أقامت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع الغربية بالتعاون مع الجمعية الشرعية بالمحلة، فعاليات اللقاء الثالث بالملتقى الثقافي والذي يحمل عنوان "الإلحاد ومخاطره على الشباب" برعاية الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالغربية والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور محمود عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية، وبحضور الدكتور حاتم عبد الرحمن رئيس الجمعية الشريعة بالمحلة والأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بالسعودية.

.

حاضر في اللقاء الدكتور يسرى خضر وكيل كلية أصول الدين والدعوة بطنطا وعضو خريجى الأزهر والدكتور أحمد العطفي أستاذ الحديث بجامعة الأزهر فرع أسيوط، والدكتور محمد هندي أخصائي نفسي وإرشاد أسري، يشرف على اللقاء المهندس إبراهيم الجندي مدير القطاع الدعوى والدكتور محمد عبد الرحمن المدير التنفيذي للجمعية.

تناول اللقاء أشكال ومظاهر الإلحاد عند المراهقين والشباب ومنها "إلحاد التمرد والعناد" والتمرد والعناد صفة من صفات المراهقة وطبيعة فسيولوجية نتيجه الصراع بين الحنين للطفولة و مسؤولياته الآنية وإذا صاحبه الكسل وعدم الوعي تكون المشكله كبيرة وخطيرة بالفعل.

واستطرد الحضور الحديث بوصف التمرد، حيث يبدأ بمجرد قراءة أية شبهات ومنطاحة العلماء، وينشأ عنده الكِبر والكبر هو أبرز سمة من سمات الملحدين، ويصل التمرد من بداية التمرد على الوالدين إلى التمرد على الله عز وجل وهو الطامة الكبرى، وأحد أسباب التمرد عدم الاهتمام بالمواهب وعدم حفز الهمم وانعدام الاحتواء للأبناء وتكوين الجوانب الإيجابية لديهم بعيداً عن المنظور السلبي في التربية، وكذلك المقارنه مع أقرانه مما يولد لديه نوع من العناد الشديد ومخالفة كل الحقائق والثوابت والأعراف الإجتماعية و الرغبة في الشهرة أحياناً حتى ولو باللعن وأسهل وسيلة للشهرة هي الكلام بسوء على أحكام الشريعة واستنكار ماعُلم من الدين بالضرورة، ولذلك من الضروري إشباع رغبة إبنك في الاهتمام والتقدير والإحساس بالذات وإكسابه الثقة بالنفس وتعظيم الإيجابية لديه حتى تكتسب اهتمامه وتسلب قلبه إليك وفتح الحوار معه كي تنقل إليه خبرات وأفكار جيدة دون أن يشعر، فتتحسن العلاقة معه ويبني انطباع جيد نحو نفسه وأسرته ومجتمعه ويجيئ التواصل مع الآخرين، ومن هنا يستجيب لغرس القيم والأخلاقيات وإشباع الحاجات النفسيه له.

كما تحدث الحضور عن إلحاد الإستغناء: نتيجه الإحساس أن حياته ميسرة بدون الحاجه لله عز وجل، وذلك نتيجه عدم التربية على فضل نعم الله وغرس محبه الله في قلب الطفل، ومنها إلحاد التحرر أو الحرية، فمن سمات المراهقة حب التحرر من أية سلطة و نتيجة عدم التربية السليمة يصل حب التحرر إلى الرغبة في التحرر من أحكام الله عز وجل وهذا يبرز أهمية التربية السليمة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومناهج الوسطية والاعتدال في الفكر والسلوك والمعاملات.

قال أحد الملحدين: إن هدف الملحد الأسمى ليس دخول الجنة لكن الهدف هو أن يذكره الناس، وهناك إلحاد التقلبات المزاجية، ليس إلحاد حقيقي وقد يرجع عنه المراهق فهو نتيجة التقلبات المزاجية وهي من طبيعة المرحلة، ومن أسباب التقلبات المزاجية الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب أو يسمى الاكتئاب الهوى.

