500 يوم حرب.. ملايين السودانيين بقبضة الموت والمرض والجوع
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
وسط حرب أهلية مدمرة، يكابد السودان إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يعاني ملايين النازحين الجوع الحاد والأمراض المميتة.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حربا لفرض السيطرة.
وهذه الحرب أسفرت عن مقتل أكثر من 18 ألفا و800 شخص، وإصابة ما لا يقل عن 33 ألفا، حسب أرقام الأمم المتحدة، التي حذرت مؤخرا من أن السودان بات عند "نقطة الانهيار الكارثي".
ومع اقتراب الصراع من يومه الخمسمئة في 27 أغسطس/ آب الجاري، تعتمد الآمال حاليا في إنهاء الحرب على محادثات سلام انطلقت في جنيف يوم 14 أغسطس، برعاية الولايات المتحدة.
ولا يزال السودان البالغ عدد سكانه نحو 46 مليون نسمة، غارقا في الفوضى والكوارث، وتطارد شعبه ثلاثية الموت والمرض والجوع.
** أكبر أزمة نزوح بالعالم
ويواجه السودان أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، إذ يقدر عدد النازحين بنحو 10.7 ملايين، بما في ذلك 2.1 مليون أسرة، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وقال متحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" جيمس إلدر، مؤخرا، إن نحو 5 ملايين طفل سوداني أُجبروا على الفرار من منازلهم.
وأوضح إلدر أن "10 آلاف فتاة وفتى ينزحون يوميا في المعدل، ما يجعل السودان أكبر أزمة نزوح أطفال في العالم"، مشيرا إلى أن 55 بالمئة من النازحين دون سن 18 عاما.
وعلى مستوى اللاجئين، عبر منذ اندلاع الحرب نحو 2.3 مليون سوداني إلى دول مجاورة، بينها مصر وتشاد وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا وليبيا وأوغندا، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".
وإجمالا، حسب "أوتشا"، فر أكثر من 20 بالمئة من سكان السودان من منازلهم إما داخليا أو عبر الحدود بسبب الحرب.
وفي السودان نحو 14 بالمئة من إجمالي النازحين داخليا على مستوى العالم، ما يعني أن "نحو 1 من كل 7 نازحين داخليا في أنحاء العالم هم سودانيون"، وفق منظمة الهجرة.
وتفاقمت الأزمة الإنسانية بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات ما أثر على 143 ألف شخص في 13 ولاية من أصل 18 ولاية منذ يونيو/ حزيران الماضي.
ووفق الأمم المتحدة، نزح نحو 27 ألف شخص بسبب الفيضانات.
** مستويات جوع قياسية
كما بلغ انعدام الأمن الغذائي مستويات قياسية، إذ يعاني نحو 26 مليون شخص من الجوع الحاد أو مستويات عالية من الجوع الحاد، حسب "أوتشا".
وقال المكتب الأممي مؤخرا إن "نحو 25.6 مليون شخص، أي حوالي نصف السكان، يواجهون أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي بين يونيو وسبتمبر/ أيلول 2024، وقرابة 755 ألفا على شفا المجاعة".
وتأكدت المجاعة في منطقة واحدة هي مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب)، بينما باتت نحو 13 منطقة في أجزاء أخرى من السودان معرضة لخطر المجاعة.
و"أدى تدمير البنية التحتية للطاقة والمياه والصرف الصحي في مناطق الصراع إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض وساهم في خطر المجاعة"، وفق الأمم المتحدة.
** غياب الرعاية الصحية
ويفتقر شخصان من كل ثلاثة في السودان إلى الرعاية الصحية، حسب الأمم المتحدة.
وقال مكتب "أوتشا" إن أقل من 25 بالمئة من المرافق الصحية تعمل في المناطق الأكثر تضررا، مع تدمير بقية المرافق.
وتابع: "منذ أبريل 2023، جرى شن 88 هجوما على مرافق صحية وسيارات إسعاف وأصول ومرضى وعاملين صحيين، ما أودى بحياة 55 شخصا وأصاب 104".
كما انتشرت أمراض معدية وفيروسية في البلاد، بينها الكوليرا والتهاب السحايا وحمى الضنك.
وقالت السلطات المحلية إن تفشي الكوليرا أودى بحياة 22 شخصا في الأسابيع الأخيرة من بين أكثر من 350 إصابة مؤكدة.
ومع استمرار تفشي العنف الجنسي خلال الصراع، حذر مكتب "أوتشا" من أن نحو 6.7 ملايين شخص، وخاصة النساء والفتيات، معرضون لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.
