لجريدة عمان:
2025-08-02@17:02:19 GMT

الإجازة الصيفية طاقة متجددة

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

تمثّل الإجازة الصيفية فرصة لتنمية مهارات الشباب وتمكينهم في المجالات المختلفة؛ لإعادة توظيفها في بيئة العمل والاستفادة منها لتطوير قدراتهم على الإبداع والابتكار، فهي متنفس لأفراد المجتمع للابتعاد عن ضغوطات العمل والحياة اليومية؛ لشحذ الهمم من جديد واكتساب طاقة متجددة للعودة لميادين العلم والعمل بإيجابية وارتياح؛ فالشباب اليوم بحاجة إلى عمل دؤوب لملء أوقات الفراغ التي تزيد خلال فترة الإجازة الصيفية؛ لترسيخ بعض المصطلحات والمفاهيم التي تساعد على إعدادهم جيدا للتحديات المحية بهم، وهم بحاجة إلى احتضان أفكارهم لتنميتها وإيجاد وسيلة لتحويلها إلى منتج مبتكر قابل للاستفادة منه في المجتمع.

وكون المجتمع يتعرض لربكة في القيم والأخلاق هذه الأيام نتيجة الاستخدام المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ما يكتسبه من أفكار وتوجهات ضارة من قرناء السوء فإن الحاجة ملحة لإعادة المسار وضبط البوصلة لضمان عدم الحياد عن العادات الحميدة والأخلاق الفاضلة التي عُرفت عن المجتمع العُماني. ولعل الجهود التي تبذلها المراكز الصيفية في مختلف محافظات وولايات سلطنة عُمان أحد الجوانب المساعدة لإعداد جيل واع بما يدور حوله، وهي إسهامات تطوعية سيكون لها أثرا لتعزيز المبادئ والثوابت اللازمة لمنع الشباب من تأثرهم برياح الأفكار الضالة التي تزعزع المجتمعات وتروّعهم من الإسهام في بناء الأوطان الحاضنة للشباب ومن يسعى إلى الحفاظ عليه وعلى مكتسباته؛ فالأدوار التطوعية الشبابية التي نشهدها في مختلف ولايات ومحافظات سلطنة عُمان التي أثمرت عن تنظيم حلقات لتعليم القرآن الكريم وحفظه والتفقه في تعاليم الدين الحنيف؛ لهي بوابة لتوعية الشباب بالجوانب الحياتية وتعزز من قدراتهم على التفكر والتحليل للأحداث التي باتت على مرآى من أعينهم؛ فما يحدث من صراعات سياسية ووجودية في بعض بقاع العالم جدير بالبحث والتحليل والتمعن لمجريات الأحداث، ويجب ألا تقتصر المراكز الصيفية على تعليم بعض العلوم؛ بل من الجيد الاهتمام بالعلوم الأخرى كالعلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية فهذه العلوم أصبح أفراد المجتمع يتأثر بها يوميا؛ لارتباطها ببعضها البعض وهي الشاغل لخططهم اليوم وغدا وفي المستقبل، وملائمة للتوسع في التحليل النقدي؛ كونها تحوي في طياتها العديد من الحالات القابلة للدراسة والتحليل والتقييم، إضافة إلى أنها مناسبة لكيفية التدرّب على فهم المساقات في البيئة التعليمية عموما.

نأمل أن تسهم المراكز الصيفية في إثراء الملتحقين بها بالمعلومات والمعارف العلمية والمهارية المختلفة؛ لإعدادهم جيدا خلال فترة الإجازة الصيفية والاستفادة من العلوم التي اكتسبوها في حياتهم اليومية، وما نأمله أن تترسّخ مبادئ الدين الحنيف لدى الشباب والأطفال؛ لتعينهم على مواجهة الأفكار الضالة التي تنخر المجتمعات والمكتسبة من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة؛ فنحن اليوم بحاجة إلى رسائل اتصالية توعوية مفيدة للمجتمع تتم صناعتها في المراكز الصيفية وإيصالها لأفراد المجتمع بأسلوب يستطيع من خلاله الفرد أن يكون واعيا حذرا بما يدور حوله لا واعيا خائفا من الحوادث الطارئة التي تنشأ نتيجة اكتساب أفكار ضالة أو نتيجة تبرير واهي لتوجّه معيّن.

