قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في رفح جنوبي غزة تدحض تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.

وخلال تحليله المشهد العسكري بغزة، أوضح العقيد ركن الفلاحي أن القسام دمرت اليوم في رفح 5 دبابات إسرائيلية، وذلك في رد عملي على غالانت.

وقبل يومين، زعم غالانت أن الجيش الإسرائيلي "قضى على لواء رفح" التابع لحماس، مشيرا إلى أن الجيش ينظر في الوقت الحالي إلى الجبهة الشمالية مع لبنان.

ولفت الخبير العسكري إلى وجود ساحات مشتعلة بمناطق مختلفة في القطاع، على غرار شرقي خان يونس وحي الزيتون جنوبي مدينة غزة، إضافة إلى التطورات الميدانية برفح.

وأكد أن هذه الساحات تؤكد أن جيش الاحتلال لن يستطيع فرض ما يريد على هذه المناطق، لأن فصائل المقاومة يمكنها استنزاف الجيش الإسرائيلي ورفع فاتورة خسائره.

في الجهة المقابلة، تمتلك فصائل المقاومة -وفق الفلاحي- منظومة قيادة وسيطرة، وإمكانية التخطيط والرصد والمراقبة والتحرك حسب طبيعة الموقف التعبوي، واصفا إياها بخطط حقيقية لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.

حي الزيتون

وبشأن عمليات حي الزيتون، أوضح الفلاحي أن إسرائيل بدلت قطاعات عسكرية في محور نتساريم الذي يفصل شمالي القطاع عن وسطه وجنوبه، حيث حاولت هذه القطاعات التوسع شمالا لكنها قوبلت بمقاومة قوية وأدت إلى تعثر كافة العمليات التي جرت بالمنطقة.

وأشار إلى أن ما يحدث يعتبر استكمالا لعمليات عسكرية سابقة، لكن المقاومة تواصل شن عملياتها الهجومية سواء بالقصف المكثف لمحور نتساريم أو القطاعات التي تحاول التوغل شماله أو جنوبه.

وخلص الخبير العسكري إلى أن ما يجري "معركة دفاعية متكاملة سواء باستخدام قذائف مضادة للدروع للتعامل مع الآليات العسكرية أو القصف بالهاون أو الاشتباك مباشرة مع القوات الإسرائيلية".

وشدد على أن إسرائيل تعيش مأزقا في غزة وبقية الجبهات، مع تصاعد الأحداث في الضفة الغربية وتحريك الفرقة "99" للمنطقة للشمالية، فضلا عن النقص الحاد في جيش الاحتلال على صعيد القوة القتالية والمعدات بسبب استنزافه بشكل ممنهج.

وأكد الخبير العسكري أن جيش الاحتلال -رغم كافة الإمكانيات والقدرات- فشل في تقليل حجم خسائره بسبب ذكاء المقاومة وقدرتها على الصمود والتصدي.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب القسام أنها أوقعت جنودا إسرائيليين قتلى وجرحى في محيط حي الزيتون، مؤكدة أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة هناك.

كما أعلنت القسام استهداف مقاتليها 5 دبابات ميركافا إسرائيلية بقذائف "الياسين 105" وقذيفة تاندوم في حي تل السلطان غربي رفح.

وفي بيان آخر، أعلنت الكتائب أنها استهدفت أمس -بقذيفة مضادة للأفراد- قوة إسرائيلية متمركزة داخل مدرسة كمال عدوان بالحي ذاته، ثم اشتبكت مع عناصرها من المسافة صفر وأوقعتهم بين قتيل وجريح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخبیر العسکری حی الزیتون

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن مقتل جندي من كتيبة الهندسة القتالية الإسرائيلية "601"، التابعة للواء 401 ضمن الفرقة 162، يمثل ضربة موجعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ تنتمي هذه الكتيبة لما يعرف بـ"القوات الاختصاصية" التي لا غنى عنها في العمليات البرية.

وأوضح الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- أن دور هذه الكتيبة محوري في فتح الطرق، وإزالة الألغام والعوائق أمام تقدم الوحدات المدرعة والآلية، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من إستراتيجية التوغل البري التي ينتهجها جيش الاحتلال ضمن ما يسمى بعملية "عربات جدعون".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن مقتل أحد جنوده خلال معارك شمالي قطاع غزة، بالتزامن مع مواجهات عنيفة دارت في محيط  خان يونس، حيث تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "حدث أمني خطير" أعقبه تبادل كثيف لإطلاق النار، دون السماح بنشر تفاصيل إضافية بفعل الرقابة العسكرية.

وبحسب العقيد الفلاحي، فإن العملية العسكرية الجارية تهدف إلى فرض حسم سياسي وعسكري داخل غزة، عبر تدمير البنية التحتية للمقاومة، لكن الأداء الميداني كشف عن عجز كبير.

