الحاج حسن الإسكندراني.. المجذوب الذي فقد عقله نتيجة غدر الصحاب
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
على مقهى المحروسة بشارع خالد بن الوليد، القتينا نحن الثلاثة، يحاوطنا الليل على مقربة من منتصفه لبدء يوم جديد، فيما رائحة اليود تنعش الأجساد بروية فتطرد النعاس من العيون، أما عبده الإسكندراني رحمه الله، يحاصرنا بصوته ويأسرنا ببحة طربه وتنغيم المقام وتنويعه وتمويجه كأنما تسبح في الصوت لا تسمعه فقط ثلاثتنا.
رؤوف فاضل، نصف المتصوف ونصف الارستقراطي، سليل الأسرة التي يعمل أغلبها بالسلك الدبلوماسي، هو لا يحبذ التحدث عن هذا الأمر، يقول إن الناس تنجذب لبريق السلطة، لذا يحب التخفي ضمن العوام، لكن تفضحه بعض الأفعال، رغم السبحة التي لا تترك يده، كان عائدا لتوه من أرض الأحلام "الولايات المتحدة الأمريكية "حزينا في عودته، كان يود البقاء فترة أطول، ليكمل مشروعه مع صديقه الذي انتمى لتلك البلاد وحمل جنسيتها، لكن الأقدار قالت كلمتها.
حيث استيقظ صباح يوم ليجد أن عليه التوجه لقسم الهجرة طالبا منه المسؤول الأمريكي مغادرة البلاد ثم العودة مرة أخرى بسبب خطأ في سيستم التأشيرة وبصمة العين ،لذا عليه أخذ ختم المغادرة والدخول للبلد من جديد ،فلما فعل وعاد إلى مصر ،-والله شاهد أن ما أقوله الآن عزيزي القاريء هو الصدق حيث كنت شاهدا على الواقعة أنا كاتب هذه السطور "- ،متبرما من السيستم والتأشيرة وفعل القدر ، فحاولت التخفيف عنه ،ومضينا تجاه المقهى الأحمدي عقب صلاة العشاء في مسجد شيخ العرب سيدي أحمد البدوي ،ولما جلسنا ،جاء الرجل الذي يسير حافيا ونشهد أنا وهو فقط بسره مع الله ،ثم وقف أمام رؤوف ،قال له :"انس... مافيش أمريكا تاني ..." انصرف الرجل ،بينما تملك رؤوف الغضب ،وانا لم أعط الأمر شغلا في التفكير ،وودعني رؤوف وانقطعت أخباره لمدة قاربت الأسبوعين ،وإذ أجد اتصالا يحمل كود دولة الولايات المتحدة ،أرد فيجيبني رؤوف بضحكة جهورية ،ويقول :"روح قول للراجل المجذوب أنت أونطة أنا في مطار أمريكا أهو وخلاص داخل أخد ختم الدخول "..الحق أنني اندهشت ،تحيرت ،طيلة تجاربي مع هذا الولي الخضري كانت كراماته صادقة ...مر على اتصال رؤوف ساعة ...وإذ بالرقم يتصل مرة ثانية :" الله يخرب بيت قعدتك يا رامي يامنشاوي ...روح دور على الراجل الطيب واعتذر له ...ضابط التاأشيرة رفض يدخلني البلد وانا منتظر الطائرة العائدة لمصر وقاعد زي الشحات في المطار ...أنا أسأت الأدب مع أهل الله "....
ما الذي يجعلني عزيزي القاريء أن أحكي لك هذه القصة عن صديقي رؤوف ؟ّ!..ولما انتقلت بك من مكان الحدث الحالي الأسكندرية لقصة قديمة حدثت لرؤوف وعدت بك إلى طنطا ؟...ربما أردت أن أنقل لك خلفية الحضور للأشخاص طالما شرفت باستضافتك أخي القاريء على تلك المنضدة المتواضعة بمقهى المحروسة بشارع خالد بن الوليد في الأسكندرية ...فاغفر لي إطالتي وأكرر طلبي في ما أكتبه لك دوما أن تستطيع معي صبرا.
