«بناء الإنسان».. استثمار في المستقبل (ملف خاص)
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
تشكل خطة الحكومة الجديدة نقلة نوعية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يعتبر محور بناء الإنسان ركيزة أساسية ضمن برنامجها الجديد الذى حاز ثقة مجلس النواب، وهو ما يعكس الرؤية الطموحة لخلق مجتمع يزخر بالفرص الحقيقية للإنسان، ويسعى لتحسين جودة الحياة، ويركز على تطوير الكفاءات البشرية فى مجالات الصحة، التعليم، والتوظيف، لأنها أهم أعمدة بناء الإنسان فى ظل التحديات المتزايدة والاحتياجات المتنامية للمواطن المصرى.
وتضع الحكومة هذه الملفات فى أولوية استراتيجيتها، من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة وبناء الإنسان المصرى بالمفهوم الشامل الذى يوفر المناخ المناسب للإبداع واكتساب المهارات والمعارف والتفاعل الحضارى الخلاق، لأن التحولات التى يشهدها هذا المحور تُعد انعكاساً لمفهوم التنمية المتكاملة، وتهدف الحكومة إلى تعزيز قدرة الأفراد على المساهمة الفعالة فى بناء الوطن وتحقيق أهدافه الاستراتيجية.
«الوطن» تستعرض ملامح هذه الخطة وآلية التطبيق، وكيف تسعى الحكومة إلى تحقيق رؤية مصر 2030 من خلال الاستثمار فى الإنسان كعنصر محورى للتنمية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاستثمار بناء الإنسان التماسك المجتمعي بناء الإنسان
إقرأ أيضاً:
أفضل استثمار في الحياة بلا منازع
أنيسة الهوتية
في قلب المجتمعات الحية، تتكئ الحضارات على مشروع إنساني بالغ الأهمية، لا يُقاس فقط بالحب والشرعية، بل بالنية، والمواقف، والثمار.
إنه الزواج. ليس مجرد عقد بين شخصين؛ بل هو البنية التحتية الأولى لكل ازدهار إنساني: مشروع اجتماعي، واستثمار مادي وعاطفي، ومؤسسة نموّ داخلي، وبناء جماعي للسكينة.
في منطق الاستثمار، لا يُشترط التطابق الكامل بين الشركاء، بل تتفوق النية والإرادة على النسب. يكفي أن تتوفر 55% من التوافق، مع عقل ناضج وقلب منفتح، حتى تبدأ عجلة البناء. فالمؤسسة الزوجية الناجحة لا تُبنى على صورة مثالية، بل على تفاهم ناضج ومرونة تقبل الاختلاف.
الزواج ليس مشروعًا شخصيًا فقط، بل مشروع مواجهة حضارية لحياة متفلتة، تُبدَّد فيها الطاقات والمشاعر والأموال دون مردود حقيقي. هو غضٌّ للبصر، وصونٌ للروح، وتوجيه للرغبات إلى مسارها النقي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تزوج فقد استكمل نصف الدين، فليتقِ الله في النصف الآخر" (حديث حسن)، دلالة على هذه الحماية الإيمانية المتكاملة.
ومع أن الخوف من الزواج، خصوصًا في زمن التقلّب الاقتصادي، يُهيمن على أفكار الشباب، إلا أن الواقع يشهد بشيء آخر:
من يُقبل على الزواج بنية طيبة، وصدق في العزم، يُفتح له من أبواب الرزق ما لم يكن في حسبانه؛ فالزواج مغناطيس للبركة، ومولّد للطاقة الاقتصادية والاجتماعية، وليس عبئًا كما يُروَّج له.
أما الذرية، فهي توسعة لهذا المشروع المبارك. الأطفال ليسوا استنزافًا، بل استثمارًا طويل المدى، وجودهم في الحياة سبب للبركة، ومصدر للقوة النفسية والمعنوية. وليس من المستغرَب أن يُحذّر القرآن من وسوسة الشيطان: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرةً منه وفضلًا" [البقرة: 268]؛ فكل تخويف من الزواج، من الإنجاب، من الالتزام، هو باب موارب من أبواب الوهم، لا الحقيقة.
الزواج ليس نهاية الحرية؛ بل بدايتها الحقيقية.
حريةٌ تُربي الإنسان على الاختيار الناضج، وتنقله من فوضى العاطفة إلى وضوح البناء، هو المشروع الذي لا يخسر، ما دام قائمه واعيًا، مؤمنًا، مستثمرًا فيه بقلبه، وعقله، وموارده.