تحولت فرحة نجاحها وتخرجها إلى مأساة.. وفاة فتاة أردنية أمام أسرتها في البحر
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
تحولت فرحة نجاحها وتخرجها إلى مأساة.. وفاة فتاة أردنية أمام أسرتها في البحر.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
من التدمير إلى التهجير.. كيف تحولت الضفة الغربية لساحة حرب جديدة؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا مصورا، للصحفيين آدم راسغون، وفاطمة عبد الكريم، والمصور الصحفي عفيف عميرة، قالوا فيه إنّ: "عملية عسكرية إسرائيلية على مدار الأشهر القليلة الماضية، أدت لتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية. ويخشى بعض الفلسطينيين أن تكون هذه العملية تمهيدا لضم المنطقة".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "الشوارع بدت كغزة، منازل مدمرة، وجدران مليئة بثقوب الرصاص وطرق ممزقة بفعل الجرافات وأحياء مهجورة".
وتابع: "لكن هذه ليست غزة، تلك المنطقة التي دمرتها الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، حيث قُتل عشرات الآلاف ويلاحق الجوع سكانها. بل هي الضفة الغربية المحتلة، وهي منطقة فلسطينية أخرى يشدد فيها الجيش الإسرائيلي سيطرته في أوسع حملة قمع مُستمرة منذ جيل".
"بدأت معالم الهجوم الجديد تتكشف خلال زيارة قام بها مراسلو صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرا لمدينة جنين، إحدى الأحياء التي كانت مكتظة بالسكان والتي تم تطهيرها منذ بدء العملية في كانون الثاني/ يناير. وفي إحدى تلك المناطق، كان يعيش أكثر من 10,000 شخصا حتى وقت قريب. الآن، أصبحت خالية وطرقها مغلقة بأكوام من التراب ومحاطة بأكوام من الأنقاض" أضاف التقرير نفسه.
وأبرز: "هذا الأسبوع، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيهدم منازل في طولكرم، وهي مدينة قريبة من جنين، لجعل الأحياء والشوارع المزدحمة أكثر سهولة في الوصول إليها من قبل القوات الإسرائيلية ولمنع عودة ظهور المسلحين".
ونقلا عن طالب جامعي يبلغ من العمر 23 عاما، معاذ عمارنة، الأربعاء، وهو في اليوم الذي علم فيه أن منزله في طولكرم سيهدم، قال للصحيفة: "إنهم يسلبوني مستقبلي".
إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أنّ: قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت عمليات عسكرية متكررة بهذه المنطقة في السنوات الأخيرة، لكن قواتها كانت تغادر دائما في غضون ساعات أو أيام تقريبا. ومع ذلك، منذ كانون الثاني/ يناير، حافظ جيشها على أطول وجود له في قلب مدن الضفة الغربية منذ عقود.
وأردفت: "استهدفت الحملة حماس وجماعة فلسطينية مسلحة أخرى، وهي الجهاد الإسلامي. ومع ذلك، أصبحت الاشتباكات نادرة بالأسابيع الأخيرة، في إشارة إلى أن إسرائيل والسلطات الفلسطينية في الضفة الغربية اعتقلت أو قتلت العديد من المسلحين".
واسترسل التقرير ذاته بأنّ: "المدينتان الأكثر تضررا، جنين وطولكرم، خاضعتان منذ فترة طويلة لسيطرة السلطة الفلسطينية؛ لكن الوجود الإسرائيلي الممتد في هاتين المدينتين بالضفة الغربية يقوّض صلاحيات السلطة الفلسطينية".
وقال رئيس بلدية جنين، محمد جرار، في مقابلة بمكتبه في آذار/ مارس: "نحن عند نقطة تحول في الصراع. تتصرف إسرائيل كما لو أن السلطة الفلسطينية غير موجودة".
وأبرز التقرير: "بدأ الهجوم الإسرائيلي بعد أيام من سريان وقف إطلاق النار في غزة في كانون الثاني/ يناير. في ذلك الوقت تقريبا، أضافت الحكومة هدفا جديدا إلى أهداف حربها: توجيه ضربة لمسلحي الضفة الغربية. وبعد أيام، تدفقت مركبات مدرعة مدعومة بطائرات هليكوبتر إلى مخيم جنين".
ومضى بالقول إنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي قالت إنها قتلت أكثر من 100 مسلحا واعتقلت المئات منذ بدء العملية. كما شردت ما يقرب من 40 ألف فلسطيني، وهو عدد يفوق أي حملة عسكرية أخرى في الضفة الغربية منذ الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة في حرب عام 1967.
وأردف التقرير بأنّ: "ذلك قد أثار مخاوف بعض الفلسطينيين من نكبة ثانية، وقالت سليمة السعدي، البالغة من العمر 83 عاما، وهي من سكان مخيم جنين، والتي قالت إنها هجرت مرة واحدة قبل ما يقرب من ثمانية عقود: أخشى ألا أتمكن من العودة إلى دياري كما حدث عام 1948".
