مطار ميونخ يرفض استقبال طائرة تأخرت لحظات عن الحظر الليلي.. فيديو
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
في واقعة أثارت الجدل، رفض مطار ميونخ الدولي (MUC) استقبال رحلة طيران تابعة لشركة “كوندور” الألمانية بسبب تأخرها عن الموعد المسموح به لحظر الطيران الليلي، رغم أن التأخير لم يتجاوز عشر ثوانٍ فقط، الرحلة رقم DE1513، التي كانت قادمة يوم 2 يونيو بطائرة من طراز “إيرباص A321″، كانت على بعد أقل من 640 مترًا من المدرج عندما دقت الساعة 12:30 بعد منتصف الليل، وهو التوقيت الذي يبدأ فيه سريان الحظر.
وعلى الفور، ألغي إذن الهبوط للطائرة، ما اضطر الطاقم إلى تغيير مسار الرحلة والتوجه إلى مطار فرانكفورت هان (HHN) الواقع على بعد 375 كيلومترًا من ميونخ، وعقب ذلك، جرى نقل الركاب بواسطة حافلات إلى مطار فرانكفورت الرئيسي (FRA)، ليستقلوا طائرة أخرى في صباح اليوم التالي متجهة إلى ميونخ.
اللافت أن الطائرة المتأخرة، والمسجلة تحت الرمز D-ATCA، جرى نقلها لاحقًا فارغة إلى ميونخ، حيث وصلت قبل الركاب أنفسهم الذين تضرروا من تغيير المسار.
وأوضحت مصادر أن الشركة كانت قد تقدمت بطلب استثناء يسمح لها بالهبوط حتى الساعة 12:30، إلا أن الثواني القليلة التي تجاوزت الموعد أدت إلى تطبيق القرار الصارم.
وتخضع المطارات الأوروبية، خصوصًا القريبة من المناطق السكنية، لقوانين صارمة بشأن حظر الطيران الليلي، مع وجود استثناءات محدودة تمنح لبعض الرحلات المتأخرة، إلا أن هذه الواقعة تبرز مدى دقة تطبيق تلك القواعد حتى في الحالات القصوى.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/2kM3GpRNRjXliT8M.mp4المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: كوندور
إقرأ أيضاً:
ومن قال أنك تأخرت؟
الحب لا يطرق الأبواب مستأذنًا، ولا يأتي متقيدًا بتقويمٍ عمري أو جدولٍ إجتماعيّ، هو حالة إنسانية خالصة، تتجاوز الزمن، وتتخطى الأطر التي رسمها الناس لما “ينبغي أن يكون”.
من قال إن القلب يشيخ؟ ومن أوهمنا أن في الحب “قطارًا” يُفوّت؟ القلب لا يسير على سكك الحديد، بل على بوصلةٍ داخلية لا يُدركها إلا من عرف معنى الشوق والاحتياج والطمأنينة حين تُلقى النفس في حضنٍ آمن.
لطالما أراد الناس أن يُعلّبوا مشاعر البشر في قوالب جامدة: هذا عمر الحب، وهذا زمن الزواج، وهذا الوقت “الأنسب” للعطاء العاطفي، وما عداه فهو تأخر، أو محاولة يائسة لالتقاط ما فات.
لكن!
الحقيقة أعمق من كل هذا الضجيج.
فالحب، كما يقول ألبير كامو: “هو ما يمنح وجود الإنسان معنى”، ولو أدرك كلّ منا هذه الحقيقة، لما تردّد لحظة في أن يحتفي بالحب متى ما جاء، وكيفما أتى، ما دام تحت مظلة الحلال ودفء المسؤولية.
في ثقافتنا العربية كثير من التناقضات، نمجِّد الحب في القصص، ونحاربه في الواقع حين يأتي متأخرًا أو من غير توقيت “مناسب”.
نُشفق على من لم يتزوج، ونستنكر أن يحب أو يُحب!
لكن في علم النفس والعلاقات، يقول المختصون إن الحاجة للارتباط العاطفي لا تتلاشى مع الزمن، بل تتبلور وتنضج، وقد تُصبح أشدّ حضورًا في المراحل الهادئة من العمر، حين يصبح القلب أكثر وعيًا بذاته، وأشدّ رغبة في الطمأنينة لا الإثارة العابرة.
أما ابن حزم الأندلسي كتب عن الحب فيلسوفًا لا فقيهًا فقط، حين قال “إن معانيه دقيقة لجلالتها، لا تُدرك إلا بالتجربة”.
والتجربة لا تسأل عن تاريخ الميلاد، بل كلما عبر الإنسان محطات الحياة، صار أقدر على فهم الحب، وتقديره، والوفاء له. لم يكن الحب يومًا ترفًا، بل ضرورة وجودية، ولعل أجمل صوره تلك التي تأتي بعد النضج، بعد العثرات، بعد أن عرف الإنسان قيمته وحدوده.
الزواج، حين يكون نابعًا من محبة راشدة، ليس مجرد عقد إجتماعي، بل ميثاق سكينة.
والحب الحلال ليس ضعفًا، بل هو القوة الحقيقية التي تجعل الإنسان متوازنًا، راضيًا، قادرًا على مواجهة الحياة.
فالقلوب تحتاج إلى من يُربِّت عليها، كما تحتاج الأرواح إلى من يسمعها بلا حكم، ويحضنها بلا شروط.
لا عيب في أن نُحب، ولا تأخر في أن نُرزق.
ومن رُزق قلبًا محبًا، ويدًا تمتد بصدق، فقد أصاب خيرًا كثيرًا.
لا تسمع لمن يقول لك إن الوقت قد فات، أو إنك تسير عكس التيار.
فالتيار الحقيقي هو ما يوافق قلبك، وفطرتك، وكرامتك.
ولعل أجمل ما قيل في هذا: ليس هناك وقت خاطئ للعثور على من يجعل قلبك يطمئن.
دع الحب يأتي، ولو بعد مطرٍ تأخر، ففي بعض التربة، لا تزهر إلا بعد أن تروى بصبر.
والأهم أن يُزهر في الحلال، وتحت ظلّ من يعرف كيف يحبك لأنك أنت، لا لأن عمرك مناسب أو ظروفك مثالية.
الحب الحقيقي لا يعترف بالتوقيت، بل بالحقيقة.