هنالك قاعدة يجب أن يعيها أي حاكم، أن الذي يجبن من نصحك هو من عدوك أجبن، ولذلك لا بد من تحمل الشجعان والمؤثرين وأن تخوض بهم أعتى المواجهات، طالما هم في صفك وصف الوطن والتضحية، لا تتوقف بسبب نصحهم لك أبدا.
البشير كان نموذجا، عندما قدمنا مذكرة الاصلاح للبشير في 2011 وعندما صرحت لرويترز في الصباح (ثلاثة أرباع ثروة أشقاء الرئيس يجب أن تذهب للشعب السوداني)، كنت في الظهر في إجتماع كبير وفي الحضور الحبيب محمد حسن أحمد البشير، رحمة الله عليه، تنحيت جانبا، وقلت له بصراحة، اسمعها مني، أنا وغيري قاصدين فلان وعلان، ولا يشترط في نزع ثروات أسرة الحاكم وجود أدلة من الأساس، وهذا مذهب عمر بن الخطاب، لم يزد على قولي سوى “وهل هناك من يستطيع تخطئة مذهب عمر بن الخطاب”.
كان الاجتماع في سلسلة حول صورة السودان في محافل حقوق الانسان وحول الحراك الافريقي ضد (الجنائية) والذي كنت اشارك فيه بقوة وفاعلية، لأننا رجال في الداخل ورجال في الخارج، تتكسر أمامنا التحالفات الدولية مثل القصب اليابس، إلى أن انتصر السودان وانتصر البشير في القمة الاستثنائية أكتوبر 2014، والتي قررت فيها الدول الافريقية الانسحاب الجماعي من الجنائية، وفي ذات الشهر اتصل كيري بكرتي وأبلغه رسميا بتدشين الحوار مع السودان على مرحلتين، لرفع العقوبات والازالة من قائمة الارهاب.
من الطرائف، الجريدة الانجليزية التي أشير اليها أنني أرأس تحريرها (في تقرير رويترز-مرفق) موالية للحزب الحاكم، لم تكن كذلك، وكان يملكها د. لام أكول، وعدد من أصدقائي من أعيان الشلك، وسألوه عن تصريحاتي، قال “دا ولدكم، ناقشوه”!
المهم .. دارت الأيام وذهبنا للتمثيل الرسمي الدبلوماسي، وعندها يجب أن يكون النصح داخليا فقط، وعبر برقيات مشفرة، لأن الشعب السوداني ينتظر منك إنجازات في موقعك وليس نصحا في المنابر المفتوحة، ولكل موقع فقه، ولكل مقام مقال.
الخلاصة هي .. السودان كان ولا يزال في المواجهة، والوقت ليس للضعفاء.
بعد أبريل 2019، كانت هنالك أوهام وأحلام أن المشكلة في (الفلانيين) وليس فيكم يا حلوين يا عسولين، وليست في البقية، وأنه بذهاب (الاسلاميين) ستمطر سماء السودان ذهبا وفضة وخطابات إشادة من المجتمع الدولي، وأن أمريكا ستضع العسل في فم الحكومة .. ولكنها لوت ذراعها وأجبرتها تعويضات كانت تتفاوض مع حكومة البشير أن تأخذها من غرامات البنوك الدولية.
مكي المغربي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نجم مانشستر يونايتد السابق يوجه نصيحة راشفورد: الأولوية لصحتك النفسية
وجّه تيموثي فوسو-منساه، لاعب مانشستر يونايتد السابق، رسالة دعم قوية إلى صديقه وزميله السابق ماركوس راشفورد، مطالبًا إياه بوضع حالته النفسية في المقام الأول عند اتخاذ أي قرار بشأن مستقبله الكروي.
نجم مانشستر يونايتد السابق يوجه نصيحة راشفورد: الأولوية لصحتك النفسيةويعود راشفورد إلى صفوف "الشياطين الحمر" هذا الصيف، وسط غموض يحيط بمصيره بعد انتهاء فترة إعارته القصيرة إلى أستون فيلا، في ظل تضاؤل فرصه في البقاء ضمن خطط المدرب البرتغالي الجديد روبن أموريم.
وفي الوقت الذي يرتبط فيه اسم راشفورد بانتقال محتمل إلى برشلونة، إلا أن الصفقة قد لا ترى النور، مع تركيز الفريق الكتالوني على التعاقد مع النجم الصاعد نيكو ويليامز، ما يزيد من تعقيد مستقبل راشفورد.
وفي هذا السياق، تحدث فوسو-منساه لصحيفة "إندبندنت" قائلًا: "أهم شيء بالنسبة لماركوس هو أن يكون سعيدًا. نريد جميعًا رؤيته في أفضل حال، لكن الراحة النفسية يجب أن تكون أولويته الآن."
وأضاف: "لا أحد يشكك في إمكانياته. راشفورد يمتلك موهبة استثنائية، لكنه بحاجة إلى الشعور بالراحة والطمأنينة ليستعيد بريقه."
ويُذكر أن راشفورد، البالغ من العمر 26 عامًا، قدّم موسمًا مذهلًا في 2022-2023 تحت قيادة إريك تين هاج، سجّل خلاله 30 هدفًا وكان بمثابة رمز للأمل في مانشستر.
لكن النجم الإنجليزي تعرض بعد ذلك إلى تراجع ملحوظ في مستواه البدني والنفسي، وظهرت عليه علامات التوتر وفقدان الحافز، ما أثر سلبًا على حضوره داخل وخارج الملعب.
وفي ظل هذا الوضع، يبدو أن النصيحة الأقرب إلى القلب جاءت من زميل سابق يفهم الضغط الذي يعيشه لاعبو النخبة، واضعًا الصحة النفسية في مقدمة الأولويات قبل التفكير في الأندية والشعارات.