ماهي أسباب تكالب الدول لإحتلال العراق ؟
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
تمهيد :- سؤال كبير وهو :لماذا ان دول الجوار واليونان والرومان والانكليز والأمريكان سال لعابهم جميعا لإحتلال العراق؟ الجواب:-لأنهم يدركون جيدا أهمية العراق من الناحية الجيواستراتيجية والحضارية .وان سكان العراق هم الذين لا يدركون قيمة العراق ولا ينتمون اليه ولم يستفيدوا من خيراته.
أولا:- أُحتل العراق مراراً بسبب الموقع الجغرافي له و الذي يُعد من أهم المواقع في العالم كونهُ موقعاً استراتيحياً وله تاريخ طويل جدا .فهو يقع على مفترق طرق القارات. ويقع في قلب الشرق الأوسط ( اي هو قطب الرحى فيه) .فأصبح نقطة تقاطع آسيا واوربا وأفريقيا. وبالتالي وعبر مرور الزمن ” القرون” بات العراق نقطة اتصال بين الحضارات الشرقية والغربية عبر التاريخ . ولهذا فالعراق اليوم مطمع للولايات المتحدة والصين ولروسيا والغرب ولتركيا الصاعدة ولإيران الصاعدة. ومطمع لإسرائيل التي تريد قيادة الشرق الأوسط الجديد والتي تعتبر لا سلام في المنطقة ان لم يكن مع العراق لانه جوهر الشرق الأوسط !
ثانيا:-قُدّرَ للعراق التحكم في طرق التجارة الدولية والعالمية منذ زمن بعيد . ويُفترض ان هذه الورقة الفريدة يستعملها قادة العراق لتركيع الدول الكبرى والاقليمية وتخوي من وراءها شركات العالم كافة . ولكن وللأسف لم يمتلك العراق القيادة الوطنية التي تفكر بذلك . ولم يمتلك وحدة الفريق الوطني لكي يستفيد العراق من ذلك . . ومن الجانب الآخر فالعراق جزء مهم واستراتيجي من طريق الحرير القديم الذي كان يربط بين الصين وأوروبا، ويمر عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط. كما أن العراق قريب من ممرات مائية هامة مثل الخليج العربي، ما يجعله بلداً محوريًا في تجارة النفط العالمية وخطوط الامداد.كل هذا والقيادة العراقية منذ عام 2003 وحتى الساعة تهمل ذلك ومنهمكة بخدمة مصالح دول خارجية، ومنهمكة بنشر الطائفية والفرقة والجهل والخرافة وتدمير الزراعة والصناعة والصحة والتربية والتعليم وتفتيت المجتمع ….. الخ .وكأن لسان حالها يقول ( نفذت المشروع الصهيوني التلمودي بحذافيره العراق وبدون ان تطلق إسرائيل رصاصة واحدة )
ثالثا:- تنتشر في العراق الموارد الطبيعية الهائلة. اي ان العراق غني جدا بالموارد الطبيعية، خصوصًا النفط والغاز. ويُعتبر العراق واحدًا من أكبر منتجي النفط في العالم، ما يضفي على موقعه الجغرافي أهمية اقتصادية كبيرة ناهيك ان النفط العراقي قريب من سطح التربة وبنقاوة عالية لهذا ان إنتاج برميل النفط العراقي رخيص قياسا بالدول النفطية الأخرى مثل النرويج وغيرها . ولازالت هناك مساحات نفطية غير مكتشفة أصلا . وهناك معادن مختلفة في الارض العراقية . اما موضوع الشمس فهذا حديث آخر كونه من الدول المنتجة للطاقة الشمسية وبغزارة ( ولكن العراق ابتلى بقيادة سياسية تكره ان ترى العراقيين في تنمية وبحبوحة ) قيادة تكره النور والتنوير !