إن الوطن فتيٌّ بشبابه وشامخ بنوابغ أفكارهم، ومستشرف بتنبؤهم وحذرٌ بوعيهم لما يدور حولهم، وينبغي علينا جميعا أن نسهم في تعزيز هذه القيم وتوسّعها على نطاق واسع في المجتمع؛ لدورها في بناء جيل واع مقدام مبادر للإسهام بما يستطيع من مهارات وقدرات لمواصلة البناء والارتقاء به إلى آفاق أرحب، وعليه من الجيد الاشتغال على تطوير المراكز الصيفية ودعمها؛ لتكون اللبنة الصلبة لتأسيس الأجيال وتوسيع مداركهم وأفكارهم لمشاركتها البيئة العلمية والعملية بعد انتهاء الإجازة الصيفية، أيضا من المهم أن تحوي حلقات المراكز على منهاج لترسيخ المواطنة الصالحة وحمايتها من الأفكار الضالة نتيجة انتشارها في شبكات التواصل الاجتماعي، مع ضرورة تعزيز الجرعات التوعوية لكيفية استخدام هذه المنصات وخطرها على المجتمع والأسرة والفرد، أيضا من المهم تشجيع الأبناء على الانخراط في المراكز الصيفية وعدم ترك الملهيات والانشغالات أن تأخذ الحيز الأكبر من أوقاتهم؛ لضمان تشبعهم بالأفكار المستنيرة التي تعينهم على تسيير أمور حياتهم وفهمها جيدا. خلال زيارتي لعدة ولايات في الفترة الماضية تلمّست اهتمام الشباب والقائمين على المساجد بتنظيم مراكز صيفية بجهود تطوعية ومساهمات من بعض فئات المجتمع، وما يميّز هذه المراكز عن غيرها أنها تحوي دروسا في عدة علوم ولا تقتصر على العلوم الإسلامية، أيضا تمتاز المراكز بإقبال الشباب المؤهلين تربويا للتدريس تطوعيا، إضافة إلى تبرعهم بمبالغ مالية لمنح الطلبة المتميزين جوائز نقدية وعينية، شخصيا تلمّست ترحيب الأسر بالمراكز الصيفية وتشجيع الأبناء على الالتحاق بها والاستفادة من العلوم والمعارف والمهارات المكتسبة خلال فترة الإجازة الصيفية؛ الأمر الذي شجّع القائمين على المراكز الصيفية استمرارها سنويا.

راشد بن عبدالله الشيذاني باحث ومحلل اقتصادي

[email protected]

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإجازة الصیفیة المراکز الصیفیة

إقرأ أيضاً:

انطلاقُ فعاليات ولاية طاقة ضمن موسم خريف ظفار 2025

العُمانية/ انطلقت مساء اليوم فعاليات ولاية طاقة ضمن موسم خريف ظفار 2025، ينظّمها مكتب والي طاقة وتستمر حتى 20 أغسطس الحالي للتركيز على المقومات التراثية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تزخر بها الولاية.

وقال سعادةُ الشيخ طارق بن خالد الهنائي والي طاقة، لوكالة الأنباء العُمانية، إنّ الفعاليات تُمثّل منصة مهمة لتعزيز التنمية المستدامة من خلال الترويج للسياحة الداخلية وجذب الزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها، إلى جانب دعم الاقتصاد المحلي وتحفيز الحركة التجارية.

وأضاف سعادتُه أن الفعاليات تُسهم في تمكين الأسر المنتجة من خلال عرض منتجاتهم اليدوية والحرفية والزراعية والمأكولات التقليدية، بما يدعم توفير دخل إضافي وتعزيز ثقافة العمل والابتكار، إلى جانب تشجيع الشباب على المشاركة الفاعلة في دفع عجلة التنمية السياحية والاجتماعية، من خلال إتاحة فرص عمل مؤقتة ودائمة عبر إشراكهم في إدارة وتنظيم الفعاليات والأنشطة المصاحبة.

وتُقام الفعاليات في مواقع عدة على الطريق البحري بولاية طاقة، منها: مسرح الفرضة، وساحة الميدان، ومسرح الفرضة الدائري، والقرية التراثية، والبيت الشعبي، والبيئة البحرية، وشارع الحارة، ومدرسة الحارة.

وتتضمن الفعاليات برامج ثقافية وترفيهية متنوعة، من بينها عروض للبيئتين البحرية والريفية، وفنون عُمانية، ومسابقات ترفيهية للأطفال والكبار، بالإضافة إلى الألعاب الشاطئية، وميدان للألعاب الكهربائية، ومعارض متعددة تشمل معرض الأسر المنتجة، والمعرض الاستهلاكي، والمعرض التراثي، إلى جانب فقرات غنائية وفنية.

مقالات مشابهة

  • المراكز الصيفية بمحافظة مسندم .. فعاليات متنوعة لتنمية المهارات
  • جامعة القاهرة تعلن نتيجة مسابقة «أفضل كلية صديقة للبيئة»
  • انطلاقُ فعاليات ولاية طاقة ضمن موسم خريف ظفار 2025
  • رسوم ترامب على العراق.. فرصة لعقد صفقات طاقة ضخمة مع واشنطن
  • طريق التنمية يفتح مساراً لاتفاقية طاقة جديدة بين العراق وتركيا
  • البطالة والشباب وتعاطي المخدرات
  • الشباب والرياضة تطلق مركز القيادات الطلابية بجامعة جنوب الوادي
  • برلماني: التحول إلى الطاقة المتجددة لم يعد خيارًا بل ضرورة وطنية
  • أبرز الانتقالات الصيفية التي شهدتها القارة الأوروبية
  • أستاذ طب نفسي: الإجازة الصيفية ضرورة لتعافي العلاقة الأسرية