عربي21:
2025-10-13@16:49:49 GMT

التقى السيسي وأردوغان.. فمتى يلتقي الإخوان؟!

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

اللقاء الذي تم يوم الأربعاء الرابع من سبتمبر بين السيسي وأردوغان في أنقرة، بعد زيارة أردوغان للقاهرة منذ عدة أشهر، جاء رد السيسي بالزيارة، بعد تأجيل سابق، اختلفت وجهات النظر حول أسباب التأجيل، بعد فترة طويلة كانت فيها وجهة الطرفين بعيدة بعد ما بين المشرقين والمغربين، بل دخلت المنصات الإعلامية السيساوية طرفا في الموضوع، سواء على مستوى الخلاف التركي، أو القطري، قبل تصفير الخلافات، وإنهائها.



وراجعت الأطراف المختلفة سواء خليجيا أو مصريا وتركيا المواقف، للوصول لهذه المحطة، ولا يتمنى أحد وجود صراع بين الدول أو الشعوب العربية والإسلامية، خاصة لو نتج عن أي تقارب سياسي مصالح للشعوب، ولا يكون على حساب حقوقها، أو تقوية سلطة على شعبها، وتجبرها على المواطنين.

ومن يراجع مواقف الأطراف المختلفة، سيجد مثلا رجوع تركيا لسياستها القديمة، وهي تصفير المشاكل، وقد كانت وجهة النظر وقت الانقلاب العسكري في مصر موضع خلاف داخل الإدارة التركية، كان رأي أردوغان رئيس وزراء تركيا آنذاك، عدم القبول بالانقلاب، بل ومواجهته بكل ما لديهم من وسائل مشروعة دوليا وإقليميا، وكان وجهة نظر عبد الله غول الرئيس التركي آنذاك، عدم الدخول طرفا في هذا النزاع، وتلعب تركيا دور الوسيط بين الإسلاميين والعسكر في مصر، وترجح موقف أردوغان بحكم التجارب التي عانوا منها مع الانقلابات العسكرية في تركيا.

لست هنا أسوق هذه اللمحة التاريخية لأناقش الموضوع من هذه الزاوية، بل لنخرج من سياق السياسيين إلى سياق الدعوة وأهلها، فإذا كانت الخصومة التي بلغت أوجها بين أردوغان والسيسي، وبين قطر والسيسي، قد انتهت لوجود مصالح مشتركة، لا ينكر أحد عليهم الذهاب إليها، فالسياسة لا ثابت فيها، وعدو الأمس من الوارد جدا أن يكون صديق اليوم، ما دامت المصالح تأتي مع صداقته.

أليس في ذلك الدرس البليغ والمهم للإخوان بكل فصائلها المختلفة والمتنازعة، في تجاوز ما بينها من صراع وخلاف، وهم أبناء مدرسة واحدة، وهدفهم واحد، ونزاعهم على جماعة ودعوة واحدة؟! ألم يئن الأوان لتعلم الدرس من واقعهم، ومن ممارسات حلفائهم، بل ممارسات فروع للجماعة في بلدان أخرى؟!

إذا كانت الجماعة لا تملك حيلة لفك أسر المعتقلين، ولا لحل مشكلتها السياسية محليا وإقليميا ودوليا، فالملف الوحيد الذي تملك الجماعة التصرف فيه بكل أطرافها هو: المصالحة الداخلية، ولم شمل الجماعة، وإيقاف هذا النزيف الداخلي الذي سيودي بها إلى نهايتها، إن لم يتداركه العقلاء.والعجيب أن الإخوان بكل خلافاتها وفروعها المختلفة، تفهمت موقف أردوغان في تركيا وقطر كذلك، في عودة علاقتهما بالسيسي، ولم يبد منهم أي مواقف معترضة، بل قدروا حرص هذه الدول والأنظمة على مصلحتها، سواء من حيث علاقتها بالسيسي، أو بالدول الخليجية التي دعمت الانقلاب العسكري عليهم في مصر، بينما لا نجد هذا التفهم، ولا هذا الإعذار بين الإخوان سواء في خلافاتها، أو في رأب الصدع فيما بينهم.

الملاحظة الثانية: أننا لاحظنا أن منصات الإخوان المصريين جميعا، وبخاصة الموجودة في تركيا، خلت من أي نقد لهذه الخطوة، بل من أي تعليق على الحدث، ولا نجد استثناء واحدا في ذلك، الكل تجنب إحراج تركيا لتمر الزيارة بسلام، وهو شعور طيب يحمد لهم.

لكن سيكون الشعور أطيب وأفضل، لو امتد الخط على استقامته، فقاموا أيضا بتجنب السجال فيما بينهم، وترك كل من يعمل وفق قاعدة: نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، وليس تصيد كل طرف للآخر، لا أعني هنا موقفا محددا، بل أعني سياسة عامة على جميع الأطراف تبنيها، فإما أن يتم توحيد الصف الإخواني جميعا، وهذا أوانه، أو الحل الوسط: التنسيق في مجالات العمل، بدل التراشق، أو التربص، فإن لم يستطيعوا الأولى أو الثانية، فعلى الأقل، وجود مساحة من الصمت عن الأطراف الأخرى، وتركها وما تعمل، وكف الألسن والأقلام عن بعضهم بعضا.

