أعجوبة عالم الحيوان.. أفراس النهر ترفع كل أقدامها في الهواء حينما تجري
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
كشف فريق من الباحثين في نطاق الميكانيكا الحيوية التطورية، بكلية الطب البيطري الملكية في جامعة لندن البريطانية، أن أفراس النهر عندما تركض بأقصى سرعة تكون أقدامها الأربعة في الهواء تماما مثل الأحصنة.
وللتوصل إلى تلك النتائج، التي نشرت في ورقة بحثية بدورية "بير جي"، قام العلماء باستخدام كاميرات عالية السرعة لالتقاط لقطات متفرقة لأفراس النهر، وتمكنوا من التقاط 169 دورة ركض لنحو 30 فرس نهر منفردا، في منتجع فلامنجو لاند في شمال مقاطعة يوركشاير.
ويشبه ذلك رهان ليلند ستانفورد، وهو رجل صناعة وسياسي أميركي ومؤسس جامعة ستانفورد، فقد دار الرهان مع بعض الأصدقاء للكشف عما إذا كان الحصان أثناء حركته يرفع أقدامه الأربعة عن الأرض أم لا، فقام ليلند بتكليف إدوارد ميوبريدج العالم البريطاني من أصل هولندي بالفصل في ذلك الرهان.
وباستخدام 12 كاميرا، قام ميوبريدج بالتقاط مجموعة من الصور لحصان يجري في أحد الحقول، ودمجها معا لصناعة أول فيلم صامت قصير يصور حركة شيء ما، ويؤكد بالفعل أن الحصان يرفع حوافره الأربعة عن الأرض أثناء الجري، هنا ربح ليلند الرهان وبدأ عصر جديد للتصوير وعلومه.
كيف بلغ فرس النهر هذه السرعة؟
وعلى الرغم من ضخامة أفراس النهر، إذ يبلغ متوسط وزن الذكور 1500 كغ والإناث 1300 كغ، فإنها تركض بسرعة مدهشة بالنظر إلى وزنها، فقد سجلت هذه الحيوانات سرعات تصل إلى 30 كم/ساعة.
ويمكن لك أن تقارن ذلك مثلا بسرعة العداء الجامايكي يوسين بولت التي بلغت في أقصى رقم قياسي له قرابة 44 كيلومترا في الساعة مع متوسط وصل فقط إلى 37 كيلومترا في الساعة، وتم حساب هذا الرقم بناء على نتائج سباقات قصيرة أصلا. لاحظ كذلك أن وزن بولت هو حوالي 90 كيلوغراما، وهو لا يقارن بأي حال من الأحوال مع وزن أفراس النهر.
وفي هذه الدراسة الجديدة، تساءل الباحثون عن كيفية وصول هذا الكائن الثقيل إلى تلك السرعة، مشيرين إلى أن أبحاثا قليلة قد أجريت على طريقة جري فرس النهر لأن الاقتراب منه يشكل خطورة كبيرة، بحسب بيان صحفي رسمي صدر عن كلية الطب البيطري الملكية.
وفي تحليل الفيديو، وجد الباحثون أن أفراس النهر تميل فقط إلى الركض بسرعة عالية عندما يطاردها فرس نهر آخر، وعادة ما يكون ذلك علامة على الهيمنة.
ووجد الباحثون كذلك أن أفراس النهر عندما تركض بسرعة فإنها ترفع أقدامها الأربعة عن الأرض في الوقت نفسه، وتفعل ذلك بنسبة 15% من الوقت أثناء الجري، بينما استمرت كل حالة رفع للأقدام الأربعة 0.3 ثانية تقريبًا.
وبحسب الدراسة، فإن هذا النمط من الهرولة هو ما يكسب أفراس النهر تلك السرعة التي تعد استثنائية إذا ما قورنت بأوزانها.