رابعا:-أما موضوع العراق القريب من مصادر المياه فهذا تنوع مغري جدا . فالعراق يقع بين نهري دجلة والفرات، واللذان يعدان من أهم مصادر المياه العذبة في المنطقة. ولدى العراق خزين استراتيجي من المياه الجوفية وقُدّر للعراق ان يكون أقل انخفاضا من الأراضي السعودية وبالتالي اصبح المستودع الأضخم للمياه الجوفية في الشرق الأوسط . وهذا الأمر ساهم في تطور الحضارات الزراعية القديمة في العراق اي لدى السومريين والبابليين. وان قطع المياه عن العراق اخيرا وتجفيف المستنقعات المائية ” الأهوار” هي جريمة اشتركت بها جميع الدول التي لا تريد للعراق النهوض والتنمية والبقاء متفرداً .وهناك قيادة عراقية ومثلما اسلفنا تعمل لصالح هذه الدول ضد تنمية ونهوض العراق. وتراها لا تحرك ساكنا وهي ترى جفاف الأهوار وموت الثروة الحيوانيّة وتبخر الثروة السمكية وأنواع الطيور الفريدة والهجرة السكانية من محاذاة الأهوار والانهار وهي جريمة تاريخية. وعدم الاكتراث للحضارة السومرية التي هي تحت الأهوار لانها حضارة طينية !
خامسا:- للعراق تأثير سياسي وجغرافي واجتماعي على الجيران والمنطقة ومنذ القدم لانه البلد الذي ازدهرت فيه العلوم والفنون والحضارة العريقة . وان هذا التأثير جعل للعراق اهمية استراتيجية في التوازنات السياسية في الشرق الأوسط والاقليم .فالعراق جسر بين الشمال والجنوب ، ويتوسط دولاً هامة مثل إيران، تركيا، السعودية، وسوريا، ما يجعله لاعبًا رئيسيًا في المنطقة بحيث استقراره يعني استقرار الاوسط، وعدم استقراره يعني عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
سادسا:- للعراق تاريخ حضاري عريق جدا ويمتاز العراق بحضارة لازالت حيّة وهي ( حضارة وادي الرافدين ) وهي الوحيدة الباقية على قيد الحياة من الحضارات العالمية كافة ( وهنا يكمن السر الأعظم والمتعلق بنهوض العراق ليكون مناراً /ويحتاج بحث آخر ) . فالعراق وبسبب موقعه الفريد ومدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم للعراق وتراب العراق جعله الله مهداً للعديد من الحضارات القديمة مثل ( السومرية والأكدية والبابلية والآشورية )والتي أثرت بشكل كبير في تاريخ البشرية جمعاء . وان سر التكالب الدولي على العراق حاليا ليس من اجل نفطه وثرواته ” فهذه أُخذت بعد احتلاله” بل من اجل معرفة اسرار حضارة وادي الرافدين التي لازالت حيّة والتي منها سوف يكون الانبعاث الجديد!
سابعا:-يتمتع العراق بتنوع كبير جدا في موضوع الثقافات والاديان والأعراق بحيث ان هذا التنوع جعل العراق نقطة انبعاث عبر العصور . وبنفس الوقت جعل العراق قبلة للعالم !
الخلاصة: ان الموقع الجغرافي للعراق جعله مركزًا حضاريًا وتاريخيًا ذا أهمية كبيرة للغاية .ولكنه أيضًا جعله منطقة ساخنة على الدوام من الناحية السياسية والاستراتيجية. ولا ندري كيف تُحل هذه الجدلية ليكون العراق بلداً مميزا ومتميزاً ثانيةً!
سمير عبيد
٥ آب ٢٠٢٤ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
تعيين رئيس تنفيذي جديد لـ"تكييف" الإماراتية ضمن خطة هيكلة شاملة
دبي- الرؤية
أعلنت "تكييف" عن تعيين تونا غولينك في منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة، مسجلة بذلك أول تغيير في قيادة الشركة الرائدة في توفير حلول التبريد منذ أكثر من 3 عقود.
ويأتي غولينك خلفًا لطارق الغصين الذي قاد أعمال الشركة العائلية منذ العام 1994، ونجح في تحويلها من شركة موزعة لعلامة تجارية واحدة، إلى أكبر مجموعة مستقلة لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء في الشرق الأوسط.
