ما مدى ارتباك الخطاب الإعلامي المصري بين العداء لـإسرائيل والتنسيق معها؟
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
ظهرت التناقضات المتزايدة بين الخطاب الإعلامي الرسمي في مصر والسياسة الخارجية الواقعية للدولة، بشكل واضح في رواية الإعلام الحكومي المعادية لـ"إسرائيل" خلال الحرب الأخيرة مع إيران، رغم حفاظ النظام المصري نفسه على السلام مع تل أبيب منذ عقود.
وجاء في تقريرلمجلة "ناشونال انترست" ترجمته "عربي21"، أن سلسلة مطاعم مصرية شهيرة نشرت مؤخرًا صورة ترويجية للكشري، الطبق الوطني للبلاد، مرتبًا على شكل صاروخ، وبدأت الصورة، التي يبدو أنها مُولّدة بالذكاء الاصطناعي، تنتشر في اليوم السادس من الهجوم الإسرائيلي على طهران، وفُسّرت على نطاق واسع على أنها إشارة دعم لإيران، بينما احتفت وسائل الإعلام التابعة للدولة في طهران بالصورة، حتى أنها زعمت أن "إسرائيل" هددت المطعم بعد أن بدأ في تقديم وجبات على شكل الصواريخ الإيرانية.
وأوضح التقرير أنه "في مصر نفسها، لم تلقَ الصورة انتقادات تُذكر، بل إنها تناغمت مع الرواية السائدة التي تُروّج لها وسائل الإعلام المصرية، والتي تُصوّر إيران باعتبارها بطل المقاومة الجديد في المنطقة، وإسرائيل على أنها ضعيفة ومففكة".
وأضاف أنه "بعد أن بدأت الصورة تُثير انتقادات في إسرائيل، التي تربطها علاقات سلام مع مصر منذ أكثر من أربعة عقود، حذفها المطعم بهدوء وأصدر بيانًا زعم فيه أن الإعلان لا علاقة له "بالسياسة"؛ ويُعد المطعم وجهةً شائعةً لكبار الشخصيات الأجنبية، ويبدو أنه على صلة بالمؤسسة السياسية، مما يزيد من احتمال أن تكون الإزالة قد جاءت بناءً على طلب من الحكومة".
وأفاد تقرير المجلة بأنه في مصر اليوم، يُمكن للمرء أن يُهلل لتدمير تل أبيب على شاشة التلفزيون الوطني، لكن صورة صاروخ الكشري المُولّدة بالذكاء الاصطناعي قد تخرج عن النص الرسمي.
وأكد أنه "لطالما كان خطاب النظام أداةً استراتيجية، لكنه أصبح مُشوّشًا لدرجة أن قلّةً من الناس أصبحوا يميزون بين ما يُعتبر معارضةً مقبولةً أو امتثالًا مقبولًا، وتُسلّط هذه الحادثة الضوء على تناقضٍ مُتنامي في صميم السياسة المصرية، وتنافرٍ متزايدٍ بين المصالح الجيوسياسية للحكومة والروايات الشعبوية التي تتسامح معها".
وأشار إلى أن ما يبدو للوهلة الأولى حيلةً تسويقيةً سخيفةً يعكس ثغرةً صغيرةً في التوازن السياسي الدقيق الذي بنته الأنظمة المصرية، فقد استعارت القاهرة لعقود اللغة الشعبوية للرئيس جمال عبد الناصر، الذي صوّر مصر قائدةً للمقاومة العربية لإسرائيل، مع الحفاظ على نهج السلام البراغماتي للرئيس أنور السادات، الذي وقّع معاهدة السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل عام 1979، والنتيجة نظامٌ ينتقد إسرائيل علنًا، بينما يحافظ على التنسيق الإستراتيجي خلف الأبواب المغلقة.
وقال إن "هذا النهج المزدوج النظامَ ساعد سابقًا على إرضاء المشاعر الشعبية دون المساس بمعاهدة السلام مع إسرائيل أو بمكانته لدى شركائه الغربيين، لكن الرسائل المعادية لإسرائيل التي تزامنت مع الهجوم على إيران وتبني الجمهور المصري لها بحماس، يشيران إلى أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي قد لا يكون قادرًا على السير على هذا الحبل المشدود".
وأوضح أنه "سرعان ما حوّلت وسائل الإعلام المصرية الخاضعة لسيطرة الدولة الضربات الإسرائيلية ضد إيران إلى حملة دعائية محلية؛ حيث ركّز المُذيع المُقرّب من الدولة أحمد موسى وضيوفه على ما زعموا أنه ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وظهرت رواية مماثلة في برنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي المصري المخضرم والمؤيد للحكومة عمرو أديب. كما ركزت صحيفة الأهرام، الصحيفة الرسمية الرائدة في مصر، بشدة على النجاحات الإيرانية المزعومة، متجاهلةً تقريبًا الضربات الإسرائيلية المباشرة على أهداف الحرس الثوري الإيراني".
وأوضح أن هذا "الاحتفاء والمبالغة في العمليات العسكرية الإيرانية أمر مثير للاستغراب، خاصة وأن مصر لطالما اعتبرت إيران قوةً إقليميةً مُزعزعة للاستقرار؛ فقد قطعت القاهرة العلاقات الدبلوماسية مع طهران عقب ثورة 1979 ولم تستعدها قط، كما عارضت مصر البرنامج النووي الإيراني، وتحالفت مع خصومها الخليجيين، ودعمت كل معارضي إيران في كل صراع إقليمي تقريبًا، من سوريا إلى اليمن، وقد عانت مصر من تداعيات اقتصادية مباشرة جراء أنشطة إيران بالوكالة، وخاصةً هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، والتي كلفت مصر ما يُقدر بـ 7 مليارات دولار من الإيرادات في عام 2024 وحده".
