جحيم “نتساريم” .. قصة محور الموت من شارون حتى نتنياهو (شاهد)
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
#سواليف
بات محور ” #نتساريم ” هاجسا مقلقا للاحتلال مع تصاعد #عمليات_المقاومة التي جعلته #مقبرة لأكثر من 30 جنديا منذ مطلع العام وفقا لإحصائيات #جيش_الاحتلال.
الموت في “نتساريم” يتخطف #جنود_الاحتلال من كل مكان، فإما بسلاح القنص، أو عبر طائرات “الزواري” الانتحارية أو بعمليات الإغارة التي تباغت القوات الإسرائيلية المنتشرة هناك.
فما قصة نتساريم.. وعد شارون الناكث وأمنية نتنياهو المستحيلة؟
مقالات ذات صلة “دمار شامل”.. سلاح أخطر من النووي 2024/08/30“نتساريم” خط الحياة والموت معا
هو ممر فاصل بين غزة المدينة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوبي القطاع، حيث يمتد على مسافة حوالي 7 كيلومترات، بدءا من مستوطنة “بئيري” شرقا، إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط غربا،
“نتساريم” تسمية أطلقت على مستوطنة كانت مقامة هناك قبل عام 2005، ثم سمي مفرق الشهداء لكثرة الشهداء الذين ارتقوا فيه خلال الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى، بينهم الطفل محمد الدرة، وسائق الإسعاف بسام البلبيسي.
يحده من الشمال حي الزيتون ومن الشمال الغربي منطقتا الصبرة والشيخ عجلين، كما تجاوره منطقتا جحر الديك والمغراقة، ويقطعه شارع صلاح الدين من المنتصف، فيما تقع مدينتا الزهراء والأسرى على حدود جنوبه الأوسط وجنوبه الغربي.
كانت مستوطنة، نتساريم في قلب مشروع “الأصابع الخمسة” الاستيطاني الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون عام 1971 عندما كان قائدا للمنطقة الجنوبية والمتكون من خمسة تجمعات استيطانية على بحر غزة وحتى سيناء، حيث مثلت قاعدة التمركز العسكري والاستيطاني بسبب موقعها الاستراتيجي.
وأنشئت مستوطنة نتساريم عام 1972 وأخليت منتصف 2005 بأمر من #شارون الذي وعد بأنها لن تزال وقال “نتساريم كتل أبيب”.
أراد الاحتلال من المنطقة أن تكون خنجرا في خاصرة غزة يقطع أوصالها، ويزيد من معاناة سكانها ويضمن التوسع الاستيطاني، حتى كثرت قصص مأساة الفلسطينيين على حواجز المحور قبل الانسحاب.
مصيدة محكمة.. قديمة متجددة
لطالما كانت مستوطنة نتساريم هدفا لنيران المقاومة الفلسطينية خصوصا بعد الانتفاضة الثانية عام 2000، حيث شهدت هجمات دامية قتل على إثرها العشرات من جنود الاحتلال والمستوطنين، ومن أبرزها:
مقتل تسعة جنود في أيلول/ سبتمبر عام 2000 بتفجير عبوة ناسفة، كما شهد المحور تدمير أول دبابة ميركافا منتصف عام 2001.
في 25 أيار/ مايو 2001، انطلق الاستشهادي حسين أبو نصر من مخيم جباليا، بشاحنة مليئة بالمتفجرات مستهدفا مقرا عسكريا قرب مستوطنة نتساريم، حيث صار بعدها أبو نصر أيقونة للفدائيين في القطاع.
في آذار/ مارس 2002 قتل مقاوم من سرايا القدس اثنين من المستوطنين في نتساريم قبل استشهاده.
وفي عام 2003 اقتحم مقاومان، قاعدة الحماية العسكرية للمستوطنة، حيث اندلعت معركة عنيفة أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود، واستشهد في العملية الاستشهادي سمير فودة، بينما استطاع المقاتل الثاني الانسحاب، كانت العملية مشتركة بين سرايا القدس وكتائب القسام.
