السياحة في ظفار.. بين الإدارة والإرادة
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
ناجي بن جمعة البلوشي
بعد ثلاثة أسابيع من الآن، سيتم غلق كل الأنشطة التي روَّجت لخريف ظفار، وستنتهي كل إشارات جذب السياح من السلطنة أو خارجها إلى تلك المحافظة الجميلة، على الرغم من أن ظفار المحافظة الأكثر شمولية للمواقع السياحية، من الساحل إلى السهل، ومن الصحراء إلى الجبل، ومن المزارات التراثية والآثار إلى الحدائق المائية ورياضة المغامرات وتسلق الجبال، ومن سياحة الغوص وصيد الأسماك إلى رحلات السفر القديمة وتنقل القوافل.
إنها الأكثر متعة من ناحية التسوق والأكثر تنظيمًا من حيث ترتيب الأسواق وتواجدها، كما إنها المحافظة المُهيأة لاستقبال عدد كبير من السياح في وقت واحد، بخلاف محافظة مسقط التي تفوقها بالكيف لا بالكم. سينتهي الترويج للطيران ومن بينه سعر الناقل الوطني، كما ستعود تذاكر حافلات النقل الوطني كما كانت، ستُغلق معظم المنشآت الترفيهية والسكنية والكافيهات والمطاعم وكل أنشطة المتنزهات والحدائق!
هذا سيحدث في معظم أنحاء محافظة ظفار، وكأننا اجتمعنا في منتدى للنقاش والانتقاد والتصوير والترويج لأنفسنا أو لحساباتنا الحكومية أو التجارية أو الشخصية، لنحصل على مغانم الشهرة أو الرضا النفسي، أما إذا كان الأمر غير ذلك، فإنه من المنطق عقليًا من استطاع- على حد تعبيره- اجتذاب مليون سائح لموسم هذا الخريف، ألا يمكنه استقطاب 10% من إجمالي هذا العدد للفصول الثلاثة الباقية؛ أي 100 ألف سائح لكل فصل؟ لكن في الحقيقة الذي استقطب ذلك المليون من السياح هو الموسم ذاته وأجواؤه، وربما زاد العدد أولئك الشباب المفكرون في تنشيط الموسم، من خلال ضخ الكثير من أفكارهم إلى مشاريع، تكون لهم الوسيلة المثلى في الكسب وتضمن لهم العيش الكريم، أما أولئك المتعودون على ركوب الموجة، فنسألهم عمَّا في جعبتهم من تخطيط وضعوه لما بعد موسم الخريف وموسم الصرب!!
الإدارة دائمًا ما يكون لها أثر كبير على كل مجرى من الأحداث بكل أنواعها، فمن لمسات بسيطة لتلك الإدارة يمكنها أن تبدل نظرة الناس وتجذبهم إلى ما ينتظرهم، وهذا ما وجدناه في محافظة شمال الباطنة وفي ولاية صحار تحديدًا، لكننا نظن أن ما قاموا به في العام الماضي لن ينجح في هذا العام، إذا لم تتخذ الإدارة هناك نمطًا جديدًا ومختلفًا. أما في محافظة مسقط، فقد افتقرت لعمل مُحكم؛ إذ لم تقم بأي لمسة لها اعتبار جذري في المحافظة سوى ما قدمته لنا في "ليالي مسقط"، فالحدائق وألعابها التي بها كما هي، وكل شيء راكد كما كان؛ سواء كان على الشواطئ أو في مجاري الأودية أو فوق الجبال!
الحقيقة في نظري أن السياحة لا تعني بالضرورة وجود موسم ما يشد الناس إليه، لكنها أيضًا ليست بالضرورة خالية من وجود الموسم؛ فالصيف بنكهاته المختلفة في سلطنة عمان بين الرطوبة وبين الرياح الساخنة أو نسيم البحر الموسمي، كلها نكهات يحتاجها الإنسان ليلتمس التغيُّر في المناخ، وليتعلم مما تحظى به عمان من طقس متنوع، كما إنه سيستمتع بالربيع ويشعر بالبرد من قسوة الشتاء في أعالي جبال محافظة الداخلية أو ظفار، فهو يقدِّر المكان ويختلف مع الزمان.
نحن بحاجة إلى مهندسي صناعة السياحة دون غيرها لتكمل معهم الرؤية الشاملة للسلطنة، بما تزخر به من خيرات، فلا يمكن أن نخلط أوراقنا مع ما هو موجود ليكون لنا فيها السبق، علينا أن نوجد ما لم يكن موجودًا لجذب السياح واستقطابهم، وعليكم أيها الإداريين أن توجدوا هذا لظفار أيضًا، لأنها تستاهل!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أخبار بني سويف| توريد 283 ألف طن قمح.. و628 مشروع تمكين اقتصادي لأبناء المحافظة
شهدت محافظة بني سويف خلال الـ 24 ساعة الماضية العديد من الأحداث المهمة والتي كان أبرزها ..
توريد 283 ألف طن قمح ببني سويف.. والاكتفاء بصومعة سدس حتى نهاية الموسم
تابع الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف ،سير العمل في منظومة التوريد الأقماح المحلية بالمواقع التي حددتها وزارة التموين للاستلام بعد اقتصار أعمال التوريد على صومع سدس بمركز ببا ، ومراعاة البعد المكاني" للمساحات المنزرعة وأقرب الأماكن للتوريد،فيما تم غلق كافة المواقع الأخرى بعد امتلاء السعات التخزينية بها وتخطي المستهدف وتزامنا مع قرب ختام الموسم 15 أغسطس المقبل.
628) مشروع تمكين اقتصادي لأبناء محافظة بني سويف
أعلنت مديرية التضامن الاجتماعى ببني سويف، عن تسليم 6628 مشروع تمكين اقتصادى، منذ بداية عمل جمعية الأورمان وحتى الآن.
وأكد رأفت السمان، وكيل وزاة التضامن الاجتماعى ببني سويف، أن كل هذه الجهود تأتي متواكبة مع ما يقدمه مديرية التضامن الاجتماعى من خدمات إنسانية جليلة لأبناء محافظة بني سويف، وتقديم كل أوجه الرعاية المختلفة بالتعاون مع المجتمع المدنى الذى أثبت أنه الركيزة الأساسية للتنمية والنماء.
وكيل أوقاف بني سويف للأئمة: المديرية تفتح أبوابها لكل صاحب فكر ورسالة
عقد الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة أوقاف بني سويف اجتماعًا موسعًا بديوان عام المديرية مع نخبة من الأئمة الحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه، والأئمة المتميزين علميًا ودعويًا، وأئمة المساجد الكبرى على مستوى المحافظة.
شهد الاجتماع حضور الشيخ سعيد عبد الواحد مدير الدعوة، وعدد من القيادات الدعوية بالمديرية، حيث استعرض فضيلة وكيل الوزارة دور الإمام المجدد في بناء الوعي، وضرورة الجمع بين التأصيل العلمي والواقع المعاصر، والعمل على تقديم خطاب دعوي وسطي مستنير يلامس قضايا الناس ويعبر عن سماحة الإسلام ومقاصده العليا.