مبادرة عالمية أطلقتها شركة «ساندوز»، عن إصدار تقرير المثائل الحيوية فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، تحت عنوان Deep Dive Report for Middle East and Africa (MEA)، والذى يكشف عن التحديات التى تواجه إتاحة المثائل الحيوية فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومنها مصر، والفرص الكبيرة أمام المرضى عند الاعتماد على هذه المثائل فى العلاج.

ويحث التقرير كافة الأطراف المعنية فى المنطقة على استخدام خطة عمل مبادرة Act4BiosimilarsAction Plan، والتى تقدم مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات والخطوات الضرورية للعمل على زيادة معدل تبنى المثائل الحيوية، اعتمادًا على أربع ركائز أساسية، هي: تسهيل الحصول على الموافقات، ومدى قبول استخدام المثائل الحيوية، وإمكانية الوصول إليها، وإتاحتها بسعر مناسب. وتقدم خطة العمل إرشادات مرنة تناسب كل دولة، لدعم المبادرة وزيادة الاعتماد على المثائل الحيوية عالميًا بمعدل لا يقل عن 30% فى أكثر من 30 دولة بحلول عام 2030.

هذا وتوفر المثائل الحيوية فرصة مهمة تأتى فى توقيت دقيق، حيث تنتهى الحقوق الحصرية لعدد من الأدوية البيولوجية التى تصل قيمتها إلى ١.٦ مليار دولار أمريكى فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بحلول عام ٢٠٢٧.

وتعليقًا على ذلك، يقول الدكتورحمدى عبد العظيم، أستاذ الأورام بطب قصر العينى رئيس مركز القاهرة للتشخيص المبكر وعلاج الأورام: شهدت تكاليف أدوية علاج السرطان خلال العقدين الماضيين ارتفاعًا هائلًا، بما يمثل عقبة رئيسية أمام توفير العلاج المناسب لأكبر عدد من مرضى السرطان فى جميع أنحاء العالم، وهو ما يُشار إليه بمصطلح (السُمية المالية) لعلاج السرطان، وهو عامل يتضح أثره بصورة أوضح وأكبر فى الدول النامية.

ويرجع هذا الارتفاع الكبير فى تكاليف أدوية السرطان بشكل رئيسى إلى سرعة دمج الأدوية البيولوجية فى علاج جميع أنواع السرطان تقريبًا خلال المراحل المبكرة والمتقدمة من المرض. وبالتالي، أصبح إدخال المثائل الحيوية ضمن البروتوكولات العلاجية خطوة مهمة نحو تغيير مسار علاج السرطان فى العديد من الدول ومن بينها مصر. ويمكن تعريف المثائل الحيوية بأنها مصطلح تنظيمى يشير إلى منتج تمت الموافقة عليه من خلال مسارات رقابية صارمة من قِبَل المسارات التنظيمية لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أو الاتحاد الأوروبى (EU).

وأوضح الدكتورحمدى عبد العظيم: لقد رأيت بنفسى كيف ساهمت العلاجات البيولوجية عالية الجودة ذات الأسعار المناسبة (المعروفة باسم المثائل الحيوية) فى إتاحة الوصول للأدوية الهامة بصورة أفضل، وهو ما يعمل على تحسين النتائج العلاجية وزيادة البدائل المتاحة أمام المرضى. ولذلك فإن إدراج المثائل الحيوية ضمن البروتوكولات العلاجية لن يدعم فقط استدامة نظم الرعاية الصحية، بل يتوافق أيضًا مع أهدافنا كأطباء للأورام والمتمثلة فى إتاحة العلاجات الأساسية للسرطان لجميع المرضى بصورة عادلة. وهنا، يجب التأكيد على أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA) لا يمنحان موافقاتهما للمثائل الحيوية إلا إذا كانت الدراسات ما قبل الإكلينيكية والإكلينيكية الخاصة بهذه المثائل تؤكد تطابقها التام مع الدواء البيولوجى المرجعى من حيث الخصائص الهيكلية والوظيفية، والحركية الدوائية، وديناميكيات الدواء، وكذلك الفعالية والأمان الإكلينيكي، والتأثيرات المناعية.

