في جدة .. مشاورات أمنية وسياسية مكثفة لإنجاح مفاوضات جنيف
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
أنخرطت قوى مدنية وعسكرية سودانية في نقاشات مكثفة بمشاركة وسطاء إقليميين ودوليين في مدينة جدة السعودية والعاصمة الإثيوبية أديس أبابا من أجل الوصول إلى صيغ توافقية لإنجاح المفاوضات، التي دعت الولايات المتحدة طرفي الحرب في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، لعقدها في جنيف السويسرية نهاية الأسبوع الحالي.
الخرطوم ــ التغيير
وفي حين بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماعات بين تنسيقية القوى المدنية السودانية “تقدم” ومجموعات أخرى من بينها حركتي عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد نور برعاية الاتحاد الإفريقي والهيئة المعنية بالتنمية في إفريقيا “إيقاد”، قال المبعوث الأميركي توم بيريلو على حسابه في منصة “إكس” إن اجتماعات أخرى، تستضيفها مدينة جدة تهدف لاختتام أشهر من المشاورات مع أطراف الصراع والشركاء الإقليميين والخبراء الفنيين، والآلاف من السودانيين المطالبين بإنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023.
وأكدت تنسيقية “تقدم” وحركتي الحلو وعبدالواحد نور أن انخراطها في اجتماعات أديس أبابا، يأتي ضمن نهج تشاوري من أجل “تمكين السودانيين من امتلاك العملية السياسية وإدارتها”.
وقالت كذلك إن الهدف الأساسي من الاجتماع هو “الاتفاق على تصميم العملية السياسية، وهذا يشمل التوافق على أطرافها وكذلك الاتفاق على القضايا العاجلة، وأهمها إيصال المساعدات الإنسانية ووقف العدائيات وحماية المدنيين، بالإضافة إلى قضايا العملية السياسية، مع الربط بمسار وقف العدائيات”.
ووفقا لـ”تقدم”، فإن اجتماع أديس أبابا يسعى أيضا للاتفاق على مسار الانتقال المدني الذي سيتم التوافق عليه في العملية السياسية، والسعي لتوحيد المنابر أو على الأقل التنسيق مع المنابر المهمة الفاعلة.
من جانبها، أكدت الخارجية السودانية في بيان إرسال وفد إلى مدينة جدة برئاسة وزير المعادن محمد بشير أبو نمو للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية حول الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات المقرر عقدها بجنيف في الرابع عشر من أغسطس.
حراك مدنيوطالبت أحزاب سياسية ومكونات مدنية تضم لجان مقاومة ونقابات مهنية، في مذكرة، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإيجاد حلول سلمية لإيقاف الحرب في السودان واتخاذ الخطوات الضرورية والإجراءات القانونية اللازمة لممارسة كل أشكال الضغط على أطراف الصراع للجلوس إلى طاولة المفاوضات في مؤتمر جنيف.
ودعت المذكرة، التي اطلع عليها موقع “سكاي نيوز عربية”، إلى إظهار وجه العدالة الدولية بمحاسبة المتسببين في الحرب والداعين لاستمرارها.
وقالت: “يعول السودانيون كثيرا على هذه المفاوضات باعتبارها الفرصة الأخيرة المتاحة لتمسكه بأمل النجاة من هذا الكابوس الرهيب”.
وعبرت المذكرة عن أملها في أن يقود نجاح مؤتمر جنيف تلقائيا إلى فتح المجال للمنظمات المدنية السودانية بالدخول في حوار شامل حول المبادرات المتعددة المطروحة الآن في الساحة للوصول إلى خارطة طريق متفق عليها لتكوين الحكومة المدنية في الفترة الانتقالية أو التأسيسية.
وشددت المذكرة على: الإيقاف الفوري والنهائي للعمليات العسكرية وإنهاء الحرب والفصل بين القوات المتحاربة.
فتح ممرات آمنة لإجلاء المحاصرين والتوصيل الفوري للمساعدات الغذائية والدوائية لكل محتاجيها في مختلف الولايات بإشراف المنظمات الأممية.
تأتي هذه التحركات في ظل تدهور مريع للأوضاع الإنسانية بسبب الحرب التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين من السودانيين وسط مخاوف من مجاعة تحاصر أكثر من 25 مليون من سكان البلاد. وتفاقمت الأوضاع أكثر بعد الفيضانات المدمرة التي طالت الأسبوع الماضي 11 من ولايات البلاد، البالغ عددها 18 ولاية.
