أثبتت الضربات اليمنية ضد السفن المتجهة أو المرتبطة بالكيان الصهيوني نجاحها المتنامي في فرض حصار مطبق على الموانئ الإسرائيلية، في مختلف المراحل التصاعدية التي أعلنتها القوات المسلحة اسنادا لغزة، هذا ما تؤكده التقارير الغربية والإعلام العبري نفسه، حيث يؤكد معهد “بيكر” للسياسة العامة، إن قوات صنعاء نجحت في فرض نوع من العقوبات الاقتصادية المركزة والمخصصة، من خلال حملة الهجمات الانتقائية على السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة، وهو ما أجبر هذه السفن على تحويل مسارها ورفع أسعار التأمين عليها، مشيراً إلى أن هذه الهجمات اكتسبت تأييداً جماهيرياً كبيراً.

الثورة / أحمد المالكي

لا يزال ميناء إيلات المتوقف بسبب الحصار المفروض من قبل القوات المسلحة اليمنية يطالب وزارة المالية الإسرائيلية بتعويضات كاملة عن أجور العمال، بعد أن أصبح الميناء مهجوراً ومشلولاً كلياً منذ قرابة 9 أشهر نتيجة عمليات صنعاء المساندة لغزة ، والتي تمنع السفن الإسرائيلية والمرتبطة بـ إسرائيل من العبور.
ووفقاً لتقرير حديث ، للموقع الإسرائيلي كالكاليست، فإن الوضع الصعب في ميناء إيلات يخلق نزاعات ويسبب توتراً كبيراً بين إدارة الميناء والحكومة الإسرائيلية والهستدروت (الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية).
وبعد قرابة عام على الحرب الإسرائيلية على غزة، تواجه إسرائيل مشاكل في استيراد المواد الغذائية والأساسية وغيرها من المواد الهامة للقطاعات الإسرائيلية مثل مواد الصناعة ومواد البناء وقطع غيار السيارات، مع استمرار قطع القوات اليمنية الطريق على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر_الأحمر والذي عطَّل ميناء إيلات بالكامل، ما أثر على الناتج القومي، وحتى على الصادرات.
و أفادت تقارير إسرائيلية بأن الحرب أدت إلى تباطؤ نمو ناتج الاقتصاد الإسرائيلي في الربع الثاني من 2024 مع تباطؤ الصادرات والاستثمارات، وذكر مكتب الإحصاء الإسرائيلي أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 1.2 % على أساس سنوي في الفترة “أبريل – يونيو 2024″، ويقل ذلك عن تقديرات استطلاع لوكالة رويترز لنمو نسبته 4.4 %، وتقديرات خبراء الاقتصاد في بلومبيرغ الذين توقعوا نمواً بنسبة 5.9 %.
وانخفاض النمو يؤدي بالنتيجة إلى تأثر الاقتصادي وتراجع الخدمات المقدمة للسكان، وكذلك خطر إغلاق المصانع والبيوت التجارية وتسريح العمال -كما تقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في تقرير لها .
تعطيلات انتقائية
ونشر المعهد الأمريكي “بيكر” للسياسة العامة الذي يقع مقره في تكساس تقريراً أكد فيه أن “حملة الحوثيين ضد السفن نجحت في فرض تعطيلات انتقائية على السفن والبضائع المرتبطة بإسرائيل وأنصارها، في حين سمحت لشركات النقل غير المرتبطة بهم بالمرور الحر”.
وأضاف: “على هذا النحو، فإن هذه الهجمات تشبه شكلاً جديداً وربما فريداً من أشكال العقوبات الاقتصادية المركزة”.
وذكر التقرير أن “الاستجابة الدولية للهجمات فشلت في وقفها وقد لا تنجح حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة” في إشارة إلى الجهود العسكرية الأمريكية والبريطانية والأوروبية التي حاولت وقف هجمات قوات صنعاء.
إعادة توجيه
وأشار التقرير إلى أنه “منذ بدء الهجمات اليمنية قامت العديد من السفن، وخاصة تلك التابعة لإسرائيل أو الولايات المتحدة أو دول أوروبا الغربية، بإعادة توجيه نفسها إلى رأس الرجاء الصالح، مما يضيف أسبوعين من وقت العبور ويزيد من تكاليف الوقود”.
وأضاف أن “خطر الهجوم أدى إلى زيادة أقساط مخاطر الحرب بنسبة تصل إلى 250 ٪ للسفن التابعة لإسرائيل، وكذلك زيادة تكاليف الطاقم وأسعار الشحن، حيث تعتمد السفن التي تعبر، مع العلم بالمخاطر، على عقد كل سفينة، وما إذا كان يحتوي على بند الحرب وما إذا كان المالك على استعداد لدفع علاوة الحرب المتزايدة بشكل حاد”.
الحلول
وقال التقرير إنه “فيما يتصل بالحلول، فإن وقف إطلاق النار في غزة قد يؤدي إلى توقف هجمات الحوثيين ــ وحزب الله ــ وعلى الرغم من أن بعض المحللين يرفضون هذا الادعاء، فإنه من غير المرجح أن يدعم أنصار الله الحوثيون، استمرار الهجمات على الشحن بعد وقف إطلاق النار”.
واعتبر التقرير أن “حملة الحوثيين ضد الشحن أدت إلى رفع مكانة الجماعة كمعارض لإسرائيل على استعداد للتحرك رداً على الضربات الإسرائيلية غير المتناسبة على غزة”.
وقال التقرير : إن “الولايات المتحدة أو حلفاءها قد يكونون حذرين من مهاجمة الحوثيين بشكل مباشر في هذه المرحلة لأن هذه الإجراءات قد تزيد من شرعية حركتهم وشعبيتهم” حسب وصف التقرير الأمريكي .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المحرمي يقترب من الحوثيين برعاية سعودية.. والزبيدي في مأزق