أما صديقي الثاني فهو حسن عمران ،صديق الطفولة وقدر الرحلة ،رؤوف ليس عميق الصلة بحسن ،إذن كيف اجتمع الاثنان ؟..سأخبرك ..أما حسن فقد عاد من أسبوع من الخليج العربي ،يعمل معلما هناك ، كان لا يحمل للدنيا هما ،إذا رأيته تحسبه لا يتوقف عن الضحك ،وركز على الفعل كان عزيزي القاريء ،حسن عاد من الغربة منذ أسبوع ،أخبرني أنه أصبح مريضا بارتفاع مزمن في ضغط الدم ،حزنت له وأدركت أن لك شيء مقابلا ، رؤيتنا الآدمية دوما قاصرة طامعة غير قانعة ،الشيلة اما تقبلها كلها أو ترفضها كلها ،دوما ننظر للجزء الذي يغري العنصر الناري فينا يغري النفس، فلوس الخليج وسعر الصرف مقابل تغييره بالجنيه المصري ...طلب مني رؤوف أن يذهب لمكان بعيد لا يود الحديث لأحد، فقط يظل كعادته صامتا متأملا ،هو من أصحاب الأحوال كما لقبته منذ معرفتي به ،ملول ،سريع التغير ،مزاجي ،فجأة يقف ،فجأة ينصرف دون أن يودع أحدا ،هكذا عليك تقبله إذا التقيته ....وحسن هاتفني يخبرني أنه يشتري بعض الونس والألفة والبهجة محاولا اقناع نفسه بأن مال الخليج سيرطب على روحه ،طلب مني أن ألتقيه في الأسكندرية ،وخطط القدر لثلاثتنا ....
أنت الآن ضيفنا الرابع على المنضدة ،تجاوزنا منتصف الليل ،بعض الجالسين لا يبدون غرباء مثلنا ،منهمكين في لعب الطاولة وبعضهم يلعب الدومينو ،والأغلبية منهمك ومشغول ومسكون بلعنة العصر ....الهاتف الأندرويد القاتل والمحتل لآدميتنا .
رؤوف في تأمله ،حسن يضحك ثم يتناول هاتفه ويتحدث مع ابنته ،أنا غارق مع عبد ه الأسكندارني. ثم فجأة يطفأ الرجل صوت عبده الأسكندراني ،تتملكني حالة من الضيق لاستكمال الموال ،يأتي الرجل الذي يلبي طلبات النزلاء بالمقهي ،أتحدث اليه بانفعال "قفلتوا ليه موال عبده الاسكندراني ؟"...يبتسم الرجل الذي استوعب غضبتي مجيبا بتودد :"ظهر أبو الموال اللايف ...سيد الاسكندراني وهتسمع أحلى موال بس انت ركز في الحدوتة "...أتأمل يمينا ويسار ،وأخال الرجل قد استخف بعقلي ،فيظهر من خلفي ذلك الرجل ،أو قل تلك الكومة لبشرية ،ترجل خطوات بقدم حافيه ،أحاول تأمل وجهه وملامحه ،أخفاه بصبغات ورنيش الأحذية كأنما يود التنكر والهرب من شخصيته ،جلباب بني معلق في رقبته العديد من السبح الضخمة كأنما هي أغلال تعانق روحه وتكبل جسدة وتذكره بأمر ما ...الرجل يمسك في يده المظهر "الرق "...الدف بالشخاليل ...يقف أمام الجميع فيترك كل فرد ما في يده ،يقول رجل اشجينا ياحاج سيد ،من هو ذلك الرجل ...؟...تتيقظ كل حواسي فور سماع نبرة الآهة الحالمة الحزينة الشجية الوليفة العذبة الخارقة لكل حصون مشاغل الحياة ...يتحدث بل ينتحب بل يطربنا الموال :"الندل لما شبع ماعرفش مين صاحبه أما العويل لو شبع بيدوس على صاحبه ..اكمن صاحب مالية وفي البلد ماشي ..اللي يحبك يجيلك عالقدم ماشي ..مدام معاك حظ ...او تعمل من الخشب ماشي....والفقير لما يدن في مالطة مين يقول ماشي"....ضيعت مالي على الواطيين ...ضيعت مالي شمال ويمين ..معاك فلوس تلقى حبايبك ...قصاد عيونك طوالي"
الرجل الذي ترك ذقنه حتى طالت لنصف متر أو يزيد ،عم سيد الاسكندراني ....،يقول رجل ممن يجاورنا :" ياااه ياحاج سيد كان خيرك مغرق بحري للأنفوشي ربنا يلطف بيك "،التقط من الرجل كلماته ،لا يقبل عم سيد مالا من أحد ،يقول الموال وينشده ويأخذ كوب الشاي ويمضي جهة البحر ،اقفز من مجلسي للرجل الذي تحدث عن عم سيد...اقتحم الجلسة التي يجلسها مع أصدقائه أسأله بلا تأدب أو استئذان :"مين عم سيد الاسكندراني وايه حكايته ؟" فيسألني الرجل :أنت من بحري ؟ فأجيبه باني من طنطا فيقول الرجل :"شيء لله يا شيخ العرب " لكن لكي تود أن تعرف الحكاية عليك أن تتحدث مع الحاج فايز كان صاحبه وعارف قصته ،
وأين أجد الحاج فايز ؟
في مكتب العقارات الذي يجاور سيدك المرسي ،هل سيكون متاحا الآن؟،يلحظ الرجل اهتمامي فيسأل :"أنت شاغل نفسك ليه ومهتم بحدوتة الحاج سيد الاسكندراني ...؟أجيبه :"عايز اكتب قصته للناس ... "عقب اتصال من الرجل في المقهى بالحاج فايز ، قصدت المشروع "السرفيس من ناصية الكورنيش "خمس دقائق للوصول أمام ساحة سيدي المرسي ابي العباس ،كنت قد استأذنت في أدب من صديقي ،رؤوف أخرج سبحته يحوقل لمشهد الرجل ،بينما حسن شاخص بوجهه وأنا استأذنتهم عشر دقائق ريثما أعود ،ولم يطلب مني نفر منهما أن يشاركني المسير فمضيت ...