#طوفان_الأقصى
تجددت مأساة محور نتساريم بالنسبة للاحتلال مع احتدام المعارك في القطاع، حيث كان مصيدة للأرتال والآليات والجنود، الذين قتلوا بالعشرات في ممر “الموت”.
وكانت أشهر العمليات كمين المغرافة، حيث أوقعت القسام في نيسان/ أبريل الماضي، قوتين إسرائيليتين في كميني ألغام منفصلين، باستخدام العبوات الناسفة وصواريخ مقاتلات “إف 16” التي أطلقها الاحتلال على المدنيين ولكنها لم تنفجر، وسقط على إثر هذا الكمين 14 جنديا وضابطا إسرائيليا ما بين قتيل وجريح.
شاهد .. كتائب القسام تكشف عن ادخال "العبوة القفازة" في الخدمة خلال كمائن معركة #طوفان_الأقصى :
– عبوة مضادة للأفراد، وتُزرع تحت سطح الأرض.
– تنفجر عمودياً وتنثر الشظايا لمسافة 30 متراً.#كمين_المغراقة pic.twitter.com/fZrXrF7MT5
عمليات المقاومة في المحور توالت بين القنص والقصف والاشتباك، حيث شهد مقتل نحو 30 جنديا منذ بداية العام، فيما ذكرت هيئة البث العبرية، أن اللواء 16 خسر ثمانية من جنوده خلال أسبوع ونصف فقط من عملياته في محور نتساريم.
???? عاجل
مقتل 3 جنود إسرائيليين واصابة 9 اخرين
في عملية قرب ممر "نتساريم" غزة. pic.twitter.com/2DvdcgQdCc
وكانت آخر العمليات هجوم مقاتلي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، على قوات الاحتلال المتمركزة في مبنى بمحور نتساريم.
واشتبك المقاومون، مع جنود الاحتلال بالطابق السفلي للمنزل، حيث سمعت أصوات الاشتباكات بين الجانبين.
مشاهد بطولية عظيمة ????????
عملية تسلل جريئة نفذتها مجموعة من المقاومين إلى مبنى في محور نتساريم حيث كان يتحصن داخله الجنود الإسرائيليون.
أتذكر في وقتها أن الإعلام العبري تحدث عن حدث أمني، قُتل وأصيب عدد من الجنود بجراح حرجة.
الله يحميكم يارب pic.twitter.com/jJmXt2H5dx
البقاء المستحيل
يصر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على البقاء في ممر نتساريم، رغم تأكيد حركة المقاومة الإسلامية حماس على الانسحاب منه كشرط أساسي في صفقة التبادل.
وشدد نتنياهو في تصريحات الأسبوع الماضي، على أن “إسرائيل وتحت أي ظرف لن تغادر ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا” حيث يعتبرهما “أصولا استراتيجية” لدولة الاحتلال وفق زعمه.
يتكون الممر حاليا، من ثلاثة خطوط عرضية، خصص الأول لعبور الآليات المجنزرة والثاني للمركبات والسيارات فيما بني على الثالث مواقع لتجمع الجنود ومخازن للذخيرة.
ووفقا لوسائل إعلام عبرية، فقد أحاط الجيش الإسرائيلي الممر بسواتر أسمنتية ضخمة وأخرى ترابية مرتفعة، بالإضافة لأجهزة الرصد المتطورة، وأبراج للمراقبة، لتأمين قواته من هجمات المقاومة، ولكن دون جدوى.
