سودانايل:
2025-08-02@23:20:59 GMT

التخييل بالمسيرات

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

وجدي كامل

المعلومة التي خرجت حديثا عن مصادر عليمة لخبراء عسكريين صرحوا لقناة (الحدث) الفضائية بانطلاق المسيرات من منطقة يسيطر عليها الجيش تثبت فرضية ان العمل المسيراتي غالبا ما مثل حدوتة مرتبكة العناصر والاركان بنحو اضعف دراميكيتها بعلم ربما من البرهان نفسه، وبنصيحة قد يكون تلقاها من ناصحين ذوي تكوين معلوماتي، وثقافة اعلامية قديمة عفى عليه الزمان بأغراض ودوافع تنمية صورته الاعلامية، وانتاجه كبطل خارق في مثل ظروف حرجة وخربة كهذه التي تحيط بالرجل ويتلقى فيها النقد من حاضنته الاسلاموية، والتهديدات من كتائب المستنفرين.

وعطفا على النصيحة النيئة، فانها نصيحة نمطية بذلت للقادة العسكريين النازيين إبان الحرب العالمية الثانية، كما وقع في اسر وصفتها قائد عربي مجيد كعبد الناصر في واقعة محاولة الاغتيال بمنشية البكري لاتباع خدعة تاكتيكية اعلامية في ظروف الازمات وانخفاض صورتهم عند الراى العام لاسباب، منها تهديدات العدوان، كما الهزائم العسكرية.
المسيرات المستخدمة، وكما ذكر الخبراء، لم تكن حربية، وانما اقرب لمسيرات التصوير ( الدرون) بدليل الصوت الواضح المرافق لها للطيران وهو ما يتعارض مع شرط وخاصية المباغتة في الهجوم، وهى بالتالي مسيرات بلا اسنان تقريبا، فلا تهاجم اهدافها بدقة، ولكنها قد تحمل اوزانا خفيفة من المتفجرات الباعثة لرسائل الزعزعة اكثر منها اصابة الهدف المحدد، وهو ما اظهرها كمسيرات كسولة، بطيئة، عالية الصوت، لافتة للنظر، خالية من عنصرى المباغتة والتشويق. ويبدو ان كل شيء كان مدركا ومدروسا مسبقا، وقد تم البناء عليه، بما فيه التفسير الذي سيذهب الراى العام عليه فيما بعد الحادثة كونها استهدافا من كتائب المستنفرين ضمن ما توعدت به قبلا.
انها خدعة من ذات عقلية ( ناس الشجرة بيسلموا عليكم) والتي لم تنطل على العالمين ببواطن زنقة الرجل تحت الارض وقتها فاستخدم التمويه وارتدى لباسا عسكريا خفيفا، وفي كتفه سلاحا لكى يدلل على مشاركته في المعركة وقدومه منها الى اجتماع القيادة المتواطئة في التمثيلية. اما بالنسبة لسيرة المسيرات فكل شي كان متوقعا ايضا كما وضحت الصور المأخوذة اثناء الحدث لاتجاه نظر الحرس الشخصي اثناء القاء البرهان لكلمته دون ادنى التفاتة شخصية منه وهو القائدالعسكري العارف والعالم بمهددات التأمين وصدور اصوات غير معتادة من فوقه.
غير ان الخطأ الجسيم الذي وقع فيه ( الخبراء) كان، وبعد اثباتهم ان المسيرات ذات طبيعة غير عسكرية او حربية في ان ذهبوا في دعم وتأييد التوقعات السياسية للواقعة باعتبارها محاولة اغتيال معتمدين في ذلك على معرفة النسبة المعلومة من الخطأ الواردة من استخدام متفجرات محمولة على مسيرة سينسحب من يعلم امرها في الوقت المناسب وسيقع من لا علم له بخدعتها. وفي ذلك تراث للاسلامويين المدنيين والعسكريين في التضحية برفقائهم. الخطأ الجسيم الذي اقترفه ( الخبراء) كان في نسيان القاعدة المنطقية البسيطة المتمثلة في ان الذي ينسف الاساس المادي للفعل لا يقر بنتائجه.
الخلاصة، ان الواقعة ربما لم. يرشح اي رد فعل تحقيقي او شفافية حول ما بعدها يلفها شيء من الغموض وقد تحتاج الى قدر من التحليل التقني والاستخباراتي الذي لا بد وان يفضي الى المصدر والفاعل. بدون ذلك سيكون الباب مفتوحا لاي تفسير، بما فيه تفسيرنا هذا المبذول هنا، وهو وعلى اي الاحوال يضع فرضية، ولا يزعم الاحاطة الكلية التامة بتفاصيل حقيقة ما وقع. وبعد، فمضي كل يوم على هذه الحرب يؤكد على انها حرب المعلومات الزائفة والاخبار المفبركة بامتياز.
انها حرب الخدع والحيل المكشوفة، والانشطة والانتهاكات بالغة الاذى والضرر باهل السودان الذين تقع عليهم اعباء انتقام التنظيم الاسلاموي الشيطاني جراء ثورتهم الباسلة عليه قبل ان تستحكم الامراض ، وتضرب جائحة الخيانة بغير رفق ورحمة في عمقها الحيوي بفعل زواج داهم وقاهر مع عدوها الاستراتيجي.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

