كتب غسان شربل في" الشرق الاوسط": الرجوعُ من الحرب أصعبُ من الذهاب إليها. أخطرُ ما في الحرب الجوالة التي يعيشُها الشرقُ الأوسط منذ السابعِ من تشرين الأول الماضي هو أنَّها تدورُ في وضعٍ دولي شديدِ الخطورة. يعيشُ العالمُ اليومَ بلا صماماتِ أمان. مجلس الأمن يشبه عيادةً طبيةً فقد العالم ثقتَه بقدرة أطبائِها ونجاعةِ عقاقيرها.
ما أخطرَ الحربَ حين يرفض خصمُك أن يستسلمَ على رغمِ فداحةِ الخسائر ويعثر على من يضخُّ المساعداتِ في عروقه. غيابُ القدرةِ على توجيه ضربةٍ قاضيةٍ لحسم الحرب يجعل الإقامةَ في الحربِ شبيهة بالإقامة في النفق.
قالت إيرانُ صراحةً إنَّها غيرُ راغبةٍ في حرب شاملة وإنَّها ستبرمج ردها على اغتيال إسماعيل هنية بما لا يؤدي إلى الانزلاق إليها. وقالَ «حزب الله» في ردّه على اغتيال القيادي فؤاد شكر إنَّه لا يريد الذهاب إلى حربٍ شاملة وهو ما عكسه اختيار أهداف محضِ عسكرية لهجماته أمس. لكنَّ اغتيالَ هنية وشكر تم في بيروت وطهران. واختيار المكانين ليس صدفة. أغلب الظَّن أنَّ نتنياهو أدرك أنَّ إيرانَ و«حزب الله» لا يريدان المواجهةَ الشاملة، فصعد في محاولة منه لاستدعائها واستدراجِ البوارج الأميركية إليها. لا الحزب يستطيع عدم الرَّدِ على اغتيال شكر ولا إيران تستطيعُ عدمَ الرَّدِ على اغتيال هنية. للأمر علاقة بصورة إيران وصورة الحزب وامتلاك ورقة الردع أو خسارتها.
في السابعِ من أكتوبر الماضي بدت إسرائيلُ في صورة الضائع والخائف. بعد عشرةِ أشهرٍ تبدو في صورة المخيف. ارتكبت مذبحةً مفتوحةً في غزة وقتلت مئاتِ المقاتلين من «حزب الله» وشنَّت غاراتٍ في سوريا واليمن واستهدفت مواقعَ إيرانيةً وأدخلت إيرانَ في امتحانِ الصورة والردع.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على اغتیال
إقرأ أيضاً:
الطاهر حجر .. الخروج ممكن لو أدركنا أن العظمة لا تُبنى بالسلاح بل بالحكم الرشيد
قال رئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر إن السودان بموارده وموقعه يتدحرج في هاوية الحروب والانهيار، “ضحية لحكم فاسد مزّق البلاد ثلاثين عاماً”.
وأضاف حجر في تغريدة على منصة إكس “لكن الخروج ممكن لو أدركنا أن العظمة لا تُبنى بالسلاح، بل بالحكم الرشيد الذي يوحد التنوع ليكون قوة، ويحول الموقع الجغرافي إلى جسر تعاون، والموارد إلى سد احتياجات الشعب أولاً”.
الحدث السوداني
إنضم لقناة النيلين على واتساب