"الأرشيف والمكتبة الوطنية" يضيء على ماضي المرأة الإماراتية وحاضرها
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرتين؛ بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، كما شارك في الاحتفال الذي نظمه نادي العين الرياضي الثقافي بمعرض للصور التاريخية، التي تبرز دور المرأة الإماراتية.
قدمت المحاضرة الأولى الباحثة في التاريخ الشفاهي في الأرشيف والمكتبة الوطنية مريم سلطان المزروعي، وتناولت فيها المرأة الإماراتية في المرويات الشفاهية، أما المحاضرة والثانية فقدمتها الباحثة مديرة إدارة الاتصال المؤسسي في مركز تريندز للبحوث والاستشارات؛ وردة المنهالي، والتي سلطت الضوء على تجربتها في مركز تريندز، وما قدمه لها من إمكانيات وفرص للعمل في مجال البحث العلمي.
استهلت المزروعي محاضرتها الافتراضية بأقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وأقوال رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن المرأة الإماراتية، وسلطت الضوء على الجهود المتواصلة التي بذلتها القيادة في الإمارات للنهوض بواقع المرأة الإماراتية، وتمكينها بهدف مشاركتها في جميع المجالات.
وأوضحت أن ما بلغته المرأة الإماراتية في العصر الحالي يمثل فخراً حقيقياً؛ مؤكدة أهمية القدوة الحسنة المتمثلة بمسيرة الشيخة سلامه بنت بطي (أم الشيوخ) وعطائها وبالدور الوطني الذي تؤديه رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الامارات"، التي كانت وما زالت ملهمة الأجيال، وقدوة في العطاء الإنساني النبيل، ولها دورها الريادي في تمكين المرأة وبناء قدراتها.
وتناولت اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية في توثيق كل ما يتعلق بالمرأة في أقوال الرواة من كبار المواطنين، وتحدثت بالتفصيل عن الأدوار العظيمة التي قامت بها المرأة في مختلف مجالات الحياة.
وتحدثت عن قصص بعض النساء اللواتي كان لهن دوراً عظيماً في المحافظة على أسرهن وعائلاتهن بالرغم من صعوبات الحياة، وأخريات لهن بصماتهن التاريخية، كما سلطت الضوء على جانب مهم في حياة المرأة الإماراتية، بوصفها روائية لها مهارتها في سرد الحكايات الشعبية.
وفي محاضرتها التي قدمتها بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية أكدت الباحثة وردة المنهالي على أهمية الدعم الكبير الذي توليه الإمارات ما مكنها من تحقيق إنجازات بارزة في شتى المجالات، وأوضحت أن مركز تريندز يمثل نموذجاً يحتذى به في هذا الصدد، حيث يوفر بيئة عمل محفزة ومشجعة للباحثات الإماراتيات، ويمنحهن الأدوات والمعرفة اللازمة للنجاح في مسيرتهن البحثية.
وتحدثت المنهالي عن تجربتها الشخصية في مركز تريندز، واستعرضت المشاريع البحثية التي شاركت فيها، والمهارات التي اكتسبتها أثناء عملها، وأكدت أن "تريندز" يوفر للباحثين إمكانيات للوصول إلى أحدث الأدوات والتقنيات البحثية، بالإضافة إلى شبكة علاقات واسعة مع الخبراء والباحثين على المستويين المحلي والعالمي.
وأوضحت دور المرأة الإماراتية المحوري في بناء مستقبل الإمارات، مشيرة إلى أن المرأة أثبتت جدارتها وقدرتها على المنافسة والتفوق، موضحة إسهاماتها الفعالة أثناء عملها مع الرجل لبناء مجتمع المعرفة والابتكار.
وفي نادي العين الرياضي الثقافي شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في تنظيم معرض للصور التاريخية التي تبرز دور المرأة الإماراتية في عدة مجالات، مثل: التعليم والصحة، ودورها في المؤسسة العسكرية... وغيرها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية المرأة الإماراتية
إقرأ أيضاً:
في مواجهة التنمر السياسي ضد المرأة اليمنية
حمود السعودي
في خضم الأزمة السياسية والانهيار المجتمعي الذي تعيشه بلادنا منذ أكثر من عقد، تتجدد – وبشكل مؤسف ومخزٍ – محاولات إقصاء المرأة اليمنية من الحضور في الفضاء العام، ليس فقط بالإقصاء المؤسسي، بل – هذه المرة – بالتحريض والتشويه والتشكيك في النوايا والانتماءات.
ما يُثير القلق أكثر، أن هذه الحملات لا تصدر عن أطراف مجهولة أو حسابات وهمية فقط، بل من أصوات تدّعي الانتساب للنخبة السياسية والإعلامية والصحفية، بل وتتمسح بلبوس الوطنية، بينما تُمارس أبشع أشكال العنف الرمزي والاجتماعي بحق نساء اختَرْن أن يكنّ في مقدمة الصفوف، في ميادين العمل الإنساني والسياسي والمدني.
إن التشكيك في وطنية المرأة اليمنية فقط لأنها فاعلة وموجودة وصاحبة رأي مستقل، هو نوع من الوصاية الذكورية الفجّة، التي تُعيد إنتاج القهر الاجتماعي تحت عباءة الانتماء السياسي أو الاصطفاف الأيديولوجي. وهذه الظاهرة تكشف عن انحدار أخلاقي عميق في الخطاب العام، قبل أن تكون خلافًا سياسيًا.
كأستاذ لعلم الاجتماع، من واجبي أن أُذكّر بأن المرأة اليمنية كانت – ولا تزال – أحد أعمدة الصمود المجتمعي في هذه الحرب المفتوحة. هي الأم التي دفعت بأبنائها للمدارس رغم الجوع، والمعلمة التي استمرت في أداء رسالتها بلا راتب، والناشطة التي فضحت الفساد، والممرضة التي ضمدت الجراح، والإعلامية التي حملت صوت الناس إلى العالم.
فهل يُكافأ هذا النضال بالتشويه والتخوين؟
هذه حرب نفسية موازية للحرب الميدانية، تهدف إلى إسكات صوت النساء، عبر اغتيال الرموز والتشهير والسخرية والغمز واللمز، وهي أدوات لا تقل عن الرصاص خطرًا وتأثيرًا.
علينا جميعًا أن نُقاوم هذا الانحراف الخطابي بكل وضوح. الدفاع عن كرامة النساء الفاعلات في الشأن العام ليس ترفًا أخلاقيًا، بل واجب وطني. وغياب الموقف الصريح من هذه الحملات يعني – ضمنيًا – القبول بها أو التواطؤ معها.
الرهان على وطن جديد لا يكون دون تحرير الخطاب العام من الكراهية والنفاق الذكوري، وإعادة الاعتبار لحق المرأة الكامل في الفعل والمشاركة والقرار.
إنه اختبار أخلاقي قبل أن يكون سجالاً سياسياً.
المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك