في ذكرى ميلاده.. حسين صدقي "الشيخ الفنان" الذي صعد للقمّة ثم انسحب من أضوائها بإرادته
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
تحل اليوم الأربعاء، ذكرى ميلاد أحد أعمدة السينما المصرية الكلاسيكية، الفنان الكبير حسين صدقي، ذلك الاسم الذي لم يكن مجرد نجم شباك أو بطل وسيم لزمن الأبيض والأسود، بل كان مشروعًا فكريًا يحمل على عاتقه رسالة الفن الهادف منذ بداياته وحتى لحظة اعتزاله.
ولد حسين صدقي في مثل هذا اليوم، ونشأ وسط أجواء أسرية شكّلت وجدانه باكرًا، فكان شديد التعلّق بالفن منذ نعومة أظفاره، وبدلًا من أن يسلك طريق التمثيل بالصدفة كما فعل الكثيرون، قرّر أن يدرسه أكاديميًا، فالتحق بمعهد التمثيل ليحصل على دبلومته، وكان من بين دفعة ضمّت عمالقة المستقبل أمثال زكي طليمات وجورج أبيض، وهي أسماء تشهد على رصانة التكوين الذي تلقاه حسين صدقي في بداياته.
وبعد تخرجه، انطلق نجم حسين صدقي في سماء السينما المصرية كأحد فرسانها الأوائل، حيث قدّم 32 فيلمًا سينمائيًا كانت بطولته الكاملة في عدد كبير منها، حاملاً رسائل اجتماعية وأخلاقية وثقافية تجاوزت مجرد الترفيه. ومن أبرز أفلامه:العامل،الأبرياء،المصري أفندي،شاطئ الغرام،ليلى في الظلام،كلمة الأبطال،القاتل،وطني حبي،يا ظالمني،طريق الشوك،الحبيب المجهول
وقد عُرف عن حسين صدقي حرصه الدائم على اختيار أدوار تمس نبض الناس وتناقش قضاياهم، فكان في نظر كثير من النقاد نجم "السينما النظيفة" قبل أن يُعرف هذا التعبير بسنوات طويلة. لم تكن أفلامه مجرد قصص رومانسية أو درامية، بل كانت تعكس مبادئه الدينية والوطنية بوضوح لافت.
لكن، وفي قمة نجاحه وتألقه، اختار حسين صدقي الانسحاب من الساحة الفنية طواعية، ليضرب بذلك أندر أمثلة الاعتزال الواعي. فقد قرر في الستينيات أن يُنهي مشواره الفني، بعد أن شعر أن السينما لم تعد تسير في المسار الذي يحلم به. لم يكن اعتزالًا ناتجًا عن تراجع أو إقصاء، بل كان انسحاب بطل امتلأ قلبه بقناعة راسخة أن "الرسالة أهم من النجومية".
ولم يكتفِ صدقي بذلك، بل أسّس شركة أفلام مصر الحديثة، كمحاولة جديدة منه لصناعة سينما ذات فكر وقيمة ورسالة، تُرضي ضميره وتُشبع تطلعاته الإيمانية والاجتماعية، ساعيًا إلى دعم موجة من الأعمال ذات المحتوى النظيف والمضمون البناء.
ولعل أبرز ما يُروى عن نهاياته، أنه أوصى أولاده بعدم عرض أفلامه التي لا تتفق مع قناعاته الدينية، وهي وصية أثارت الكثير من الجدل، ولكنها أكّدت أن هذا الفنان لم يكن يتقمّص الأدوار على الشاشة فقط، بل كان يعيشها إيمانًا وسلوكًا في حياته الشخصية.
واليوم، ونحن نُحيي ذكرى ميلاده، لا نستعيد فقط مشاهد من زمن الفن الجميل، بل نُعيد التأمل في قصة رجل اختار أن يكون فنانًا برسالة، ثم اختار في لحظة صدق أن يترجّل من على المسرح طوعًا، دون أن يفقد احترام الناس ولا حبهم.
حسين صدقي، ذاك "الشيخ الفنان"، يبقى في ذاكرة السينما العربية مثالًا للصدق الفني والإنساني، وفنّه سيبقى حيًا كلما بحثنا عن سينما لا تبيع مبادئها من أجل التصفيق.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: في ذكرى ميلاده حسين صدقي الفجر الفني
إقرأ أيضاً:
قمة شرم الشيخ.. الأزهر: الحمد لله الذي هيأ أسباب السلام لأهل غزة
أعلنت رئاسة الجمهورية، أن قمة دولية تحت عنوان «قمة شرم الشيخ للسلام» بمدينة شرم الشيخ، تعقد بعد ظهر يوم الإثنين الموافق ١٣ أكتوبر ٢٠٢٥، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة.
