البابا وإمام إندونيسيا الأكبر يوقعان "إعلان الاستقلال" لتعزيز الانسجام الديني وإنقاذ البيئة
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
دعا البابا فرانسيس وناصر الدين عمر، الإمام الأكبر لمسجد الاستقلال في إندونيسيا، إلى تعزيز الحوار بين الأديان ومكافحة العنف المستلهم دينياً وحماية البيئة خلال زيارة تاريخية إلى إندونيسيا. جاءت هذه الدعوة في قلب زيارة البابا التي تهدف إلى تعزيز الصداقة بين الأديان ومواجهة التحديات البيئية العالمية.
في وقت لاحق من اليوم، احتشد حوالي 100,000 شخص في ملعب جاكرتا لمشاركة البابا فرانسيس قداساً حاشداً، حيث جاب فرانسيس المسار في عربة مكشوفة، وسط تصفيق حار من الجماهير.
وكان الحدث الأبرز في الصباح هو زيارة مسجد الاستقلال في جاكرتا، حيث ترأس البابا فرانسيس اجتماعاً بين الأديان حضره ممثلون عن الديانات الست المعترف بها في إندونيسيا: الإسلام، البوذية، الكونفوشيوسية، الهندوسية، الكاثوليكية والبروتستانتية. كما شهد الحدث تدشين "نفق الصداقة" الذي يربط المسجد بكاتدرائية السيدة العذراء المجاورة.
تُعد إندونيسيا، التي تمتلك أكبر عدد من المسلمين في العالم، هذا النفق رمزاً لالتزامها بحرية الدين، وهو ما يواجه تحديات مستمرة من حالات التمييز والعنف ضد الأقليات الدينية، وفقاً لمنظمة العفو الدولية التي سجلت 123 حالة من عدم التسامح بين يناير 2021 ويوليو 2024.
أثناء توجهه إلى النفق، أكد البابا فرانسيس أن هذا النفق يمثل رمزاً قوياً لدور التقاليد الدينية المختلفة في مساعدة الأفراد على تجاوز تحديات الحياة. وشجع فرانسيس جميع الإندونيسيين على "البحث عن الله والمساهمة في بناء مجتمعات مفتوحة تقوم على الاحترام المتبادل والمحبة، والوقوف ضد الصلابة والتطرف".
أبرزت الزيارة أيضاً العلاقة الشخصية بين البابا والإمام، حيث أظهر الاثنان تآلفاً واضحاً، حيث قبّل الإمام رأس البابا أثناء مغادرته، فيما قبّل البابا يد الإمام وحملها على خده.
لقد أطلق البابا فرانسيس مبادرات عديدة لتحسين العلاقات بين الكاثوليك والمسلمين، بما في ذلك حركة "الأخوة الإنسانية" التي أُطلقت في 2019، بالإضافة إلى زيارة عالم شيعي بارز في العراق في 2021.
المبادرة الجديدة التي تم تدشينها، والمعروفة بـ "إعلان الاستقلال"، تسعى إلى تعزيز التفاهم بين الأديان، مع التأكيد على ضرورة استخدام الدين لحل النزاعات وتعزيز كرامة الإنسان، ودعت إلى اتخاذ "إجراءات حاسمة" لحماية البيئة.
تعتبر قضايا المناخ ذات أهمية كبيرة لإندونيسيا، التي تمتلك ثالث أكبر غابة مطيرة في العالم وتواجه تحديات بيئية كبيرة. شدد البابا فرانسيس على أن الاستغلال البشري للموارد الطبيعية قد ساهم في تغييرات مناخية ضارة.
من جهته، أشار الإمام ناصر الدين عمر إلى أن مسجد الاستقلال، الذي صممه معمار كاثوليكي، يُستخدم لبرامج اجتماعية وتعليمية تعود بالنفع على الجميع، ليس فقط المسلمين.
اختتمت زيارة البابا فرانسيس بقداس في ملعب جاكرتا، حيث تجمعت حشود كبيرة، مما دفع السلطات إلى فتح ملاعب إضافية لتلبية الأعداد المتزايدة. وقدرت التوقعات الأولية بحضور 60,000 شخص، إلا أن المنظمين أفادوا بأن العدد تجاوز 100,000.
ستواصل رحلة البابا إلى بابوا غينيا الجديدة، ومن ثم إلى تيمور الشرقية وسنغافورة، قبل أن تنتهي في 13 سبتمبر.
