اجتاحت، يوم الثلاثاء، سيول ضخمة عدة مناطق في شمال السودان، مما أدى إلى تدمير أكثر من 10 آلاف منزل بشكل كلي وجزئي.

وكانت حدة الأمطار والسيول كبيرة في المناطق الواقعة شمال مدينة دنقلا، إضافة إلى مدينة أبو حمد في ولاية نهر النيل والتي تعتبر المركز الرئيسي لأنشطة تعدين الذهب في البلاد، مما أثار مخاوف بيئية كبيرة بسبب اختلاط مياه السيول بمخلفات مواقع التعدين المنتشرة بكثرة هناك وجرفها إلى نهر النيل المصدر الرئيسي لمياه الشرب وري المشاريع الزراعية.

وفي حين لم تصدر بيانات رسمية حتى الآن عن حجم الخسائر، إلا أن ناشطون في المنطقة أشاروا إلى مقتل 10 على الأقل، وإصابة نحو 50 شخصا، بسبب تساقط المباني، أو الغرق في مجرى السيل.

ووفقا لتقديرات أولية فقد فقدت أكثر من 10 آلاف أسرة في مدينة أبو حمد والقرى والمناطق المحيطة بها المأوى في ظل أوضاع إنسانية وصحية بالغة الخطورة، ونقص كبير في المستشفيات والأدوية والمياه الصالحة للشرب.

وقال محمد عثمان وهو من الناشطين الطوعيين في المنطقة إن الآلاف من الأطفال وكبار السن يعيشون في العراء ويتعرضون للدغات الحشرات السامة والناموس ونواقل الأمراض وسط نقص حاد في الخدمات الطبية ووسائل الرعاية الأولية.

وأوضح عثمان في حديث لموقع سكاي نيوز عربية "الوضع مأساوي للغاية والجميع في حالة هلع بعد أن فاجأتهم مياه السيول والأمطار في ظل أوضاع إنسانية واقتصادية سيئة أصلا وفي ظل تحمل المنطقة لضعف طاقتها الاستيعابية من السكان بسبب موجة النزوح الكبيرة إليها من مناطق الحرب خلال الأشهر الماضية".

 

وحذر خبراء بيئيون من أن يؤدي اختلاط مخلفات التعدين الضارة بالمياه إلى كوارث صحية وبيئية كبيرة في وقت تشهد فيه البلاد هشاشة كبيرة في القطاعات الصحية والبيئية بسبب الحرب المستمرة منذ نحو عام ونصف.

ورأت حنان مدثر، استشاري أنظمة البيئة والمياه والتنمية المستدامة أن منطقة أبو حمد لها خصوصيتها إذ تعتبر واحدة من المناطق التي تشهد أنشطة تعدين كبيرة وتستخدم فيها المواد الضارة بالبيئة بشكل واسع.

وقالت لموقع سكاي نيوز عربية "ما يحدث الآن يفتح الباب أمام كل السيناريوهات خصوصا في ظل الانفلات البيئي في المنطقة الناجم عن انتشار التعدين العشوائي وعدم وجود رقابة عليه".

 وتضيف "السيول هذه تؤدي إلى جرف المخلفات نحو مجاري المياه والآبار الجوفية التي تستخدم في الشرب وري الزراعة، وما يصاحب ذلك من تلوث بيئي بشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان".

ويتزايد الخطر أكثر في ظل تقارير تحدثت عن جرف مياه السيول لكميات ضخمة من مخلفات الذهب المخزنة في مزارع ومنازل ومدارس في العديد من المواقع المحيطة بالمنطقة.

ويتحول 99.9% من الركام المستخلص منه الذهب لنفايات، وعندما تهطل الأمطار وتجرف الوديان مخلفات الزئبق إلى الأنهار تتلوث مياه الشرب والري مباشرة بالزئبق والسيانيد ومخلفات التعدين الأخرى.

وتشير حنان مدثر إلى أنه ووفقا لتوقعات مؤشر الأرصاد الجوي التابع للهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا، فإن السودان قد يشهد أعلى معدلات لسقوط الأمطار هذا العام وقد تفوق الفيضانات التي يمكن ان تنجم عنها تلك التي حدثت في العام 1946.