وبالنظر إلى وتيرة العمليات المرتفعة في المحور، فإن المكان بات هدفا سهلا للمقاومة، إذ يتيح لمقاتليها حرية المناورة واختيار الهدف بعناية فضلا عن رصده وعزله في خط جغرافي لم يكن بمقدور الاحتلال تأمينه عندما كانت المقاومة بإمكانيات ضعيفة، فكيف الحال الآن مع هذه القفزة النوعية التي يشاهدها في معارك غزة؟
ويبدو أن إصرار نتنياهو على البقاء في المحور، يشابه إلى حد كبير وعد شارون بعدم الانسحاب من القطاع، كما يتطابق مع حديث رئيس أركان جيش الاحتلال خلال حرب 2014 بيني غانتس، عن إمكانية عوة سكان غلاف غزة، لشم شقائق النعمان، لكن في التالي هجر المستوطنون مرة أخرى بفعل القصف بقذائف الهاون.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف نتساريم عمليات المقاومة مقبرة جيش الاحتلال جنود الاحتلال شارون طوفان الأقصى كمين المغراقة محور نتساریم
إقرأ أيضاً:
ما سر ظهور وانتشار “البرك الوردية” في البحر الميت؟ / شاهد
#سواليف
يشهد #البحر_الميت، في الجهة الغربية من #الأردن، تغيرات بيئية متسارعة تُعد من أبرز مظاهر التحولات المناخية والجيولوجية في المنطقة. ومن أبرز هذه التغيرات ظهور برك مائية ذات #لون_وردي غير معتاد على أطرافه، مما أضفى على هذا الموقع الطبيعي طابعا بصريا مدهشا، لكنه يعكس في جوهره تحولات بيئية معقدة.
يرتبط هذا التغير بتراجع منسوب المياه وتشكل برك مائية تُعرف باسم الحفر الهابطة أو الانهدامية، إلى جانب تأثيرات التدخلات البشرية والمناخية. وقد كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها الجمعية العلمية الملكية في الأردن أن اللون الوردي الظاهر في بعض البرك ناجم عن نشاط ميكروبي غير مألوف في هذه البيئة الفريدة.
توصل الفريق البحثي من الجمعية العلمية الملكية إلى أن #الكائنات_الدقيقة المحبة للملوحة، مثل #الأركيا، هي المسؤولة عن هذه الظاهرة، إذ تنتج #صبغات_كاروتينية تُعرف باسم “باكتيريوروبيرين” تمنح #المياه لونها #الوردي.
مقالات ذات صلةتنشط هذه الكائنات في هذه الحفر الهابطة التي تتشكل عند اختلاط المياه المالحة بالمياه الجوفية أو مياه الأمطار، مما يؤدي إلى خفض تركيز الملوحة وخلق بيئة ملائمة لتكاثرها.
تلعب هذه الصبغات دورا بيولوجيا أساسيا في حماية الكائنات الدقيقة من الإشعاع الشمسي، مما يسمح لها بالتأقلم والاستمرار في ظروف بيئية قاسية. ويؤكد الباحثون أن هذا النشاط الميكروبي يقدم نموذجا فريدا لدراسة التفاعل بين الحياة المجهرية وتغيرات البيئة المالحة.
يشرح الدكتور المؤيد خليل السيد، مدير مركز المياه والبيئة والتغير المناخي في الجمعية في تصريحات للجزيرة نت، أن الظاهرة التي عملت عليها الدراسة “ليست نتيجة لأكاسيد المعادن أو الطحالب كما يُشاع في بعض التفسيرات العلمية، بل تعود بشكل رئيسي إلى الكائنات البكتيرية الدقيقة المحبة للملوحة”.
ومع تكرار هذه الظاهرة في مواسم متعددة ومواقع مختلفة حول البحر الميت، يؤكد السيد وهو أحد معدي الدراسة، على الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد العوامل البيئية الدقيقة المؤثرة، وفهم أعمق لهذا التحول النادر في نظام بيئي يتغير بسرعة.
ويضيف في حديثه للجزيرة نت، أن هذه الكائنات الدقيقة موجودة أصلا في مياه البحر الميت لكن بنسب منخفضة ونشاط قليل، إلا أن التغير في تركيز الأملاح لمياه الحفر الانهدامية نتيجة مياه الأمطار والمياه الجوفية يوفر بيئة مناسبة لهذه الكائنات الدقيقة بالإضافة إلى تغيرات الإشعاع الشمسي بالمنطقة الذي يعمل على تحفيز إنتاج الصبغة في هذه الكائنات لحماية نفسها من هذه الظروف القاسية.
