انفجار نجمي باهر يمكن أن نراه يلمع في السماء قريبا
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
في كل ليلة صافية من الغيوم طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، انهمك بوب ستيفنز في توجيه التلسكوب (المنظار) الذي أقامه في منزله صوب نجمين معينين في الفضاء البعيد على أمل أن يشهد أحد أكثر الأحداث الكونية عنفا، وهو انفجار نجمي (مستعر) تنبعث منه أضواء براقة هائلة، أشد سطوعا بمئة ألف مرة من الشمس.
وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن هذا الانفجار الذي يتوقع العلماء أن يحدث في أي يوم اعتبارا من الآن، أثار اهتمام المراصد الكبرى في جميع أنحاء العالم، ويتيح فرصة للعلماء لتعزيز فهمهم لأنظمة النجوم الثنائية المضطربة.
ومما يثير الدهشة أن يعتمد علماء الفيزياء الفلكية على عدد لا يحصى من الخبراء الهواة في علم الفلك، مثل ستيفنز، ليكونوا أول من يرصد وقوع الانفجار، على الرغم من قوة الرصد ذات التقنية العالية التي يمكن أن تحشدها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
ويرجع السبب في ذلك إلى التكلفة العالية التي تتطلبها مواصلة تركيز معداتهم على مراقبة أحوال النجم لعدة أشهر تحسبا لموعد انفجاره.
وفي هذا الصدد، يقول توم مينيجيني مدير عمليات التلسكوب والمدير التنفيذي الشرفي في مرصد جبل ويلسون، "أعتقد أن الجميع سينظرون إلى الانفجار وقت حدوثه، لكن الجلوس في المراصد لمجرد النظر إلى النجم لن يجعل الانفجار يقع"، ويضيف مازحا أنه "مثل وعاء للطهي يخضع للمراقبة إلى أن ينضج الطعام".
ويوضح مينيجيني أن النجم بعيد للغاية لدرجة أن ضوءه يستغرق وصوله إلى الأرض 3 آلاف عام، مما يعني أن الانفجار المنتظر وقع بالفعل قبل بناء الأهرامات المصرية، ومن المتوقع أن يظهر ضوءه الساطع مثل النجم المشير إلى اتجاه الشمال لمدة بضعة أيام فقط قبل أن يتلاشى في الظلام.
وبمجرد رصد الانفجار ستنضم بعض المراصد، الأكثر تقدما على الأرض وفي الفضاء، إلى المشاهدة بما في ذلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع للناسا.
ومن ناحية أخرى، يقول مانسي كاسليوال أستاذ علم الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، الذي يخطط لاستخدام مرصد بالومار الكائن شمالي شرقي مقاطعة سان دييجو لمراقبة الحدث، إن "كثيرا من الناس ينتظرون بفارغ الصبر اكتشاف الجوهرة الجديدة في التاج"، ومن المنتظر أن ينفجر المستعر في كوكبة النجوم المعروفة باسم "التاج الشمالي".
ويعتقد أن النجم المقدم على الانفجار هو في الواقع عبارة عن نجمين، أحدهما قزم أبيض ساخن كثيف، والآخر عملاق أحمر أكثر برودة.
وهذا النجم القزم الذي نفد وقوده منذ مدة طويلة وتقلص حجمه ليصبح مثل حجم الأرض تقريبا، كان يسحب غاز الهيدروجين من جاره العملاق منذ قرابة عمر الإنسان على الأرض.
وبمرور الزمن تراكم الغاز المسروق في أسطوانة حول النجم القزم، مثل نسخة ساخنة وفوضوية من حلقات كوكب زحل، وهذه الأسطوانة ستنمو قريبا جدا بدرجة كبيرة، بحيث تصبح عنيفة وصعبة الانقياد، ثم تنفجر بشكل محتوم مثل قنبلة نووية حرارية.
ومع ذلك لا يتم تدمير أي من النجمين، وهذه العملية تكرر نفسها كل 80 عاما تقريبا.
وفي هذه المرة التي ينتظر فيها العالم انفجار النجم، يكون جيش من المتحمسين، مثل ستيفنز، على أهبة الاستعداد لدق جرس الإنذار عندما تحين لحظ الانفجار.
