علماء أتراك يعثرون على بقايا مسجد يعتقد أنه بُني في العصر العباسي
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
عثر آثاريون أتراك على بقايا مسجد يُعتقد أنه بنيّ في العصر العباسي في مدينة أنوارزا الأثرية بمنطقة قوزان بولاية أضنة التركية (جنوب).
وتستمر الحفريات الأثرية في المدينة القديمة التي تُعرف تاريخيا باسم "المدينة التي لا تُقهر"، والمدرجة ضمن قائمة التراث العالمي المؤقتة لليونسكو.
وتجري الحفريات الأثرية تحت إشراف الدكتور فاتح أرهان عضو هيئة التدريس في قسم الآثار بكلية الآداب والعلوم في جامعة عثمانية قورقوت أتا، وبمشاركة فريق يتكون من 200 باحث وآثاري.
وفي مدينة أنوارزا، التي تعرف بالعربية باسم "عين زربة" وبالإغريقية "أنازاربوس"، عُثر على العديد من الاكتشافات التاريخية المهمة خلال الموسم الحالي، ومن أبرز تلك الاكتشافات بقايا مسجد يعتقد أنه بني في العصر العباسي.
وتم العثور على البقايا المعمارية والأثرية التي يعتقد أنها تعود للمسجد على تلة في مركز مدينة عين زربة (أنوارزا) الأثرية التي تشتهر باحتوائها على أول طريق مزدوج في العالم.
ويجري العمل على الكشف عن المزيد من الاكتشافات التي قد تسلط الضوء على هذا المسجد، الذي يُعتقد أنه بني في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، ولم يحدد في السابق موقعه بدقة.
وقال رئيس فريق الآثاريين والحفريات الأثرية الدكتور فاتح أرهان إن أنوارزا تُعد واحدة من كبرى المدن الأثرية في تركيا.
وأضاف أرهان لمراسل الأناضول أن الحفريات الأثرية الجارية في المدينة القديمة بدأت في عام 2013، وأن أعمال التنقيب والحفر لا تزال مستمرة في الموسم الحالي بمشاركة 200 باحث وآثاري.
وأكد أرهان أن الحفريات الأثرية المكتشفة في مركز المدينة القديمة تقع في مساحة تبلغ حوالي 80-120 مترا، وتعود إلى مسجد.
Anadolu'nun ilk camisi 'Yenilmez Şehir'de gün ışığına çıkıyor.????
Anavarza Antik Kenti'nde, Halife Harun Reşid tarafından yaptırılan büyük Abbasi camisi olduğu düşünülen mimari kalıntılara ulaşmanın mutluluğunu yaşıyoruz.????
Bu benzersiz bulgu, tarihimizdeki derin izleri gün… pic.twitter.com/kZ43RJlc1B
— Mehmet Nuri Ersoy (@MehmetNuriErsoy) August 2, 2024
وأضاف أرهان أن المصادر الإسلامية والبيزنطية تشير إلى وجود مسجد كبير بناه الخليفة هارون الرشيد ما بين عامي 796-797 ميلادية، وأن المدينة كانت محاطة بأسوار في الفترة نفسها. كما تذكر المصادر أن المسجد كان كبيرا، وتعرض عام 962م للتدمير والحرق بعد أن شهد مذبحة مروّعة قام بها القائد البيزنطي نقفور فوكاس.
أول مسجد في الأناضولولفت أرهان إلى وجود بقايا أثرية تتعلق بالمجزرة التي نفذها نقفور فوكاس، والتي ورد ذكرها في المصادر البيزنطية والإسلامية على حد سواء.
وأضاف "نعتقد أن البقايا الأثرية والمعمارية الموجودة ترجع للمسجد العباسي الكبير الذي كان موجودًا في المنطقة. ومن خلال الحفريات، نرى بوضوح آثارا تعود لعام 962م عندما قام نقفور فوكاس وشقيقه لوكاس فوكاس بإحراق المدينة باسم الإمبراطورية البيزنطية".
وتابع "نحن نعلم أن الوجود التركي في الأناضول بدأ يتضح أكثر بعد عام 1071، ولكن هذه الاكتشافات تظهر في الوقت نفسه أن الوجود الفعلي للمسلمين والأتراك في المنطقة بدأ قبل ذلك بوقت طويل، أي قبل 200 عام من ذلك التاريخ. نقطة أخرى مهمة هي أنه في عام 638 تم بناء مسجد في أنطاكية، ولكنه أصبح ضمن المنطقة العربية التقليدية خلف جبال أمانوس، وبالتالي يعتبر هذا المسجد في أنوارزا أول مسجد بني في الأناضول والأراضي التركية الحالية".