لأننا رأينا أن المصلحة اقتضت الصمت لأجل مصلحة دولة مضيفة، حتى لو حمل بعضهم جنسيتها، فهو يتعامل بهذه الروح، أليس الأولى تطبيق ذلك داخل الإخوان نفسها؟ وأليس الأجدر الآن والأهم تحرك مجموعة من أهل العلم والدعوة والوجاهة المجتمعية، لرأب هذا الصدع، فإذا كانت الجهات التي كان بينها ما صنع الحداد، قد عادت لترتيب أوراقها، لأن مصلحتها في تصفير المشاكل مع الآخرين، أليس الأولى أن يصفر الإخوان مشاكلهم الداخلية،؟ ليتفرغوا لتصفير مشاكلهم مع الآخرين؟!

لا أريد توجيه خطابي لدائرة النظام من إعلاميين وسياسيين، فهؤلاء ليس لهم رأي، لأن النظام لو غير رأيه بعد ساعة، سيسبحون بحمده مهللين، ومرحبين بموقفه سواء مع الإخوان أو المعارضة، لكن الخطاب هنا لا بد أن نوجهه جميعا للإخوان بأطرافها المتنازعة، فإذا كانت الجماعة لا تملك حيلة لفك أسر المعتقلين، ولا لحل مشكلتها السياسية محليا وإقليميا ودوليا، فالملف الوحيد الذي تملك الجماعة التصرف فيه بكل أطرافها هو: المصالحة الداخلية، ولم شمل الجماعة، وإيقاف هذا النزيف الداخلي الذي سيودي بها إلى نهايتها، إن لم يتداركه العقلاء.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اللقاء السيسي أردوغان الإخوان السيسي أردوغان الإخوان لقاء دروس مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات رياضة مقالات سياسة اقتصاد صحافة سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما بین

إقرأ أيضاً:

حاتم صابر: تحركات المنطقة نحو السلام من شرم الشيخ يؤكد نجاح الدولة المصرية

قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي والحرب المعلوماتية، إن ما تشهده المنطقة اليوم من تحركات نحو السلام في شرم الشيخ يؤكد نجاح الدولة المصرية في تغيير موازين القوى وفكر المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية.

وأضاف صابر، خلال لقائه مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «الساعة 6» على قناة «الحياة»، أن العالم الذي كان يتحدث عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء منذ سنوات، بات اليوم يأتي إلى شرم الشيخ ليشهد اتفاقًا تاريخيًا للسلام وهو تحول كبير يعكس صلابة الموقف المصري.

وأوضح أن فكرة التهجير ليست جديدة بل بدأت منذ عام 1948 وتكررت بصور مختلفة عبر العقود، وصولًا إلى مرحلة ما بعد عام 2005 حين بدأ التخطيط لما وصفه بـ«الربيع العبري»، الذي استهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط، مؤكدًا أن ثورة 25 يناير كانت من بين محاولات إسقاط الدولة المصرية تمهيدًا لتمرير مخطط توطين الفلسطينيين، وكان شاهدًا على ما جرى بحكم وجوده الميداني وقتها.

وأشار صابر إلى أن فترة حكم الإخوان كانت امتدادًا لهذا المخطط، من خلال منح الجنسية المصرية للفلسطينيين وبيع أراضٍ في سيناء، وهو ما أوقفه وزير الدفاع حينها الرئيس عبدالفتاح السيسي بشكل قاطع، متابعًا أن تصريحات بعض قيادات الإخوان مثل عصام العريان حول «عودة اليهود لمصر» كانت جزءًا من هذا المخطط.

واستعرض كيف تحولت مصر بعد ثورة 30 يونيو إلى دولة تحارب الإرهاب على مدى عشر سنوات في شمال سيناء لإجهاض هذه المخططات، موضحًا أن الهجمات الإرهابية مثل هجوم رفح عام 2015 كانت تهدف للسيطرة على أراضي ورفع علم التنظيمات المتطرفة تحت غطاء إعلامي خارجي.

وأكد أن الرئيس السيسي واجه تلك المؤامرات بحسم سياسي وعسكري عندما أعلن صراحة أن الإرهابيين ليسوا متمردين بل أعداء للدولة، مؤكدًا أن هذا الموقف الحاسم كان حائط الصد الأخير أمام تفكيك الدولة المصرية وتمرير مشروع تهجير الفلسطينيين.

طباعة شارك حاتم صابر ثورة 30 يونيو عودة اليهود لمصر الإخوان الربيع العبري

مقالات مشابهة

  • ترامب: أشكر السيسي الذي يقود دولة تمتد حضارتها لـ6 آلاف سنة
  • السوداني أعلن مقاطعة قمة شرم الشيخ إذا حضرها نتنياهو.. وأردوغان ضغط لمنعه
  • سلامة التقى سفير العراق في زيارة رسمية
  • التقى رئيس منظمة «إنتربول».. اليوسف: مكافحة الجريمة المنظّمة
  • إعلام عبري: الصليب الأحمر التقى عددا من الرهائن
  • ادعاءات البراءة بين اعترافات الدواعش وأكاذيب "الإخوان"
  • بعد قليل.. استكمال محاكمة 56 متهما بالتحريض على العنف ونشر أخبار كاذبة
  • حاولوا الضغط علينا بها.. نشأت الديهي يكشف عن اللاءات الثلاث لمصر.. فيديو
  • حاتم صابر: تحركات المنطقة نحو السلام من شرم الشيخ يؤكد نجاح الدولة المصرية
  • النائب أيمن محسب: الصلابة السياسية للرئيس السيسي كانت حجر الأساس ومنعت انزلاق المنطقة إلى الفوضى