وأولئك الأشخاص ليسوا مجرد هواة لأن عددا منهم نشروا أبحاثهم العلمية الخاصة بهم، بل إن ستيفنز أقام مرصدا خاصا به في منزله بمدينة رانتشو كوكامونجا بولاية كاليفورنيا.
ويسيشغل ستيفنز كل ليلة تلسكوبه، ويقضي أكثر من ساعة في تسجيل البيانات التي يبثها فيما بعد عبر الإنترنت لتجمعٍ من علماء الفلك الهواة الذين يراقبون النجم بلا توقف تقريبا.
ولا يمكن للمراصد الكبرى أن تواصل عملية المراقبة، ويتنافس مئات العلماء لكي يتاح لهم الوقت للنظر إلى مجموعة واسعة من الأهداف الفلكية كل ليلة، وهم يرون أن إبقاء التلسكوبات ثابتة لمراقبة هذا النجم الساطع يعد مضيعة للوقت الثمين المخصص لمراقبة الأجرام.
وتختلف التقديرات بشأن الوقت المتوقع انفجار النجم فيه، غير أن معظم علماء الفيزياء الفلكية يتفقون على أن الانفجار سيقع قبل نهاية العام الحالي، وعلى الأرجح أن يكون في نهاية شهر أغسطس/آب الحالي.
وعند حدوث الانفجار يكون هناك في الانتظار عدد محدود من أنظمة التنبيه التي تم إعدادها لإخطار الهواة والمحترفين، ويقول ستيفنز إن عددا من المراصد قامت ببرمجة تلسكوباتها بشكل مستقل عن خطة المراقبة الحالية لتتابع النجم عندما يأتي الإخطار بالانفجار.
ومن ناحية أخرى، تواجه بعض المراصد الكبرى تعقيدا آخر، حيث تم تصميم الكثير من التلسكوبات الخاصة بها لتراقب الأهداف الأكثر ضعفا وخفوتا، غير أن هذا النجم الذي يوشك على الانفجار لا ينتمي إلى هذه الفئة، ومن هنا فإن توجيه التلسكوبات إليه من شأنه أن يطغى على أجهزة الاستشعار، مما يؤدي إلى ظهور صور باهتة وغير واضحة.
وهذا هو السبب في أن مرصد بالومار، بمحطة أبحاث معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا الكائن في شمال مقاطة سان دييغو، لا يستخدم تلسكوب هالي الشهير الذي يبلغ عرضه 16 قدما تحت قبته البيضاء الضخمة، وبدلا منه يستخدم تلسكوبا أصغر منه بكثير يعرف باسم "جاتيني-آي آر"، يقع بداخل مبنى من الطوب لا ينم عن طبيعة ما يحتويه ويبعد مسافة ربع ميل على الطريق.
ويقول العلماء إنه لا يزال أمامهم الكثير ليتعلمونه بشأن النجم المنفجر، وعلى سبيل المثال لا يزال علماء الفيزياء غير متأكدين من سبب انفجار بعض النجوم كل عقد من الزمان، بينما لا ينفجر البعض الآخر إلا كل آلاف من السنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن النجم
إقرأ أيضاً:
النيابة العامة تكسر صمت الانفجار وتفتح أخطر ملفات مدينة العمال بإمبابة
يشهد ملف التحقيقات في واقعة انفجار ماسورة الغاز داخل بلوك 13 بمدينة العمال تطورات متسارعة بعدما اتخذت النيابة العامة بمحافظة الجيزةسلسلة من الإجراءات الفنية والميدانية التي تستهدف الوصول إلى تفسير دقيق لأسباب الانفجار المفاجئ الذي أدى إلى سقوط ضحايا وإصابة آخرين وتضرر عدد من العقارات المجاورة وسط تحركات واسعة لجمع الأدلة وتحليل حالة الخط المغذي للمنطقة واستجواب الفنيين المختصين
تحركات موسعة لكشف ملابسات انفجار ماسورة الغاز بمدينة العمالباشرت النيابة العامة بمحافظة الجيزة تحركات عاجلة في واقعة انفجار ماسورة الغاز بمدينة العمال باعتبارها نقطة البداية في إعادة بناء مشهد الحادث وتحليل آثاره على العقار المنهار والمبانى المتضررة في محيط بلوك 13