مأزق حقيقي

وقال إن الجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر فادحة بشريا وماديا، وهو ما يشكل مأزقا حقيقيا لقوات الاحتلال، خصوصا حين تتعلق الخسائر بقوات لا يمكن تعويضها أثناء سير العمليات.

وأشار الفلاحي إلى أن الإيجاز الذي يقدمه قادة الجيش الإسرائيلي يتطلب عرضا دقيقا لحجم الإنجاز العسكري مقابل الخسائر، خاصة مع إعلانهم السيطرة على نحو 75% من الأراضي، وهي نسبة تطرح تساؤلات بشأن الثمن الباهظ المدفوع مقابل هذا التقدم.

وتزامنًا مع ذلك، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- استهدافها برج جرافة عسكرية إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" ما أدى لاشتعال النيران فيها شرقي خان يونس، كما قصفت تجمعات لجنود الاحتلال بقذائف هاون.

إعلان

في حين قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد- إنها دمّرت آلية متوغلة شرق المدينة بعبوة برميلية.

ورأى الفلاحي أن استهداف الكتائب الهندسية يعطل التسلسل القتالي الذي يعتمده الاحتلال، إذ يفترض أن تدخل القوات الخاصة أو المشاة أولًا لتأمين الأرض قبل تقدم وحدات الهندسة، لكن هذا الأمر يبدو معطّلا بفعل محدودية القوات النظامية المتاحة، وتدني قدرات فرق الاحتياط في خوض معارك شوارع بهذا النطاق.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتمد بشكل أساسي على فرقتين نظاميتين هما 36 و162، ويُعوّل على وحدات الاحتياط التي ثبت عدم قدرتها على مواكبة متطلبات الحرب داخل بيئة حضرية معقدة، وهو ما انعكس على تراجع الأداء القتالي للمحتل في معارك اليومين الماضيين.

ويواجه الاحتلال تصعيدا متواصلا من فصائل المقاومة التي كثّفت عملياتها النوعية، ونصبت كمائن محكمة أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، فضلًا عن تدمير مئات الآليات وإعطابها منذ بدء العملية البرية في غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

الأكثر دموية

وفي سياق متصل، قال الفلاحي إن تل أبيب تشير إلى أن يونيو/حزيران الجاري هو الشهر "الأكثر دموية" بالنسبة لها منذ عام، حيث قُتل 21 جنديا خلاله، مما يسلط الضوء على مدى التعقيدات التي تواجهها قوات الاحتلال في تحقيق أهدافها.

لكن الفلاحي رأى أن استخدام وصف "الأكثر دموية" ينطبق بالدرجة الأولى على المدنيين الفلسطينيين، خاصة في المراحل الأولى للحرب التي شهدت قصفا جويا ومدفعيا مكثفا استهدف مئات الأهداف داخل القطاع، قبل الانتقال إلى مرحلة المزج بين التوغل والقصف.

وأضاف أن الاحتلال رغم تدرّجه في العمليات البرية بهدف تقليل الخسائر، فإنه لم يتمكن من وقف ارتفاع عدد القتلى في صفوفه، وذلك نتيجة لتكتيكات المقاومة الفعالة التي أظهرت تفوقا واضحا في البيئات المعقدة داخل القطاع، وهو ما جعل العمليات اليومية أكثر تكلفة من حيث الأرواح والمعدات.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن العدوان الإسرائيلي على القطاع أسفر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول عن استشهاد أكثر من 185 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى وجود أكثر من 11 ألف مفقود، في حرب وُصفت بأنها حرب إبادة.

ويرى الفلاحي أن جيش الاحتلال يواجه أزمة مزدوجة؛ تعثّرًا ميدانيًا في المناطق المبنية، وخسائر بشرية متصاعدة داخل قوات متخصصة نادرة، مما يهدد قدرة تل أبيب على مواصلة معركتها الطويلة دون أن تدفع كلفة إستراتيجية باهظة في الميدان.

مقالات مشابهة

  • جنوب قطاع غزة مسرح لتصاعد وتيرة عمليات المقاومة ضد الاحتلال
  • وسط استعدادات لعملية عسكرية كبرى في غزة.. تصاعد الخلافات داخل الجيش الإسرائيلي
  • خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
  • 5 شهداء وعشرات المصابين برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات برفح
  • إعلام إسرائيلي: خلافات داخل الجيش لمواصلة حرب غزة وكتائب القسام فاعلة
  • خبير عسكري: المقاومة في غزة تتفوق وتربك جيش الاحتلال
  • خبير عسكري يكشف سبب تركيز القصف اليمني علئ بئر السبع
  • إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي يغتال القائد العسكري المخضرم في حماس أبو عمر السوري
  • الجيش الإسرائيلي يؤكد قتل مسؤول عسكري بحزب الله في بنت جبيل
  • خبير عسكري: الاحتلال يزيد ضغط عملياته بغزة مع احتمالية الذهاب لصفقة