يُعزى ظهور البرك الوردية في محيط البحر الميت إلى عدة أسباب من ضمنها تراجع المستمر في منسوب مياهه، وهو ما أدى إلى تشكّل ما يُعرف بالحفر الهابطة نتيجة تسرب المياه العذبة إلى الطبقات الجيولوجية الغنية بالأملاح.
تعمل هذه المياه على إذابة الرواسب الملحية، مما يؤدي إلى انهيار الأرض وتكوّن الفراغات المائية. وتشير الدراسة إلى أن هذه التحولات الجيولوجية ترتبط ارتباطا مباشرا بالاضطرابات البيئية المتسارعة في المنطقة.
وتشير الدراسة إلى أن هذه الحفر تشكّل أكثر من مجرد ظاهرة بصرية مثيرة، بل تمثل “مختبرا بيئيا طبيعيا” فريدا يتيح دراسة تأثير التغيرات في الملوحة وكيمياء المياه على الحياة الدقيقة. ويسهم هذا الفهم في تقديم رؤى مهمة حول مستقبل النظام البيئي للبحر الميت، الذي يواجه تحديات جسيمة بفعل التغيرات المناخية والتدخلات البشرية المستمرة.
وفي هذا السياق، يُشير الدكتور المؤيد السيد، إلى أن البرك الانهدامية المنتشرة في المنطقة تُعد مؤشرا مباشرا على تدهور النظام البيئي، ويرجع السبب الرئيسي لظهورها إلى الانخفاض الحاد في تدفق المياه إلى البحر الميت، لا سيما بعد تحويل جزء كبير من مجرى نهر الأردن -المصدر الرئيسي لتغذيته- من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما أسهم في تراجع مستمر لمستوى المياه.
وفي جانب آخر، يوضح الدكتور ضياء الصفدي، مدير مركز البحوث الصناعية في الجمعية العلمية الملكية، في تصريحات للجزيرة نت أن الأنشطة الصناعية، وخصوصا تلك المتعلقة بإنتاج المعادن، فاقمت من تدهور الوضع البيئي من خلال ضخ كميات كبيرة من مياه البحر إلى برك تبخير صناعية.
ويضيف الصفدي، في حديثه للجزيرة نت، أن مستوى سطح البحر الميت ينخفض بمعدل سنوي يُقدّر بحوالي 1.1 متر نتيجة لنقص الإمدادات المائية وتزايد عمليات السحب الصناعي. وقد أدى هذا الانخفاض إلى انكشاف مساحات واسعة ذات تراكيب جيولوجية هشة، تحتوي على تركيزات مرتفعة من الأملاح وطبقات الجبسوم، ما يجعلها عرضة للانهيار عند تفاعلها مع المياه الجوفية وتغيرات المناخ والعوامل الهيدرولوجية.
ويُتابع الصفدي، وهو من معدي الدراسة، أن هذه البرك تمتلئ بمزيج من المياه الجوفية، ومياه الجريان السطحي، ومياه البحر الميت، مما يُنتج نظاما مائيا جديدا بتركيبة كيميائية مختلفة وملوحة أقل، تتيح بيئة مناسبة لنمو أنواع جديدة ومتنوعة من الكائنات الدقيقة.
ويؤكد الصفدي أن هذه البرك تُعد ملاذا مؤقتا للكائنات الدقيقة المحبة للملوحة، التي لا يمكنها عادة البقاء في بيئة البحر الميت ذات التركيز الملحي المرتفع، الذي يتجاوز 320 غراما لكل لتر. إلا أن تخفيف الملوحة بفعل اختلاط مياه الأمطار أو المياه الجوفية في هذه البرك يخلق بيئة أكثر ملاءمة تسمح بازدهار هذه الكائنات، مما يؤدي إلى تفاعل بيولوجي يُفضي إلى تغير لون المياه إلى اللون الوردي.
