إنجاز 90 بالمائة من مشروع الحزام الأخضر بمحافظة ظفار
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
وصلت نسبة الإنجاز في مشروع الحزام الأخضر بمحافظة ظفار إلى أكثر من 90 بالمائة، والذي تنفذه هيئة البيئة ضمن سعيها لزيادة الغطاء النباتي والحفاظ على الأشجار المحلية بالتزامن مع الحملة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة برية.
وقال المهندس محمد بن سالم حاردان مدير دائرة صون الطبيعة بالمديرية العامة للبيئة: إنّ تنفيذ مشروع الحزام الأخضر بدأ منذ عام 2022، وحقق نسبة إنجاز متقدمة تجاوزت 90 بالمائة شملت عمليات استزراع أكثر من 40 ألف شجرة محلية، مشيرًا إلى الدور الإيجابي للأشجار البرية في تغذية الخزانات الجوفية، عن طريق عملية استقطاب وتجميع الضباب ومياه الأمطار.
وأضاف: إن مشروع الحزام الأخضر يتكون من 39 موقعًا للمسورات الزراعية موزعة على مختلف مناطق الشريط الجبلي (منطقة القطن الواقعة خلف الجبال) في ولايات صلالة ومرباط وطاقة ورخيوت بمساحة إجمالية تقدّر بـ600 ألف متر مربع، مع التركيز على المناطق المتأثرة بالتصحر وانخفاض الغطاء النباتي، مشيرًا إلى زراعة أشجار التين البري، والسغوت، والصبار (التمر الهندي)، والسدر في تلك المسورات نظرًا لخصائصها وسماتها التي تتأقلم مع مختلف الظروف المناخية في جبال ظفار.
ولفت إلى أن المرحلة الأولى من مشروع الحزام الأخضر ستنتهي في الربع الأخير من عام 2024 بإجمالي أكثر من 45 ألف شجرة برية، مبينًا أنه سيتم العمل على تنفيذ مراحل أخرى خلال السنوات القادمة عن طريق استحداث مواقع جديدة بعد تحقيق الأهداف المرجوة من هذا المشروع.
وأكد على أهمية المشروع وإسهامه في تعزيز توجه سلطنة عُمان للوصول إلى الحياد الكربوني الصفري بحلول عام 2050، موضحًا بأن المشروع سيسهم في امتصاص أكثر من 60 ألف كيلوجرام من ثاني أكسيد الكربون سنويًّا خلال الفترة من 3 إلى 4 سنوات القادمة إضافة إلى دورها في زيادة مخزون المياه الجوفية عبر استقطاب هذه الأشجار لمياه الأمطار والضباب طوال فترة العام.
وفي مجال حماية الأشجار المعمّرة، أوضح بأن المديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار تواصل منذ عام 2022 تنفيذ مشروع مسوّرات حماية الأشجار المعمّرة في ولايات صلالة وطاقة ومرباط ورخيوت وضلكوت وثمريت، مشيرًا إلى إنشاء 107 مسوّرات حماية بهدف صون الأشجار المعمّرة التي تواجه التهديدات مثل الرعي الجائر وتقشير لحاء الأشجار والاحتطاب كونها جزءًا مهمًّا في النظم البيئية وتسهم في إنتاج البذور التي تُنقل وتُزرع في المشاتل التابعة للمديرية.
من جانبه أشار حاتم بن سالم المهري رئيس قسم المحميات الطبيعية بالمديرية إلى خطط هيئة البيئة لإنشاء ثلاث حدائق بيئية للأشجار البرية في محافظة ظفار، منها حديقة أشجار اللبان بمنطقة مودام في ريسوت بولاية صلالة التي تحتوي في الوقت الحالي على 2350 شجرة لبان، وتستوعب 11 ألف شجرة، مبينًا أنه جارٍ العمل حاليًّا على إنشاء حديقتين بيئيتين هما حديقة أشجار التبلدي بمنطقة الدمر بولاية مرباط وكذلك حديقة أشجار المر بنيابة مضي التابعة لولاية ثمريت.
