هول جديد في حرب غزة ينذر بعصر بلا أخلاق
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
ترجمة - أحمد شافعي -
في يوم الأربعاء الماضي، تلقى بنيامين نتنياهو تصفيقا من أعضاء الكونجرس الأمريكي وهم وقوف. بدا أن تلك اللحظة تنذر بطور جديد من حرب غزة، لا يتم التسامح فيه مع هذه الحرب باعتبارها ضرورة مؤسفة، وإنما تعد فيه شيئا يستمر دعمه بلا مساءلة وبلا حدود وبلا خطوط حمراء وبلا تقدير تكتيكي. الآن أصبح محو إسرائيل بلا هوادة للأسر والبيوت والثقافة والبنية الأساسية -دونما نهاية أو إشارة إلى الموعد الذي تكتمل فيه أهدافها- محض جزء من الحياة.
في الوقت نفسه، تطرح المرشحة الديمقراطية المفترضة كمالا هاريس نداء عديم المعنى تقول فيه «إننا لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح بلداء» تجاه ما يجري وإنها «لن تصمت» عندما يكون الأمر الوحيد المهم للولايات المتحدة هو أن تستمر في تمويل إسرائيل وتسليحها.
كل ذلك لا يمثل انحلالًا للقانون الدولي وحده، وإنما للقانون الإنساني الأصلي. فمن بين جميع التجاوزات التي تقوض الحياة اليومية، قد يكون الموت قتلًا -بحسب وصفه- هو أسوأ الجرائم وأحطها. فقدسية الحياة الإنسانية، أي فكرة أنه لا يمكن إنهاؤها إلا بأرفع المبررات، هي التي تفصل بيننا وبين البربرية. وعلى مدار الأشهر التسعة الماضية، ومع كل حلقة بارزة من حلقات القتل، مرت لحظات كثيرة قال فيها المرء لنفسه: لا بد أن الأمر انتهى؟
حدث ذلك عند انتشال أوائل الأطفال الرماديين من الركام، وحينما صورت العدسات مدنيين غير مسلحين تصطادهم صواريخ المسيّرات، وعندما ماتت هند رجب ذات الخمس سنوات وهي في انتظار مساعدة وسط أقاربها الموتى، وعندما تعرض المسعفون الذين انتقلوا لمساعدتها للقتل، وعندما تعرض العاملون في (مطبخ الشارع العالمي) لقصف بصواريخ دقيقة التوجيه، وعندما تعرض رجل مصاب بمتلازمة داون لهجوم كلب تابع للجيش الإسرائيلي في بيته، ثم تركوه ليموت بعد أن أخرج الجنود أسرته ومنعوهم من الرجوع. ولكن الحرب لم تنته.
بذلت بطبيعة الحال محاولات للحفاظ على قواعد القانون الدولي والإنساني الهشة وتنفيذها. ومرة أخرى تمنى المرء مع صدور الأحكام أن تكون بشارة بنهاية الهجوم. حينما أعلنت محكمة العدل الدولية أن للفلسطينيين حقا منطقيا في الحماية من الإبادة الجماعية وطالبت إسرائيل بإيقاف الهجوم على رفح. وحينما تقدمت المحكمة الجنائية الدولية بطلب إصدار أمر اعتقال لنتنياهو. وحينما انتهت محكمة العدل الدولية إلى أن إسرائيل مسؤولة عن أبارتيد.
في سياق تلك الجهود، انضم ملايين المتظاهرين في العالم فأدى تظاهرهم إلى تعكير صفو السياسات الداخلية في بلادهم فبدا أن الموقف غير قابل للاستمرار. ولكن الحرب عثرت لنفسها على مكان جديد، واستقرت في حيز الأمر الواقع. ولعبت قضية غزة دورا في سياساتنا المحدودة وتداخلت مع سوءاتها. وأفرزت أصواتًا انتخابية احتجاجية ساعدة في إدخال عدد غير مسبوق من المستقلين إلى البرلمان في المملكة المتحدة وأحدثت اضطرابات انتخابية لساسة راسخين. وشهدت جامعات في الولايات المتحدة مشاهد تاريخية لمظاهرات وأعمال شرطية ثقيلة الأيدي.
وبرغم أن ما يجري يمثل تحولا دالا في الرأي العام العالمي تجاه إسرائيل، فإنه لا يزال غير مؤثر بالنسبة لأهل غزة الذين لا يعون أصلا بما يجري فيما يحاولون تفادي القنابل، ويبحثون عن الطعام، وينقبون وسط الأنقاض عن موتاهم. كل ما تمخض عنه ذلك لم يعدُ مزيدا من التحدي والعدوان الإسرائيلي، وإدانة حلفائها للأحكام القضائية، والانصراف عن عدد ضخم ممن لا يريدون غير إيقاف القتل أو تشويههم. ويبدو أن الرسالة من كل هذا هي: نعم، هذا هو العالم الذي نعيش فيه الآن، وخير لكم أن تعتادوا.
