رفعت وزارة العدل الأميركية، الجمعة، دعوى قضائية اتهمت فيها منصة تيك توك والشركة المالكة لها بايت دانس بالتقاعس عن حماية خصوصية الأطفال على تطبيق التواصل الاجتماعي، في حين حظيت جهود حظر التطبيق في حال عدم بيع أصوله الأميركية بدعم 21 ولاية و50 مشرّعا أميركيا.

وذكرت وزارة العدل الأميركية في بيان عبر موقعها أن تطبيق تيك توك انتهك متطلبات قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت بحصول الخدمات التي تستهدفهم على موافقة الوالدين لجمع المعلومات الشخصية من المستخدمين دون سن 13 عاما.

والقانون الذي استخدمته الوزارة لرفع الدعوى القضائية هو "حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت" (Children’s Online Privacy Protection Act) أو "COPPA" اختصارا. 

وجاء في نص الدعوى التي انضمت إليها لجنة التجارة الفيدرالية أن الهدف منها هو وضع حد "لانتهاكات غير قانونية لخصوصية الأطفال يرتكبها تيك توك على نطاق هائل".

وقالت الوزارة في البيان إن قانون "COPPA" يحظر على مشغلي المواقع الإلكترونية جمع أو استخدام أو الكشف عن معلومات شخصية عن الأطفال دون سن 13 عاما عن علم، ما لم يقدموا إشعارا إلى أولياء إمور هؤلاء الأطفال ويحصلوا على موافقتهم. 

وأضافت كما يتطلب من مشغلي المواقع الإلكترونية حذف المعلومات الشخصية التي تم جمعها من الأطفال بناء على طلب أولياء الأمور.

وذكرت الوزارة أنه في عام 2019، رفعت الحكومة الأميركية دعوى قضائية ضد شركة "Musical.ly"، سلف TikTok، بسبب انتهاكات قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، ومنذ ذلك الحين خضع المدعى عليهم لأمر قضائي يلزمهم باتخاذ تدابير محددة للامتثال لقانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت.

وفقا للشكوى، "من عام 2019 حتى الوقت الحاضر، سمحت تيك توك عن علم للأطفال بإنشاء حسابات تيك توك منتظمة وإنشاء مقاطع فيديو ورسائل قصيرة وعرضها ومشاركتها مع البالغين وغيرهم على منصة تيك توك العادية". 

وأضافت "جمع المدعى عليهم واحتفظوا بمجموعة واسعة من المعلومات الشخصية من هؤلاء الأطفال دون إخطار أو الحصول على موافقة من والديهم. وحتى بالنسبة للحسابات التي تم إنشاؤها في 'وضع الأطفال' (نسخة مختصرة من تيك توك مخصصة للأطفال دون سن 13 عاما)، فقد جمع المدعى عليهم بشكل غير قانوني عناوين البريد الإلكتروني للأطفال وأنواعا أخرى من المعلومات الشخصية واحتفظوا بها". 

وعلاوة على ذلك، تضيف الدعوى أنه "عندما اكتشف الآباء حسابات أطفالهم وطلبوا من المدعى عليهم حذف الحسابات والمعلومات المتواجدة فيها، فشل المدعى عليهم في كثير من الأحيان في تلبية هذه الطلبات. كما كان لدى المدعى عليهم سياسات وعمليات داخلية معيبة وغير فعالة لتحديد وحذف حسابات تيك توك التي أنشأها الأطفال".

والدعوى القضائية هي أحدث إجراء أميركي يستهدف تيك توك والشركة الصينية المالكة للتطبيق بسبب مخاوف من أن الشركة تجمع كميات هائلة من بيانات الأميركيين لصالح الحكومة الصينية وتؤثر في المحتوى على نحو قد يضر بسكان الولايات المتحدة.

وأيدت مجموعة من 21 ولاية وأكثر من 50 مشرعا أميركيا، الجمعة، مطالبات وزارة العدل في دعواها  القضائية ضد تيك توك والشركة الأم، بايت دانس، التي تتخذ من الصين مقرا لها ببيع أصول تيك توك الأميركية بحلول 19 يناير أو مواجهة الحظر، وفق رويترز.

