مخترع الزرف التاسع في الجفجير
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
بقلم : هادي جلو مرعي ..
الجفجير واحدة من الكلمات غير العربية، ولكنها عربية الإستخدام، وقيل إنها كردية وقيل تركية، وقيل عراقية، ولافرق فالترك والفرس ماهرون في صناعة الطعام مثل مهارتنا في تناوله، وصناعة الكروش المتدلية التي تطلبت من أحد الرؤساء أن يعاقب كل مسؤول لديه كرش متدلي، وأمرهم بدخول دورات تدريب قاسية لإنزال الوزن.
الفيس بوك في العراق يشبه إعلان تلفزيوني مجاني يذيع صورا ومقاطع فديو وعبارات سخيفة عن بطولات وعبقريات ومعجزات الكبار والصغار القادة ومن عليها العادة، من هم في الريادة، ومن هم في المؤخرة ويظهرهم كفاتحين، أو محررين وزعماء للفكر والأدب والعبقريات التي لامثيل لها في هذا الكوكب سوى عندنا، فتجد أحدهم يرتدي ثيابا فاخرة، ولديه سيارة، أو سيارتين وقد وقفتا عند باب منزل مستأجر بمبلغ كبير لزوم الكشخة، و قشمرة الأتباع والمريدين، ويستعرض في بعض الأمكنة ليراه أبناء العشيرة والأصدقاء والأقارب العقارب، وليسمع كلمة حلوة من أحدهم يقول له: ياكايدهم إنت ويامولع الحته. ياكبير ياأمير مين قدك ولا مين يصل حدك.. أو أن أحدهم في مؤسسة، أو في تجارة ما، أو في وجاهة ما، أو يمتلك مالا، أو منصبا رفيعا يستعرض إذا حفر حفرة لم يحفرها هو أو وقف عن مكان طبخ طعام للفقراء ليقول كما قال الشاعر دون أن يفهم المعنى.
دع المكارم لاترحل لبغيتها
وأقعد فأنت الطاعم الكاسي صانعو التفاهات في العراق والفارغون ومدعو البطولات, وأصحاب المناصب والذين يمتلكون الأموال ولايؤدون عملا حقيقيا, ولم يبتكروا شيئا نافعا, ولايفهمون من الحياة إلا أن تكون سيارة ومنزلا وإمرأة جميلة, أو مائة إمرأة لو إستطاع ومنصب, أو وجاهة بعنوان ما للكشخة الفارغة مؤمنا وهو محق إن فئات إجتماعية كبيرة تستوعب ذلك، وتعيش على ذلك وتؤمن بالأقوياء واللصوص، وأصحاب المناصب والمكاسب، وتتبعهم ولاتفهم لغة أخرى تكشف لهم المستور وخبايا الأمور، وإنهم تائهون ضائعون لايملكون من الحقيقة شيئا ومستمتعون بالجهل والضعف والتقوي بمن يرونه وجودا عظيما مقابل تفاهتهم، ويرفضون ما منحهم الله من معارف وعقول وقدرة على التفكير والتنظير وفهم الأشياء. كل واحد من عشرات ٱلاف المستعرضين على منصات الأنترنت يصفهم فالح البزاز بعبارة تعليقا على مايقوم به كل واحد منهم. إنه مخترع الزرف التاسع في الجفجير. هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
لم تتجاوز 13 يوما| صاحب أطول وأقصر فترة بابوية في تاريخ الفاتيكان.. من هم؟
بينما تستعد الفاتيكان لاختيار خليفة جديد عقب وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عاماً، تعود الأنظار إلى أبرز المحطات التاريخية في مسيرة الكرسي الرسولي، وعلى رأسها أطول فترة بابوية في تاريخه، التي تعود للبابا بيوس التاسع، الذي قاد الكنيسة لمدة تجاوزت ثلاثة عقود شهدت تحولات جذرية في مصير الدولة البابوية.
أطول وأقصر فترات الحكم البابويبلغ عدد الباباوات الذين تولوا إدارة شئون الكنيسة الكاثوليكية حتى اليوم 266 بابا، من بينهم يُعد البابا أوربان السابع صاحب أقصر فترة بابوية، إذ لم تتجاوز مدته 13 يوماً، حيث وافته المنية عقب مراسم التنصيب الرسمية بسبب إصابته بالملاريا.
في المقابل، يُصنف البابا بيوس التاسع كصاحب أطول فترة جلوس على السدة البابوية، إذ امتدت لنحو 32 عاماً، وهو ثاني أطول حكم بعد القديس بطرس بحسب التصنيف الكنسي.
انتخب بيوس التاسع، المولود في 13 مايو 1792 بمدينة سينيغاليا الإيطالية، بابا للكنيسة الكاثوليكية يوم 16 يونيو 1846، وتولى مهامه رسميا بعد خمسة أيام فقط.
وتبني نهجا إصلاحيا مغايرا لسلفه المحافظ غريغوري السادس عشر، ما أكسبه شعبية واسعة بين الإيطاليين.
سلسلة إصلاحات جريئةأطلق بيوس التاسع سلسلة من الإصلاحات الجريئة، منها إنشاء مجلس الدولة، وإقرار حرية الصحافة مع تشكيل هيئة رقابية علمانية، كما أنشأ مجلساً خاصاً لتلقي مطالب الشعب، ووافق على تطويب شهداء ناغازاكي، وأبدى معارضة شديدة لتدخل النمسا في الشئون الإيطالية.
وقد نال إعجاب كبار المثقفين الأوروبيين، مثل الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو، وأصبح أول بابا يُلتقط له تصوير فوتوغرافي.
سقوط الدولة البابويةلكن الرياح لم تسر دوماً كما اشتهى، فقد تزامنت فترة حكم بيوس التاسع مع اضطرابات سياسية كبيرة في أوروبا، أبرزها "ربيع الشعوب" عام 1848، وبداية حركة توحيد إيطاليا بقيادة شخصيات مثل مازيني وغاريبالدي، ورغم محاولاته للحفاظ على استقلال الدولة البابوية، اصطدمت جهوده بطموحات الوحدة الإيطالية.
استعان الفاتيكان آنذاك بمجموعة من فرنسا وهولندا وكندا لحمايته، إلا أن هزيمة فرنسا أمام بروسيا عام 1870 أسقطت آخر أوراق الدفاع عن روما، وفي سبتمبر من العام نفسه، اجتاحت قوات إيطالية بقيادة الجنرال رافايلي كادورنا المدينة، منهية بذلك أكثر من ألف عام من وجود الدولة البابوية.
وفي عام 1871، صدر قرار يضمن للبابا سلطة دينية داخل الفاتيكان فقط، بينما أصبحت روما عاصمة إيطاليا الموحدة، ومنذ ذلك الحين، اعتبر بيوس التاسع نفسه "أسيراً داخل الفاتيكان"، وهو الوصف الذي استخدمه لتجسيد العزلة السياسية التي فُرضت عليه.
نهاية عهد استثنائيتوفي البابا بيوس التاسع في 7 فبراير 1878 بعد أن أمضى 31 عاماً و7 أشهر و23 يوماً في قيادة الكنيسة، محققاً بذلك أطول مدة بابوية في التاريخ الحديث للفاتيكان.
وقد ظل اسمه مقترنا بفترة انتقالية حاسمة، تحول خلالها الكرسي الرسولي من كيان سياسي إلى سلطة روحية بحتة.