لكن كيف يكون شكل الاعتياد هذا؟ يبدو شبيها بالقبول بوجود مجموعات معينة من الناس يمكن قتلهم. وأن من المنطقي في واقع الأمر والضروري أن يموتوا حفاظا على نظام سياسي قائم على عدم تساوي الحياة الإنسانية. وهذا ما يطلق عليه الفيلسوف أشيل مبيمبي «سياسات الموت»، أي استعمال السلطة لفرض أن يعيش البعض وأن يتحتم موت البعض.
سياسة الموت تخلق عالم الموت الذي يحتوي «أشكالا جديدة وفريدة من الوجود الاجتماعي تخضع فيها أعداد هائلة من البشر لظروف معيشة تمنحهم وضع الموتى الأحياء». في عوالم الموت هذه يمكن قتل الآخرين وتدمير مواطنهم عبر قدرات عسكرية أسطورية لا يشعر مواطنو البلدان المسؤولة بتأثيرها مطلقا، تمنح مزيدا من القيم لإنسانية من يعيشون في الغرب «المتحضر». فهم مستثنون لأنهم جيدون، لا لأنهم أقوياء. بينما يموت الفلسطينيون لأنهم سيئون لا لأنهم ضعفاء.
استرخاص حياة الفلسطينيين يأتي من الفصل بين حياتنا وحياتهم، وفصل العالم القانوني والأخلاقي إلى عالمين، في أحدهما نعيش ونستحق التحرر من الجوع والخوف والقمع، وفي الثاني آخرون لهم صفات تبين أنهم لا يستحقون مثل ذلك. لذلك من المهم لمن يدافعون عن حرب إسرائيل أن يزعموا أن غزة ليس فيها أبرياء، وأن حماس تختبئ وسطهم، وأن أولئك الذين تتعاطفون معهم سيكونون أول من يقمعونكم لو أنكم مثليون أو نساء. فهم ليسوا مثلنا. وفور أن تتعلموا كيف تفصلون أنفسكم عن الآخرين على أساس إنسانيتهم، يكون عمل سياسات الموت قد اكتمل.
وتكون النتيجة عالما يبدو أنه عالق في منتصف تحول، تندفع الأحداث السياسية فيه بسرعة إلى الأمام، محيلة غزة إلى الطبيعي. صور غزة ورواياتها، وأحدثها لأطباء أمريكيين يكلمون شبكة سي بي سي نيوز عن أطفال مصابي الرؤوس والصدور بطلقات قناصة، صور تنافس الانتخابات الأمريكية على الانتباه. تنافس الميمات والنكات والثرثرة التافهة في عصرنا الرقمي. تأتينا غزة عبر المونتاج في مقاطع الفيديو الصغيرة والمنشورات: يرجى من المشاهدين توخي الحذر/كمالا طفلة مدللة/صور مزعجة/تفاصيل الوصفة في التعليقات/رشيدة طالب ترفع لافتة «مجرم حرب».
أي عالم يمكن أن يتمخض عنه هذا؟ الأمر ببساطة هو أن حرب غزة شديدة الضخامة، شديدة الحضور، شديدة القسوة، بحيث لا يمكن حسبانها أمرا طبيعي الحدوث دونما عواقب. والنتيجة النهائية هي مهانة الإنسانية كلها، وهي عالم حينما تعلو فيه دعوة إلى إغاثة المحتاجين، لن يكون أحد قادرا على التلبية.
نسرين مالك كاتبة عمود في صحيفة الجارديان ومؤلفة كتاب «نحتاج إلى قصص جديدة: تحدي الأساطير السامة وراء عصر السخط الذي نعيشه».
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حين يكون الزواج بناءً لا مظهرا
سلطان بن ناصر القاسمي
في كل حضارة تنمو وتزدهر، كانت الأسرة هي الخلية الأولى التي يبدأ بها البناء، والركيزة التي يقوم عليها المجتمع. وإذا ما نظرنا في التاريخ نجد أن أعظم المجتمعات إنما عرفت الاستقرار والتقدم حين اعتنت بالزواج وباركت تكوين الأسرة.
