سودانايل:
2025-05-18@13:57:39 GMT

الواثق كمير وحوار عن جنيف

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن التعليق الصوتي للدكتور الواثق كمير على "مفاوضات جنيف" الذي طالب فيه أن يكون مدخلا لحوار بين المهتمين بقضايا السياسة، و المحلليين السياسيين، و حتى قيادات القوى السياسة، و يعتبر محاولة ذكية و جيدة؛ أن ينقل الحوار من حالة الاستقطاب الحاد في المجتمع، إلي حوار فكري يساعد على تقديم آراء و تصورات ليست فقط توقف الحرب حتى تتعدها لما بعد الحرب.

. و الدكتور الواثق درج من بعد اتفاقية "نيفاشا 2005" أن يقدم رؤى بهدف نقل الحوار من حوار سياسي يعتمد على الشعارات، إلي حوار فكري يحاول به أختراق الأزمات و يقدم حلولا عبر تصورات.. حيث كان الواثق ينشر تصوراته في عدد من الصحف يستهدف بها مثقفي التيارات الفكرية، و السياسيين ذوي الانتماءات المتنوعة، و حتى القراء من كل لون و شاكلة، و الآن يقدم رؤيته عن "مفوضات جنيف المرتقبة" ليس لكي تضاف لباقي الرؤى الأخرى "مع – ضد" و لكن أن يفتح نوافذا بين التيارات من أجل الدخول في حوار عقلاني يساعد على وجود طريق ثالث مغاير..
يوضح دكتور الواثق أن هناك ثلاثة عوامل هي التي جعلت أمريكا تسرع بعقد " مفاوضات جنيف" و الاسراع نفسه هو عرضة للخطأ و عدم تجويد الأجندة بالصورة المطلوبة، و العوامل هي :-
1 – الحسابات الأمنية خاصة إلي إثيوبيا، و التي جعلت الميليشيا تحاول الزحف إلي الحدود السودانية الأثيوبية.
2 – تحولات القيادة السودانية العسكرية في المجال الدولي إلي روسيا و إيران و هي بالفعل سوف تؤرق الإدارة الأمريكية.
3 – الدورة الانتخابية المقبلة في أمريكا، و هي تتعلق بموقف الحزب الحاكم الآن " الديمقراطي" معنى أن يتم استغلالها في الدعاية الانتخابية.
أشار الواثق إلي دور المبعوث السويسري للقرن الأفريقي، و الذي زار بورتسودان و التقي بالقيادات فيها السياسية و العسكرية، و أيضا زار السعودية، و يعتقد الواثق ربما تكون " مفاوضات جنيف" هي من ترتيب المبعوث السويسري بما فيها فكرة نقل المفاوضات من جدة إلي جنيف، و ربما هذه الترتيبات هي التي جعلت أمريكا تعتمد على الترتيبات السويسرية لذلك لم تنظر للأجندة بشكل موضوعي انما نظرت للمشاركين، و ماهية شروط نجاح المفاوضات.. و بخصوص حضور الأمارات " لمفاوضات جنيف" باعتبارها من المراقبين في المحادثات هل حضور موفق.. يعتقد دكتور كمير مادام الأمارات تعتبر هي كفيل للميليشيا و تقدم لها الدعم، لذلك يجب أن يكون الحديث معها مباشرة لأنهاء دورها بالصورة المطلوبة.
بعد ما قدم الدكتور كمير تصوره المقرون بتحليل لمجريات الأزمة، طرح سؤالأ مهما: هل لقاء الجنرالين سوف يفلح في وقف الحرب؟ خاصة أن أمريكا و المبعوثين الأوروبين يعتقدون أن المفاوضات بين الجنرالين وجها لوجه هو الطريق الأمثل الذي سوف يؤدي إلي وقف الحرب خاصة أن الميليشيا قد فقدت السيطرة على قواتها على الأرض، و بالتالي تحتاج إلي قائدها لكي يساعد على السيطرة عليها.. هل هذه رغبة الميليشيا أم رغبة الأمارات؟
الحوار بصوت عال مسألة ضرورية بين مثقفي التيارات الأخرى إلي جانب النخب السياسية بحثا عن الحلول للأزمات المتلاحقة للمشكل السوداني.. لكن السؤال نفسه هل أمريكا نفسها وسيطا نزيها يمكن الاعتماد عليه؟ أن تاريخ العلاقة بين السودان و أمريكا يشير لعدم الثقة في علاقة البلدين، ليس فقط في مرحلة الإنقاذ، و لكن قبل الانقاذ و خاصة في الديمقراطية الثالثة. التجارب تؤكد أن أمريكا دائما تبحث عن مصالحها الذاتية في المقام الأول، دون مراعاة لمصالح الآخرين، و هل أمريكا نفسها هي بعيدة عن محاولة الانقلاب التي قامت بها الميليشيا و فشله الانقلاب كان سببا في الحرب المستمرة الآن.. و هل أمريكا ليس لها علم أن الأمارت هي التي تدعم الميليشيا بالسلاح و كل العتاد المطلوب في الحرب؟ و لماذا أمريكا همها الأول هو إيجاد مخرجا للأمارات حتى لا تقع تحت طائلة القانون الدولي..
أن إصرار الرباعية التي كانت تقودها أمريكا الرهان على مجموعة بعينها في فترة "الإتفاق الإطاري" دون النظر ألي المكونات الأخرى، إليست هي التي قادت إلي الحرب، هنا يأتي الخوف، أن تكون مجهودات أمريكا الهدف منها الوصول لعملية " تسوية " بين الجيش و الميليشيا لكي تعيد أجندة " الاتفاق الإطاري" بذات الكيفية التي كان عليها.. و هذا هو الذي تريده دولة الأمارات و ساعية إليه، و لا يمكن أن تعتبر دولة أحد الفاعلين الذين قادوا للحرب و في نفس الوقت أن تكون وسيطا نزيها..
المشكل يا دكتور الواثق في القوى السياسية التي تنتظر دائما الخارج أن يأتي لها بالحلول. كان " الإتفاق الإطاري" فكرة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " مولي في" و لم تستطيع القوى السياسية إدارته بجدارة، نظرت إليه بأنه يمث آليتها للسلطة.. و بعد الحرب أكتشفت أمريكا و الاتحاد الأوروبي أن قيادات الإطاري أصبحت غير مقبولة شعبيا، فجاءت وزارة الخارجية الأمريكية بفكرة "تقدم" و قيادات مستقلة، و أيضا فشلوا في إدارتها بتوقيعهم على إعلان سياسي مع الميليشيا في أديس أبابا.. و مجموعة أخرى مغايرة عينها أيضا على السلطة بديلا لمجموعة " تقدم و قحت المركزي" إذا التفاوض سوف يكون محصورا في العمل العسكري بعيدا عن السياسي، و بالتالي مستقبل العمل السياسي يتحدد مساره بنتائج التفاوض إذا تم بين الجانبين. و لا اعتقد أن هناك قوى سياسية تستطيع أن تدخل حوارا كما تطالبهم و هؤلاء لا يملكون أي تصورات للحل غير الصعود للسلطة. نسأل الله حسن البصير.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هی التی

