عين حشير .. جوهرة مائية ووجهة سياحية تحتاج إلى تطوير
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
التبلدي والحناء رموز طبيعية تزين العين .. والجاذبية المغناطيسية تثير الدهشة
تُعد عين حشير بولاية مرباط في محافظة ظفار موردا مهما لمياه الشرب في المناطق الجبلية المجاورة، نظرا لندرة العيون الدائمة الجريان في المنطقة. رغم وجود بعض العيون المائية، إلا أن منسوب المياه فيها يتضاءل في بعض أوقات العام، لا سيما خلال فصل القيظ والشتاء.
قبل النهضة المباركة، كان أهالي مرباط يعتمدون على عين حشير لجلب مياه الشرب من خلال النزول إلى تجويف العيون المائية غير الظاهرة على السطح باستخدام الحبال، حيث تعبأ المياه في "النيد"، وهو وعاء مصنوع من جلد الوعل العربي يتسع لأكثر من 50 لترا ويباع بريالين فرانس.
وزارت "عمان" عين حشير وتجولت في جميع أرجاء العين، والتقطت العديد من الصور لجريان المياه والمناظر الطبيعية الخلابة التي تميز هذه العين عن غيرها من العيون المائية في جبال محافظة ظفار.
وتعتبر عين حشير مقصدا رئيسيا للسياح في فصل الخريف، حيث يستمتع الزوار بمشاهدة جريان المياه المتدفقة بقوة على الصخور حتى تصل إلى بحر العرب. وتقع العين على بعد 60 كيلومترا شرق ولاية صلالة، وللوصول إليها يجب الانعطاف يسارا قبل النزول من مرتفع الدمر باتجاه الشمال عبر الطريق الرئيسي المؤدي إلى منطقة طوي اعتير مرورا بمنطقة الجاذبية. ما يميز العين هو وجود أشجار التبلدي أو الباوباب العملاقة النادرة، المعروفة عالميا باسم (Adansonia Digitata) ومحليا باسم "الكجي - هيروم ذري".
يوجد أيضا وادي "حنّاء" بمنطقة حشير، وهو امتداد للمجرى المائي البادئ من عين حشير، وسُمي بهذا الاسم نظرا لوجود شجرة الحناء التي تتميز بأوراقها الخضراء الجميلة وأزهارها الوردية أو البيضاء. استخدمت الحناء عبر العصور لصبغ الشعر والبشرة، ولها فوائد طبية عديدة مثل تعزيز صحة الشعر وتقوية الأظافر وتخفيف الآلام ومحاربة اضطرابات النوم وتسريع التئام الجروح.
وتعتبر منطقة "الجاذبية" أسفل عقبة حشير من المعالم السياحية، حيث تُظهر ظاهرة مغناطيسية تجعل السيارة تصعد للأعلى بمجرد تحرير الفرامل. وتجذب هذه الظاهرة العديد من الزوار الذين يرغبون في مشاهدة هذه الظاهرة الغريبة.
وأشار نائف بن أحمد العمري، عضو مجلس إدارة جمعية صون الطبيعة (مبادرة وعي)، إلى أن العين تستقطب السياح على مدار العام لكنها تفتقر إلى بعض الخدمات الأساسية مثل دورات المياه والمواقف. وأكد الحاجة إلى إنشاء ممشى آمن إلى شجرة التبلدي العملاقة التي يبلغ قطر جذعها 13 مترا.
وأضاف نائف العمري أن هناك بستانا طبيعيا من أشجار الليمون شمال عين حشير، حيث قام بعض المتطوعين من منطقة طوي اعتير بزراعة العديد من أشجار الليمون والمانجو منذ نحو أربع سنوات. وأكد أن أشجار التبلدي العملاقة، التي يصل عمرها إلى ألف عام، تُعتبر محلية وليست إفريقية كما يظن البعض.
وأشار العمري إلى أن أشجار التبلدي تعرضت لهجمات حشرة حفار ساق التين، ما أدى إلى سقوط بعض الأشجار. وقامت هيئة البيئة في ظفار بخمس حملات لمعالجة هذه المشكلة بالتعاون مع بلدية ظفار ومكتب والي مرباط والمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار ومبادرة وعي بصون الطبيعة. وأوضح أن مشروع منطقة الدمر يهدف إلى زراعة مجموعة كبيرة من أشجار التبلدي، مما سيعزز الحديقة الطبيعية الموجودة.
