أطفال الشارقة تنظم سلسلة ورش متنوعة في مخيمها الصيفي
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
الشارقة في 9 أغسطس /وام/ نظمت "أطفال الشارقة"، التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، سلسلة من الورش المتنوعة استهدفت الفئة العمرية من 6-12 سنة في مخيمها الصيفي للأطفال، الذي تستمر فعالياته حتى 17 أغسطس الجاري.
وتضمنت فعاليات المخيم، ورش الفنون التشكيلية، التي تمكن الأطفال من صنع أعمال فنية مميزة من خلال استخدام الوسائط المتعددة ودمج الألوان وتركيب الأشكال، ومنها ورشة "مكس ميديا"، وورشة التصوير الفوتوغرافي، وورشة "فن الأورجامي" التي تدربوا فيها على مهارة فن طي الورق وتحويله إلى أشكال فنية مبتكرة.
وتعرف الأطفال في ورشة " المدينة الذكية" على آلية إنشاء المنزل الذكي المستدام باستخدام تقنية إنترنت الأشياء، بينما استكشفوا عالم العلوم من خلال ورشة "ركن الاستكشاف"، إلى جانب تصميم وبناء الروبوتات وبرمجتها وتعلم مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي في ورشة "صديقي الروبوت".
وفي مجال الآداب واللغات، قضى الأطفال لحظات ممتعة في ورشة "رحلة كتاب"، من خلال قراءة مجموعة من القصص وتحويلها إلى أعمال فنية مميزة؛ أما في ورشة "عجلة الحكايات" فاستخدموا خيالهم لكتابة قصة تفاعلية ممتعة بطريقة الدولاب.
وتضمنت الفعاليات في مجال المهارات الحياتية، ورشة توعوية للأطفال بعنوان "سلامتك" نفذتها جمعية أصدقاء مرضى الكلى بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وتعرف الأطفال خلالها على كيفية المحافظة على كلى سليمة وعلى مخاطر أمراض الكلى وطرق الوقاية منها.
واكتسب الأطفال عبر ورشة "حرفتي" مجموعة من "المهارات اليدوية" كالحرف اليدوية والخياطة والنجارة؛ كما تعرفوا على إعادة تدوير الخامات لإنتاج أعمال فنية صديقة للبيئة؛ وفي "عالم الاستدامة" قاموا بصنع ألواح شمسية للاستفادة منها والحفاظ على موارد البيئة.
وفي مجال المسرح وفنون العرض تعرف الأطفال على فن صناعة العرائس وخيال الظل والراوي بهدف تنمية الخيال لديهم، كما استمتعوا بقراءة النصوص المسرحية وتجسيد شخصياتها على خشبة المسرح في ورشة "القراءة المسرحية".
وخاض الأطفال خلال فعاليات المخيم مجموعة من التحديات والأنشطة الرياضية والبدنية الممتعة وكذلك تحديات مائية لاكتساب المهارات الأساسية في السباحة.
إبراهيم نصيراتالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: فی ورشة
إقرأ أيضاً:
أطفال الصيف بين مطرقة الحاجة وسندان الإهمال
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
مع بداية كل صيف، تتكرر المشاهد ذاتها في شوارع المدن والأسواق العراقية أطفال يبيعون المناديل، ينظفون الزجاج، أو يعملون في الورش والطرقات تحت شمس لاهبة قد تتجاوز حرارتها الخمسين درجة مئوية. ليست هذه مجرد صور عابرة، بل هي دلائل صارخة على أزمة متجذرة عنوانها “عمالة الأطفال”، التي تتفاقم مع انتهاء العام الدراسي ودخول العطلة الصيفية.
في العراق، لا تقتصر عمالة الأطفال على كونها مخالفة للقانون أو انتهاكاً لحقوق الطفولة، بل تحولت إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة، تتداخل فيها عوامل الفقر، ضعف الوعي، غياب الرقابة، وتراجع الخدمات الاجتماعية. ومع تزايد معدلات الفقر والبطالة بين الأسر العراقية، تُدفع أعداد متزايدة من الأطفال إلى سوق العمل في سن مبكرة، لا لشيء إلا للمساهمة في إعالة أسرهم، ولو على حساب صحتهم ومستقبلهم.
يواجه هؤلاء الأطفال، الذين يفترض أن يكونوا في الملاعب أو بين صفحات الكتب، مخاطر جسدية ونفسية جمة. فالتعرض للشمس الحارقة، والأعمال الشاقة، والمعاملة القاسية، كلها عوامل تؤدي إلى إنهاكهم جسدياً وتعريضهم لحوادث خطيرة. كما أنهم معرضون للاستغلال من قبل أرباب العمل أو حتى المتحرشين، دون أي حماية قانونية أو اجتماعية فعلية.
هنا يبرز دور الأسرة أولاً، كخط الدفاع الأول في حماية الطفل. فعلى الأهل أن يدركوا أن إرسال الطفل للعمل ليس حلاً للفقر، بل مدخلاً لدائرة أوسع من الحرمان والجهل. التعليم، رغم ظروفه الصعبة، يبقى طوق النجاة الوحيد لهؤلاء الأطفال نحو مستقبل أفضل. كما أن على الأسر المطالبة بحقوقها في دعم اجتماعي حقيقي يوفر لها الحد الأدنى من الكرامة، دون الحاجة إلى التضحية بأطفالها.
أما الحكومة، فعليها أن تتوقف عن التغاضي، وأن تتعامل مع هذه الظاهرة بوصفها قضية أمن اجتماعي وإنساني. المطلوب ليس فقط قوانين تُحظر عمالة الأطفال – فهذه موجودة أصلاً – بل تطبيق صارم لها، ومتابعة ميدانية، وتوفير بدائل حقيقية من خلال برامج صيفية تعليمية وترفيهية تحمي الأطفال وتشغل أوقات فراغهم بشكل مفيد. كذلك يجب دعم العائلات الفقيرة بمساعدات مالية مشروطة بعدم تشغيل أطفالها، كما تفعل بعض الدول في برامج الحماية الاجتماعية .
إن صيف الأطفال يجب أن يكون موسماً للراحة، للعب، للنمو، وليس ساحة عمل ومعاناة. ولعل الوقت قد حان لوقفة وطنية شاملة، تشارك فيها الدولة، الأسرة، ومنظمات المجتمع المدني، لإعادة رسم خارطة الطفولة في العراق، وإنقاذ جيل بأكمله من الضياع في الشوارع.
ختاما كل طفل يُجبر على العمل اليوم، هو مستقبل مهدور غداً.
انوار داود الخفاجي