أبو زرعة المحرمي قائد ألوية العمالقة (وكالات)

في تحرك مفاجئ قد يُعيد تشكيل خريطة القوى في الجنوب اليمني، كشفت مصادر سياسية عن دور سعودي فاعل في تقريب نائب رئيس المجلس الانتقالي أبو زرعة المحرمي من جماعة الحوثيين، في إطار ما يُعتقد أنه تمهيد لاتفاق شامل ضمن تسوية إقليمية مرتقبة.

ووفقًا للمصادر، فإن المحرمي، قائد قوات العمالقة وأحد أبرز القيادات العسكرية السلفية في الجنوب، أبرم مؤخرًا اتفاقين مباشرين مع صنعاء خلال 48 ساعة، شملت:

اقرأ أيضاً الذكاء الاصطناعي يقلب المعركة لصالح أوكرانيا.. هذا ما حدث اليوم في روسيا 1 يونيو، 2025 7 أسرار تنقذ حياتك من "قاتل صامت" 1 يونيو، 2025

تبادل أسرى وجثث قتلى في محافظة لحج

إعادة فتح طريق صنعاء – عدن عبر الضالع

مفاوضات جارية لفتح طرق لحج – تعز – إب عبر كرش

 

السعودية تدخل على الخط… وتُعيد ترتيب أوراق الجنوب:

المصادر أكدت أن الرياض لعبت دورًا مباشرًا في الدفع بالمحرمي نحو هذه الخطوات، ضمن صفقة قد تفضي إلى تمثيله للجنوب بدلًا عن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، الذي عارض فتح الطرق مع صنعاء.

ويُنظر إلى المحرمي، الذي يقود واحدة من أقوى التشكيلات العسكرية في الجنوب، باعتباره الورقة السعودية الجديدة لتجاوز الانقسامات داخل الانتقالي، وتسويقه كقائد وحدوي محتمل في مرحلة ما بعد الحرب.

 

ما وراء التقارب؟:

خطوات المحرمي الأخيرة تشير إلى أنه قد يكون أحد أعمدة الاتفاق النهائي بين السعودية وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، مما يُهدد بخلط أوراق التحالفات الداخلية ويضعف موقف قيادات جنوبية تقليدية، أبرزها الزبيدي.

 

هل اقتربت تسوية اليمن الكبرى؟ أم أن الجنوب على شفا انقسام جديد؟:

الأيام القادمة قد تحمل تغييرات جذرية في خارطة النفوذ، والسعودية – كما يبدو – ترسم المشهد من جديد... بقادتها الجدد.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعلن استمرار منع دخول المشتقات النفطية الى مواني الحوثيين وتتوعد السفن المخالفة بعقوبات قاسية
  • واشنطن تحذر مجددًا: عقوبات صارمة بانتظار ناقلات الوقود المتجهة إلى موانئ سيطرة الحوثيين
  • واشنطن تجدد تهديداتها لسفن الوقود التي تصل مناطق الحوثيين بـ "عقوبات قاسية"
  • الحاملة “ترومان” تصل سواحل أمريكا بعد تكبدها أضـراراً بالغة في معركة البحر الأحمر
  • تقرير: ارتباك داخل الإدارة الأمريكية يوقف مؤقتاً العقوبات على إيران
  • وفاة مختطف داخل سجون الحوثيين بظروف غامضة
  • المحرمي يقترب من الحوثيين برعاية سعودية.. والزبيدي في مأزق
  • وثائق تكشف: كيف تساعد إيران الحوثيين في التحايل على العقوبات الأمريكية؟
  • هجمات سيبرانية تستهدف تركيا: هل بياناتك في خطر؟ تقرير يكشف أخطر المجموعات وأحدث الأساليب!
  • "ما قبل الصفقة".. حماس ومخطط ويتكوف بين الروايتين الإسرائيلية والأمريكية