من جهة أخرى، أحرزت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بعض التقدم فى تبنى المثائل الحيوية، حيث تعتبر كل من السعودية والإمارات ومصر ضمن رواد السوق الإقليمية فى مجال الرعاية الصحية1. ومع ذلك، مازالت الأطر التنظيمية وعمليات الشراء والتسعير والإرشادات الطبية فى العديد من الدول تعانى من بعض أوجه القصور، أو تميل لتفضيل الأدوية البيولوجية المرجعية على المثائل الحيوية.

ويكشف التقرير أن عدم التوسع فى استخدام المثائل الحيوية يمكن أن يزداد بسبب نقص المعلومات والمواد التعليمية التى تتمتع بمصداقية عالية. ولكى نتمكن من دعم تبنى المثائل الحيوية بين كافة الأطراف، يجب توفير برامج تعليمية خاصة بكل دولة وموجهة للتخصصات العلاجية المختلفة، وهو عامل مهم لمقدمى خدمات الرعاية الصحية الذين يلعبون دورًا حاسمًا فى دعم المرضى خلال الانتقالات المدروسة بين البروتوكولات العلاجية.

فيما أوضحت السيدة / لورا وينجيت، نائب الرئيس التنفيذى للتعليم والدعم والمساندة فى مؤسسة كرونز وكوليتيس، وعضو لجنة التوجيه فى مبادرة Act4Biosimilars: «تعتبر المثائل الحيوية بارقة أمل للمرضى فى الدول التى لا يمكن لأغلب مرضاها الحصول على الأدوية البيولوجية المرجعية نظرًا لارتفاع اسعارها. ويعد غياب الدعم اللازم للأطباء والمتخصصين والذى يشمل الموارد والإرشادات التوجيهية الواضحة لاستخدام المثائل الحيوية، عائقًا أمام ارتفاع معدل استخدام هذه الأدوية على نطاق واسع. فهناك حاجة ماسة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لكى يصبح استخدام المثائل الحيوية واقعًا لجميع المرضى ممن يحتاجون إليها فى المستقبل

إنّ نشر هذا التقرير المفصل سيشجع مبادرة على زيادة التوعية بالمعوقات التى تقف فى سبيل تبنى المثائل الحيوية على نطاق واسع فى الشرق الأوسط وأفريقيا، بالتعاون مع الأطراف المعنية بقطاع الرعاية الصحية فى المنطقة. ويتضمن ذلك استكشاف الفرص الداعمة لنشر المثائل الحيوية من خلال تنفيذ خطة العمل السابق شرحها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المرضى المصريين مبادرة عالمية ت منطقة الشرق الأوسط وأفریقیا الأدویة البیولوجیة

إقرأ أيضاً:

مسؤول إسرائيلي كبير يعترف: قطر بيت الحكمة الجديد في الشرق الأوسط

رغم الهجمة الاسرائيلية المعادية الموجهة ضد قطر، لكن هناك أصواتا أخرى تعتبرها مساحة لا تتصادم فيها التقاليد والحداثة، بل تتكاملان لخلق نموذج إقليمي جديد، حيث تقدم الدوحة منبراً للحوار العالمي، والأمن الثقافي، والإسلام المنفتح، وهو بديل يتحدى الثنائيات المألوفة اليوم، ولذلك ليس من السهل على الإسرائيليين الوصول إليها هذه الأيام، ليس بسبب جدول الرحلات المرهق، بل بسبب الأعباء الذهنية التي يحملها على ظهورهم كلما التقوا بالعالم العربي عمومًا، وقطر خصوصًا.