المصادر الإضافية • أب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: البابا في مزار فاطمة المريمي في البرتغال البابا فرنسيس يحثّ الشباب على مواجهة تحدي أزمة المناخ ومحاربة الفقر شاهد: في انتظار زيارة البابا فرنسيس.. وصول الحجاج المسيحيين إلى لشبونة البيئة ديانة جاكارتا، أندونيسيا البابا فرنسيس المناخ عنفالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الصين غزة أمطار الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الصين غزة أمطار الحرب في أوكرانيا البيئة ديانة جاكارتا أندونيسيا البابا فرنسيس المناخ عنف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الصين غزة أمطار الحرب في أوكرانيا طلبة طلاب قتل الضفة الغربية موسكو فرنسا إسرائيل السياسة الأوروبية البابا فرانسیس الخمیس 5 سبتمبر البابا فرنسیس سبتمبر أیلول یعرض الآن Next بین الأدیان الدین عمر
إقرأ أيضاً:
حرق الأكشاك يشتعل في جاكرتا بعد وفاة جامع ديون بكاليباتا
شهدت العاصمة الإندونيسية جاكرتا حادثا مروعا إثر حرق الأكشاك في منطقة كاليباتا بعد وفاة أحد جامعي الديون، في تصعيد أمني غير مسبوق مساء الخميس 11 ديسمبر 2025، ما أثار حالة من الاستنفار لدى الشرطة المحلية لضبط الوضع وتأمين الموقع بالكامل.
حرق الأكشاك في جاكرتا عقب وفاة جامع ديون في كاليباتااندلعت أعمال العنف في كاليباتا، جنوب جاكرتا، بعد وفاة جامع ديون، إذ ارتكب مجهولون جريمة وحشية تمثلت في حرق الأكشاك أمام مقبرة كاليباتا للأبطال.
أكد كومبول منصور قائد شرطة بانكوران أن الحادث وقع نتيجة عملية سطو بعد ظهر الخميس، مشيرا إلى أن هناك أشخاصا آخرين لم يعرف بعد ما إذا كانوا ضحايا أم لا.
وقال منصور إن تأثير الحريق امتد على البيئة المحيطة، مشيرا إلى أن المكان شهد عدة حرائق لكن السلطات تمكنت من إخمادها بنجاح، وأضاف أن عدد الأكشاك المحترقة يقدر بستة حرائق تقريبا، بينما أغلق البعض الآخر لحماية الممتلكات، مؤكدا أن المالكين ما زالوا متواجدين في الموقع.
تحركات الشرطة وتأمين الموقعتدخلت شرطة مترو جايا الإقليمية وشرطة جنوب جاكرتا فور وقوع الحادث، بحسب تصريحات كومبيس بودي هيرمانتو رئيس العلاقات العامة، الذي أشار إلى أن الحريق جاء ضمن أعمال تضامن يزعم أنها مرتبطة بمجموعة جامعي الديون، وأضاف بودي أن الشرطة نزلت إلى الموقع مباشرة لضمان الأمن ومنع أي تصعيد إضافي.
وأوضح بودي أن الوضع أصبح تحت السيطرة الآن، مع استمرار انتشار قوات الأمن في محيط مقبرة كاليباتا للأبطال TMP لمتابعة أي تطورات محتملة.
تفاصيل الحادثة وملابساتهاكشف التحقيق الأولي أن رجلين يشتبه في أنهما جامعان ديون تعرضا لهجوم من قبل مجموعة مجهولة OTK أثناء مرورهم بمقبرة الأبطال TMP.
حيث توفي أحدهما متأثرا بجروح بالغة، وأكد كومبول منصور أن الحادث بدأ عندما حاول جامع الديون إيقاف سائق سيارة كان يمر بالقرب من الموقع، مما أدى إلى تصاعد الأمور واندلاع الحريق في الأكشاك.
وأشار منصور إلى أن الحادث يمثل تهديدا مباشرا للبيئة التجارية في المنطقة، موضحا أن السلطات المحلية استطاعت السيطرة على الوضع بسرعة، وفرضت إجراءات احترازية لمنع أي اعتداءات إضافية.
وشدد بودي هيرمانتو على أن عملية حرق الأكشاك تمثل تحركا ممنهجا من مجموعة مجهولة، لكنه أكد أن جهود الشرطة مستمرة لتأمين الموقع ومنع تكرار مثل هذه الأعمال في المستقبل.
كما أشار إلى أن التعاون بين شرطة مترو جايا الإقليمية وشرطة جنوب جاكرتا أسهم في سرعة السيطرة على الحرائق وضبط الوضع في أقل وقت ممكن.
وتؤكد الشرطة الإندونيسية استمرار التحقيق في حادثة حرق الأكشاك في كاليباتا، مع التركيز على تحديد المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي وتقديمهم للعدالة، بما يضمن حماية الأرواح والممتلكات في العاصمة جاكرتا.