الاقتصاد نيوز - بغداد

كشفت وزارة التخطيط، الإثنين، عن وضع أكثر من 500 شركة في القائمة السوداء، فيما أوضحت موجبات الإدراج وشروط الإلغاء. 

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "هناك آليات وضوابط ومعايير لإدراج الشركات المتلكئة والتي تخل بالالتزامات التعاقدية مع أصحاب المشاريع لذلك يتم إدراجها في القائمة السوداء، ونحن نتحدث اليوم عن ما لا يقل عن 300 شركة مدرجة في القائمة السوداء على المستوى الشركات المحلية، وهناك ما لا يقل عن 200 شركة أجنبية مدرجة في القائمة السوداء".



وأضاف الهنداوي، أن "عملية الإدراج تتم بعد تقديم الجهة المستفيدة المتضررة طلباً لوزارة التخطيط تتحدث فيه عن إخلال شركة معينة بالتزاماتها التعاقدية وتوضحه تفصيلياً، ثم تقوم وزارة التخطيط بدراسة ما يقدم لها من الجهة المستفيدة، وبعد التأكد والتثبت من أن هذه الشركة متلكئة فعلاً تدرج في القائمة السوداء، ومدة الإدراج فيها تكون سنتين".

وتابع، أن "رفع الشركة من القائمة السوداء يتطلب تصحيح موقفها قانونياً، ويشترط تقديم من الجهة المستفيدة صاحبة الشكوى نفسها التي طلبت إدراج الشركة في القائمة".

ولفت إلى، أن "هناك إجراءات أخرى تترتب على الإدراج حتى بعد الرفع من القائمة السوداء وتتضمن حرمانها من التعاقدات لفترة زمنية ويتم كذلك إنزالها درجة عن تصنيفها، فمثلاً إذا كانت بالدرجة الخامسة تهبط للدرجة السادسة، وبالتالي كلما انخفضت نسبة التصنيف كلما انخفض حجم التعاقدات أو مستوى العقد الذي تحصل عليه الشركة، وهذا ملف متحرك إذ دائماً هناك شركات تدرج في القائمة السوداء وهناك شركات ترفع منها".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی القائمة السوداء

إقرأ أيضاً:

المتعة السوداء

 

 

 

أنيسة الهوتية

 

المُتعُ ألوانٌ، وفي حياة كل إنسان لون معين من المُتعة التي يستلذُ بها، وبحسب رغباته النفسية التي يستطيع أو لا يستطيع مقاومتها، وبدرجة وعيه الاجتماعي والديني، وبنسبة ما يحب أن يمنحه من طاقة لروحه وعقله، ونضارة وشفافية لقلبه، يختار لون المتعة التي يفصلها بيديه تفصيلا تاما على مقياسه الذي يبتغيه.

والنصيب الأعلى في العضويات يعود إلى "المتعة الحمراء"؛ فيفوق فيها مجمل عضويات بقية الألوان. وهنا تشتغل الشهوة، والتمرد، والمتعة المتخاطفة من أبواب الأخلاق، والقيم، والمبادئ، وأحيانا المتخطية للإنسانية. إنها نوعٌ من اللذة الخاطفة التي تترك بَعدها روحًا خاوية وعقلًا فارغًا وراءها، فيدمنها الجسد والنفس الأمارة بالسوء ويصبحان عبيدًا لها، ويقدمان لها القرابين بين كل ركوع وسجود على تلك السجادة الحمراء.

وتقابلها "المتعة الخضراء"، وهنا يشتغل الانسجام في حدود المُباح وعدم تخطِّي كل محذور ومحظور. ويستمتع فيها الإنسان الأخضر بتفاصيله الصغيرة، في محيطه الصغير، ضحكة صديق، كتاب جميل، عمل خيري، فنجان قهوة، لحظة هدوء، رائحة الخبز، لحن هادئ. وحين يأتي إلى المتعة الجسدية فإن الأخضر اليانع لا يقبلها إلا في حدود الشرع. ولأنه إنسان أخضر، فإنه يتبع منطق الكون بنظام تام.