وقال الباحث السياسي الأمين بلال إن “معاناة الشعب السوداني بلغت مراحل عصيبة بسبب الحرب والمجاعة وتعطل الحياة في معظم أنحاء البلاد”.
وأضاف: “تلوح في الأفق فرصة مفاوضات جنيف التي يجب اغتنامها”، محذرا من أن يلقي فشل المفاوضات بالمزيد من الظلال السلبية على مجمل الأوضاع بالبلاد.
الوسومجدة جنيف مباحثات مشاوراتالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: جدة جنيف مباحثات مشاورات
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يتحدث عن اجتماع مرتقب في جنيف سيجمع طرفي النزاع في السودان
شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن إصلاح مجلس الأمن بات ضرورة ملحة، قائلا إن المجلس "لا يعكس واقع العالم اليوم".
استعرض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مواقف المنظمة وتحركاتها المقبلة، مؤكدا وجود اتصالات ومساعٍ مفتوحة على أكثر من جبهة. وجاءت مواقفه خلال مقابلة مع قناتي العربية والحدث، حيث تناول فيها الملفات الأكثر إلحاحاً من السودان واليمن إلى غزة والإصلاحات داخل منظومة الأمم المتحدة.
تحركات مرتقبة مع طرفي النزاع في السودانوفي حديثه أكد غوتيريش أن المنظمة الأممية تجري تواصلا مع جميع الأطراف السودانية في محاولة لبلورة مسار ينهي الحرب المستمرة منذ عامين.
وأعلن أن الجيش وقوات الدعم السريع سيجتمعان في جنيف، من دون تحديد موعد للاجتماع المرتقب، موضحا أن الأمم المتحدة "ستعقد اجتماعات في جنيف مع كلا الجانبين" ضمن الجهود الرامية إلى وقف القتال.
ووصف المعاناة الإنسانية التي يعيشها السودانيون بأنها غير مسبوقة، مشددا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن قصف بعثات الأمم المتحدة في الفاشر، ومتهما قوات الدعم السريع بارتكاب الفظائع.
وأضاف أن الأمم المتحدة تلقت وعودا بشأن السماح بدخولها إلى الفاشر، لكنه أكد في الوقت ذاته أن "الحرب في السودان فظيعة ويجب أن تتوقف".
أما في ما يتعلق بغزة، فأكد غوتيريش استعداد الأمم المتحدة "لتقديم ما يطلب منا بشأن غزة"، مشيرا إلى أن المنظمة "تقدم خدماتها للتعاون" في كل ما يتصل بالوضع الإنساني هناك.
تنديد باعتقال الموظفين الأمميين في اليمنوانتقل غوتيريش إلى الساحة اليمنية، معتبرا أن التطورات الأخيرة في حضرموت تشكل تصعيدا خطيرا، فيما وصف اعتقال جماعة أنصار الله "الحوثيين" لموظفين أمميين بأنه أمر غير مقبول. وأوضح أن أولوية الأمم المتحدة في هذا الملف هي الإفراج عن الموظفين المحتجزين.
إصلاح مجلس الأمن ونقص الموارد الإنسانيةوعلى مستوى عمل المنظمة، شدد غوتيريش على أن إصلاح مجلس الأمن بات ضرورة ملحة، قائلا إن المجلس "لا يعكس واقع العالم اليوم". وأوضح أن المنظمات الأممية تبذل كل ما تستطيع لإنقاذ المدنيين رغم النقص الكبير في الموارد، معربا عن أسفه لأن "الأموال تنقل من المساعدات إلى ميزانيات الدفاع".
العلاقات مع السعودية ودبلوماسية السلاموتحدث الأمين العام للأمم المتجدة عن اللقاء الذي جمعه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرا إلى أنه ناقش معه الإصلاحات داخل الأمم المتحدة، ومقدّرا "التعاون العميق للسعودية" مع المنظمة الدولية.
وأعرب عن امتنانه الكبير للمملكة لما تبذله من جهود في مجال دبلوماسية السلام وما ترسله من مساعدات إنسانية إلى مناطق مختلفة حول العالم.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة