ويأتي هذا الاستهداف ضمن مسار متصاعد، بدأته القوات المسلحة اليمنية منذ عدة أشهر إسناداً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني وحصار مستمر لأكثر من عشرة أشهر مضت.

وتميزت هذه العملية عن غيرها بأنها اشتملت على حرائق رهيبة طالت السفينة، ما جعل الكثير من المحللين يتساءلون عن نوعية السلاح المستخدم، أو كيفية الطريقة التي تم من خلالها استهداف السفينية، وما النتائج المتوقعة حيال ذلك؟

ويقول الخبير العسكري العميد مجيب شمسان إن المشاهد التي عرضتها القوات المسلحة اليمنية، وإعلامها الحربي حول استهداف سفينة النفط في البحر الأحمر، لها الكثير من الدلالات على اعتبار أن العملية تم تنفيذها بطريقة مختلفة، وبقوة نوعية، تظهر مدى تصاعد الرسائل اليمنية في مواجهة تحالف العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة.

ويوضح شمسان أن أبرز الرسائل التي وجهت بهذه العملية، هو استهداف بمستوى أكبر، فيما يتعلق بالسفن النفطية، والغازية، ما سبب في ارتفاع أسواق النفط بنسبة 1%، مضيفاً أن صنعاء أرادت من خلال مثل هذه العملية أن تبعث بمضامين مختلفة، فيما يتعلق بإمدادات الطاقة، لا سيما وأن أكبر المستوردين، وأكثر من 7 ملايين برميل نفط تعبر من البحر الأحمر، وما نسبته 14% من الغاز التي تعبر من هذا المكان.

ويواصل حديثه: " وبالنظر إلى ذلك يمكن توظيفها في المعركة خصوصاً وأنه لم تعد هناك خطوط حمراء فيما يتعلق بمواجهة تلك الجرائم والمجازر التي يرتكبها الأمريكي والصهيوني بحق قطاع غزة".

ويزيد بالقول: " وربما هناك رسائل أخرى موجهة إلى الشركات التي لا تزال تنتهك قرار الحظر بالوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة، كون استمرار محاولة تلك الشركات كسر قرار الحظر ستكون نتائجه وخيمة، خاصة وأن هذه السفينة تعتبر الثالثة التابعة لنفس الشركة، التي تقوم بانتهاك قرار الحظر، وبالتالي كان رفع مستوى الرسالة باستهدافها بذلك الشكل الذي أدى إلى احتراقها.

ويؤكد أن صنعاء لا يمكن أن تتهاون أمام كل تلك الجرائم والمجازر، وتنظر إلى الشركات التي لا تزال تنتهك قرار الحرب بأنها مشاركة في تلك الجرائم والمجازر، وهنا تكمن مضامين الرسائل المتعددة التي بعثتها القوات المسلحة اليمنية.

ويضيف أنه يمكن قراءة الرسائل والدلالات من جانب القوة المتصاعدة للقوات المسلحة اليمنية، وتطور قدراتها، وكذلك ما ظهر من خلال هذه العملية، بأن يد صنعاء هي العليا في البحر الأحمر، حيث تمكنت من صد القوات الأمريكية وإلى جانبها تحالف أسبيدس، وبات مسرح العمليات خاضعاً لظروف البحرية اليمنية، ولقواتنا المسلحة بشكل عام، التي تراكم قدراتها وامكاناتها، لتمتد مساحة المعادلة من البحر الأحمر، إلى خليج عدن، إلى البحر العربي، ومن ثم المحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، لإتمام السيطرة في ثلاثة بحار ومحيط، ضمن العمليات اليمنية الاسنادية لغزة.

جبهة فاعلية ومؤثرة

من جانبه يؤكد الخبير والمحلل العسكري اللبناني ناجي ملاعب أن استهداف السفينة اليونانية جاء لأنها لم تلتزم بقرار القوات المسلحة اليمنية بعدم العبور إلى موانئ فلسطين المحتلة، مؤكداً أن اليونان تجاهلت القرار اليمني، ولهذا تم استهدافها.

وأشار في تعليق له حول هذه الحادثة على قناة القاهرة الإخبارية إلى أن الاستهداف جاء في ظل تواجد القوات الأمريكية في البحر الأحمر، وكذلك البريطانية، والتي لم تلفح في تقديم أي مساعدة، موضحاً أن القوات المسلحة اليمنية لا تزال تستهدف أي سفينة تخالف قرارها، وهو موقف مبدئي لليمنيين، ولم تردعهم الغارات الأمريكية والبريطانية على بلادهم.

ولفت إلى أن استهداف السفينة لا يعني أن هذا هو الرد اليمني على "إسرائيل" التي قصفت ميناء الحديدة الشهر الماضي، فاليمنيون لا يزالون يخططون للرد، مبيناً أن هذه استراتيجية من قبل القوات المسلحة اليمنية، وهي مستمرة، سواء في ظل وجود القوات الأمريكية أو عدم وجودها.

ورأى أن الجبهة اليمنية هي جبهة إسناد لفلسطين المحتلة، وهي جبهة فاعلة ومؤثرة، كالجبهة اللبنانية، وقد استطاع اليمنيون اغلاق ميناء "أم الرشراش" وتعطيل الحركة الملاحية فيه، مؤكداً أن أمريكا ستعاني كثيراً إذا ما واصلت عملياتها ضد اليمنيين، وقررت إنهاء ما تسميه "التهديد اليمني في البحر الأحمر".

كارثة بيئية

وأقر الأمريكيون والتحالف الأوروبي بالاستهداف للسفينة اليونانية، لكنهم ذهبوا لتصوير الأمر على أنه تهديد للبيئة البحرية، وأنه يعرض الأحياء المائية في البحر الأحمر للخطر.

وذكر تحالف "أسبيدس" التابع للاتحاد الأوروبي أن هذا الاستهداف يشكل خطراً ملاحياً وبيئياً وشيكاً، وهو المنطق ذاته الذي خرجت به وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" عندما حذر من "كارثة بيئية في البحر الأحمر نتيجة الهجوم على الناقلة اليونانية في البحر الأحمر".

وبحسب ما ذكر "البنتاغون" يوم الخميس، فإنه "من المرجح أن يتسرب النفط من السفينة مما قد يؤدي إلى كارثة بيئية".

وتكرر سفيرة بريطانيا لدى اليمن التأكيد على أن الهجوم اليمني على السفينة اليونانية يهدد سواحل اليمن وصيادي الأسماك وينذر بكارثة بيئية".

وأثارت هذه التصريحات للمسؤولين الأمريكيين والبريطانيين استياء الكثير من اليمنيين والمتابعين، معتبرين أن أمريكا والتحالف الغربي الذي يشارك إسرائيل الإيغال في الدم الفلسطيني، يبدو اليوم حريصاً على البيئة في البحر الأحمر، وهو نفاق واضح، يظهر مدى الوجه القبيح لهذه المنظومة الدولية.

وقال الكاتب والمحلل السياسي علي جاحز إن البنتاغون الذي صفق أكثر من 60 مرة لإبادة شعب كامل في غزة، يقلق على الأسماك من كارثة بيئية في البحر الأحمر، بسبب غرق السفينة النفطية.

وأضاف: "أخبروه أن الأمر أخطر مما يتوقع، ذلك النفط قد يجعل البحر الأحمر قابلاً للاشتعال"، والله غالب على أمره.

 

 

المسيرة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة فی البحر الأحمر کارثة بیئیة هذه العملیة

إقرأ أيضاً:

موقع بريطاني: الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات في حرب هزمت فيها

وأكد أن تقرير أفاد ، الاثنين ، نقلا عن مسؤولين في واشنطن، أن القوات المسلحة اليمنية أسقطت عددا من  الطائرات المسيرة الأميركية  من طراز "إم كيو-9 ريبر"، وأطلقت النار على سفن حربية في البحر الأحمر حتى لحظة الاتفاق على الهدنة..وأعلن ترامب الأسبوع الماضي أنه مقابل وقف الولايات المتحدة للضربات الجوية على اليمن، وافقت حكومة صنعاء على وقف مهاجمة السفن ،على الرغم من أن الهجمات على السفن والأراضي الإسرائيلية سوف تستمر.

وأورد أن القوات المسلحة اليمنية استهدفت السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تضامناً مع الفلسطينيين الذين يتعرضون للعدوان الإسرائيلي في غزة..وفي منتصف شهر مارس/آذار، أطلق الرئيس الأميركي عملية "الفارس الخشن"، وهي حملة قصف على اليمن كان يأمل أن تجبر قوات صنعاء على الخضوع.

ولكن ما ظهر بعد شهر واحد من الحملة هو أن القوات المسلحة اليمنية أسقطت عدة طائرات أميركية بدون طيار من طراز إم كيو-9، واستمرت في إطلاق النار على السفن في البحر الأحمر بما في ذلك حاملة طائرات أميركية، وأسقطت طائرتين مقاتلتين.

 

ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، سقطت طائرتا إف/إيه-18 سوبر هورنت، اللتان تبلغ قيمتهما 67 مليون دولار، عن طريق الخطأ من حاملات الطائرات الأمريكية الرئيسية في البحر.. وأصيب طياران وأحد أفراد طاقم الطائرة في الحادثتين..وذكر التقرير أن الدفاعات الجوية اليمنية كادت أن تصيب طائرات أميركية من طراز إف 16 وإف 35، وهو ما كان من الممكن أن يسفر عن خسائر بشرية أميركية. .مضيفة أنه بعد مرور شهر على الهجوم، أحرقت واشنطن بالفعل أسلحة بمليارات الدولارات.

وبدا أن ترامب نفسه يعترف بالمقاومة التي أبدتها القوات المسلحة اليمنية ويشيد بها.. وقال الرئيس للصحفيين الأسبوع الماضي: "ضربناهم بقوة، وكان لديهم قدرة فائقة على تحمل العقاب..وأضاف: يمكن القول إن شجاعة هؤلاء اللاعبين كانت كبيرة.

مقالات مشابهة

  • استهداف مطار اللد بن غوريون في يافا المحتلة بـصاروخ فرط صوتي
  • للمرة الثالثة خلال 24 ساعة.. الصواريخ اليمنية تثير الهلع في صفوف الصهاينة وتوقف حركة الملاحة في مطار “بن غوريون”
  • القوات المسلحة تعلن استهداف مطار اللد “بن غوريون” بصاروخ باليستي فرط صوتي
  • الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخ فرط صوتي هو الثالث خلال 24 ساعة
  • بالفيديو .. بيان من القوات المسلحة اليمنية حول استهداف قلب إسرائيل بعدد من الصواريخ
  • استهداف مطار اللد بن غوريون بصاروخين فرط صوتي وذي الفقار
  • موقع بريطاني: الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات في حرب هزمت فيها
  • إبراهيم النجار يكتب: ترامب.. والتجربة اليمنية المرة!!
  • القوات المسلحة تعلن استهداف مطار “بن غوريون” بصاروخ باليستي فرط صوتي
  • بيان مهم للقوات المسلحة اليمنية في الـ 9:50 مساءً