والزواج في الإسلام ليس مجرد ارتباط بين ذكر وأنثى؛ بل هو ميثاق غليظ، وعهد رباني، وسنة كونية وشرعية تحمل في جوهرها مقاصد عظيمة. ولأننا اليوم نعيش زمنًا تتسارع فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، بات من المهم أن نعيد الحديث عن هذا الركن الثابت، لا لنكرّر ما قيل، بل لنضيء الزوايا التي أهملناها، ونستنهض الوعي حول ما يجب أن يكون.
تحدثنا في موضوع سابق عن "كيف يمكن أن نبني زواجًا ناجحًا"؛ فكان لا بُد أن نوضح ونحث على الزواج، ونتحدث عن أهمية الزواج في الإسلام، حيث شرع الله سبحانه وتعالى الزواج بين جنسي البشر ذكر وأنثى، ووضع له شروطًا وأركانًا، وحث عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء".
وهذا دليل من السنة على وجوب الزواج وأهميته. وكثيرًا ما تم الحديث عن أسباب تأخر الشباب في الزواج، ومنها ارتفاع المهور، وتكاليف الزواج، وعدم القدرة المالية، وقلة التوظيف، وكثرة التسريح من الأعمال. كلها أسباب مجتمعة تجعل من هذا الموضوع عائقًا أمام الإتمام.
وبالتالي نركز في هذا الموضوع على الأركان الأساسية لتحقيق الزواج كما أشار إليه مصطلح "الباءة"، والذي يعني القدرة على الإنفاق على الزوجة وتحمل تكاليف الزواج من مهر، ومسكن، ونفقة، وكسوة. وهذه أمور أساسية، نعم، قد يشارك الأهل في بعضها وتسهيل البعض الآخر، ولكن يبقى الأساس في ذلك هو "الاستطاعة"، وتشمل كذلك القدرة الجسدية على إقامة علاقة زوجية سليمة، مقرونة بالقدرة المالية على تحمّل أعباء الزواج. وإذا توفرت هذه الأركان يُحثّ الشخص على إتمام الزواج، وإلّا فليُرجع إلى التوجيه والنصح النبوي بالصوم، لكسر جموح الرغبة لدى الإنسان، خوفًا من الوقوع في المعصية، لا قدر الله.
والزواج في الإسلام سُنَّةٌ مؤكدةٌ وعبادةٌ حثّ عليها الأنبياء والرسل؛ حيث يُعد من أفضل الأعمال وأقربها إلى الله تعالى، لما يحققه من مقاصد شرعية واجتماعية. وقد ورد فيه: "تناكحوا تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة". وهذا الحديث فيه حث صريح على الزواج، وهو أمر فطري لاستمرار التناسل، وحتى لا ينقطع التكاثر الإنساني، وهذا هو الأمر الفطريّ للبشرية. فالزواج كما ذكرنا عبادة، ويحقق نصف الدين، وكذلك يمثل الإطار الشرعي الذي يحقق الرغبات المشروعة، ويمنع الانحرافات الفطرية، ويوفر الاستقرار للمجتمع.
كما أنه بناء لمؤسسة عظيمة تقوم على أركان السكينة والمودة والرحمة، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً" (الروم: 21).
وهذه الآية بينت أن الزواج هو الأساس في بناء الأسرة، ويحقق أركانها. وشرع الله سبحانه الزواج منذ بداية الخليقة، عندما خلق سيدنا آدم، إلى أن تقوم الساعة، قال الله تعالى: "يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" (البقرة: 35).
كما إنَّ الزواج يحقق ويقوّي الروابط الأسرية، ويعزّز التواصل الفعّال بين أفراد الأسرة، ويزيد من ممارسة الاحترام المتبادل.
وتُعد الروابط الأسرية هي روابط القرابة بين الأفراد الذين تربطهم صلة الدم أو الزواج، وهي تشكّل علاقات الوحدة الأساسية للمجتمع، وهي أساسية للتنمية الاجتماعية. فنجد أن الأسرة في الأفراح والأتراح مجتمعة بكاملها، تفرح لفرح الجميع، وتحزن لحزنهم، حتى وإن كانوا من قبائل مختلفة، لأن هناك ترابطًا بينهم من خلال تحقيق الزواج بين تلك العوائل. كما ذكرنا، بالإضافة إلى تحقيق الدعم المعنوي، يحقق الزواج أيضًا الدعم المادي لبعضهم البعض، ويتحقق ذلك من خلال إقامة الصناديق العائلية، والمساهمات العينية في جميع المناسبات.