وتناول الحضور مفهوم إلحاد الاستهواء أو التجربة: وهذا يحدث مع الشخصيات الخفيفة غير المتزنة نتيجة القسوة والضغط الشديد في التربية، وكذا إلحاد معضلة الشر والظلم: إلحاد عاطفي وليس بسبب موقف فكري، ثم إلحاد الفتاة المراهقة بسبب اعتقاد الفتاة بظلم الدين للمرأة، ومنها إلحاد القدوة نتيجة متابعات الفنانين ولاعبين كرة القدم وخاصة من غير المسلمين والفتنة بهم واتخاذهم قدوة ويصل حتى لتقليد بعضهم في الإلحاد وقد يكون القدوة احد الآباء أو أحد الأقارب.

إلحاد الموضة الفكرية: بسبب ظهور الملحدين على الساحة وتقليد بعض الشباب قليل الخبرة والمعرفه لهم، إلحاد الضعف المعرفي بالدين ويمثل ٨٤ ٪ من الملحدين مع ضعف معرفة الله عز وجل، وذلك نتيجة عدم التربية الدينية كما تناوله "كتاب ما لايسع الطفل المسلم جهله" والتربية الإيمانية مسؤوليه الآباء.

وأخيرًا يأتي إلحاد الصراع الديني الداخلي وهو صراع قائم على النزاعو الصراع بين الفطرة والفتن، لذلك يجب تعليم الأطفال مراتب الدين، وفقه التعامل مع الذنوب والمعاصي، وفقه التوبة وتنمية الوعي الذاتي وهو المقوم الذي يُصلح الشخصية ويعيد للعقل التوازن وللفكر استقامة، يقول المفكر الغربى الشهير جوستاف لوبون"العرب هو من علموا الدنيا كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: خريجو الأزهر بالغربية الشباب والمراهقين عز وجل

إقرأ أيضاً:

سودان 56 وقضايا التحرر الأفريقي ومناهضة الإستعمار الجديد

سودان 56 وقضايا التحرر الأفريقي ومناهضة الإستعمار الجديد …
نموذج باتريس لوممبا في الكونغو 1960م ومقارنة بين موقف السودان وحركة تمرد أنيانيا في جنوب السودان …

في 30 يونيو 1960م تم الاعلان عن استقلال الكونغو كينشاسا بحضور ملك بلجيكا وفيه ألقى رئيس الوزراء الشاب 34 سنة المنتخب ديموقراطيا والقليل الخبرة باتريس لوممبا خطابا أدان فيه بشدة فترة الإستعمار البلجيكي وبعدها بأيام قليلة بدأت الإضطرابات وأنقلبت الكونغو رأسا على عقب.

ظهر للدول الكبرى أن رئيس الوزراء الشاب سيكون خطرا على مصالحهم خاصة شركات المعادن وتتالت الوقائع بسرعة وانتهت بمقتل باتريس لوممبا مع إثنين من مرافقيه في 17 يناير 1961م.
وخلال الفترة من يوم الاستقلال حتى مقتل لوممبا كانت الأمم المتحدة قد أرسلت قوات حفظ سلام بمشاركة قوة من الجيش السوداني.

تفيد الوقائع أن أقوى الدول الأفريقية التي عارضت الإطاحة بلوممبا ثم قتله هي جزائر بن بيللا ومصر عبد الناصر وسودان عبود.

قامت السفارة المصرية في كينشاسا بتهريب أطفال لوممبا وزوجته إلى القاهرة حيث عاشوا فيها لثلاثين عاما وكتب شقيق لوممبا لعبد الناصر قائلا أن البلجيكيين إجتهدوا لتعليمنا أن العرب تجار رقيق وفي محنتنا اليوم لم نجد أقوى من العرب وقوفا وحماية لنا.
مصر يومها كان إسمها الرسمي الجمهورية العربية المتحدة UAR.

أما في السودان فقد وجه الفريق إبراهيم عبود رسالة للأمين العام للأمم المتحدة داج همرشولد يخطره فيها بسحب القوة السودانية من بعثة حفظ السلام احتجاجا على الطريقة المهينة التي عومل بها لوممبا وقتله البشع الذي تم على مرأى من الجميع.
وأندلعت في الكونغو ثورة سمبا Simba Revoultion من مؤيدي لوممبا واستمرت حتى تم سحقها في أواخر 1965م بدعم عسكري من كل الدول الكبرى لنظام موبوتو سيسي سيكو.
إحتضنت الكونغو كينشاسا أو كونغو موبوتو ثوار أنيانيا ودعمتهم بالسلاح لتستفيد منهم في محاصرة تحركات ثوار سيمبا عبر حدود السودان والكونغو ولقطع إمدادات السلاح وكان جوزيف لاقو حلقة الوصل بين الأنيانيا وجهاز المخابرات الكونغولي عبر باولو Paulo الضابط المرتزق من هاييتي.

وكانت إمدادات السلاح لثوار سيمبا تأتي من الجزائر عبر سودان مابعد أكتوبر 1964م ، سودان سر الختم الخليفة.

ظلت ذكرى باتريس لوممبا وفترة حكمه القصيرة ومقتله البشع نموذجا لكيفية قمع ووأد أية محاولة أفريقية لتحرر حقيقي يسيطر فيه الأفريقي على موارد أرضه وثرواتها ، ووقفت أنيانيا وجوزيف لاقو في خدمة الإستعمار التقليدي والحديث.

واضح جدا أن القوى الدولية أدركت أن سودان 56 سواء كان في نسخة العسكري عبود أو المدني سر الختم الخليفة يمثل فهما متقدما للتحرر الحقيقي في أفريقيا.

ستمر سنوات قليلة ويتم توقيع اتفاقية سلام أديس أبابا 1972م بين جوزيف لاقو ونميري ، ولكن ثبت أن كل إتفاقيات السلام كانت مجرد هدن مؤقتة ، وسيعود التمرد مجددا في 1983م بأجندة جديدة تتعلق بالهوية والفصل الكذوب بين الأفريقانية والعروبة وليخلق معركة وهمية تمتص العقول والطاقات ولا علاقة لها بالتحرر الحقيقي ولتكون المعارك الجديدة في خدمة القوى التي إغتالت باتريس لوممبا وسانكارا وكل زعيم أفريقي حاول أن يحصل لبلده على إستقلال حقيقي.

سودان 56 والجزائر ومصر كانوا وسيظلوا أفارقة حقيقيين وليس حركات الأفريقانية المزيفة التي زيفت الوعي وحولت النضال من أجل التحرر واستعادة السيطرة على الموارد والثروات لصراع وهمي مرتبط بلون البشرة والقبيلة والأصلي والوافد وهلمجرا من الخزعبلات.
#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أفضل سورة تقرأ لسداد الدين.. النبي أوصى بتلاوتها قبل الفجر
  • العمل الصالح طريق السعادة.. ندوة توعوية لخريجي الأزهر بكفر العرب بكفر الزيات
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: سيظل ما نعلمه عن خلق الإنسان أقل بكثير مما هو موجود في القرآن
  • الريان يواجه الشباب.. نتيجة قرعة بطولة دوري أبطال الخليج
  • برعاية مديرية الثقافة بحلب، جمعية تطوير التعليم تعقد مؤتمرها العلمي الأول في سوريا
  • ملتقى المرأة بالأزهر يكشف دور الشباب في مواجهة التحديات بالمدينة المنورة
  • وزير العمل يُعلن ختام الدورة التدريبية لخريجي كليات الآداب قسم جغرافيا على مهنة مساح عام بجامعة بدر
  • وزارة التربية والتعليم تعلن نتيجة الدور الثاني لاختبارات الشهادة الأساسية
  • الملك يعزي أفراد أسرة في وفاة الراحل جمال الدين القادري بودشيش وأتباع الطريقة القادرية البودشيشية 
  • سودان 56 وقضايا التحرر الأفريقي ومناهضة الإستعمار الجديد