ونص ملف قضائي بقيادة المدعين العامين لولايتي مونتانا وفيرجينيا على أن "تيك توك يشكل تهديدا للأمن القومي وخصوصية المستهلك".

وقالت مجموعة تضم أكثر من 50 مشرعا بقيادة النائب الأميركي، جون مولينار، وهو جمهوري من ميشيغان ورئيس لجنة الصين لدى مجلس النواب وأكبر ممثل ديمقراطي في اللجنة، راجا كريشنامورثي، في وثيقة منفصلة إن القانون "يوفر مسارا واضحا وقابلا للتحقيق للشركات المتضررة لحل التهديدات الأمنية القومية التي تعتبر ملحة وغير افتراضية والتي تشكلها هياكل المُلْكية الحالية".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

دراسة: الأنهار تسرّب كمية هائلة من الكربون المخزّن

كشفت دراسة جديدة أن الكربون المخزن في أعماق تضاريس الأرض منذ آلاف أو حتى ملايين السنين، يشق طريقه مرة أخرى إلى الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون المنبعث من أسطح الأنهار.

وفي دراسة أجراها علماء من جامعة بريستول، وجد فريق بحثي دولي أن الأنهار حول العالم تُطلق الكربون، ليس فقط من مواد عضوية حديثة، بل أيضا من مصادر أقدم بكثير. يأتي هذا الكربون القديم من طبقات التربة العميقة، وحتى من الصخور المتآكلة.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3الأمم المتحدة: ذوبان الأنهار الجليدية يهدد معيشة ملياري شخصlist 2 of 3إعادة رسم خرائط أنهار العالم كله لتحسين التنبؤ بالفيضاناتlist 3 of 3ذوبان الأنهار الجليدية يهدد نظما بيئية فريدةend of list

ومن المرجح أن يغير هذا الاكتشاف فهمنا لدورة الكربون العالمية، ويشير إلى أن النباتات والتربة تلعب دورا أكبر في إزالة الكربون من الهواء مما كان يعتقد سابقا.

وقال المؤلف الرئيسي جوش دين، الأستاذ المشارك في الكيمياء الحيوية الجيولوجية في جامعة بريستول: "لقد فاجأتنا النتائج لأنها تبين أن مخازن الكربون القديمة تتسرب إلى الغلاف الجوي أكثر بكثير مما أشارت إليه التقديرات السابقة".

وافترض العلماء في السابق أن الغازات المنبعثة من الأنهار -الميثان وثاني أكسيد الكربون- تأتي في الغالب من المواد النباتية الحديثة التي تحللت وانجرفت إلى المياه خلال السنوات السبعين الماضية.

لكن هذه الدراسة وجدت شيئا مختلفا، حيث يأتي نحو 60% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الأنهار في الواقع من الكربون المدفون تحت الأرض منذ قرون أو آلاف السنين.

إعلان

وقال دين "قد تكون لهذه النتائج آثار هائلة على فهمنا لانبعاثات الكربون العالمية. فالنباتات والأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ثم يمكنها حبسه في التربة لآلاف السنين".

وأشار إلى أن النتائج تشير إلى أن بعض هذا الكربون القديم، فضلًا عن الكربون القديم من الصخور، يتسرب بشكل جانبي إلى الأنهار ويشق طريقه عائدا إلى الغلاف الجوي.

ورغم أنه من غير الواضح كيف يؤثر النشاط البشري على إطلاق الكربون القديم، فقد وجد الباحثون أن النباتات والأشجار تمتص حاليا المزيد من الكربون الجوي لتعويض هذا الإطلاق غير المعترف به.

يتسرب الكربون المخزن في أعماق الأرض إلى الغلاف الجوي عبر أسطح الأنهار (شترستوك) إعادة تقييم دورة الكربون

وقام فريق البحث بفحص أكثر من 700 مجرى نهر من 26 دولة عبر كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وباستخدام تقنيات تأريخ الكربون المشع المتقدمة، قاموا بقياس عمر ثاني أكسيد الكربون والميثان المنبعثين من الأنهار.

ومن خلال تحليل كمية "الكربون-14″، وهو النظير الذي يساعد العلماء في تحديد عمر العينة، تمكنوا من التمييز بين الكربون "الحديث" والمصادر القديمة.

وقال المؤلف المشارك بوب هيلتون، أستاذ الجغرافيا الرسوبية في جامعة أكسفورد: "اكتشفنا أن حوالي نصف الانبعاثات حديثة العهد، في حين أن النصف الآخر أقدم بكثير، وتنطلق من طبقات التربة العميقة وتآكل الصخور التي تشكلت منذ آلاف وحتى ملايين السنين".

وغالبا ما يتم تجاهل الأنهار في المناقشات المتعلقة بالمناخ، ولكنها تلعب دورا حاسما في دورة الكربون، مثلما توضح الدراسة، وتُطلق الأنهار حول العالم حوالي مليار طن من الكربون سنويا. وبالمقارنة، يُصدر النشاط البشري ما بين 10 و15 غيغا طن سنويا.

ويجعل هذا انبعاثات الأنهار جزءًا كبيرًا من تدفق الكربون الطبيعي، وهو ما يدرك العلماء الآن أنه أكثر ديناميكية مما كان يعتقد في السابق.

إعلان

قالت جيما كوكسون، الأستاذة المشاركة في علم المياه بجامعة بريستول والمؤلفة المشاركة: "إن انبعاثات الأنهار هذه كبيرة على نطاق عالمي، ونظهر أن أكثر من نصف هذه الانبعاثات قد يكون مصدرها مخازن الكربون التي اعتبرناها مستقرة نسبيًا".

وأضافت "هذا يعني أننا بحاجة إلى إعادة تقييم هذه الأجزاء الأساسية من دورة الكربون العالمية".

ويثير هذا الاكتشاف أسئلة جديدة: إذا كان الكربون القديم يتسرب بانتظام إلى الغلاف الجوي عبر الأنهار، فكيف يمكن أن يتغير هذا التدفق بمرور الوقت – لا سيما مع ارتفاع درجة حرارة المناخ وإعادة تشكيل الأرض بفعل النشاط البشري؟

ويخطط الفريق لمواصلة أبحاثه من خلال التحقيق في كيفية تغير عمر انبعاثات الكربون النهرية في المناطق التي لم يتم التقاطها في الدراسة الحالية، وما إذا كانت هذه الأنماط قد تغيرت تاريخيًا.

ومن خلال إعادة تشكيل فهمنا لمصادر انبعاثات الكربون، تؤكد هذه الدراسة أيضًا على الدور الحيوي للنظم البيئية الطبيعية في موازنة تلك الانبعاثات.

وبحسب الباحثين، فإن النباتات والتربة ربما تكون بالفعل قادرة على تعويض هذا المصدر غير المتوقع عن طريق سحب ما يقرب من مليار طن إضافي من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي كل عام.

وتسلط النتائج الضوء على الحاجة إلى ميزانيات كربون أكثر دقة في الوقت الذي يعمل فيه صناع السياسات والعلماء على معالجة تغير المناخ.

إن فهم المصادر والمصارف الخفية للكربون في البيئة ليس مجرد نشاط علمي، بل هو أمر ضروري لبناء إستراتيجيات فعالة للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري وحماية مستقبل كوكبنا.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: حماية الأطفال من الموت جوعا أحد أكبر تحديات العائلات الغزية
  • ستيفاني خوري في بنغازي.. وتأكيد على اللامركزية ودعم الخدمات
  • 8 عادات يومية ترفع مستوى السكر في الدم بصمت| تعرف عليهم
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • "الداخلية" تحتفل مع الأطفال الأيتام بعيد الأضحى المبارك وتوزع الهدايا عليهم
  • دراسة: الأنهار تسرّب كمية هائلة من الكربون المخزّن
  • جزيرة توتي تؤدي صلاة العيد بعد عامين من انتهاكات المليشيا الإرهابية
  • محافظ الإسكندرية يُسلّم «توك توك» جديد لسيدة تعويضًا عن مركبتها التي غرقت بسبب العاصفة الثلجية
  • بسبب موجة الحر التي تضرب لبنان.. تحذير من مصلحة الابحاث Lari
  • بسبب تجميد المساعدات الأميركية.. وسائل منع الحمل المخصّصة للدول الأكثر فقراً عالقة في المستودعات