قمة شرم الشيخ للسلامتهدف القمة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي. وتأتي هذه القمة في ضوء رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق السلام في المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم.
نقدر جهود الرئيس السيسيوقال الأزهر الشريف، إنه الأزهر يحمد الله سبحانه وتعالى كثيرًا على أن هيَّأ الأسباب لوضع نهاية لقتل الضعفاء والمستضعفين في غزة، ليُحيِّي بكل التقدير والاعتزاز الجهود التي بُذلت لوقف هذا العدوان، ويُقدِّر عاليًا الجهود المخلصة التي بذلها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وسمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، كما يُقدِّر الجهد الذي قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفرق الوسطاء والمفاوضون، وكل الدَّاعمين لهذه المبادرة المهمة.
وثمن الأزهر استجابة الفصائل الفلسطينية المفاوِضة، وإصرارهم على التوصل إلى حلٍّ فوريٍّ لوقف العدوان، وندعو الله أن تكون هذه المبادرة خطوةً في طريق استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، ودولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وأن ينعم بحياةٍ مستقرةٍ كريمة، وأن يعمَّ السلام شعوب المنطقة كلها، بل شعوب العالم أجمع.
بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة |رئاسة الجمهورية : الإثنين قمة شرم الشيخ للسلام برئاسة الرئيس السيسي وترامب
حماس: لن نتواجد في شرم الشيخ الساعات المقبلة.. وطلبنا عقد لقاء مباشر مع فتح
خبير استراتيجي: اتفاق شرم الشيخ في مرحلته الأولى
أستاذ علوم سياسية: وجود ترامب ضمانة لتنفيذ اتفاق شرم الشيخ
ورحب الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، باتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة بعد عامين من العدوان الغاشم على القطاع الأعزل.
ونبه على أن هذا الاتفاق يُعد خطوة بالغة الأهمية على طريق استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، ويمثل بارقة أمل جديدة تُنهي معاناة الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمنًا باهظًا من الدماء والأرواح والممتلكات، مشيرًا إلى أن ما شهده قطاع غزة طوال العامين الماضيين من دمارٍ واسعٍ ومعاناة إنسانية قاسية يستوجب من المجتمع الدولي وقفة جادة ومسؤولية أخلاقية تجاه إعمار هذا القطاع ومساندة هذا الشعب الذي يواجه ظروفًا مأساوية غير مسبوقة.
اتفاق شرم الشيخ
وواصل: أنه آن لشمس السلام أن تُشرق من جديد على وجوهٍ أنهكها الحصار والدمار؛ ليأمن الفلسطينيون بعد خوف، ويُطعَموا بعد جوع، وينعموا بحياةٍ ملؤها الأمن والاستقرار، داعيًا الله تعالى أن يجعل هذه الخطوة بدايةً حقيقية لمسارٍ دائمٍ من السلام القائم على العدل، بما يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على أن إنهاء الحرب لا ينبغي أن يكون غاية مؤقتة، بل نقطة انطلاق نحو بناء مستقبل أفضل، تُصان فيه كرامة الإنسان وتُحتَرم فيه القوانين الدولية، ويُعاد فيه إعمار ما دمرته الحرب ليعيش أبناء غزة حياةً كريمة تليق بصمودهم وتضحياتهم.هذا، ويثمَّن مفتي الجمهورية الجهود المصرية والدولية الصادقة التي سعت بكل إخلاصٍ ومسؤوليةٍ إلى تحقيق هذا الاتفاق
ولفت إلى أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قامت بدور محوري في التوصل إلى هذا الاتفاق، وأثبتت برؤيتها الحكيمة منذ بداية الأزمة أن المقترح المصري هو الأكثر صوابًا والأنسب لمسار التهدئة وإنهاء الحرب، وأن موقفها الثابت من دعم القضية الفلسطينية يعكس رؤية الدولة المصرية القائمة على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضح أن التحركات المصرية على مدار العامين الماضيين، لم تقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل شملت الجوانب الإنسانية والإغاثية، من خلال جهودها في إدخال المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين، ما أكد للعالم أن مصر ستظل قلب العروبة النابض، وسندًا أمينًا للقضية الفلسطينية حتى يتحقق السلام العادل والشامل.