** هجمات على مدارس
وحسب اليونيسف، فإن أكثر من 17 مليون طفل في سن المدرسة لا يحصلون على تعليم آمن في السودان، وقد ظلت المدارس مغلقة لأكثر من عام.
وأفادت الأمم المتحدة بـ"تعرض أكثر من 110 مدارس ومستشفيات لهجمات منذ بداية الصراع، وتُستخدم مئات المدارس ملاجئ للنازحين، ما يقيد الوصول إلى التعليم في المناطق التي تم فتح المدارس فيها جزئيا".
كما أودت الهجمات على المدارس بحياة العديد من الأطفال، مثل القصف الذي أصاب الأسبوع الماضي مدرسة وسوقا في ولاية كردفان (جنوب)، ما أسفر عن مقتل 5 فتيات وإصابة 20 طفلا.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الأمم المتحدة بالمئة من أکثر من
إقرأ أيضاً:
أكثر من 10 ملايين ريال لتنفيذ مشروعات خدمية وتطويرية بإبراء
العُمانية: ينفذ مكتب محافظ شمال الشرقية ممثلًا في بلدية شمال الشرقية، عددًا من المشروعات الخدمية والتطويرية في ولاية إبراء بمختلف المجالات والقطاعات بتكلفة تقدر بأكثر من 10 ملايين ريال عُماني.
وقالت زبيدة بنت سالم الشيذانية، المتحدث الرسمي بمكتب محافظ شمال الشرقية: جاءت المشروعات المنفذة في ولاية إبراء ضمن جملة المشروعات التي تنفذها بلدية شمال الشرقية في إطار الخطة العامة للمشروعات الخدمية والتطويرية في مجالات الطرق الداخلية والخدمات، والصيانة العامة، بالإضافة إلى المشروعات التطويرية والتنموية والمتمثلة في إنشاء الأسواق والمتنزهات وغيرها من المشروعات التي تقدم خدمة للمجتمع وأفراده.
وأشارت إلى أبرز المشروعات التي يتم تنفيذها في ولاية إبراء، كمشروعات الطرق الداخلية في عدد من القرى بالولاية، وصيانة وإصلاح الطرق المتضررة، وإقامة ملاعب أطفال، وبعض الأعمال الإضافية في مشروعات قائمة مثل الحدائق والمتنزهات والمماشي العامة بالولاية.
وأكدت الشيذانية بأن هذه المشروعات ستسهم في تطوير الولاية وتوفير مرافق خدمية للمواطن والمقيم وللزوار، فضلًا عن إبراز الجانب الجمالي والسياحي الذي تتمتع به ولاية إبراء، حيث تضم العديد من الأماكن الأثرية التاريخية والسياحية، كما ستسهم في تعزيز هذه المجالات مستقبلًا بما يخدم الجوانب التطويرية الخدمية العامة.
من جانبه قال المهندس محمد بن سالم التوبي، مدير دائرة المشاريع ببلدية شمال الشرقية حول تفاصيل المشاريع: تبلغ تكلفة المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها في ولاية إبراء 10 ملايين و105 آلاف و475 ريالًا عُمانيًّا، مقسمة على عدد من المشاريع الخدمية والتطويرية بالولاية بمبلغ إجمالي لها 620 ألفًا و700 ريال عُماني.
وحول مشاريع الطرق الداخلية وأعمال الصيانة في عدد من الطرق المتضررة، أضاف المهندس مدير دائرة المشروعات: تنفذ المحافظة عددًا من المشروعات بهذا القطاع، تتمثل في البدء في رصف طرق الربط بالولاية الحزمة الأولى والتي تشمل قرى "جديا - جفر غراب - الغبيرة" لمسافة أكثر من 12 كم حيث تقدر نسبة الإنجاز حتى الآن بـ5 بالمائة، بالإضافة إلى مشروع رصف طرق الربط بين قرى "كدير - المار - الفرعة – سيم حيم" بطول 17.650 كم وبلغت نسبة الإنجاز بالمشروع 10 بالمائة.
وأضاف التوبي أن من بين مشاريع الرصف، مشروع تصميم ورصف الطرق الداخلية بولايتي إبراء ووادي بني خالد بطول 10 كم حيث وصلت نسبة الإنجاز بالمشروع 45 بالمائة، بالإضافة إلى مشروعات تصميم ورصف الطرق الداخلية بعدد من قرى الولاية بأطوال تقارب 27 كم وبنسبة إنجاز بلغت 95 بالمائة، وكذلك صيانة بعض الطرق المتضررة في الولاية، حيث وصلت نسبة الإنجاز بهذا المشروع إلى قرابة 95 بالمائة.