سودانايل:
2025-08-02@21:40:24 GMT

الإسلام السياسي بين القشتين .. نموذج سناء حمد

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

الإسلام السياسي بين القشتين
(المُرّة والتي قصمت ظهر البعير).. نموذج سناء حمد
(إذهب إلى القصر رئيسا و سأذهب إلى السجن حبيسا )

أبرز علامة مميزة زينت صدر نظام الإنقاذ البائد و هو يخطو خطواته الأولى في سلم الاستعباد ليقنع الشعب السوداني أنه المخلّص من ( ثمرات) انتفاضة أبريل و انبلاج فجر الحرية بزعم أن حكومات المدنيين فشلت في إدارة الدولة على الوجه الأكمل و ما العلاج إلا أن يتدخل الجيش محمولا على ظهر تنظيم سياسي بئيس ليعدل الصورة.

وفق هذا الفقه السياسي المعوّج تسنمت المؤسسة العسكرية قيادة البلاد أكثر من نصف قرن بعد الاستقلال و رغم ذلك هناك عقلية شوهاء تحمّل كل القوى السياسية و المدنيين وزر ارتداد بلادنا القهقرى.
ما ترك الإسلامويون بابا من أبواب إذلال الشعب إلا و طرقوه عبر المفاهيم التي تمثل عماد دعوتهم ، مفهوم الأمة الإسلامية المتجاوز حدود الدولة القطرية التي لا يرى فيها الإسلامويون سوى( هوية مصطنعة) لا قيمة لها أمام (الانتماء الديني ) ،مفهوم الحاكمية التي ( هي لله لا للسلطة و لا للجاه) الهتاف الكذوب، و ما عداه حكم ( الجاهلية و الطاغوت ) ، و عبر سيادة هذا المفهوم و ( الهجرة إلى الدولة الإسلامية ) سيق شباب

جامعيون من عواطفهم للانضمام إلى داعش، مفهوم الخلافة الإسلامية أداة تنفيذ الشريعة الإسلامية و أداة فتوحات ( الحلم الإسلامي الكبير ) عبر تطبيق المفهوم الرابع ، مفهوم الجهاد و بذل الروح رخيصة من أجل أن (تصبح كلمة الله هي العليا ).
ما هو جدير بأن يقف عنده علماء النفس الاجتماعي الغوص عميقا في مثل هذه النفوس المريضة بل القلوب (أم على قلوب أقفالها ) و بلا شك هناك خلل تربوي يرتبط بالنشأة رغم طابع الحياة في بلادنا و الذي أقل ما يتميز به ذلك الظل الوريف للأسرة الممتدة.
و من تلك الكذبة امتد حبل للموبقات مخضب بالدماء حيث أعدم ٢٨ ضابطا في العشرة الأواخر من رمضان، شهداء الحركة الطلابية: بشير الطيب ، سليم أبوبكر، التاية أبوعاقلة، محمد عبدالسلام ..... إلخ، ثم أعدم مجدي محجوب بحيازة حفنة دولارات بعدها استُنّ قانون يحفظ الحق في الحيازة بل التداول و كأنما نصبت له المشنقة( على وجه الخصوص)، مسمار في رأس الشهيد الدكتور علي فضل ، مجندو الخدمة الإلزامية في معسكر العيلفون، إعلان الحرب في دارفور و جنوب كردفان و النيل الأزرق و قتل الأبرياء في أسوأ مثال للتطهير العرقي تشهده بلادنا بشهادة للرئيس

المعزول عمر البشير مبذولة في الفضاءات الإسفيرية، شهداء ثورة سبتمبر ٢٠١٣م، شهداء القضايا المطلبية فيما عرف بالسدود في شمال البلاد ثم الشهيد الأستاذ أحمد الخير و نسل من هذه السلالة طويل.
و بين هذه و تلك أمور متشابهات في أحداث تخص النظام البائد نفسه حيث لم تسفر التحقيقات حتى الآن عن نتيجة بخصوص سقوط طائرة الزبير محمد صالح و طائرة إبراهيم شمس الدين و مرافقيه، و حادثة حركة أودى بحياة مجذوب الخليفة و مثله راح ضحيته الأستاذ المحامي فتحي خليل ..... إلخ.
لم يعترف المؤتمر الوطني المحلول حتى الآن بثورة ديسمبر المجيدة و يعتبرها انقلابا عليه في أكبر ضلال و عمه يسم عقلية عضويته الإقصائية ووفقا لذلك ابتدع ما أسماه مواكب الزحف الأخضر التي خرجت لتهتف ضد الحكومة الانتقالية يقودها من يسمونهم شيوخ الحركة الإسلامية أمثال أحمد عبدالرحمن محمد و إبراهيم أحمد عمر و كلا الرجلين عندما طلبت منه الشهادة في محاكمة مدبري انقلاب الإنقاذ في ٣٠ يونيو ٨٩ تعذر بأن الذاكرة أصابتها الشيخوخة و لم يعد الرجلان يتذكران تلك الأحداث البعيدة .. فهل يمكن أن يكون في هؤلاء القوم رجل رشيد أو متحليا بحكمة!

