هند الخوري: «متحف زايد الوطني» يروي قصة الإمارات
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
«يعد تعزيز الخبرات والمواهب الإماراتية ركناً أساسياً في رسالة متحف زايد الوطني، بدءاً من استكشاف براعة شعبها عبر التاريخ، وصولاً إلى دعم الجيل القادم من الباحثين الإماراتيين»، بهذه الكلمات تضيء هند عبد الرضا الخوري، مدير إدارة التسويق والاتصال في متحف زايد الوطني، على أهمية ودور المتحف باعتباره منصة ثقافية ومعرفية مهمة.
وتضيف الخوري في حديثها لـ «الاتحاد»: «باعتباره المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، سيكون متحف زايد الوطني، الواقع وسط المنطقة الثقافية في السعديات أبوظبي، مركزاً للمشهد الثقافي والتبادل المعرفي، حيث يمكن للجميع من خلاله اكتشاف التاريخ الغني لدولة الإمارات وثقافتها وقصصها، لا سيما وأن المتحف يغطي 300 ألف عام من التاريخ البشري من خلال 6 معارض دائمة، وسيأخذ الزوار في رحلة من ماضينا العريق حتى يومنا الحاضر»، مبينة أن المتحف، من خلال معارضه وأبحاثه وبرامجه العامة، «يسلط الضوء على سيرة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقيم التي جسدها وتأثيرها على الدولة التي أسسها ومجتمعها».
قصة الإمارات
وحول خطة المتحف لتعريف الجمهور العربي والعالمي بتراث الإمارات، تقول: «يحمل المتحف قصة الإمارات العربية المتحدة في قلبه، وكل صالة عرض فيه تكشف جانباً مختلفاً من تاريخ الإمارات وشعبها، ما يجعله متحفاً للجميع يخدم غرضاً مزدوجاً يتمثل في تعريف الزوّار من جميع أنحاء العالم بثقافة الإمارات العربية المتحدة، وتعميق فهمهم لهويتها الثقافية الفريدة. كما يعد تعزيز الخبرات والمواهب الإماراتية ركناً أساسياً في رسالة متحف زايد الوطني، بدءاً من استكشاف براعة شعبها عبر التاريخ، وصولاً إلى دعم الجيل القادم من الباحثين الإماراتيين، ومن الأمثلة الرئيسية على ذلك «صندوق متحف زايد الوطني»، الذي قدم في دورة 2023 منحاً للباحثين، ومن بينهم مواهب إماراتية».
وتشير الخوري إلى أن شراكة المتحف المثمرة مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي في مشروع إعادة بناء في العالم لـ«قارب ماجان» أتاح لمجموعة من طلبة الجامعات المتعاونة فرصة تطوير مهاراتهم البحثية والتعمق في مجال التراث البحري، بالإضافة إلى «برنامج المواهب الإماراتية» الهادف إلى تشجيع الإماراتيين على الانضمام إلينا والمساهمة في تشكيل مستقبل الوطن.
وتابعت مؤكدة أن إدارة المتحف تلتزم أيضاً بتمكين أصحاب الهمم من خلال اعتماد أعلى المعايير التي تضمن لهم سهولة الوصول إلى المتحف واستكشافه، حيث توفر لهم الفرصة للمشاركة في المبادرات التطوعية والبرامج التعليمية التي ينظمها المتحف قبل وبعد الافتتاح، مما يدعم تطوير مهاراتهم ويعزز من ثقتهم بأنفسهم، في بيئة تحترم قيم الاندماج والشمولية، لافتة إلى أنهم يعملون أيضاً على ترجمة مجموعة مختارة من مطبوعات المتحف إلى لغة برايل، كما أنهم سيقومون بتصميم خريطة حسية متاحة على الموقع الإلكتروني، لتسلط الضوء على المناطق أو التجارب التي قد لا تناسب الأشخاص الذين يواجهون تحديات حسية.
وحول أهمية المنح البحثية التي يقدمها المتحف ودورها العلمي والثقافي، تقول هند الخوري: «صندوق متحف زايد الوطني»، الذي يخصص له سنوياً مليون درهم إماراتي، من أهم فرص التمويل البحثي في المنطقة، حيث يدعم الباحثين الذين يقومون بإجراء دراسات حول ثقافة الإمارات وتاريخها وتراثها، ما يجسد التزام المتحف ودوره الرئيسي في تعزيز المعرفة بتاريخ دولة الإمارات وثقافتها، بما في ذلك دور وتأثير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجتمع وثقافة الدولة وتراثها. موضحة أن المشاريع التي تم اختيارها في الدورة الأولى غطت نطاقاً واسعاً، بما فيها التأثير الاجتماعي والثقافي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والعلاقات التاريخية بين الهند وشبه الجزيرة العربية، ودور المرأة في تجارة شبه الجزيرة العربية، كما أن صندوق الأبحاث يباشر حالياً مراحل دورته الثانية.
