عربي21:
2025-05-29@05:42:23 GMT

استمرار التصعيد الإسرائيلي وإشعال المنطقة

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

حين أعلن رئيس مجلس أمناء جامعة كولومبيا اختيار نعمت شفيق رئيسة للجامعة في تموز/ يوليو 2023، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب، امتدح «ثقتها التي لا تتزعزع في الدور الحيوي الذي يمكن، ويجب، أن تلعبه، مؤسسات التعليم العالي في حل أكثر مشاكل العالم تعقيداً».

ترى هل تعد حرب الإبادة الشاملة التي تشنّها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزّة، من بين أكثر مشاكل العالم تعقيداً بنظر من يحتلّون مناصبهم في مجالس أمناء الجامعات المرموقة، والرؤساء الذين واللواتي يقع اختيارهم عليهم، وعليهن؟ وما الدور الذي لعبته جامعة كولومبيا ورئيستها في التعامل مع مشكلة بالغة التعقيد كهذه؟

كانت شفيق (التي ولدت في الإسكندرية لعائلة مصرية هاجرت في الستينيات إلى الولايات المتحدة، ودرست هناك، ثم حصلت على الدكتوراه من أوكسفورد) قد بدأت مسيرتها المهنية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ثم البنك الدولي، ثم انتقلت إلى قسم التنمية الدولية في المملكة المتحدة، ثم صندوق النقد الدولي، ثم بنك إنكلترا، حيث أشرفت على لجان تتصرف بما يقارب 600 مليار دولار.

. وكانت رئيسة كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

وبعد اختيارها لرئاسة جامعة كولومبيا، تداولت وسائل الإعلام تفاصيل عن «رؤية» شفيق وفلسفتها في ما يتعلق بمهمة الجامعة في هذا العصر الذي لا يخلو من التحديات المعقّدة. وكان لرؤيتها وأفكارها النظرية عموماً وقع إيجابي. على سبيل المثال، تؤمن شفيق بأن «على الجامعات أن تنمّي بيئة لا يتفق فيها الناس دائماً، لكنهم يتعلمون من بعضهم بعضا، وينمون الفهم المتبادل.

وهذا جزء من تشجيع مجتمع منفتح. كما أن «على عمل الجامعة أن يشجع العدالة الاجتماعية والازدهار في مجتمع تعددي. للجامعات دور محدّد في إعطاء الشباب فرصاً لمواجهة الاختلاف، وأن يتعلموا كيف يشتبكون مع الاختلاف.

في العالم المعقد الذي نعيش فيه، تصبح القدرة على التعامل مع أناس لديهم منظار مختلف ووجهة نظر مختلفة للغاية طريقاً أساسياً لبناء مجتمع متماسك فذلك يسمح للناس بالعيش والتقدم واتخاذ القرارات سوية».

كما هو الحال مع رؤساء الدول، والزعماء السياسيين، فإن حجم الهوة بين الخطاب النظري، والتطبيق والممارسة، تجلّى بوضوح لدى أول اختبار.

فقد شهد عهد شفيق، الذي لم يدم أكثر من سنة وأسبوعين، إذ استقالت من منصبها في 14 أغسطس/آب 2024، قرارات وخطوات اتخذتها ضد الطلاب المناصرين لفلسطين والداعين لوقف حرب الإبادة، ناقضت مقولاتها عن دور الجامعة ووظيفتها وأفكارها عن «المجتمع المفتوح الذي يشجّع الاختلاف».



وجاءت استقالة شفيق بعد أسبوع من استقالة ثلاثة عمداء في جامعتها، بعد أن سربت رسائل نصيّة تبادلوها واتهموا بمعاداة الساميّة. وهي خامس استقالة لرئيس ورئيسة جامعة أمريكية منذ بدء حرب الإبادة ضد غزّة وتبعات الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية.
ما سيذكره التاريخ عن عهد شفيق هو قمع حرية الرأي والتعبير داخل الجامعة
ما سيذكره التاريخ عن عهد شفيق هو قمع حرية الرأي والتعبير داخل الجامعة، بإصدار قرارات تقمع مجموعات الطلاب المناهضة لحرب الإبادة. فقد منعت مجموعتي «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» و«صوت يهودي للسلام» متذرعة بادعاء أصبح شائعاً منذ بدء حرب الإبادة في الجامعات الأمريكية، وهو أنها خالفت قوانين الجامعة.