-أيه حدوتة عم حسن الاسكندراني يا حاج فايز ؟.
-حدوتة اسمها غدر الصحاب .
عايز اعرفها لو تكرمت ؟ وهل كل أهل اسكندرية على علم بها ؟
-كل أهل الماكس يعرفون الحدوتة لأنها لا تزال في الأذهان ،الحدوتة من 2008 ليست ببعيدة لكي ينساها الناس .
ايه الحدوتة ؟
-حسن الاسكندراني كان من أغنياء الماكس ومنطقة بحري ،كان بيتاجر في الأراضي والعقارات زي حالاتي ،بس هو ربنا فتح عليه من وسع بسبب أرض العامرية ،اشتراها في الرخص ولما دخل العمار عليها بقى من أصحاب الملايين لما كان للملايين قيمة ،وكان حسن شاطر وبيعرف يبيع ويشتري ،أخد الفلوس واشترى أراضي في العجمي بسعر رخيص وعملها عمارات والعمارات اتباعت شقق وكترت الملايين مع حسن ،لدرجة إنه كان كل يوم بيعزم صحابه في مطعم شكل ولون ،وبعدين اشترى يخت لمزاجه يطلع بيه البحر يدلع نفسه ،حسن كان وحيد وماعندهوش اخوات ،وجدع مع أصحابه ،اللي نعرفه وشفنها بعنينا ،انه اختفي أسبوعين ،وورجع ماشي حافي على شط الماكس يكلم نفسه ،والناس قالت اتهبلت ،وطبعا رحنا مكتب العقارات والعمارة للي كان فيها نسال عليه بما اننا في نفس الكار والشغلانة ،لكن لقينا طقم حراسة من اللي بتطلع في التلفزيون ،وقالولنا انه صفى املاكه وباعها ....وماحدش يجي يسأل عنه تاني ،وفجأة الأهالي اللي تعرف حسن لقيته نايم على كرتونة جمب جامع سيدي المرسي أبو العباس ،ولما الناس كانت تيجي تساله في ايه وايه للي حصلك كان يغني موال الصحاب الغدارين ويمسك صفيحة ويقعد يطبل عليها ،واستمر حاله كده سنة ورا سنة ،يختفي ويظهر في بحري ،قعدته دلوقت ما بين سيدي المرسي وبين شط الماكس الصيادين بتحبه ،يجبلهم شاي وسكر ويقعد يغني موال معاهم وبعدين يمشي في ملك الله ...
-وازاي حصل غدر الصحاب ؟
- شوف الحكايات كتير ،بس منهم حكاية هو قالها في موال مرة وما قالهاش تاني ،قال انه كان في قعدة كيف ومزاج ،وكان معاه صحابه وشربوه ومضوه وبصموه على بيع املاكه ،وفي حد من المحامين حب يتطوع ويمسك قضية حسن ويطلب باستراداد أمواله اللي اتضحك عليه فيها ،لكن حسن فقد عقله وبقى هايم في ملك الله ،ولما حد يقوله اعمل توكيل ونرفع عليهم قضية ،يشاور على السما ويقول :"انا منتظر حقي من الملك قضيتي عند الملك ,,,ويضحك شوية ويعيط شوية ...وهي دي حدوتة حسن ....ضحية غدر الصحاب والنوم عالرصيف بعد ما كان بينام عالحرير ...
- لكن لما يطلي وجهه بورنيش الأحذية ؟
- ناس تقول يمكن عشان يخبي شخصيته وماحدش يعرفه .
