في اجتماع استثنائي عقدته الأربعاء، بالعاصمة عدن، أقرت الحكومة اليمنية تشكيل لجنة من عدد من وزرائها لوضع "مصفوفة تنفيذية تعمل على تلبية احتياجات القوات المسلحة".

وبات مصطلح "مصفوفة تنفيذية"، سمة بارزة لحكومات الشرعية المتعاقبة خلال سنوات الحرب التسع، ويظهر في خطابها مع كل أزمة تواجهها أو احتياج هام ضمن مسئوليتها نحو المناطق المحررة، دون أي إنجاح أو أثر إيجابي ملموس لهذه المصفوفات.

واللافت هو ارتباط مصطلح "المصفوفة" مع عقد الحكومة لاجتماع يُوصف بأنه "استثنائي"، وكان آخر اجتماع للحكومة مطلع يونيو الماضي والذي ترأسه عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي / عيدروس الزبيدي، مع تفاقم انهيار العملة والخدمات، حيث ناقش الاجتماع تنفيذ "مصفوفات الحلول" وتحويلها إلى "برامج عمل".

بل إن ظهور مصطلح "المصفوفة" بات أشبه بـ"برتوكول" يختتم به رئيس وزراء رئاسته للحكومة ويدشن به آخر عهده الجديد، كما حدث أواخر عام 2018م، حين أعلنت الحكومة في اجتماع لها في سبتمبر من ذاك العام برئاسة أحمد عبيد بن دغر أنها وضعت "مصفوفة كاملة من الإجراءات لإعادة تطبيع الأوضاع ووقف تدهور الاقتصاد".

وعقب شهر من هذا الإعلان، وفي منتصف أكتوبر تحديداً أطاح الرئيس السابق عبدربه منصور هادي ببن دغر من رئاسة الحكومة، وقام بتعيين معين عبدالملك بدلاً عنه الذي أعلن في أول اجتماع ترأسه للحكومة وعُقد في عدن عن توجيهات لهادي "تقتضي إنجاز مصفوفة أولويات للحكومة تتضمن توفير الخدمات الأساسية للمواطنين".

ويبدو أن "برتوكول المصفوفة" لا يقتصر على حدوث تغيير في رأس الحكومة، بل في حدوثه برأس الشرعية التي شهدت في 7 أبريل/2022م، تعيين مجلس قيادة رئاسي مكون من 8 شخصيات يرأسه / رشاد العليمي بدلاً عن هادي، ليُدشن عهد العليمي بـ"مصفوفة" جديدة تعمل عليها الحكومة برئاسة معين عبدالملك.

حيث أعلنت الحكومة في أول اجتماع لها بعد تشكيل المجلس الرئاسي، عن "مصفوفة السياسات الحكومية المنفذة للتوجيهات الواردة في خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي أمام مجلس النواب، مع استيعاب الملاحظات المقدمة عليها".

لجوء حكومات الشرعية إلى "المصفوفات" لمواجهة الأزمات والمشاكل في إدارة المناطق المحررة، يراه المختصون والمتابعون، نتاجا طبيعيا لغياب إعداد برنامج عام للحكومة بشكل واقعي يضبط أداء وعمل الوزارات والمؤسسات الحكومية.

 حيث يعد البرنامج العام أداة للحكومات في تشخيص الواقع والاحتياجات والتعامل معها وفق الإمكانيات وبخطط عملية واضحة، ومع غياب "البرنامج العام" لحكومات الشرعية، يغيب أيضاً وجود موازنة عامة لها تضبط من خلالها حجم النفقات العامة بموجب الإيرادات المتاحة، حيث تُقر الحكومة حالياً بأنها تعمل منذ مطلع العام الجاري وفق "خطة إنفاق" بدلاً عن الموازنة.

وخلال السنوات الماضية، تتذرع حكومات الشرعية بقائمة من الذرائع لعدم تقديم برنامجها وموازنة عامة، بظروف الحرب التي تعيشها البلاد، في حين يبقى الذريعة الأهم هي غياب انعقاد مجلس النواب، وهو المؤسسة التشريعية التي يُقدم لها برامج وموازنات الحكومة.

وخلال السنوات التسع الماضية، التأم مجلس النواب لمرتين فقط في أبريل من عام 2019م و2022م، وخلال هذا الانعقاد أجبرت الحكومة على تقديم برنامجها وموازنتها للمجلس، إلا أن الطريف بالأمر أن الحكومة في عهد معين عبدالملك حولت الأمر أيضاً إلى فرصة للإعلان عن "مصفوفة" جديدة، حيث أعلنت عن "مصفوفة حكومية" لتنفيذ توصيات مجلس النواب الخاصة بالموازنة العامة للعام 2019م.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية

ثمن رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، دكتور كامل إدريس، دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية، داعيا إلى تكثيف الجهود والاستفادة من رؤى واطروحات الخبراء والمختصين من أجل النهوض بالبلاد.جاء ذلك لدي لقائه بمكتبه ببورتسودان، الاثنين، الخبير في مجال التعليم العالي والوزير الأسبق للتعليم العالي رئيس مجلس أمناء كلية إقرأ وكلية الفجر بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.وقدم بروفيسور مبارك لرئيس الوزراء مبادرة تشتمل على عدد من المشروعات التنموية، مصممة بموجب دراسات وخبرات في مجال العمل الوطني، حيث رحب رئيس مجلس الوزراء بالمبادرة.وشملت المبادرة مقترحات بإنشاء مستشفيات خيرية بولايتي الخرطوم والجزيرة، إضافة لإنشاء مدارس للمراحل (ابتدائي ومتوسط وثانوي) بالولايتين.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • فاروق حسني: مبارك كلمني يوم استقالة الحكومة.. وهذه تفاصيل ما دار
  • التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية
  • الخفيفي يناقش سبل مكافحة الهجرة غير الشرعية بكفاءة عالية
  • طلب إحاطة حول تكاليف سفر وفد عمال مصر لمؤتمر العمل الدولي بجنيف
  • مصطفى بكري أمام مجلس النواب: «ازرعوا الأمل يا حكومة».. فيديو
  • مجلس التعاون يبحث التصعيد الإقليمي في اجتماع استثنائي ويُفعّل مركز الطوارئ
  • لدينا أمل كبير في جهود الحكومة.. بكري ردًا على مخاوف ارتفاع الدين العام
  • نائب يطالب الحكومة بتنفيذ توصيات البرلمان بشأن الموازنة.. ويدعو للتحول للدعم النقدي المشروط
  • تشريعية النواب: الحكومة اتخذت خطوات فعالة لخفض الدين العام
  • الحكومة: لا تداعيات أمنية مباشرة على مصر نتيجة الصراع الإسرائيلي - الإيرانى