إجراء المعاينة التصويريةانتقلت النيابة الجزئية بإمبابة اليوم الجمعة إلى موقع الانفجار ونفذت معاينة تصويرية موسعة شملت العقار المنهار والمبانى المتضررة إضافة إلى نقطة التسرب المشتبه بها التي يعتقد أنها شهدت بداية المشكلة قبل الانفجار المباغت
باشرت النيابة تحريز أجزاء من الماسورة المتضررة إلى جانب شظايا الخرسانة المتناثرة وعينات من الجدران المتصدعة تمهيدا لعرضها على خبراء المعمل الجنائي لإعداد تقرير فني يحدد الأسباب المحتملة للتسرب بدقة تقنية
وطلبت النيابة من شركة الغاز تقديم تقرير مفصل يوضح طبيعة عمل الخط المغذي للمنطقة وتاريخ إنشائه وإجمالي عمليات الصيانة التي نفذت خلال السنوات الاخيرة باعتبار هذه البيانات عنصرا جوهريا في تقييم حالة الخط وقت الحادث
استدعاء السجلات الفنيةطلبت النيابة العامة الحصول على سجلات البلاغات التي تلقاها القائمون على الخدمة من سكان بلوك 13 بشأن شكاوى محتملة تتعلق بروائح غاز أو ضعف في ضغط الخطوط بما قد يسهم في تحديد المسار الزمني للتسرب قبل وقوع الانفجار
وبدأت جهات التحقيق استجواب عدد من الفنيين المشرفين على متابعة الشبكات داخل نطاق مدينة العمال لمعرفة ما إذا كانت هناك تقارير سابقة تشير إلى أعطال أو ملاحظات فنية تخص الخط المنفجر
واستمعت النيابة لشهادات سكان المنطقة الذين أكد بعضهم ملاحظتهم انتشار رائحة غاز قبل الانفجار وطلبت في ضوء ذلك مراجعة كاميرات المراقبة في المحال والمساكن المحيطة لرصد اللحظات التي سبقت الانفجار وتقييم شدة موجة الهواء واثرها على المبانى المتضررة
اجراءات تتعلق بالضحايا والمصابينصرحت النيابة اليوم الجمعة بدفن جثمان احد ضحايا حادث انفجار ماسورة الغاز داخل بلوك 13 بعد وفاته داخل مستشفى التحرير متأثرا بإصاباته التي لحقت به نتيجة قوة الموجة الانفجارية
وتنتظر النيابة التقرير الطبي النهائي الخاص بسبب الوفاة وكلفت فريقا من الاطباء الشرعيين بإعداد بيان تفصيلي يتضمن الإصابات الداخلية والخارجية التي تعرض لها المتوفى لتوثيقها داخل ملف التحقيقات
وطلبت النيابة الاستعلام الفوري عن الحالة الصحية لأربعة مصابين مازالوا يتلقون العلاج في مستشفيات مختلفة بينهم سيدة نقلت إلى مركز متخصص في علاج الحروق بعد إصابتها بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة بسبب اندفاع اللهب لحظة وقوع الانفجار
وأشارت التحقيقات الاولية إلى أن اثنين من المصابين في حالة حرجة ويخضعان لجهاز التنفس الصناعي بينما يتلقى الآخران علاجا مكثفا للتعامل مع إصابات في الصدر والقدمين ناجمة عن تطاير الشظايا والركام
خطوات فنية لاستكمال التحقيقاتباشرت النيابة إجراءات جديدة في موقع الحادث تضمنت معاينة تصويرية لنقطة التسرب ونقل بقايا الماسورة المتضررة إلى المعمل الجنائي لإصدار تقرير شامل يحدد حالتها الفنية وما إذا كان الحادث مرتبطا بتآكل الخط أو بخلل في اعمال الصيانة
وطلبت النيابة من شركة الغاز ملفا يوضح تاريخ الخط المغذي للمنطقة وآخر عمليات الإصلاح داخل نطاق بلوك 13 إضافة إلى شهادات الفنيين الذين تولوا أعمال الصيانة خلال العامين الماضيين
وأكدت النيابة انها ستستمع إلى اقوال المصابين فور تحسن حالتهم إلى جانب استمرار مراجعة افادات الاهالي الذين تحدث بعضهم عن ملاحظتهم صدور روائح غاز قبل ساعات من الانفجار