وأشار أرهان إلى أنهم اكتشفوا خلال التنقيب وجود طبقات من الطوب وطبقة سميكة من الرماد وعظام يُعتقد أنها تعود لأطفال ونساء ورجال بالغين، إلى جانب سيراميك عباسي.
وأكد رئيس فريق الحفريات الأثرية أنهم حددوا تقريبا تصميم المسجد بناءً على المعطيات المتاحة التي حصلوا عليها من خلال المسح الذي أجروه على سطح الأرض.
وأضاف أرهان أن بعض الجدران التي تم العثور عليها تعود إلى حمام ومبانٍ أخرى كانت تستخدم لأغراض متعددة وكانت جزءا من ملحقات المسجد.
وأوضح أرهان أن تصميم المسجد يشبه تصميم المسجد الأموي في دمشق، وهو عادةً مستطيل الشكل ويتجه نحو الجنوب والقبلة، ويحتوي على مساحة مخصصة للعبادة مغلقة من الجنوب والشمال ومزينة بأروقة.
ختم أرهان بأن جهود الحفريات الأثرية لا تزال متواصلة، وأن الفريق بصدد إجراء دراسات أنثروبولوجية على العظام المكتشفة في الأيام القادمة، وإجراء دراسات لتحديد مواقع المحراب والمنبر والمرافق الجانبية في المكان المخصص للعبادة، ثم البدء في عملية الترميم في أسرع وقت ممكن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ی عتقد أنه بنی فی
إقرأ أيضاً:
مقتل 36 فلسطينيًا في غارات وإطلاق نار إسرائيلي الثلاثاء بغزة
غزة – قتل 36 فلسطينيًا وأصيب العشرات بجراح، في غارات وإطلاق نار إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء، غالبيتهم من الباحثين عن قوت أبنائهم.
وقالت مصادر طبية لمراسل الأناضول إنّ 19 فلسطينيًا قتلوا وأصيب أكثر من 200 آخرين جراء قصف مدفعي وإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي على منتظري المساعدات عند محور “نتساريم” وسط قطاع غزة.
وأضافت المصادر، أن القتلى والمصابين “نقلوا إلى مستشفيات العودة وشهداء الأقصى وسط القطاع ومستشفى القدس غرب مدينة غزة”.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إنّ “طائرات مسيرة إسرائيلية من نوع كواد كابتر (مسيرة) أطلقت النار باتجاه منتظري المساعدات قرب محور نتساريم جنوب مدينة غزة، فيما أطلقت المدفعية الإسرائيلية عدة قذائف تجاه الجوعى، ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات”.
وأضافوا، أن القتلى والجرحى نقلوا إلى مستشفيات وسط القطاع ومدينة غزة عبر “عربات تجرها حيوانات وحملاً على أكتاف الجوعى المنهكين” وصولاً إلى مواقع تواجد مركبات الإسعاف.
والأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع عدد ضحايا “فخاخ” المساعدات الأمريكية الإسرائيلية إلى 125 قتيلا و736 مصابا و9 مفقودين، منذ 27 مايو/ أيار الماضي.
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء بمدينة غزة لمراسل الأناضول، بأن 12 فلسطينيًا قتلوا في غارات إسرائيلية متفرقة على جباليا البلد شمال القطاع، ووصلت جثامينهم إلى المشفى.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إنّ عشرات الفلسطينيين قتلوا وأصيبوا في قصف إسرائيلي استهدف منازل عدة لعائلات عسلية، وحمودة، ونبهان، والنذر، وريحان في جباليا البلد.
وفي خان يونس جنوب قطاع غزة؛ قتل 3 فلسطينيين جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين قرب بئر 19 في منطقة المواصي غربي المدينة، وفق مصدر طبي لمراسل الأناضول.
أما وسط قطاع غزة؛ فقد تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال جثمان فلسطيني قتل بغارة إسرائيلية شرق مخيم المغازي، وفق مسعفين فلسطينيين للأناضول.
كما قتل شاب فلسطيني متأثرًا بإصابته في استهداف إسرائيلي سابق بمنطقة البركة جنوب دير البلح (وسط).
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل – بدعم أمريكي – إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
الأناضول