انصرف بأدب من ضيفي ،كأنما أجد الحاج حسن الأسكندراني يتجلى أمامي بمواله وصوت دندنته في أذني ،كأنما يهمس لي بسر ،سر طلاء الوجه بالورنيش ، كانما يود إيصال رسالة للآخر ،يخبرهم أن المال زائل والسلطة زائلة ،والملك زائل ،،،كأنما يقول أن وجهه يلطخه بالورنيش كأنما يصفع نفسه بالنعال ،ربما ندما ،ربما طلبا الغفران من الخالق ،ربما تذللا بظاهر الأمر وباطنه ...وربما للأمر تأويلات أخرى لا نستوعبها نحن من سمع مأساة هذا الرجل .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسن الاسكندراني إسكندرية الرجل الذی غدر الصحاب عم سید
إقرأ أيضاً:
من لاجئ إلى مصمم عربي على منصّات باريس.. تعرف على قصة معاناة وتميّز السوري مثنّى الحاج علي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- فاز مصمم الأزياء السوري الشاب مثنّى الحاج علي بجائزة "التميّز والإبداع" في مسابقة جائزة الموضة من العالم العربي 2025، التي أطلقها معهد العالم العربي في باريس للمرة الأولى، تكريمًا للإبداع ودعمًا للمصممين المنحدرين من العالم العربي، بدعم من المعهد الفرنسي للأزياء.
روى الحاج علي في مقابلة مع موقع CNN بالعربية تفاصيل رحلته من اللجوء إلى منصات الموضة في فرنسا، وكيف تحوّلت تجربته الشخصية إلى مصدر إلهام وهوية في تصاميمه.
أخبرنا أكثر عن فوزك بالجائزة وما المشاريع الناتجة عنها؟
مصمم الأزياء السوري مثنّى الحاج علي: أنا سعيد جدًا بهذا الفوز، خصوصًا أن لجنة التحكيم ضمّت شخصيات بارزة من عالم الموضة، بينهم المصمم اللبناني ربيع كيروز ورئيس المعهد الفرنسي للأزياء، ما أضفى على المسابقة بُعدًا دوليًا واعترافًا مؤسسيًا بالمواهب العربية.
وأمضينا كفائزين لاحقًا أربعة أيام ضمن برنامج مكثَّف للإرشاد والتطوير شمل مجالات الإبداع، والتسويق، وإدارة العلامة التجارية بإشراف المعهد الفرنسي. من المقرر أن يُنظَّم خلال الأشهر المقبلة عرض أزياء أو معرض خاص للفائزين.
View this post on InstagramA post shared by ???????????????????????????????? ???????????????????? ???????????? || مثنى (@themouthana)
عندما تنظر إلى بداياتك اليوم، هل تعتبر أن الظروف الصعبة كانت لعنة أم هدية صقلت إبداعك؟
مصمم الأزياء السوري مثنّى الحاج علي: لم تكن الظروف الصعبة لعنة، بل كانت هدية مؤلمة وثمينة في آنٍ واحد. تعلّمت من خلالها أن أقدّر كل لحظة وتفصيل في الحياة. ولولا تلك المعاناة والتحديات، لما كنت اليوم قادرًا على تحويل الألم إلى طاقة خلاقة. لقد صقلتني الصعوبات، وجعلتني أدرك أن الجمال الحقيقي يُولد من التجربة والصبر والإصرار على الاستمرار رغم كل شيء.
كيف غيّرت تجربة اللجوء مفهومك للجمال وللأزياء كوسيلة للتعبير؟
مصمم الأزياء السوري مثنّى الحاج علي: غيّرت تجربة اللجوء نظرتي إلى الحياة قبل أن تغيّر نظرتي إلى الأزياء. رأيت الألم، كما رأيت القوة التي يولّدها الإنسان رغم التعب. وبدأت أرى الجمال في البساطة والإنسانية، وفي القصص التي نحملها داخلنا. أصبحت الأزياء بالنسبة إليّ لغة تعبّر عن الحرية والذاكرة والهوية، فكل قطعة أعمل عليها هي شهادة على رحلة إنسانية، وليست مجرّد تصميم.
كيف تُترجم الهوية السورية أو العربية عمومًا في تصاميمك دون الوقوع في التكرار أو الفولكلور؟
مصمم الأزياء السوري مثنّى الحاج علي: أنا لا أحاول نقل الهوية، بل أعيشها. لا أتعامل مع الفولكلور كزخرفة سطحية، بل كروح أصيلة. أستمدّ من الجذور والرموز والقصص، وأعيد صياغتها بروح معاصرة وأنيقة. هدفي هو إظهار الجانب الإنساني والراقي من هويتنا، لا تكرار الصورة النمطية عنها.