أبراهام بورغ رئيس الكنيست الأسبق، والرئيس السابق للوكالة اليهودية، ذكر أن "طريق الإسرائيليين إلى قطر مليئة بالتحيزات، والمفاهيم الخاطئة، وشعور عميق بالريبة، رغم أنهم اعتادوا النظر إليها كونها مموّلة لحماس، ومصدر تمويل المنظمات المعادية لليهود، وهكذا ينطلقون إلى قطر، وهم يشعرون بالقلق والتوتر، لأن قطر بالنسبة للإسرائيليين هي "أم المشاكل"؛ من الرشاوى المقدمة لمكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وصولا إلى إنشاء أنفاق حماس، وهي بالتالي عبارة عن أخطبوط سياسي مخيف وعدائي".

وأضاف بورغ في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "النظرة الإسرائيلية إلى قطر تثبت مدى ضآلة معرفتها بها، ولذلك يكتشف الإسرائيلي الذي يزور الدوحة أنها ليس الفناء الخلفي المتخلف للعالم، بل أحد مراكزه الجديدة والمؤثرة، ساحة رائعة، وهوية جديدة، حداثةٌ كاملةٌ لا تمتّ للغرب بصلة، ولا تتخلى عن تقاليدها أمام سطوة الغرب، بل حداثةٌ بديلة أكثر إثارةً للاهتمام من انغلاق إسرائيل".

وأوضح الكاتب أن "من يزور قطر سيتفاجأ باكتشاف إسلامٍ واثقٍ من نفسه، إسلام قائم على الإيمان، ينتمي لثقافة تُدرك قيمتها، وترتبط بتقاليدها، ولا تخشى العلم أو التكنولوجيا أو قواعد اللعبة العالمية، ويصعب تصديق ذلك، لكن الجميع هنا متدينون، ويدرسون المواد الأساسية بسعادة، يتحدث الجميع الإنجليزية، ويتقنون جميع المهن العالمية، ويُعنون بالثقافة والجمال، وهكذا تُقدم الدوحة نموذجًا يُمكن فيه للمرء أن يكون جزءًا من العالم دون أن يذوب فيه، نموذج ديني ومعاصر".

وأشار إلى أن "قطر تُقدم نموذجًا مُغايرًا، فالفضاء العام، والهندسة المعمارية الخلابة، والأوساط الأكاديمية، والإعلام، والثقافة، كلها تُجسد هوية عربية واثقة، والنتيجة هي إسلام معتدل لا يعتذر عن وجوده، بل يُقدم نفسه كمورد ثقافي استراتيجي للعالم أجمع، مرة في السنة، يُعقد "منتدى الدوحة"، وهو مؤتمر دولي يجمع قادة العالم وصناع السياسات ورجال الأعمال والناشطين لمناقشة التحديات العالمية".

وأكد بورغ أن "الدوحة بمنأى عن الترهيب السياسي الإسرائيلي، صحيح أن إسرائيل عامل مؤثر في الشرق الأوسط، ولا يوجد ما يمنع من قول ذلك، لكن ليس كل نقد لها معاداة للسامية، وليس كل معارض لها هو شقيق هتلر، ويجب على الاسرائيليين أن يتيقنوا أنهم ليسوا مركز العالم، رغم نزعتهم الأنانية".



وأكد أن "منتدى الدوحة تعبير عن الرؤية القطرية للعالم، غرفٌ تعجّ بأناسٍ ذوي معرفة، وممراتٌ مكتظة، وتجمعاتٌ غير رسمية، يحتسي الخصوم الرسميون القهوة، ويتجاذبون أطراف الحديث بودٍّ، الجميع مع الجميع دون حواجز، ممثلو القوى المتنافسة، ووزراء من مناطق النزاع، ورواد أعمال تكنولوجيون وفلاسفة مفكرون، ورجال دولة وعلماء، وممولون ونشطاء اجتماعيون، وسياسيون من دول لا تجمعهم لغة مشتركة، يتحدثون مع بعضهم، والأهم من ذلك، يُنصتون".