ولله الحمد والمِنَّة، نجد ذلك يتحقق في مجتمعنا العُماني بصور مختلفة باختلاف المحافظات. وحتى نحافظ على تقوية تلك الروابط الأسرية، أود أن أشير إلى بعض النقاط والطرق التي من الممكن أن تساعد وتحقق معنى الترابط الأسري. على سبيل المثال: يمكن تنظيم مناشط عائلية مشتركة، تسهم في تعزيز التواصل الفعّال بين أفراد العائلة الواحدة. كما إنَّ إبداء الاحترام المتبادل، وحلّ الخلافات بطريقة بنّاءة، يسهمان في الاستمرارية الإيجابية لتقوية العلاقات الأسرية. كذلك، فإن الصراحة والإخلاص في العلاقات يبنيان الثقة الكاملة في تلك الرابطة.
ولنتحدث قليلًا عن تأخر الزواج وأسبابه وآثاره الجانبية. إلّا أنني أؤمن بأن تأخر الزواج قد يدل على جوانب تتعلق بالحكمة الإلهية، أو لظروف شخصية أو اجتماعية، أو حتى ظروف اقتصادية من جانب الرجل. وقد يكون السبب أيضًا المبالغة والأنانية في طلبات الزواج. ومع ذلك، فإن هذا التأخر قد يكون فرصة للنضوج والتطوير الذاتي لدى الجانبين.
لكن، من جانب آخر، فإن تأخر سن الزواج يؤدي إلى متغيرات في نمط الإنفاق والاستهلاك لدى الفرد، فتجد عملية الإنفاق غير مسؤولة، والمشتريات ليست لها حاجة ضرورية، أو تكون فقط لحظية. وهذا ما يحدث نتيجة عدم الشعور بالمسؤولية الأسرية. كما لا يخلو التأخير من الآثار النفسية لدى الطرفين، من حيث القلق والتوتر النفسي، الذي قد يؤدي إلى انعدام الثقة، وفقدان الإحساس بالاستمتاع، والقلق، والعصبية، واضطرابات في النوم، وبعض المشاكل الجسدية في شكل أوجاع متفرقة.
ولو رجعنا إلى الخلف قليلًا، لوجدنا تباينًا كبيرًا في المتطلبات والعادات والتقاليد. فبينما كان في الماضي يتم عقد القران بحضور الأهل والأقارب والأصدقاء، مع تناول الحلوى العُمانية، وبعدها تتم مراسم الزواج من خلال الأهازيج والموروث العماني، وكلٌّ حسب محافظته، إلا أنَّ ما أثقل كاهل الشباب اليوم في موضوع الزواج هو إقامة الحفلات.
فهناك حفلة لعقد القران، يتبعها حفلة لِلَبس الدبل، ويتم استئجار القاعات أو الاستراحات مع وجبة عشاء، يتبعها حفلة العرس، وما تحمله من نفقات لا مبرر لها، وتُختتم برحلة تُسمى (شهر العسل). وهذه كلها تكاليف لم يأمر بها الإسلام أبدًا، امتثالًا لقوله صلى الله عليه وسلم: "أقلهن مهرًا أكثرهن بركة".
ومما يدعو للتفاؤل أن هناك مبادرات مجتمعية آخذة في التنامي، تسعى إلى إقامة الأعراس الجماعية تخفيفًا لأعباء تكاليف الزواج، وتعزيزًا لروح التعاون والتكافل الاجتماعي. كما أن استشعار الدولة لأهمية دعم الشباب في هذا الجانب تجسّد في تبنّي الحكومة لصندوق دعم الزواج، المخصص لمن تنطبق عليهم الشروط، وهو ما يعكس وعيًا مؤسسيًا بقيمة الاستقرار الأسري في بناء المجتمع.
ولذلك.. أوجه ندائي للجهات المعنية بالدولة فيما يخص هذا الصندوق، بألا يتم وضع شرط دخل الفرد عائقًا أمام بعض الشباب من الاستفادة منه، أو على الأقل رفع معدل دخل الفرد إلى (1500 ريال عُماني) للحصول على هذا الدعم؛ لأن ما يترتب على الزواج من تكاليف، كما تم ذكره أعلاه، أكبر من أن يتحمّله الشباب وحدهم.
وهكذا، فإن الزواج ليس مجرد عقد وارتباط؛ بل هو بداية رحلة، ومفتاح لبناء حضارة، وتجسيد لمعاني الرحمة والسكن. فلنحمله بالوعي، لا بالمظاهر. ولنجعله عبادة، لا عادة. ولتكن نوايانا فيه خالصة، وقلوبنا مهيأة لحياة تستحق أن تُبنى على الثبات، لا على التكلّف.
رابط مختصر