أعجوبة عالم الحيوان
وبوجه عام، فإن البنية الجسدية لأفراس النهر كانت دائما مثيرة لانتباه الباحثين، ويرى فريق منهم أن هذا الكائن يمتلك عددا من السمات التي أهّلته للحصول على تلك القدرات، منها أن أفراس النهر تمتلك أرجلا قوية وعضلية بشكل لا يصدق، تساعدها في إطلاق اندفاعات سريعة قصيرة زمنيا، وهي قدرة ضرورية للوصول بسرعة إلى الماء أو الدفاع ضد التهديدات.
وعلى الرغم من أن أجسام تلك الكائنات كبيرة، فإنها انسيابية بشكل نسبي يساعدها في تقليل المقاومة عند الحركة، وذلك يسمح لها بتحقيق سرعات أعلى سواء في الماء أو على الأرض.
وتقضي أفراس النهر كثيرا من الوقت في الماء، ويساعدها ذلك في دعم وزنها ويقلل من الضغط على أرجلها، ويسمح لها نمط الحياة المائي هذا بالحفاظ على قوة عضلاتها مدة زمنية أطول.
وأفادت دراسات سابقة بأن أفراس النهر تستخدم طريقة هرولة فريدة تسمى التسلسل الجانبي، إذ تتحرك كلتا الساقين على جانب واحد من الجسم معًا، وتوفر هذه الطريقة الاستقرار وتسمح لها بالتحرك بسرعة وكفاءة على أرض غير مستوية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
بسرعة 60 ميلًا في الساعة.. هذه السيارة الصغيرة أسرع من بورش
في خطوة جريئة ومبتكرة، أثبت معدلو السيارات أن العصر الكهربائي فتح آفاقًا جديدة وغير متوقعة لتعزيز الأداء، حيث لم تعد القوة حكرًا على المحركات الكبيرة.
والمثال الأبرز على هذا التحول هو سيارة "فولكس فاجن بيتل" الكلاسيكية والبسيطة، والتي كانت تعرف بـ "الخنفساء".
فبمجرد إلقاء نظرة على شكلها الخارجي، قد تبدو كمركبة عادية تسير ببطء في قرية هادئة، لكنها تخفي تحت غلافها العتيق قوة نارية هائلة تجعلها قادرة على إحراج أحدث السيارات الرياضية الخارقة.
قوة فائقة خفية تفوق التوقعاتتستمد هذه "الخنفساء" غير البريئة قوتها من محتويات حديثة وقوية لم يكن أحد ليتوقع وجودها في هذا الهيكل الكلاسيكي.
لقد تم بناء هذه السيارة بواسطة ورشة "كنبر باجز آند مور" (Knepper Bugs & More) بعد إنقاذها من ساحة الخردة.
القلب الجديد للسيارة هو محرك كهربائي مستعار من طراز "تسلا"، ويغذى ببطارية قوية من "بورش".
أداء يحرج السيارات الخارقةهذه التوليفة الكهربائية السحرية منحت "الخنفساء" قوة دفع هائلة تتجاوز 600 حصان، وهو رقم يتجاوز بكثير قدرات السيارة الأصلية.
الأداء الصادم لهذه المركبة الكلاسيكية يتجلى في زمن تسارعها: فهي تنطلق من 0 إلى 62 ميلاً في الساعة (ما يعادل 0-100 كم/ساعة تقريبًا) في غضون 2.9 ثانية فقط.
هذا الرقم يجعلها أسرع في الانطلاق من طرازات سيارات خارقة شهيرة ومخصصة للحلبات، مثل "بورش 911 GT3"، والتي تحقق تسارعًا في حدود 3.4 ثانية.
الثورة الكهربائية تفتح الباب للمعدلينلقد أتاحت الطاقة الكهربائية عالماً جديدًا من الاحتمالات أمام معدلي السيارات.
فبإمكانهم الآن حشو أداء جاد وقوي في هياكل سيارات لم تصمم أبدًا في الأصل لاستقبال محركات ضخمة أو قوية، وذلك بفضل الطبيعة المدمجة والكفاءة العالية للمحركات الكهربائية.
وتعد هذه البيتل خير مثال على أن الأداء الخارق لم يعد مرتبطًا بالضرورة بالتصميم العدواني، بل يمكن أن يختبئ تحت أكثر المظاهر براءة.