كاتب إسرائيلي يدعو الجيش للخروج عن صمته وتأييد صفقة الأسرى
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
دعا محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس آموس هارئيل الجيش الإسرائيلي إلى الخروج عن صمته وإبلاغ الإسرائيليين برأيه الصريح في صفقة تبادل للأسرى، ووصفها بحل ينقذ إسرائيل من أزمتها الخانقة ولو مؤقتا.
وفي مقال مطول في هآرتس بعنوان "فرصة الأسرى تنفد وعلى المنظومة الأمنية الحديث علنا"، كتب هارئيل أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيي السنوار يُعوّل على انفجار إقليمي بعدما باتت مفاوضات الأسرى أقرب إلى الفشل منها إلى تحقيق صفقة، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يبدي أي مرونة.
وأضاف أن الحديث يدور منذ زمن طويل عن صفقة أسرى بشروط قاسية تشمل وقف إطلاق النار، لكنه يدور أيضا عن احتمال حرب طويلة الأمد تتوسع إلى نزاع إقليمي أكبر.
وذكّر هارئيل برفض نتنياهو إبداء أي مرونة في المفاوضات عندما كرر اعتزام إسرائيل الاحتفاظ بمحوري فيلادلفيا ونتساريم بعد 4 أيام فقط من اختتام مفاوضات في الدوحة وصفها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالفرصة الأخيرة.
وحسب هارئيل، فإن السنوار يبدو مهتما أكثر الآن بمواصلة القتال، كما تبدو واشنطن عاجزة عن إنجاح وساطتها، وستكرس قريبا شغلها الشاغل لتحقيق نصر للمرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس، خاصة أن المسألة الفلسطينية بقيت على هامش أولويات مؤتمر الحزب الديمقراطي رغم الاحتجاجات في الشارع الأميركي.
واستغرب المحلل الإسرائيلي عدم إقدام الجيش والكابينت الأمني على اتخاذ قرار بخصوص جبهة الشمال رغم ازدياد التوتر هناك، واحتمالات شن حزب الله وإيران عملا انتقاميا قد يؤدي إلى اشتعال فتيل نزاع إقليمي أوسع. وقال إن "أسماك القرش تشتم رائحة الدم في الماء ولم يشف غليلها كل الخراب الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بـغزة".
تصلب نتنياهو
وأضاف هارئيل أن عائلات الأسرى ترى منعطفا خطيرا بعد استعادة جثث 6 محتجزين، فنتنياهو عاجز عن هزيمة حماس لكنه عرف كيف يستفيد من ملف الأسرى داخليا بإثارة حالة التباس حول هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول وإلقاء اللوم في ما حدث على المنظومة الأمنية، وتحويل قضية الأسرى إلى ملف سياسي مثير للانقسام، وإقناع أنصاره بأن فقدان السيطرة على محوري فيلادلفيا ونتساريم يؤثر على وجود إسرائيل ذاتها، حتى لو كان ثمن هذا التصلب مزيدا من الأسرى القتلى.
ونقل عن معلقين سياسيين قناعتهم برغبة نتنياهو في جرّ واشنطن إلى حرب إقليمية شاملة تهاجم فيها البرنامج النووي الإيراني، قائلا إن هذا قد لا يتحقق لكن الأكيد أن حرب الاستنزاف الحالية تخدم نتنياهو تماما وتقدم له ذريعة للحفاظ على جمود كل الجبهات؛ الانتخابات ومحاكمته والتحقيق في الحرب الحالية.
وقال هارئيل إن الصفقة التي عرضتها أم إسرائيلية على السنوار لمبادلة كل الأسرى الفلسطينيين بـ5 من أبناء قادة المنظومة الأمنية الإسرائيلية قد تحققت بشكل ما، فحماس لم تعد العدو المركزي وإنما الجيش وجهاز الأمن العام، وفي كل ذلك يبدو نتنياهو غير معني ولا يدفع ثمنا سياسيا لواحدة من أسوأ الكوارث التي حلت بإسرائيل.
وروى محلل الشؤون العسكرية كيف كان أقارب الأسرى الستة الذين عادوا قتلى يسمعون أصوات الطلقات في القطاع المجاور وهم يدفنون الجثث في غلاف غزة، وكان ذلك تذكيرا بالمسافة القصيرة بين بيوت القتلى وبين الأنفاق التي احتجزوا فيها، ورغم ذلك لم تجد إسرائيل حيلة لإنقاذهم.
