لجريدة عمان:
2025-05-28@19:09:26 GMT

انتزاع المكان في اللغة

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

في لقاء إذاعي أجريته عبر برنامجي اليومي في إذاعة سلطنة عمان العامة، بادر ضيفي الكريم بقوله: كلنا في عُمان على قلب رجل واحد. حينها قررت أن أستدرك هذه المحادثة في وقت الفاصل الإعلاني، فقلتُ له حينها: وعلى قلب امرأة واحدة. بدا لضيفيّ أنني أجهل اللغة العربية التي تذهب للتذكير في حالة الجمع. وأن المقصود بهذا هنا كل الناس، نساءً كانوا أم رجالًا.

لكن لديّ وجهة نظر مختلفة، أعادني إليها نقاش يدور في وسائل التواصل الاجتماعي في أمريكا هذه الأيام، في تغطية الصحفيين لاحتدام المنافسة بين ترامب وكاملا هاريس، والتركيز في حملاتهما الانتخابية.

بدأ الحديث عندما شارك أحد الصحفيين ما معناه، أن أي مجادلة يستخدم فيها الشخص لغة وأطر من يجادله، فإنه بذلك يقوي وينشط لغة من يجادله، ويقوض وجهة نظر من يجادل. يبدو أن هذه المقولة لشخصية معروفة لكن ليس هذا ما لفت انتباهي بشكل خاص، بل الضجة التي أثارتها هذه التغريدة، عندما رد أحد الناشطين على إكس أن النظرة السياسية التي تقرأ الكلمات على أنها تعاويذ سحرية فالحرص على اختيار النبرة المناسبة والمزيج السحري من الكلمات والتراكيب هي حالة عصابية تحول الخطاب السياسي إلى لعبة لانهائية للمفردات.

ربما يستدعي هذا الكاتب في هذا السياق، الصوابية السياسية، التي تذهب لتعديل اللغة واختيار اللغة والضمائر بدقة وحذر مفرطين لضمان عدم التمييز تجاه أي طرف -هذا في تعريفها الأبسط طبعًا. أرسلان خان المتخصص في الأنثروبولوجيا السياسية عقّب على هذا الرأي بأن الجميع يعرف أن الكلمات واللغة مهمة بطبيعة الحال، لكن هذا الإيمان لا ينطوي بالضرورة على إيمان مطلق بقدرة اللغة على تقديم حلول سحرية وجذرية للمشكلات، لكن مما لا شك فيه هو أن اللغة والكلمات يعيدان تشفير وإعادة إنتاج الأيديولوجيات والحقائق لذلك ينبغي أن تتغير اللغة باستمرار.

هنالك بعض اللغات التي تعالج الفروقات بين المذكر والمؤنث، وتلك التي لا تفرق بينهما، فتصبح الضمائر محايدة. لكن هذا ليس هو حال اللغة العربية، فهل هنالك ما يمكن أن نسهم به، في إدخال الضمائر التي تخص النساء في اللغة اليومية خصوصًا في أوقات الجمع، هل يشبه هذا بحث النساء عن أماكنهن داخل الفضاء العام المحرّم عليهن غالب الوقت، أو الذي يبدو ملحوظًا ومهددًا بمجرد وجود امرأة في مكان عام، عدا عن الأحكام التي توصم بها النساء في هذه الأماكن. يقول من أُطلق عليهم سلفيي اللغة العربية، إن ذلك يهدد بقاء اللغة وقوامها وقوتها، وإنه بذلك يقوضها عوضًا عن كون ذلك لا يتجاوز مشروعًا إمبرياليًّا لتغريب اللغة، خصوصًا أن اللغة العربية مرتبطة بالقرآن. لكن هل تسهم اللغة حقًا في الحصول على الحقوق السياسية أو التهيئة من أجلها؟ أعتقد أنها الآن في هذه اللحظة التاريخية أقرب لعلامة على الأيديولوجية التي تتبعها المؤسسات على اختلافها، فتلك التي تستخدم ضميرين في الكلمة أو أكثر من ذلك تريد أن تقول لك إنها مؤسسة يسارية وتقاطعية، وإنها تفهم التمييز وتحاول المساهمة في علاجه، أما التي تصر على عدم استخدام الضمائر المحايدة أو تستخدم الضمير المذكر فهي تقول إنها محافظة ويمينية وترفض هذا النوع من التغييرات التي تهدف للقضاء على النوع البشري.

يعد ما حدث للملاكمة الجزائرية إيمان خليف في أولمبياد باريس امتدادًا لهذا الخلاف وشراسته فالجميع يريد أن يضع نفسه في الطرف المناسب من هذا الاستقطاب ليحقق بذلك مجموع المبادئ التي ينافح عنها في حملته الانتخابية وفي الجمهور الذي يستهدفه. إنها فعلًا أداة سلطوية حتى وإن كانت في جوهرها محاولة لإلغاء التمييز.

بدلًا من رفض هذه التغييرات الحتمية، التي أصبحنا نراها بشكل بديهي ودون انطلاق من أيديولوجية واضحة ومفهومة عند الأجيال الجديدة إذ تستخدم الفتيات حتى العربيات الضمير المذكر للتعبير عن أنفسهن في وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى في تواصلهن المباشر مع بعضهن بعضًا، ماذا لو تناقشنا أكثر حول اللغة وأهميتها، وموقفنا منها، لو حاولنا أن نفكر في صالح ثقافتنا وتراثنا دون أن ننطلق من مواقف أصولية؟

أتذكر في هذا الجانب كتاب النرويجي كارل أوفه كناوسغارد، وهو رواية عن حياته هو نفسه، يستخدم في مكتبه إحدى المرات صفة منبوذة جدًا في عالمنا اليوم للإشارة لموظف آخر، ينتبه بقية الموظفين ويتحفزون ويسود التوتر الأجواء، فكيف يمكن أن تنطق هذه الكلمة اليوم. يعلق كناوسغارد على هذا: لا بأس اليوم إن استخدمت لغة تجميلية حتى وإن كان الواقع التمييزي على الأرض راسخًا هناك ولا يمس. اللغة سؤال كبير أليس كذلك؟

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

الناظر: السنط عند الأطفال فى هذا المكان علامة على التحرش

حذر الدكتور محمد هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية، من ظهور السنط عند الأطفال في المناطق القريبة من الأعضاء التناسلية أو المقعدة.