وقال "ولم تُحدث المبادرات الدبلوماسية الأخيرة تغييرًا يُذكر في انعدام الثقة الكامن، ورغم هذه التوترات الجوهرية، تسمح القاهرة بإظهار إيران كلاعب بطولي في خطابها العام، وقد طغى الحماس الشعبوي الخطابي ضد إسرائيل على قدرة النظام على التحدث بوضوح عن مصالحه الوطنية".
وأكدت التقرير أن الخطر الآن لا يكمن في الدعاية فحسب، بل في الارتباك الذي يصاحبها؛ فعندما تُشيد وسائل الإعلام المصرية بدولة تُهدد اقتصادها وتُعارض أهدافها الإقليمية، يُصبح من المستحيل تجاهل هذا التناقض.
واعتبر أن "الأسوأ من ذلك هو تسرب هذا التناقض من الشاشة إلى السياسة، فمن خلال طمس الخط الفاصل بين المقاومة الرمزية والاصطفاف الإستراتيجي، تُخاطر مصر بتعكير صفو موقفها في السياسة الخارجية في ظل التقلبات الإقليمية، فإذا اعتقد الرأي العام أن القاهرة تدعم طهران حقًا، فقد يُضعف ذلك مصداقية مصر الدبلوماسية ويُضعف شراكاتها، ويُشجع الجهات الفاعلة التي لا تُشاركها مصالحها الجوهرية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مصر إسرائيل إيران النظام المصري إيران مصر إسرائيل الاعلام المصري النظام المصري المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وسائل الإعلام فی مصر التی ت
إقرأ أيضاً:
بلعرب الحمحامي يتوج بلقب سباق «نصف ماراثون»
صلالة - عادل البراكة
توج العداء بلعرب الحمحامي بلقب سباق نصف ماراثون 21 كيلومترًا، ضمن منافسات ماراثون درب صلالة الذي نظمه نادي ظفار بإشراف الاتحاد العماني لألعاب القوى، وحل العداء أحمد العامري في المركز الثاني، ومحمود القريني ثالثًا، وعلى مستوى الإناث جاءت في المركز الأول العداءة بومي، وحلت العداءة ميدل في المركز الثاني، والعداءة سهير الحارثية ثالثة.
وفي سباق 10 كيلومترات توج العداء موسى البلوشي بالمركز الأول، وحل العداء محمد السيابي في المركز الثاني، ومروان الشحري ثالثًا، وعلى مستوى الإناث جاءت العداءة حنان الجهضمية في المركز الأول، وحليمة الكندية ثانية.
وفي سباق 5 كيلومترات تمكن العداء أحمد البداعي من تحقيق المركز الأول، والعداء أحمد السعدي ثانيًا، وجاء العداء أيمن الدرعي في المركز الثالث، وعلى مستوى الإناث حصلت العداءة مروى الرواحية على المركز الأول، وحلت العداءة منجولا ثانية.
وأقيم السباق في منتجع هوانا صلالة، وشهد الحدث مشاركة واسعة من مختلف الفئات العمرية، ويأتي تنظيمه في إطار حرص نادي ظفار على تنشيط الحراك الرياضي والمجتمعي، من خلال فعاليات تسهم في تعزيز الثقافة الرياضية والصحة العامة، وقد اشتمل الماراثون على عدة سباقات متنوعة، منها نصف ماراثون 21 كيلومترًا، وسباق 10 كيلومترات، وسباق 5 كيلومترات، إضافة إلى سباق العائلة التنافسي.
وفي ختام الماراثون قام علي بن عبدالله المرزوقي نائب رئيس الاتحاد العماني لألعاب القوى، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد، والشيخ سعيد بن أحمد الرواس رئيس نادي ظفار، بتتويج الفائزين بالمراكز الأولى في مختلف السباقات.
وحول الماراثون أكد رئيس نادي ظفار، أن السباق جاء ضمن اهتمام نادي ظفار بمختلف الألعاب الرياضية والمجالات الثقافية والاجتماعية، وقال: نصف الماراثون الذي نُفذ تحت مظلة نادي ظفار حقق النجاح بفضل تكاتف الجميع من جهات حكومية وخاصة وأفراد، والجميع سعى إلى إنجاح السباق الذي لم يكن رياضيًا فقط، بل اجتماعيًا كونه يشمل مختلف شرائح المجتمع.
وأضاف: شهدت مختلف السباقات المدرجة ضمن سباق ماراثون درب صلالة تنافسية بين المشاركين، مما كان محطة اهتمام لجميع المشاركين ومحبي هذه السباقات، وأقيم في أجواء خريفية جميلة، ونقدم شكرنا للاتحاد العماني لألعاب القوى على مساندته ودعمه، كما نقدم شكرنا لجميع الجهات التي يسرت لنا السبل لإقامة الماراثون.
من جانبه، أعرب العداء بلعرب بن شامس الحمحامي عن سعادته بإحراز لقب نصف ماراثون 21 كيلومترًا ضمن منافسات ماراثون درب صلالة، وقال: أقيم السباق في أجواء خريفية جميلة بالرغم من صعوبة المسار في بعض محطاته، ولكن التنافس بين العدائين، خاصة من قبل العداء أحمد العامري، كانت قوية، واستطعت أن أتغلب على تلك الصعاب بالإضافة إلى جهود المدربين والداعمين، ونقدم الشكر لنادي ظفار على إقامة السباق، والشكر موصول للاتحاد العماني لألعاب القوى وجميع الجهات التي أسهمت في إنجاح السباق.