View this post on InstagramA post shared by ???????????????????????????????? ???????????????????? ???????????? || مثنى (@themouthana)
ما الذي أخذته من باريس، وما الذي رفضت أن تتخلى عنه من جذورك السورية؟ وكيف تصف الاندماج بين الثقافتين في أعمالك؟
مصمم الأزياء السوري مثنّى الحاج علي: أخذت من باريس الانضباط والحرفية والدقّة التي تميّز الموضة الفرنسية، لا سيما في عالم الهوت كوتور، واحتفظت من سوريا بالعاطفة والصدق والروح التي تمنح التصميم نبضه الخاص. هذا الدمج بين الثقافتين ليس قرارًا واعيًا، بل نتيجة طبيعية لمسار حياتي. أنا مزيج من المكانين، وكل قطعة أصمّمها هي انعكاس لهذا التوازن العفوي.
View this post on InstagramA post shared by ???????????????????????????????? ???????????????????? ???????????? || مثنى (@themouthana)
كيف تصف تجربتك مع دار "ستيفان رولاند"، وما الذي تعلّمته من المصمم شخصيًّا؟
مصمم الأزياء السوري مثنّى الحاج علي: تجربتي مع ستيفان رولاند كانت بمثابة مدرسة حقيقية. تعلّمت منه كيف يمكن للفخامة أن تكون بسيطة، وكيف تكمن العبقرية في التفاصيل. هو إنسان يحترم الفن ويعامل كل قطعة كتحفة فنية. ورأيت من خلاله المعنى الحقيقي للهوت كوتور.
كيف ترى مستقبل الخياطة اليدوية في ظلّ تطوّر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في عالم الموضة؟
مصمم الأزياء السوري مثنّى الحاج علي: أنا مؤمن بأن الخياطة اليدوية لن تزول. قد تتطوّر وتتأثر بالتكنولوجيا، لكنها ستبقى تحتفظ بروحها الإنسانية، فالآلة لا تستطيع أن تنقل إحساس الإصبع الذي يخيط بحبٍ وتفانٍ. يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي عونًا، لكنه لا يمكن أن يحلّ مكان اللمسة البشرية.
View this post on InstagramA post shared by ???????????????????????????????? ???????????????????? ???????????? || مثنى (@themouthana)
ما الذي يميّز علامتك التجارية عن غيرها في ظل المنافسة العالية في مجال الموضة؟
مصمم الأزياء السوري مثنّى الحاج علي: علامتي ليست مجرد دار أزياء، بل هوية ورسالة. أعمل على المزج بين الجمال والقوة، بين الأنوثة والجرأة، بين الشرق والغرب. لا يهمّني أن أواكب الصيحات، بقدر ما يهمّني أن أترك أثرًا إنسانيًا وجماليًا حقيقيًا.
يلفتنا الفستان الأحمر الذي ارتدته أكثر من نجمة عربية وعالمية. حدّثنا أكثر عن هذا التصميم، وما الذي يميّزه عن غيره؟
مصمم الأزياء السوري مثنّى الحاج علي: يمثّل هذا التصميم رمزًا للحياة والشغف والذكريات التي نحملها، ومحاولة لترجمة تلك المشاعر أي القوة والأنوثة في آنٍ واحد. ربما لهذا السبب لاقى صدى واسعًا، إذ ارتدته شخصيات مثل العارضة الكندية العالمية كوكو روشا، والممثلة والكاتبة السعودية سارة طيبة، كما ظهر في العديد من المجلات العالمية.
View this post on InstagramA post shared by ???????????????? ???????????????????? (@cocorocha)
أين ترى علامة “Mouthana” بعد عشر سنوات؟
مصمم الأزياء السوري مثنّى الحاج علي: أطمح أن تكون العلامة مساحة للفن الإنساني، ودارًا تُخلّد الجمال الحقيقي، أي جمال الروح والتجربة، لا المظهر فقط، وصوتًا لمن لم يتمكّنوا من إيصال أصواتهم. وأود أن أشير إلى أنّ هناك مشاريع قريبة تجمع بين الموضة والسينما والفن الإنساني، وأستعدّ لتقديم عرض أزياء أو عرض تقديمي جديد قريبًا بإذن الله.
سوريافرنساأزياءباريسجوائزموضةنشر الثلاثاء، 14 أكتوبر / تشرين الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.