انتظر الإسلامويون مرور عام كامل على الحرب طمعا في دبلوماسية تغسل من صحيفتهم التي يحفها الإجرام من كل جانب أنهم أشعلوا الحرب لأنهم لا يطيقون فراق السلطة التي بسطت لهم الفساد بدلا عن قضاء حوائج الشعب و الارتقاء به علما بين الأمم.
و كان السنا في حساباتهم ما نطقت به سناء (فإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) و أن مسيرتهم مأمورة بالنصوص.. حتى النصوص يقطعونها (أنصاصا ) خدمة للمسيرة القاصدة في الالتفاف على عقول الشعب و عامة الناس و لا يعرف الحياء طريقا للرجال و النساء عندهم على حدّ سواء.
بهذا السلوك (الدبلوماسي) الخشن و قبول الجلوس لقائد الدعم السريع و استلطاف الرجل آيبا لحضن ( حوشه) القديم و في المقابل الرفض باللغة المغلظة للقاء تقدم و هي التي عافت أي مائدة حوار تجمعها بهم، تؤكد على أن هذه الحرب اللعينة ضد الثورة و عصا غليظة في وجه الشعب السوداني المتطلع للحرية و السلام و العدالة.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

يسري عزام: مصر ذُكرت في السنة النبوية ولها مكانة عظيمة في الإسلام «فيديو»

أكد الشيخ يسري عزام، من علماء وزارة الأوقاف، أن لمصر مكانة عظيمة في السنة النبوية، مشيرًا إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بها وبأهلها خيرًا.

واستشهد عزام بما رواه النبي للصحابة: "إنكم ستفتحون أرضًا يُذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا"، موضحًا أن الرحم تعود إلى السيدة هاجر، أم إسماعيل، عليه السلام، والذمة إلى السيدة مارية القبطية، التي أهداها المقوقس إلى النبي وتسرى بها رسول الله.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أرسل كتبه إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام، وكان من بين هؤلاء المقوقس، عظيم مصر، الذي استقبل رسالة النبي بكل تقدير، فوضعها في صندوق من عاج، وأرسل إلى النبي هدايا، منها مارية وسيرين، وجاء في بعض الروايات أن سيرين كانت أخت مارية، كما أرسل المقوقس للنبي عسلًا من "بنها" - المعروفة الآن بـ"بنها العسل" - وحمارًا أشهب يُدعى "يعفور"، وبغلة بيضاء، وعبدًا، وعشرين مثقالًا من الذهب.

وأكد الشيخ يسري عزام أن ذكر مصر في السنة النبوية هو شرف كبير لأرضها وشعبها، وأن هذه المكانة التي سجلها التاريخ ستظل محفوظة في الوجدان الإسلامي إلى يوم الدين.

مقالات مشابهة

  • أقصر طريق للسلام هو استسلام المليشيا لا الشعب السوداني
  • الأوقاف تطلق مبادرة «صحح مفاهيمك» لتصويب 40 قضية مجتمعية ودينية
  • هجوم كبير على قاعدة عسكرية.. مقتل عشرات المدنيين والعسكريين في بوركينا فاسو
  • الإعلام الغربي يتغيّر.. بين ضغط الجمهور وعودة الأخلاقيات.. غزة نموذجًا
  • “صمود” يدعو لتصنيف حزب المؤتمر الوطني “المحلول”، والحركة الإسلامية وواجهاتهما كـ “منظومة إرهابية”
  • أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وجودي وحقوق الإنسان استُخدمت أداة هيمنة
  • ضياء رشوان: مظاهرات تل أبيب كشفت ازدواجية الإسلام السياسي ومخططاته ضد مصر
  • ياسمين غيث: لحظة اكتشاف إصابتي بالسرطان كانت الأصعب في حياتي
  • يسري عزام: مصر ذُكرت في السنة النبوية ولها مكانة عظيمة في الإسلام «فيديو»
  • الوزير الشيباني: تعبنا من الحرب خلال 14 سنة، نريد لم شمل الشعب السوري في الداخل والخارج وهو ما يحتاج إلى بيئة مواتية ومساعدة ودعم من الأصدقاء