إقرأ أيضاً:

الصحة تسلط الضوء على أهمية تعزيز الرعاية الصحية للمصابين بأمراض نادرة بـ «جنيف»

أعلنت وزارة الصحة والسكان، استضافة حدث رفيع المستوى تحت عنوان «من غير المرئي إلى المرئي: تعزيز أجندة الصحة العالمية بشأن رعاية الأمراض النادرة والابتكار» وذلك بالمقر الدائم لبعثة لبعثة وزارة الصحة المصرية، لدى الأمم المتحدة بجنيف، على هامش فعاليات الدورة الـ 78 لجمعية الصحة العالمية بمدينة جنيف السويسرية.

وأشار الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى أن الفعاليات ستتضمن إطلاق بث مباشر للحدث غدا الإثنين، في تمام الساعة الـ7 مساءً بتوقيت القاهرة والـ6 مساءً بتوقيت وسط أوروبا، وذلك من خلال الصفحة الرسمية للوزارة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

وأوضح «عبد الغفار» أن هذا الحدث يأتي اتساقًا مع مشروع القرار «المصري الأسباني» المشترك والمقدم إلى جمعية الصحة العالمية، برعاية 28 دولة، لتسليط الضوء على أهمية تعزيز الرعاية الصحية للمرضى المصابين بأمراض نادرة، وكذلك العمل على صياغة خطة تنفيذية عالمية، ستمثل خارطة طريق لأنظمة الرعاية الصحية في مواجهة هذه الأمراض.

وتابع «عبد الغفار» أن هذا الحدث يُعقد في ظل شراكة متميزة بين جمهورية مصر العربية، والمملكة الإسبانية، وبرعاية شركتي أسترازينيكا وHVD، ليُشكّل منصة دولية تُسلّط الضوء على رعاية أكثر من 300 مليون شخص، يعانون من أمراض نادرة، حول العالم.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة لشئون مشروعات مبادرات الصحة العامة، أهمية الحدث في إطلاق دعوة دولية تهدف إلى وضع سياسات صحية أكثر عدالة وشمولاً، وتحفيز الاستثمار في الأبحاث العلمية والتشخيص المبكر، بالإضافة إلى دفع عجلة الابتكار في الرعاية والعلاج، بما يضمن ألا يُترك أي مريض خلف الركب، مهما كانت حالته الصحية نادرة.

اقرأ أيضاً«الصحة والسكان» تعلن حصاد مبادرات الرئيس السيسي «١٠٠ مليون صحة»

وزارة الصحة والسكان المصرية ترد على الشائعات

مقالات مشابهة

  • “ديفيد هيرست”: “إسرائيل” ستخسر الحرب في غزة كما خسرت أمريكا في فيتنام
  • الصحة تسلط الضوء على أهمية تعزيز الرعاية الصحية للمصابين بأمراض نادرة بـ «جنيف»
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
  • ويتكوف: أمريكا ترفض اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الحرب في فزة
  • مدير مستشفى الأبيض التعليمي مزمل أحمد محمد: استقبلنا عدد من الجرحى الذين سقطوا جراء قصف الميليشيا العشوائي على المدينة
  • هل هي “حمى الذهب والمعادن الثمينة” التي تحرك النزاع في السودان.. أم محاربة التطرف الإسلامي؟
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • حسبو البيلي: من رفع صوته قل له أنت على نهج الميليشيا