وأوضح الناظر، من خلال منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، أثار جدلًا واسعًا بين الآباء والأمهات، قال فيه : إن ظهور السنط عند الأطفال في المناطق القريبة من الأعضاء التناسلية أو المقعدة قد لا يكون حالة عادية كما يظن البعض، بل قد يكون مؤشرًا قويًا على تعرض الطفل لتحرش جنسي بنسبة تصل إلى تسعين في المئة.

وأشار الدكتور الناظر، إلى أن هذه الحالات غالبًا ما تحدث نتيجة تعاملات خاطئة مع الطفل من قبل أشخاص مقربين جدًا من الأسرة، مثل من يتولى اللعب معه بشكل مفرط أو يقوم بتحميمه أو يسبح معه، وفي معظم الأحيان، لا يتم إدراك حجم المشكلة إلا بعد ظهور هذه العلامات الجلدية.

الناظرالسنط عند الأطفال فى هذا المكان ليس مرض جلدي بل علامة على التحرش

وأكد الناظر، أن مجرد علاج السنط طبيًا لا يكفي، بل يجب البحث بدقة عن الشخص الذي يتعامل مع الطفل بشكل مباشر، ومعرفة إذا ما كان هناك أي خطر يهدده، ويعتبر هذا الجزء من التشخيص هو الأهم، لأن تكرار الإصابة بالسنط في نفس المناطق دون الكشف عن السبب الرئيسي قد يؤدي إلى استمرار المشكلة نفسيًا وجسديًا لدى الطفل.

تحذير للرجال .. دراسة جديدة تكشف مفاجأة عن القلب المنكسرمش هتتوقعه.. طعام يخفف آلام الحمل والحساسية ومشاكل الهضمماذا يحدث للجسم عند المشي بعد تناول الطعام؟قبل العيد | طاجن اللحم بالبطاطس والبصل .. طعم فاخر بمجهود صغيررخيص ومنتشر .. طعام غير متوقع يعالج ارتفاع الضغطرائحة العيد تبدأ من مطبخك.. حضّري خلطة الحواوشي السرّيةبالأرز والخلطة.. طريقة عمل الممبار بمذاق شهيالأبراج الأكثر تمسكًا بالرأي.. هل أنت منهم؟احذر الفخ الغازي: كيف تتسلل المشروبات الغازية إلى كليتيك وتكون الحصواتكنز مهدر.. اكتشفي طريقة عمل مربى قشر البطيخ اقتصادية بطعم خيالي

وأشار الناظر ، من خلال منشور على الصفحة الشخصية لوالده الدكتور هاني الناظر رحمة الله عليه، إلى أهمية العلاج الموضعي، وكشف عنه قائلا: إلى أن هناك طريقتين للتعامل مع السنط، الأولى هي الكي باستخدام الليزر أو الكهرباء حسب الحالة وتشخيص الطبيب، أما الطريقة الثانية فهي استخدام تركيبة طبية فعالة تحتوي على المكونات التالية.
حمض السالسليك بنسبة اثنين ونصف في المئة
حمض اللاكتيك بنسبة اثنين ونصف في المئة
مادة الكلوديون المرن بنسبة خمسة عشر في المئة.

ويتم دهن هذه التركيبة على منطقة السنط مرة واحدة يوميًا مع الحرص على تجنب الجلد السليم المحيط بها.

الناظرالسنط عند الأطفال فى هذا المكان ليس مرض جلدي بل علامة على التحرش

واختتم الدكتور الناظر منشوره بالدعاء بأن يحمي الله جميع الأطفال، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ من الأسرة وأن حماية الطفل لا تكون فقط بالعلاج وإنما بالوعي والمتابعة والمراقبة المستمرة لسلوك من حوله، فالأذى النفسي الذي قد يتعرض له الطفل نتيجة التحرش قد يستمر أثره طويلًا حتى بعد العلاج الجسدي.

طباعة شارك الأطفال السنط تعرض الطفل لتحرش جنسي الأعضاء التناسلية علاج السنط

مقالات مشابهة

  • جامعة قطر تحتفي بتخريج دفعة جديدة من طلبة مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها
  • الناظر: السنط عند الأطفال فى هذا المكان علامة على التحرش
  • لإجابات دقيقة واحترافية.. اكتشف سر «قاعدة الكلمات الثلاث» في شات جي بي تي
  • اللغة والسيادة.. العربية مفتاح النهضة وصوت الهوية
  • بلغت 55.6 مليار.. بيجيدي يتصدر قائمة الأحزاب السياسية التي لم تبرر بالوثائق مصادر التمويل
  • المسلمون في فرنسا بين مبادئ العلمانية وسياسات التمييز
  • جامعة صحار تطلق برنامج اللغة العربية لغير الناطقين بها
  • طلاب الصف السادس الابتدائي بالدقهلية يؤدوا امتحان مادتي اللغة العربية والدين
  • نماذج امتحانات اللغة العربية للثانوية العامة 2025
  • طلاب الصف الأول الثانوي يؤدوا اليوم امتحان امتحان اللغة العربية في الدقهلية