واستطرد: "في أواخر شباط/ فبراير، طلب وزير الحرب، إسرائيل كاتس، من القوات الإسرائيلية الاستعداد للبقاء في جنين وطولكرم للعام القادم. إذا حدث ذلك، فسيكون تغييرا جذريا في طريقة إدارة مدن الضفة الغربية منذ إنشاء السلطة الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي. في تلك الفترة تقريبا، تنازلت إسرائيل عن معظم مسؤوليات الحكم في المدن للسلطة الفلسطينية".
وتجدر الإشارة إلى أن مراسلو صحيفة "نيويورك تايمز" قد زاروا مخيم جنين برفقة ضابط إسرائيلي كبير في ناقلة جند مدرعة، وذلك في خطوة نادرة للوصول إلى مناطق محظورة. فيما أبرز التقرير أنّ: "الصحيفة لم تسمح لجيش الاحتلال الإسرائيلي بفحص تغطيتها قبل النشر، لكنها وافقت على عدم تصوير وجوه بعض الجنود".
وتابع التقرير: "تقوم القوات الإسرائيلية بدوريات في مخيمي جنين وطولكرم ليلا ونهارا. وتفتش المباني واحدا تلو الآخر بحثا عن أسلحة، وتفجر المنازل التي تعتقد أنها تستخدم لأغراض عسكرية".
"كما تعمل على توسيع الطرق، وفقا لصور جوية، ما يسهل على الجنود الوصول إلى المناطق المكتظة بالسكان في المخيمات. وهدم الجيش المباني والطرق التي يقول إنها مليئة بمخابئ للمقاومين والفخاخ المتفجرة" بحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21".
وبحسب التقرير، قال رئيس غرفة تجارة جنين، عمار أبو بكر، معبرا عن مخاوف العديد من الفلسطينيين الآخرين: "إنهم يشيرون إلى رغبتهم في الضم". وغذت المخاوف الفلسطينية حقيقة أن وزراء نافذين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتشدّدة يدعون إلى ضم الضفة الغربية، التي يقطنها ما يقرب من ثلاثة ملايين فلسطيني و500,000 مستوطنا.
وأبرز: "آوت المخيمات، وهي أحياء مكتظة يقول الفلسطينيون إنها تُجسّد محنة اللاجئين الفلسطينيين، عشرات الآلاف من الناس لعقود. وما كان في السابق مجموعات من الخيام تطور إلى مبان خرسانية في الأحياء الفقيرة".
وقال أبو بكر، رئيس غرفة تجارة جنين، وجرار، رئيس البلدية، إنّ: "المقدم أمير أبو جناب، منسق الاتصال العسكري الإسرائيلي في جنين، أبلغهما في أواخر كانون الثاني/ يناير أن إسرائيل تخطط لتحويل مخيم جنين لحي عادي، وهو ما يعارضه العديد من الفلسطينيين لأنهم يرون فيه محاولة لمحو رمز لمحنة اللاجئين".
وقالوا، بحسب التقرير: "إنهم أُبلغوا أيضا بأن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تعنى بمساعدة الفلسطينيين وتدير المدارس والعيادات في الضفة الغربية، لن يكون لها دور في مخيم جنين. لطالما توترت علاقات إسرائيل مع الوكالة، وتزايد العداء تجاه الأونروا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
وفيما رفضت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوكالة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن التنسيق مع الفلسطينيين، التعليق للصحيفة، نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي إجباره الناس على المغادرة. لكن الفلسطينيين قالوا إنهم تلقوا تهديدات بالعنف إذا رفضوا.
وقالت كفاح سحويل، 52 عاما، إنّ: "مسيرة إسرائيلية حلقت بالقرب من منزلها في جنين قبل بضعة أشهر، وطلبت منها عبر مكبر صوت أن ترفع يديها وتغادر. وقالت إن الطائرة حذرتها من أن منزلها سيستهدف إذا لم تمتثل".
"بعد أن هرعت سحويل إلى الخارج مع ابنها، تبعتهما المسيّرة وأعطتهما تعليمات إلى أين يذهبان حتى غادرا المخيم، بحسب ما قالت. وأضافت سحويل: شعرت أنهم سيقتلوننا" تابع التقرير.
واختتم بالقول إنه: "على بعد حوالي ستة أميال من مخيم جنين، تفرق مئات الفلسطينيين النازحين في مبان سكنية مخصصة لطلاب الجامعات"، مردفا: كان محمد أبو وصفه، 45عاما، من سكان مخيم جنين، يساعد الوافدين الجدد على الاستقرار في شقق من غرفة واحدة بينما كان الأطفال يلعبون في الخارج. بالنسبة له، لم يكن الجزء الأكثر إيلاما من النزوح هو إجباره على ترك منزله، بل عدم معرفة ما حدث للمنزل.
وقال: "نحن نعيش في المجهول، نمرّ برحلة شاقة ومزعزعة للاستقرار"، وأضاف: "لقد فقدنا السيطرة على كل شيء".