة عن الموقع الفريد للمتحف وتاريخ إنشائه، والكنوز المعروضة به والتي تحكي تاريخ الحضارة المصرية عبر العصور التاريخية المختلفة، كما قامت بإهدائهم كتالوج المومياوات الملكية، الذي يعتبر أيقونة معروضات المتحف.
ثم اصطحبت الدكتورة ماريان عادل والأستاذة أسماء الهوارى أمناء بالمتحف، الضيوف في جولة داخل قاعات العرض المختلفة، وتعريفهم بها وتقديم شرحاً وافياً عن الكنوز المعروضة، والتي تروي تاريخ مصر عبر العصور التاريخية المختلفة.
وفي ختام الزيارة أعرب الضيفان عن سعادتهما بزيارة المتحف وإعجابهما بهذا الصرح العظيم، الذي يبرز مكانة مصر الحضارية من خلال الكنوز الأثرية المعروضة بأسلوب متميز، وخاصة قاعة المومياوات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف القومي للحضارة الحضارة المصرية القومي للحضارة المصرية القومى للحضارة المتحف القومي للحضارة المصرية
إقرأ أيضاً:
الدور السابع
عانى بلال- رضي الله عنه- ما لا يطاق، فقد بطحه أميّة بن خلف تحت عذاب الشمس في مكة، ووضع صخرة فوق صدره العاري، لكنّ ذلك لم يصدّه عن أن يكرر بلكنته الحبشية “أحد أحد”. وقد توقف المفكر الجزائري مالك بن نبي هنا، وهو يقرأ في السيرة النبوية فقال: الروح هي التي تتكلم لا الجسد؛ لأن الجسد لا يتحمل هذا النوع من العذاب. الجسد يقول: اعط أميّة بن خلف ما يريد، ثم استغفر الله.
وقد كتبت ذات يوم تفسيرًا للحضارة؛ فقلت: إن الماء هو سرّ الحياة، وأما سرّ الحضارة فهو كيف تتصرف مع الماء بعد استهلاكه. فالحضارة تعتمد على بئر ماء، ثم شبكة مجاري صحية لتصريف الماء المستهلك، وأيضًا شبكة طرق للسيارات بديلة عن المسالك، أو الطرق الضيقة التي خصصها أجدادنا للخيل والبغال والحمير والجمال. هذا هو التفسير المادي للحضارة.
ومع ذلك، فنحن لم نكتسب الحضارة غنيمة باردة، ومن شك فليسأل البلديات. وأذكر في هذا الصدد قصة سمعتها عندما زرت جنوب المملكة قبل ثلاثين سنة. فقد قررت مصلحة الطرق تمهيد وسفلتة طريق في إحدى القرى الواقعة في أحد الشعاب. وكان الطريق الجديد مجدولًا؛ لكي يمر على قرية أخرى، لكن سكان قرية ثالثة اعترضوا، وقالوا: قريتنا لا تبعد عن الطريق الجديد سوى بضع كيلومترات، فلا بد أن تمدوا الطريق إلينا لكي ننتفع به، وهكذا تعطل الطريق عدة سنوات.
وواقعة أخرى في صنعاء قبل ثلاثين سنة أيضًا، فقد قررت البلدية هناك توسعة شبكة المجاري، وخصصت أرضًا واسعة خارج صنعاء لتصريفها، لكن القبيلة التي تقيم على هذه الأرض وقفت ضد المشروع، وقالت: ألم تجدوا سوى الأرض التي نعيش عليها لتصريف الأوساخ يا أهل صنعاء؟
وقد اطّلعت على اختبار معلمة في الغرب؛ إذ سألت طلبتها.. ما أول علامة على ظهور الحضارة؛ فذكروا لها المنحوتات والأدوات الفخارية وغيرها من الماديات. فقالت: إن أول دليل على الحضارة هو عظم فخذ مكسور قد شفي، ففي عالم الحيوانات إذا انكسرت ساقك فأنت ميت لا محالة؛ إذ لا يمكنك الفرار من خطر، ولا الحصول على طعام أو ماء، والقطيع لن ينتظرك، وستبقى غنيمة سهلة للكواسر، أو لجوارح الطير. لكن اكتشاف عظم فخذ معافى يعني أن هناك من توقف عند الحيوان الكسير وعالجه وصبر عليه خلال نقاهته، ذلك هو دليل الحضارة. إنه الروح التي اصطبرت مع الضعيف رغم الخطر الذي يساوره حتى نجا، هذا هو التفسير المعنوي للحضارة.
ذكرت في مقال الأسبوع الماضي، أن العقل هو الدور السادس في الآدمي، لكن الروح هي الدور السابع. وهي التي تتحمل المشاق الرهيبة، كما فعل بلال- رضي الله عنه. قال تعالى:” وأحضرت الأنفس الشح”.