ثم "المتعة البيضاء"، أو "المتعة الغيمية"؛ وهي الأرقى، والأنقى، والأطهر؛ حيث تكمن منطقة الراحة فيها في العطاء المستمر، أن يشعر الإنسان بقمة السعادة حين يعطي لقمته لفم جائع، وأن يترك أثر سعادة في قلب حزين، وأن يسعد عينًا تمنت حتى قبل أن ينطق لسانه، ويجبر خاطرًا، ويبحث عن الشقوق في الأرواح فيخيطها، ويعيد المتخبطين إلى الصراط المستقيم… وهذه المتعة البيضاء نسبة الأعضاء قلة قليلة، إلا أنهم هم من يخدمون البقية باستمرار؛ فإنهم كالملائكة في الأرض على هيئة بشر. لا يملون العبادة، والتسبيح والذِكر.

والمؤلم أن نسبة العضويات تكاد تزيد عن الخضراء والبيضاء في "المتعة السوداء" والتي تأتي مباشرة بعد الحمراء. إنها تحتوي الموجوعين، والمتألمين، والذين لا زالوا يعانون من صدمات الطفولة والزمن، هذه المتعة تبتلعهم كثُقب أسود، لا يقوون على الخروج منها، فيها سحر أسود يحول الألم إلى مأوى داخلي، والجرح إلى هوية، والحزن إلى وطنّ.

وضحايا المتعة السوداء، لا يتقبلون التشافي! ليس لأنهم لا يمتلكون الأدوات؛ بل لأنهم يخشون السعادة ويظنون بأنها خدعة. فيتشبثون بجراحهم، وإن شفيت يرجعون لنبشها مرارًا وتكرارًا حتى تنزف من جديد! وهنا نتأكد أن المشكلة ليست في الصدمات مهما بلغت قسوتها: تحرش في الطفولة أو في الشباب، خذلان، جوع، يتم، ظلم، قهر، خيانة، غدر، تسلُّط، طلاق…إلخ.

المشكلة في قرار الإنسان وعدم استعداده للتخلي عن هذه الصدمات، ووضع حد لسلطة الماضي عليه، الذي جعله متقوقعا في كهف البكاء والألم، أو جعله نِسرًا أسودًا وضع عشه على مدخل ذلك الكهف يستعد للحظة الانقضاض رغبة في الانتقام.

والعجيب أن هناك من يتم انتشاله واحتضانه وتشافيه… ثم، يعود إلى تلك الحاوية الكهفية، بحثًا عن جراحه القديمة، حتى يشعر بالأمان حين يجدها! والسعادة السوداء بالتقليب فيها، وإعادة تشغيلها والبكاء والنواح عليها، حتى ينسلخ منه التشافي مرة أخرى ويقع هو ضحية السجن في ذلك الكهف، والوقوع في أحضان الاكتئاب الذي يبدأ في تناول وجبته الدسمة مع كل قطرة دمع تساقطت منه، ومع كل حرقة قلب أوجعته، ومع كل فكرة سوداء حفرت في راسه مثل السوس.

هؤلاء هم أتعس البشر على وجه الأرض، حين أنهم يرون الألوان وهمًا، والحضن الحنون سجنًا، والكلمة الطيبة احتيالًا، والمجموعة الشمسية منفى، والثقب الأسود وطنًا لهم. للأسف!!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وزارة التخطيط تناقش مع البنك الدولي التمويل لمشاريع خدمية
  • قانون العمل الجديد يحدد آليات تشغيل العمالة وتنظيم بيانات السوق.. تفاصيل
  • انطلاق المرحلة الأولى من مبادرة أمل جديد بالمنوفية.. ومؤسسة أبو العينين تتعهد بشراء إنتاج الأسر المستفيدة
  • إصدار اللائحة التنظيمية لسوق الشركات الواعدة
  • المتعة السوداء
  • هيئة الخدمات المالية تصدر لائحة تنظيم سوق الشركات الواعدة
  • مشتريات محلية وأجنبية تقود ارتفاع مؤشرات البورصة في نهاية التعاملات
  • بعد استثمارات بـ 100 مليون دولار .. الإمارات تطلق النسخة الثالثة من 100 شركة من المستقبل
  • خبراء اقتصاديين:وزارة التخطيط غير دقيقة في توقعاتها وأرقامها
  • العرفي: البرلمان في بنغازي هو الجهة الوحيدة المخولة بإقرار الميزانية