وبين بورغ أنه "في عالمٍ بات فيه الخطاب مُستقطباً وثنائياً؛ مع أو ضد، نحن أو هم، تُقدّم الدوحة أرضيةً وسطى غير حاسمة، مكانٌ يُدرك أن الحوار ليس ضعفاً، بل أداةٌ قوية، وفي عصرٍ لم تعد فيه القوة تُقاس بالأسلحة أو حجم الاقتصاد فحسب، تُعدّ هذه رؤيةً جوهرية، مشاهدٌ كانت تبدو مستحيلةً، لكنها أصبحت مألوفةً هناك، وما يُهيمن على أيام النقاش الثلاثة هو المضمون، وليس الدعاية أو الاستفزازات، حتى أن إسرائيليا مثلي طرح أسئلةً على كبار المسؤولين الإيرانيين، السابقين والحاليين، فيُجيبون".

وأضاف أن "الدوحة جعلت من نفسها مركزًا وبوصلةً لدوائر لا تلتقي في أي مكان آخر، ففي النقاشات المغلقة، تتبلور صورةٌ جديدةٌ للعالم، ولم يعد العالم منقسمًا بين الشرق والغرب، بل بين المنفتحين والمنغلقين، وقد اختارت الدوحة بوضوح الانتماء للعالم المُنفتح، وأصبحت قطر من الدول التي لا تُصدّر النفط فقط، بل تُصدّر نماذج الوساطة السياسية، من خلال دبلوماسية الوساطة، عبر منع الحروب، وخلق مصالح مشتركة، واستقرار ديني واقتصادي يُتيح مدّ جسور التواصل، بدلاً من تعميق العداء".

وأوضح بورغ أن "قطر تمثل نموذجا تكون فيه جسراً فاعلاً إلى العالم، ومن منظور جيوسياسي، هذه رؤيةٌ بعيدة المدى، وقد كشف منتدى الدوحة عن مزيجٍ لم نعهده من قبل، أناسٌ عصريون لا يخجلون من تقاليدهم، ولا يخشون أنماط الحياة الأخرى، وعلى الممشى الجميل، في ساعات الفجر الأولى، تسير النساء المحجبات من الرأس إلى أخمص القدمين بخطى سريعة إلى جانب سواهن من السافرات، ممن يرتدين قمصانًا قصيرة فقط، وتمتلئ متاجر المراكز التجارية بشتى أنواع البضائع، بما فيها ما قد لا يكون مناسبًا للمتسوقين المسلمين".

وختم بالقول إن "الدوحة لا تحاول أن تكون نيويورك، ولا تدّعي أنها باريس، بل تقدم حكمة مختلفة، عقلًا عالميًا من الشرق الأوسط، مكانًا تجتمع فيه التقاليد والحداثة على طاولة واحدة، دون أن يشك أحدهما في الآخر، لأن ذلك غير منطقي، وليس مفيدًا".

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي كبير يعترف: قطر بيت الحكمة الجديد في الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط بعد أوهام الردع.. حين تُدار الحروب بدل أن تُمنع
  • مؤتمر عُمان الدولي للأمراض الجلدية يوصي بالتوسع المنهجي في استخدام العلاجات البيولوجية
  • صحة المنيا تُطلق مبادرة "صوتك مسموع" لتمكين المرضى
  • الملك تشارلز يزف أخبارا سارة بشأن صحته
  • مؤتمر الأمراض الجلدية يؤكد أهمية التوسع في استخدام العلاجات البيولوجية واعتماد بروتوكولات علاجية محدثة
  • أردوغان: لا ينبغي استخدام البحر الأسود كساحة معركة بل يلزم توفير ملاحة آمنة
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • توفير فرص عمل.. انطلاق مبادرة تمكين بالأقصر في 10 قرى
  • طرق طبيعية للتخفيف من البلغم عند الرضع دون أدوية