وحين أقام تحالف الطلاب في جامعة كولومبيا أول مخيم في الولايات المتحدة وطالب المعتصمون بوقف إطلاق النار وبسحب استثمارات الجامعة من الشركات المساهمة في حرب الإبادة، استدعت شفيق شرطة نيويورك سيئة الصيت، التي اعتقلت أكثر من مئة متظاهر في أبريل/نيسان من العام الماضي. وفصلت العشرات من الطلاب ومنعتهم من دخول الجامعة، ومن المشاركة في حفل التخرّج.

وسيذكر التاريخ تلعثم شفيق وخنوعها أثناء مثولها للاستجواب أمام الكونغرس الذي قادته النائبة اليمينية إليس ستيفانك، الممثلة الجمهورية عن ولاية نيويورك، واستعدادها لفصل أساتذة وإحالتهم للتحقيق لإرضاء مستجوبيها وجمهورها.

بالعودة إلى سيرة شفيق المهنية. قد تبدو، لأول وهلة، أكثر ملائمة لمؤسسة مصرفية، لا لمؤسسة أكاديمية، لكن هذا يقول الكثير عن التحوّلات التي طرأت على التعليم العالي في الولايات المتحدة منذ نهايات السبعينيات. وعن تحوّل الجامعات الخاصة، تدريجياً، من جامعات فحسب إلى صناديق استثمارات هائلة، تحتوي على جامعة كما يقال عند مناقشة هذا الموضوع.

وليس في الأمر مبالغة. فللجامعات الأمريكية أكثر من 130 مليار دولار مودعة في صناديق الاستثمار الكبرى.

ولكل هذا تأثير بالغ على طبيعة عمل وهيكلة الجامعات وعلى أولوياتها الأكاديمية وحيوات الطلاب، لكن الأهمّ، في ما يخص موضوعنا، هو التأثير الهائل لأصحاب رؤوس الأموال وتغلغلهم في مجالس الأمناء، وانصياع الجامعات لتوجهاتهم وانحيازاتهم السياسية، كما لتأثير الشركات الكبرى على سياسات الجامعات والضغط الذي يمكن تفعيله في أي وقت.
المفارقة أن الصهاينة ومن يصطف معهم من اليمينيين والمحافظين لا يظنّون أن شفيق دعمتهم بما فيه الكفاية
المفارقة أن الصهاينة ومن يصطف معهم من اليمينيين والمحافظين، لا يظنّون أن شفيق دعمتهم بما فيه الكفاية، وأنها كان يجب أن تكون أكثر حزماً ضد خصومهم. مع العلم أن شفيق أصدرت قراراً في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بتشكيل فريق عمل خاص لمواجهة معاداة السامية (وأخفق الفريق في تعريف معاداة السامية وفي تقديم إجابات مقنعة عن مهمة الفريق في أول لقاء مفتوح).

لكنها لم تتعامل بجدية ولا بحزم مع العنصرية المستشرية ضد الطلاب المناصرين لفلسطين، والمثال الأبرز هو قيام أحد الطلاب بمهاجمتهم بسلاح كيمياوي في حرم الجامعة.



بعد يوم من استقالة شفيق كانت هناك شاحنة تقف خارج مدخل جامعة كولومبيا وتحمل صورة كبيرة للرئيسة المستقيلة كتب عليها: انتبهوا أيها الطلبة! سمحت شفيق لمعاداة الساميّة أن تدمّر مهنتها.

لا ترتكبوا الخطأ نفسه! وهو أسلوب من أساليب الترهيب ضد الطلاب القادمين والعائدين استعداداً للسنة الأكاديمية التي ستبدأ في سبتمبر/أيلول لثنيهم عن مواصلة الحراك الذي بدأ العام الماضي. لكنها أساليب لن تنجح.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه جامعة كولومبيا نعمت شفيق جامعة كولومبيا غزة العدوان نعمت شفيق مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات تكنولوجيا سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جامعة کولومبیا حرب الإبادة

إقرأ أيضاً:

ترامب يتجه لإلغاء عقود فدرالية بقيمة 100 مليون دولار لصالح جامعة هارفارد

انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جامعة هارفارد، أقدم وأغنى جامعة في الولايات المتحدة، واصفًا إياها بأنها مرتع لليبرالية ومعاداة السامية. اعلان

طلبت إدارة ترامب من الوكالات الفيدرالية إلغاء عقود مع جامعة هارفارد تبلغ قيمتها حوالي 100 مليون دولار (88 مليون يورو)، مما يزيد من حدة الصدام بين الرئيس وأقدم وأغنى جامعة في البلاد.

وكانت الحكومة قد ألغت بالفعل أكثر من 2.6 مليار دولار (2.2 مليار يورو) من المنح البحثية الفيدرالية للجامعة التي تنتمي إلى رابطة اللبلاب، والتي رفضت مطالب إدارة ترامب بتغيير العديد من سياساتها.

وقد وجهت إدارة الخدمات العامة، المشرفة على التعاقدات والعقارات الحكومية، رسالة للوكالات الفدرالية حتى تتم مراجعة العقود المبرمة مع الجامعة والبحث عن ترتيبات بديلة.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز أول من نشر الرسالة في وقت سابق من يوم الثلاثاء.

وقد انتقد الرئيس دونالد ترامب جامعة هارفارد، واصفًا إياها بأنها مرتع لليبرالية ومعاداة السامية.

ورفعت الجامعة العريقة دعوى قضائية في 21 أبريل/نيسان بسبب مطالبة الإدارة الأمريكية بإجراء تغييرات في قيادة الجامعة وحوكمتها وسياسات القبول فيها.

ومنذ ذلك الحين، خفضت الإدارة التمويل الفيدرالي للمدرسة، وتحركت لوقف تسجيل الطلاب الأجانب وهددت وضعها المعفي من الضرائب.

طلبة يسيرون بين المباني في حرم جامعة هارفارد في كامبريدج، 17 ديسمبر 2024 أبعقود البحث العلمي والتدريب التنفيذي في دائرة الاستهداف

حددت الإدارة حوالي 30 عقدًا في تسع وكالات لمراجعتها من أجل إلغائها، وفقًا لمسؤول في الإدارة لم يكن مخولًا بالحديث علنًا عن جدول أعمال الإدارة.

وتشمل العقود تدريباً تنفيذياً لمسؤولي وزارة الأمن الداخلي، وأبحاثاً حول النتائج الصحية المتعلقة بمشروبات الطاقة، وعقداً لخدمات أبحاث طلاب الدراسات العليا.

ويجري توجيه الوكالات التي لديها عقود تعتبر حرجة بعدم وقفها على الفور، ولكن لوضع خطة للانتقال إلى بائع آخر غير هارفارد.

وقد طُلب من الوكالات التي لديها عقود تعتبر بالغة الأهمية مع هارفارد ألا توقفها فورا، بل وضع خطة للانتقال إلى جهة أخرى غير الجامعة.

التوجيهات التي جاءت في الرسالة تنطبق فقط على العقود الفيدرالية مع هارفارد وليس على المنح البحثية المتبقية.

ترامب يهدد بتحويل تمويل هارفارد

وكان ترامب قد انتقد جامعة هارفارد على وسائل التواصل الاجتماعي خلال عطلة نهاية الأسبوع، مهددًا بقطع 3 مليارات دولار إضافية (2.6 مليار يورو) من المنح الفيدرالية ومنحها للمدارس التجارية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ولم يوضح أي المنح التي كان يشير إليها أو كيف يمكن إعادة تخصيصها.

اعلان

كما اتهم الرئيس الجمهوري أيضًا جامعة هارفارد برفض الكشف عن أسماء طلابها الأجانب. ومضى أبعد من ذلك، حين قال إن البلدان الأصلية للطلاب لا تدفع شيئاً مقابل تعليمهم وأن بعضها "ليست صديقة للولايات المتحدة على الإطلاق".

يذكر أن الطلاب الأجانب لا يحق لهم الحصول على المساعدات المالية الفيدرالية، لكن هارفارد تقدم مساعداتها الخاصة للطلاب الأجانب والمحليين أيضا.

الرئيس دونالد ترامب يتحدث خلال الاحتفال باليوم الوطني ال 157 للذكرى الوطنية في مقبرة أرلينغتون الوطنية، 26 مايو 2025أب

وقال ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: "ما زلنا ننتظر قوائم الطلاب الأجانب من هارفارد حتى نتمكن من تحديد، بعد إنفاق مليارات الدولارات السخيفة، عدد الطلاب المتطرفين المجانين والمثيرين للمشاكل الذين لا ينبغي السماح لهم بالعودة إلى بلادنا".

اعلان

لم يتضح ما الذي كان يشير إليه الرئيس بالضبط. لكن تمتلك الحكومة الفيدرالية فعلا إمكانية الوصول إلى معلومات التأشيرات وغيرها من السجلات الخاصة بالطلاب الأجانب في جامعة هارفارد وغيرها من الجامعات.

وكانت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية قد طالبت هارفارد بتسليم مجموعة من الملفات المتعلقة بطلابها الأجانب، بما في ذلك السجلات التأديبية والسجلات المتعلقة بـ"النشاط الخطير أو العنيف" حسب قولها.

تقول الجامعة إنها امتثلت للطلب، لكن الوزارة قالت إن الرد لم يكن كافياً وتحركت لإلغاء صلاحية الجامعة لتسجيل الطلاب الأجانب. بعدها، أوقف قاضٍ فيدرالي في بوسطن هذه الخطوة مؤقتاً بعد أن رفعت هارفارد دعوى قضائية.

اعلانRelatedأرقى 5 جامعات في العالم لعام 2025: هارفارد تحتفظ بالصدارةبعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 مليار دولار جامعة هارفاردعلى خلفية نقاشات بشأن معاداة السامية في جامعة هارفارد.. رئيسة الجامعة تقدم استقالتهاجامعة هارفارد تقاضي إدارة ترامب لرفع تجميد تمويل منح بحثية بأكثر من 2.2 مليار دولاررئيسة جامعة هارفارد باقية في منصبها بعد دعوات إلى استقالتهادول أخرى تتحرك

قالت الحكومة اليابانية يوم الثلاثاء إنها تبحث عن طرق لمساعدة الطلاب الأجانب في جامعة هارفارد. وقالت وزيرة التعليم توشيكو آبي للصحفيين إنها تعتزم أن تطلب من الجامعات اليابانية اتخاذ تدابير لدعم الطلاب الأجانب.

وتدرس جامعة طوكيو، وهي أفضل جامعة في اليابان، إمكانية أن تقبل مؤقتا بعض طلاب جامعة هارفارد الذين تضرروا من عقوبات ترامب.

واتخذت جامعات في بلدان أخرى خطوات مماثلة، بما في ذلك جامعتان في هونغ كونغ قامتا مؤخرًا بتوجيه دعوات لطلاب هارفارد.

وعن موقف المنتسبين لهارفارد، قال طالب الحقوق كارسون دورديل إنه فخور بالجامعة لوقوفها في وجه ترامب. وقال إن الحرية الفكرية جعل الولايات المتحدة قوية تاريخيًا.

اعلان

وقال: "هذا هو السبب الذي يجعلنا بمثابة منارة لبقية العالم". "أعتقد أن تقويض هذه الأشياء، وقطع هذه الأشياء، ليس فقط رؤية سيئة على المدى القصير، بل هي رؤية كارثية على المدى الطويل."

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ترامب يطالب جامعة هارفارد بخفض الطلاب الأجانب إلى 15%
  • شاهد: طلاب يطردون السفير الإسرائيلي من جامعة في السنغال
  • طرد السفير الإسرائيلي من جامعة في السنغال
  • جامعة سوهاج: تدعم الطلاب ذوي الإعاقة السمعية والبصرية بأجهزة تكنولوجية متطورة
  • جامعة المنصورة تشارك في اجتماع تطوير منظومة الطلاب الوافدين
  • جامعة سوهاج تدعم الطلاب ذوي الإعاقة السمعية والبصرية بأجهزة تكنولوجية متطورة
  • ترامب يتجه لإلغاء عقود فدرالية بقيمة 100 مليون دولار لصالح جامعة هارفارد
  • رئيس جامعة بنها يتفقد سير الامتحانات بكليتي الزراعة والطب البيطري
  • رئيس جامعة المنصورة يفتتح معرض «بصمة خير للملابس»
  • واشنطن بوست: أكثر من مليون طالب أجنبي يدرسون بالولايات المتحدة فما أهميتهم؟