لا تُعد البرك الزهرية في محيط البحر الميت ظواهر دائمة أو مستقرة. فهي نتاج ظروف بيئية متغيرة، تتيح في بعض اللحظات فقط ازدهار الكائنات الدقيقة المحبة للملوحة التي تلوّن المياه باللون الوردي. يعكس ظهور هذه البرك واختفائها تفاعلا معقدا مما يجعلها بيئات مؤقتة تختزن فرصا علمية نادرة لدراسة تكيف الحياة الميكروبية في وجه التقلبات البيئية الحادة، بحسب معدي التقرير.
في مراحلها الأولى، تكون ملوحة هذه البرك أقل من البحر الميت، مما يسمح بنمو الكائنات الدقيقة المحبة للملوحة التي تنتج الصبغات الوردية.
ومع مرور الوقت، تتعرض هذه البرك لمعدلات تبخر مرتفعة بسبب الحرارة والجفاف الشديد، مما يزيد من ملوحتها إلى مستويات لا تتحملها الكائنات الدقيقة، فتتراجع أو تختفي. وهذا يفسر ظهور اللون الوردي في بعض البرك دون غيرها، بل ويُفسر اختفاءه أحيانا.
كما قد تنهار بعض البرك أو تجف تماما خلال أشهر أو سنوات، مما يعني اختفاء الكائنات الدقيقة فيها. لذا، لا تشكّل هذه البرك أنظمة بيئية مستقرة، بل فرصا مؤقتة لدراسة التكيف الميكروبي مع التغيرات البيئية الحادة، وقد تطول فترتها فقط إذا توفرت مصادر دائمة للمياه الخفيفة الملوحة، وفقا للباحثين الدكتور ضياء الصفدي والدكتور المؤيد السيد.
بعيدا عن مظهرها اللافت، قد تكون لهذه الكائنات الدقيقة تطبيقات عملية في العلوم والصناعة، إذ تشير الدراسة إلى أن الصبغات الكاروتينية التي يتم إنتاجها ذات قيمة عالية نظرا لخصائصها المضادة للأكسدة، مما يجعلها محل اهتمام لصناعات الغذاء والتجميل والأدوية.
ويقوم الباحثون في الجمعية العلمية الملكية حاليا بدراسة إمكانات استخدامها في مستحضرات العناية بالبشرة، والإضافات الغذائية، والمكملات الصحية.
تُبرز هذه الظاهرة الحاجة الملحة لحماية النظام البيئي الهش للبحر الميت، إذ يحذر الباحثان من أن التدخل البشري، وتحويل المياه العذبة، وتغير المناخ يعيد تشكيل هذا المشهد الفريد بسرعة أكبر مما يمكننا فهمه بالكامل.
لكن التهديد الأكبر للبحر الميت ليس مجرد تغير المناخ إنما أزمة المياه المستمرة في المنطقة. فقد تم تقليل نهر الأردن، الذي كان يعتبر شريان الحياة له، بشكل كبير بسبب بناء السدود، والاستخدام المفرط، والمصالح المتنافسة.
هذه ليست مجرد قضية بيئية فقد أصبحت واقعا سياسيا. لقد كانت ندرة المياه في المنطقة مصدرا للتوتر لفترة طويلة، ويعتبر البحر الميت من أكثر ضحاياها وضوحا، وفقا للدراسة.
في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تصل ندرة المياه إلى مستويات حرجة، ويزيد تغير المناخ من حدة الجفاف، ويقلل من هطول الأمطار، ويرفع درجات الحرارة، مما يجعل موارد المياه المحدودة أصلا أكثر ندرة.
وتحذر الدراسة من أن عدم اتخاذ إجراءات سيؤدي إلى استمرار انكماش البحر الميت، مما يسرع من تشكيل الحفر الأرضية ويغير توازنه البيئي بشكل دائم، وتقدم الأبحاث العلمية أدلة واضحة حول ما يجب القيام به، لكن الحل لا يكمن في العلوم وحدها، فمستقبل البحر الميت يعتمد على قرار سياسي، ويتطلب استعادة إمدادات المياه الخاصة به تعاونا إقليميا جادا.