هل المواظبة على الصلاة يغني عن قضاء ما فات منها؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: هل المواظبة على الصلاة يغني عن قضاء ما فات منها؟ وما حكم الذي يواظب على صلاة الفرائض والسنة على قدر استطاعته، إلا أنه قد فاته كثير جدًّا من الصلوات والفرائض لمدة تكاد تصل إلى عشر سنين؟

وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: شرع الله تباركت أسماؤه وتعالت صفاته لعباده شرائع من شأنها أن تجعل الإنسان على صلة وقرب من ربه عز وجل، ومن هذه الشرائع الصلوات الخمس التي فرضت ليلة معراج الحبيب المصطفى صلوات الله وتسليماته عليه وآله.

ولفتت إلى أن الله تبارك وتعالى أكد في قرآنه على فرضيتها والمحافظة عليها، قال عز وجل: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة: 43]، وقال: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، وقال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: 9]، وقال عز وجل: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: 45]، ووقَّت الحق تبارك وتعالى لها مواقيت فقال: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا رَقَدَ -نام- أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14]» رواه مسلمٌ من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

وأكدت انه يجب على المسلم أن يحافظ على الصلاة قدر استطاعته، وأن يؤديَها في أوقاتها، فإذا نسي صلاةً أو نام عنها، فليُصَلِّها عند تذكُّرِه لها، فإذا ترك الإنسان الصلاة لمدة طويلة -كما هو الحال في واقعة السؤال- فليقضِ ما فاته منها بأن يصلي مع كل فريضة حاضرة فريضة مما فاتته، والله تعالى يتولى سرائر خلقه.

طباعة شارك الإفتاء هل المواظبة على الصلاة يغني عن قضاء ما فات منها الصلاة المواظبة على الصلاة قضاء الصلوات

مقالات مشابهة

  • منها ساحلية.. حرارة شديدة بهذه الولايات غدا
  • هل المواظبة على الصلاة يغني عن قضاء ما فات منها؟.. الإفتاء تجيب
  • لا إجراءات ضد الأطباء ..جهة واحدة للفصل في الخطأ الطبي
  • التحالف الذي لم تطأ اقدامه أرض السودان لا يحق له التقرير بشان أهله
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • المسيرات من أجل فلسطين.. معركة الوعي في وجه التخذيل وقمع الضمير الجمعي
  • “رونالدو… نجم النصر الذي لا يبتسم للإعلام النصراوي”
  • عشرات القتلى والمصابين في هجوم روسي كبير بالمسيرات على كييف
  • مقتل مواطن في تريم حضرموت والشرطة تصرح: ''حدث ذلك عن طريق الخطأ''
  • ما الفرق بين الخطأ والخطيئة وكيف نتجاوزهما؟.. علي جمعة يجيب