وبهذه المناسبة، أكد طارق الغصين- الذي سيتولى منصب رئيس مجلس الإدارة- أن غولينك يمتلك الرؤية الاستراتيجية والقيادة العالمية، إلى جانب القدرة على تنفيذ تحوّلات كبيرة في الأعمال، وهو ما سيعزز نجاح تكييف في المستقبل. وقال: "لدينا خطط طموحة للتوسع والنمو، لذا إن خبرة غولينك العريقة وفهمه العميق للمشهد التنافسي والاقتصادي والجيوسياسي سيمنحنا قيمة مضافة ورؤية ثاقبة وفرصًا واعدة للتوسع في المستقبل، وهو الشخص الأمثل لقيادة الشركة في المرحلة المقبلة".
ويتمتع تونا غولينك بخبرةٍ تزيد عن 20 عامًا في هذا المجال؛ حيث شغل العديد من المناصب العليا، وقام ببناء وتوسيع العمليات الرئيسية في تركيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وتبرز رؤيته القيادية واستراتيجيته التنفيذية في هذه الأسواق العالمية؛ حيث قاد تحوّلاتٍ كبيرة في الأعمال وأجرى عمليات استحواذ نموذجية، مما ساهم في تحقيق نمو كبير. وبفضل تركيزه على الأفراد، وقدرته على بناء فرق عمل متعددة الثقافات وعالية الأداء أصبح معيارًا للتميز في الصناعة.
وغولينيك حاصل على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذي من معهد إنسياد.
من جهته، قال تونا غولنيك الرئيس التنفيذي لتكييف: "تقوم أعمال تكييف على الالتزام الراسخ بالابتكار والتميز، وقليلة هي الشركات في المنطقة التي تمتلك إرثًا مؤثرًا مثل إرث "تكييف". الفرصة أمامنا استثنائية، وأنا متحمس لإمكانيات النمو في هذه المنطقة وخارجها. كما يشرفني أن أعمل جنبًا إلى جنب مع رئيس مجلس الإدارة، وفريق "تكييف"، لتسريع عجلة النمو وإعادة تشكيل مستقبل يعزز قدرتنا على الابتكار والتميز التشغيلي".
وأعرب الغصين، رئيس مجلس إدارة تكييف، عن فخر المجموعة واعتزازها برسم مسار قطاع التبريد في الشرق الأوسط وبناء إرث قائم على قوة التكنولوجيا التحويلية والابتكار. وأضاف: "إن تسليم القيادة إلى الجيل القادم من المديرين التنفيذيين كان رؤية طويلة الأمد بالنسبة لي، وقد أصبح ذلك ممكنًا أخيرًا بفضل الخبرة الاستثنائية التي يجلبها غولينك كرئيس تنفيذي لتكييف. إنه أحد أبرز وألمع القادة في القطاع، ويتمتع برؤية استراتيجية وتميز تشغيلي يمكنه من رفع مستوى الأعمال إلى آفاق جديدة، ونحن متحمسون جدًا لانضمامه إلى الفريق".
ومنذ نشأتها في عام 1972، عكفت "تكييف" على إعادة تشكيل قطاع تكييف الهواء في الشرق الأوسط وركزت جهودها على إيجاد الحلول التكنولوجية الأمثل للتصدي للظروف المناخية القاسية في المنطقة. وبالتعاون مع أبرز شركات التكييف في العالم، بما في ذلك شركتي فوجيتسو جنرال وميديا، تُقدم تكييف أحدث التقنيات والخدمات المستدامة لتكييف الهواء في المنازل والشركات.
وبدأت "تكييف" أعمالها كمورد لأجهزة التكييف في أبوظبي، لكنها تطورت لتصبح شركة رائدة في مجال التبريد؛ حيث أعادت تعريف مفهوم الراحة في المنازل والشركات والمجتمعات في كل من الإمارات والعراق والسودان والمغرب. تتخذ الشركة من الإمارات مقرًا لها، وتعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط من خلال شبكة من المكاتب وصالات العرض والمستودعات ومرافق التخزين؛ حيث يديرها فريق عمل يضم 765 موظفًا من أصحاب الكفاءات.
وتأتي الاستدامة في جوهر أعمال وحلول تكييف الهواء التي تقدمها الشركة، وتلتزم بمفهوم "التبريد الواعي" لتحقيق وعودها تجاه العملاء والمجتمع.