وعن الشراكات البحثية التي يعقدها متحف زايد الوطني، تقول الخوري: «أعلنا خلال يوليو 2024 عن نجاحٍ أكبر عملية إعادة بناء في العالم لـ «قارب ماجان» الذي يعود إلى العصر البرونزي، وهو مشروع تعاوني مشترك بين متحف زايد الوطني وجامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي، حيث ساهم المشروع في تعميق فهمنا لأنماط العيش في مجتمعات العصر البرونزي، وكشف عن أسرار الحرف اليدوية التقليدية التي ساعدت على إنشاء روابط بين المجتمعات القديمة في هذه الأرض وبقية العالم. وهذه المبادرة تنسجم مع إيمان متحف زايد الوطني بأن الشراكات البحثية هي السبيل الأمثل لإثراء المعرفة حول تراثنا الثقافي»، مؤكدة أهمية بناء علاقات تعاونية مع مؤسسات أكاديمية وبحثية رائدة محلياً وعالمياً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: متحف زايد الوطني الإمارات الثقافة التاريخ متحف زاید الوطنی من خلال
إقرأ أيضاً:
المتاحف حاضنة للتاريخ
رأس الخيمة (وام)
أكد رؤساء متاحف وخبراء على الدور الحيوي الذي تمثله المتاحف في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وخدمة السياحة والثقافة، ونقل الهوية الوطنية للأجيال وسط مجتمعات سريعة التغير.
ويحتفي العالم في 18 مايو من كل عام باليوم العالمي للمتاحف تحت إشراف المجلس الدولي للمتاحف «آيكوم»، ويقام هذا العام تحت شعار: «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير».
وقال نجيب عبدالله الشامسي، مؤسس ورئيس متحف رأس الخيمة للصور، إن المتاحف تُجسد الحس الوطني والانتماء للموروث الثقافي وتمثل ركيزة من ركائز التنمية السياحية والاقتصادية، حيث يسهم العديد من أبناء الإمارات في إنشاء متاحف خاصة تعبر عن اعتزازهم بهويتهم الوطنية وتاريخهم العريق.
وأكد الشامسي أن المتاحف تتيح لزوارها رحلة عبر الزمن والغوص في أعماق تاريخ الإمارات العريق وموروثاتها الوطنية الأصيلة، وتُسهم في ترسيخ الهوية الثقافية وتنمية الولاء والانتماء لدى الأجيال، مشيراً إلى أن المتاحف الخاصة أصبحت جزءاً مهماً من المشهد السياحي ورافداً داعماً للاقتصاد الوطني المتنوع.
ولفت إلى أن المتاحف تضطلع بدور محوري في غرس بذور الإبداع لدى أجيال المستقبل من شباب الوطن، لما تحمله من رسائل معرفية وثقافية تُجسد تراث الآباء وموروثهم الأصيل.
وأكد أن اليوم العالمي للمتاحف يمثل فرصة متجددة لتعزيز الوعي بأهمية هذه المؤسسات في إبراز الهوية الوطنية والتاريخ الحضاري لدولة الإمارات بين الأمم، موضحاً أن متحف رأس الخيمة للصور يوثق لمسيرة الإمارة وشخصياتها وإنجازاتها، ويعكس عبر صوره مراحل مهمة من تاريخها الأصيل.
إضافة نوعية
من جانبه، أكد عبدالله راشد بن لقيوس الشحي رئيس مجلس إدارة جمعية الشحوح للتراث الوطني في أبوظبي، أن المتاحف تشكل إضافة نوعية للمشهد الثقافي وتُعد أوعية تعزز الانتماء والولاء للوطن وهويته وتعكس التطور الاجتماعي والثقافي والحضاري لمجتمع الإمارات.
وشدد على أهمية المتاحف التراثية والتاريخية في إبراز الموروث الوطني، لا سيما من خلال استضافة زيارات الطلبة والوفود والزائرين، مشيراً إلى أن «متحف الشحوح» يوثق حياة سكان الجبال، ويعتمد توثيقا علميا للمقتنيات التاريخية منذ آلاف السنين.
دور تعليمي
بدوره، قال علي عبد الرحمن بن درويش، مؤسس متحف قرية بن درويش التراثية في رأس الخيمة، إن المتاحف الخاصة تلعب دوراً تعليمياً في تربية الأجيال على فهم الموروث الوطني، من خلال ما تعرضه من قطع ومقتنيات تراثية تعزز المعرفة بالقيم الثقافية والتاريخية.
وأشار إلى أن المتحف الذي أسسه يضم أكثر من 4000 قطعة جمعها خلال ثلاثة عقود، لتمثل محطة ثرية تطل الأجيال من خلالها على الماضي.
واجهات حضارية
في السياق ذاته، أكد عيسى أحمد بن درويش، المدير التنفيذي لجمعية رأس الخيمة للفنون والتراث الشعبي، أن المتاحف التراثية والثقافية تمثل واجهات حضارية تعكس عمق التاريخ الإماراتي، وتبرز الكنوز والمخطوطات والمقتنيات التراثية والفنون الشعبية، موضحاً أن المتحف التابع للجمعية يحتضن العديد من المواد التراثية التي تعود لأهل البحر والحرف اليدوية والأزياء التقليدية، في سبيل إثراء الحركة الثقافية والأدبية في الدولة.