وأكد نائف العمري أن لشجرة التبلدي فوائد علاجية وغذائية وبيئية، تسهم في التوازن البيئي وتحفظ توازن التربة من الانجراف وتزيد من تساقط الأمطار. كما تُعتبر رعوية وغذائية وتفيد في علاج بعض الأمراض مثل الإمساك والقرحة المعوية ومرض التهاب الأمعاء.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أشجار القرض.. قيمة اقتصادية تعزز جودة الغطاء النباتي في نجران
يُعد نبات القرض في منطقة نجران من العناصر البيئية العريقة، التي نُسجت في نسيج الحياة اليومية للإنسان، إذ ارتبطت استخداماته في مجالات الصحة والغذاء والبناء والتدفئة، إضافة إلى رعي الإبل والماشية، ما منح أشجار القرض قيمة بيئية واقتصادية كبيرة، أسهمت في دفع عجلة التقدم الاقتصادي، وتعزيز جودة الغطاء النباتي، ومواجهة ظاهرة التصحر.
ويعيش نبات القرض في منطقة نجران، وتحديدًا في محافظة بدر الجنوب، ويعد من الأكاسيا المقاوم للجفاف والملوحة العالية، ويمتد وجوده على طول جبال السراة وصولًا إلى الطائف، حيث ينمو في سفوح الجبال وعلى ضفاف الأودية التي تتراوح ارتفاعاتها بين 800 و1500 متر فوق مستوى سطح البحر، ويصل طوله بين 5 و8 أمتار.
فيما يعتمد نموه على مياه الأمطار، ويزهر بأزهار منتظمة في نورات مستديرة لونها أصفر ذات رائحة عطرة، من أواخر الصيف حتى منتصف الخريف.
وأكد رئيس جمعية نجران الخضراء رفعان آل عامر، أن أشجار القرض من النباتات المستهدفة لإعادة توطينها وزيادتها نظرًا إلى أهميتها البيئية وملاءمتها للبيئة المحلية، لذا عملت الجمعية على مدار السنوات الثماني الماضية على زراعة أكثر من 125 ألف شجرة قرض في عدة مواقع وحدائق طبيعية بالمنطقة ومحافظاتها، ضمن أهداف الجمعية الرامية إلى زراعة 200 ألف شجرة قرض بحلول عام 2030.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أشجار القرض في نجران.. ارتباط وثيق بالحياة اليومية للإنسان قديمًا - واس
وأشار إلى استمرار التعاون مع الجهات الحكومية والأهلية وأفراد المجتمع لتعزيز الغطاء النباتي، وتحسين البيئة المحلية، والحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال التشجير وزراعة الأشجار المناسبة، ومنها أشجار القرض لفوائدها البيئية الكبيرة، خاصة للنحالين وإنتاج العسل، وكذلك لفوائدها في تعزيز الصحة والعناية الشخصية للإنسان، فضلًا عن دورها في مكافحة التصحر.
وأوضح مربي النحل ماجد آل سالم أن أشجار القرض تمتلك فوائد صحية وصناعية قديمة، فكانت تستخدم في عملية الدباغة، وتستعمل مياه جذورها المغلية في التطهير وتحسين الروائح، كما أنها مهمة للنحالين بسبب جودة عسل القرض وفوائده الغذائية والصحية، فهو يستخدم لعلاج والوقاية من العديد من الأمراض مثل السرطان وغيره.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أشجار القرض في نجران.. ارتباط وثيق بالحياة اليومية للإنسان قديمًا - واس
وأشار إلى أن النحالين يوجدون خلال موسم أزهار القرض في الأماكن التي تنمو فيها هذه الأشجار في محافظة بدر الجنوب ومراكزها، بينما ينتقل آخرون إلى جبال السراة، لجني رحيق عسل القرض الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى المستهلكين، إذ يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى نحو 400 ريال.
ويهدف المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمملكة التي تعكسها رؤية 2030، من خلال تحسين جودة الحياة عبر تقليل المناطق الملوثة بيئيا وإعادة تأهيلها، وتنمية الموارد الحيوية للمملكة، وضمان استخدامها بشكل مستدام.
كما يسعى المركز إلى وضع مبادرات وبرامج ومشاريع تتعلق بتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر ومتابعة تنفيذها، بالإضافة إلى تطوير وحماية مناطق الغطاء النباتي في جميع البيئات وزيادة الغطاء في جميع مناطق التنمية.