"اخرجوا عن صمتكم"
وأضاف هارئيل أن قيادة الأركان في وضع صعب بسبب شعور الإخفاق إثر فشل الجيش في التصدي لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وبسبب قناعة تحدوها بأن إسرائيل تواجه فشلا إستراتيجيا يتعمق على جبهات عديدة.
وحسب الكاتب الإسرائيلي، فإن القيادة العليا في الجيش في خلاف عميق مع نتنياهو، وقيادة الأركان -مثلها في ذلك مثل قادة المنظومة الأمنية- مقتنعة أن الحل سيكون -ولو مؤقتا- صفقة أسرى فورية، وإلا سيقتل المزيد من الأسرى.
ويلفت إلى أن هذا الحل المؤقت سيسمح للجيش بالتعافي جنوبا، ويتيح له أيضا إيجاد حل دبلوماسي مرحلي في الشمال يحول دون حرب شاملة تدفع فيها إسرائيل أثمانا غير مسبوقة. وقد أبلغ قادة المنظومة الأمنية نتنياهو وجهة نظرهم هذه في الجلسات المغلقة، لكن نتنياهو يرفض حتى الإقرار صراحة بمسؤوليته عن إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول كما فعل قائد الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا في خطاب استقالته.
وذكّر هارئيل بما جاء على لسان ضابط في غزة أقرّ بأن الأنفاق فاجأت الجيش بتشعبها الشديد في كل غزة، لكن نتنياهو يريد التمسك بممر نتساريم بزعم منع تنقل مقاتلي حماس إلى شمال غزة، مشيرا إلى أن هذه السيطرة لن تمنع -على الأرجح- تسللهم إلى المناطق الشمالية تحت الأرض.
ودعا هارئيل قادة المنظومة الأمنية إلى الخروج عن صمتهم ومخاطبة الإسرائيليين صراحة وعلنا بالإفصاح عن رأيهم المهني في صفقة الأسرى، وأيضا في مسألة تجنيد الحريديم وعنف المستوطنين في الصفة الغربية.
وأقر الكاتب بثقل وصمة الإخفاق التي تلاحق قيادة الأركان وكبار ضباط الجيش، لكنه يرى أن من واجبهم فعل ذلك لأن أولى خطوات رأب صدع المجتمع الإسرائيلي تتمثل في إعادة الأسرى الأحياء منهم والأموات، قائلا إن المهمة باتت مستعجلة في ضوء سلوك التحالف الحاكم الذي يتجاهل أضرار الحرب ولا يهتم إلا بمصلحة ناخبي الأحزاب التي تشكله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي يدعو لتصفية قادة حماس في قطر
دعا وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، الأحد، إلى اغتيال قادة حركة حماس المتواجدين في قطر.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأحد، إذاعة "كول باراما" المحلية مع الوزير المنتمي إلى حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
في مستهل حديثه، تناول شيكلي ما اسمته إسرائيل "الهدنة الإنسانية" في قطاع غزة، قائلا: "الهدنة الإنسانية ليست شاملة للقطاع بأكمله، ولا يوجد وقف لإطلاق النار".
ومضى بزعمه: "نحن عند مفترق طرق منذ أن تراجعت حماس عن نيتها المضي في الصفقة، بسبب حملة دولية ناجحة جدا من وجهة نظرهم حول موضوع التجويع (بغزة)، وعلى إسرائيل أن تفكر في المسار الذي ستسلكه."
وقال شيكلي: "رأيي، حتى قبل سفر رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) إلى الولايات المتحدة (في وقت سابق من الشهر الجاري)، هو أنني أعارض أي اتفاق جزئي".
وأشار شيكلي إلى موقفه الداعي إلى القيام "بخطوة عسكرية كبيرة" في شمال القطاع، وقال: "موقفي يختلف عما تتجه إليه الحكومة، يجب التوجه إلى خطة حسم تشمل السيطرة على شمال القطاع، فلا يجب أن تكون هناك أي إمدادات ولا كهرباء ولا ماء ولا أي سكان إلى الشمال من محور نتساريم (يفصل شمال القطاع عن جنوبه)".
دعا شيكلي بشكل صريح إلى تصفية قادة حماس المتواجدين في قطر، قائلًا: "يجب على إسرائيل أن تصفي قادة حماس في قطر بشكل قاطع. لماذا تنعم قطر بالحصانة؟ الذراع الدعائية لحماس تقيم في قطر".
وحتى الساعة 11:20 (ت.غ) لم تعلق قطر على تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي ودعوته الصريحة إلى اغتيال قادة حماس على أراضيها.
وسبق أن اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية وقائد الحركة في الضفة الغربية صالح العاروري اللذان كانا يقيمان خارج الأراضي الفلسطينية.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.