لكن وفقا لخبيرة البيئة حنان مدثر فإن الوضع في هذا العام ربما يكون أسوأ بسبب النقص الحاد في الخدمات الصحية والبيئية اللازمة للحد من انتشار الأمراض المصاحبة للسيول والفيضانات كالحميات والاسهالات المائية والكوليرا وغيرها.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مدينة أبو حمد السودان أخبار السودان سيول السودان مدينة أبو حمد السودان أخبار السودان

إقرأ أيضاً:

سوريا: إصابة جنود أمريكيين في هجوم بحمص

أفادت وسائل إعلام سورية، اليوم، بإصابة عدد من عناصر الأمن السوري وأربعة جنود أمريكيين جراء هجوم استهدف دورية مشتركة في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.

وذكرت المصادر السورية أن إطلاق نار طال وفدًا سوريًا–أمريكيًا مشتركًا أثناء وجوده في تدمر، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف الجانبين، دون ورود معلومات إضافية حتى الآن حول الجهة المنفذة أو طبيعة الإصابات.

وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن الحكومة ماضية في تنفيذ مشاريعها الوطنية واستكمال مسيرة البناء، مؤكداً نجاحها في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد رغم التحديات الداخلية والإقليمية.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

إسرائيل تنفذ عملية اغتيال لقيادي في حماس داخل غزة سوريا: خارجون عن القانون يستهدفون الأمن في ريف السويداء

وأوضح السوداني أن العراق تمكن من تجنيب نفسه تداعيات الصراعات التي تشهدها المنطقة، مشدداً على تطلع حكومته إلى إقامة علاقات متينة مع الأمم المتحدة تقوم على الاحترام المتبادل، بما يدعم جهود التنمية والاستقرار في البلاد.

دعا حاكم إقليم دارفور إلى تكثيف الدعم المحلي والدولي للجهود الهادفة إلى استعادة الأمن والاستقرار في السودان، مؤكداً أن حماية المدنيين تمثل أولوية قصوى في ظل الأوضاع الراهنة.

واتهم الحاكم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات وصفها بالوحشية بحق المدنيين في إقليم دارفور، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الاعتداءات وضمان سلامة المواطنين وحمايتهم من العنف المستمر.

ولقى مواطن سوداني مدني مصرعه وتعرض آخرون للإصابة جراء هجوم للدعم السريع في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.

وأشارت مصادر سودانية إلى أن هجمات للجيش السوداني أسفرت عن تدمير ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع.

واستهدفت مُسيرات الجيش السوداني تستهدف عدة مواقع للدعم السريع في شمال كردفان.

وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، في وقت سابق، بياناً قالت فيه إن مليشيا الدعم السريع ارتكبت أمس مذبحة في مدنية كلوقي جنوب كردفان. 

وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 79 مدنياً بينهم 43 طفلاً.

وأدان برنامج الأغذية العالمي الهجوم الذي استهدف شاحنة ضمن قافلة إنسانية شمال دارفور بغرب السودان، مطالباً بتحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن الحادث لضمان حماية المساعدات الإنسانية.

وقالت شبكة أطباء السودان، في وقتٍ سابق، إن الحصار المفروض على مدينتي الدلنج وكادوقلي يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.

وأضافت: "وفاة 23 طفلاً بسبب سوء التغذية الحاد خلال شهر بمدينتي الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان".

وقالت منظمة الهجرة الدولية، في وقتٍ سابق، إن تصاعد القتال في كردفان يُجبر سكانها على النزوح.

وذكرت مصادر سودانية أن هناك مواجهات اندلعت داخل مدينة بابنوسة في غرب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقالت شبكة أطباء السودان إنه تم تسجيل 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع لفتيات من مدينة الفاشر وصلن إلى طويلة.

ويأتي ذلك في إطار الكشف عن جرائم الدعم السريع في السودان خلال الفترة الأخيرة.

وأشارت مصادر سودانية إلى أن الجيش السوداني بدأ في بسط سيطرته على بلدة أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان.

مقالات مشابهة

  • صنعاء.. القوة التي تعيد نحت خارطة المنطقة
  • سيول الخير تجتاح وديان جنوب سيناء كأنهار متدفقة.. والمحافظة تُحكم السيطرة دون خسائر
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟
  • سماد "منقباد" كارثة بيئية تهدد حياة المواطنين
  • النفط يسجل خسائر أسبوعية بسبب مخاوف من فائض المعروض
  • سوريا: إصابة جنود أمريكيين في هجوم بحمص
  • بين القصف والعطش.. مياه الشرب تتحول لعملة نادرة في السودان
  • الإغاثة الطبية بغزة: الوضع الإنساني في القطاع صعب للغاية بسبب السيول
  • الإغاثة الطبية بغزة: آلاف المحاصرين في الخيام وتضرر نقاط طبية بسبب السيول