جديرٌ بالذكر أن محافظة ظفار تزخر بتنوع النباتات الطبيعية التي تقدّر بأكثر من 1400 نوعٍ من النباتات البريّة تغطي قمم الجبال وتنتشر في بطون الأودية والسهول، إذ تعمل هيئة البيئة على اتخاذ بعض التدابير لحماية وإكثار النباتات البريّة بالمحافظة عن طريق مشاتل الأشجار، وعمليات الاستزراع المحمية إلى جانب غرس ونثر البذور في المناطق البرية، وتقليم وحماية الأشجار المعمّرة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مشروع الحزام الأخضر أکثر من
إقرأ أيضاً:
أوراق الأشجار تسبق البشر في التنبؤ بثوران البراكين
ينهمك علماء الطبيعة في البحث عن طرق وأدوات تمكنهم من التنبؤ بثوران البراكين، ما يُمكّنهم من تجنيب الناس خطرها، وبالتالي الحفاظ على الأرواح وتقليل الخسائر.
وبهذا الصدد، وجدت دراسة علمية اجريت مؤخرًا أنه من الممكن التنبؤ بثوران البراكين من خلال أوراق الأشجار المحيطة بها في نفس المنطقة، والتي تبين أنها أول من ينتبه لحركة البركان.
وقال تقرير نشره موقع “ساينس أليرت” المتخصص بأخبار العلوم، إن باحثين توصلوا إلى قاعدة تفيد بأن ألوان أوراق الأشجار تُعد إشارات تحذيرية حول البركان المُوشك على الانفجار.
ووجد العلماء أنه مع ازدياد نشاط البراكين واقترابها من الانفجار، فإنها تدفع الصهارة إلى السطح، مطلقة مستويات أعلى من ثاني أكسيد الكربون، مما يُعزز صحة الأشجار المحيطة ويجعل أوراقها أكثر اخضرارًا.
ويقول العلماء إنه يمكن رصد هذه التغيرات – وتحديدًا من خلال القياس المعروف باسم “مؤشر الفرق الطبيعي للغطاء النباتي” (NDVI) – بواسطة الأقمار الصناعية، حيث يمكننا إنشاء نظام إنذار مبكر لا يتطلب عملًا ميدانيًا محليًا أو أجهزة استشعار أرضية، وهذا النظام قابل للتطبيق في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها.
وتقول عالمة البراكين نيكول جوين، من جامعة هيوستن الأميركية: “هناك العديد من الأقمار الصناعية التي يمكننا استخدامها لإجراء هذا النوع من التحليل”
علاقة قوية بين ارتفاع ثاني أكسيد الكربون وزيادة اخضرار الأشجاروكانت جوين هي المؤلفة الرئيسية لدراسة حديثة تناولت مستويات ثاني أكسيد الكربون حول جبل إتنا في إيطاليا، حيث قارنت الدراسة بين بيانات أجهزة الاستشعار وصور الأقمار الصناعية، ووجدت علاقة قوية بين ارتفاع ثاني أكسيد الكربون وزيادة اخضرار الأشجار.
وعلى مدار عامين، رصد الفريق 16 ارتفاعًا واضحًا في ثاني أكسيد الكربون ومؤشر الغطاء النباتي NDVI، مما يتوافق مع حركات الصهارة تحت الأرض. ولوحظت هذه الأنماط على مسافات أبعد من صدوع الجبل.
واستندت هذه الدراسة إلى بحث سابق نُشر عام 2019 بقيادة عالم البراكين روبرت بوغ من جامعة ماكغيل، والذي أظهر أن ثاني أكسيد الكربون المنبعث من بركانين نشطين في كوستاريكا أثّر على لون أوراق الأشجار الاستوائية في المنطقة.
التغيرات في لون النباتات حول البراكينوتعمل جوين مع بوغ حاليًا، بالتعاون مع باحثين آخرين، على مشروع تقوده وكالة “ناسا” ومؤسسة سميثسونيان، لتحليل التغيرات في لون النباتات حول البراكين في بنما وكوستاريكا.
لكن بوج يقول: “إن البركان الذي ينبعث منه كميات متواضعة من ثاني أكسيد الكربون، والتي قد تنذر بثوران، لن يظهر في صور الأقمار الصناعية”.
وأضاف: “الفكرة هي إيجاد شيء يمكننا قياسه بدلاً من ثاني أكسيد الكربون مباشرةً، ليوفر لنا مؤشرًا بديلًا لاكتشاف التغيرات في انبعاثات البركان”.
وهناك إشارات متعددة يمكن استخدامها للتنبؤ بالانفجارات البركانية، منها هدير الموجات الزلزالية وتغير ارتفاع الأرض.
ومع اخضرار أوراق الأشجار الناتج عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أصبح لدينا الآن أداة إضافية للقياس، حتى إن لم تكن مناسبة لجميع المواقع.