أنقرة (زمان التركية) – اعتبر السفير التركي السابق لدى القاهرة، شفق جوكتورك، أن زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة التركية، أنقرة، نهاية الأسبوع الماضي لا تشير إلى تفاهمات مشتركة حول فلسطين، وذكر أن الاتفاقيات بين البلدين غير ملزمة، معتبر أن مصر هي الفائز الأكبر من تطبيع العلاقات مع تركيا.

وقال جوكتورك إن الحديث عن أرضية مشتركة جديدة بين البلدين بشأن فلسطين، مجرد “عناوين صحفية”.

وذكر جوكتورك أن مذكرات التفاهم الموقعة مع مصر بمثابة “إعلان حسن نية”، مشيرًا إلى أن حزب العدالة والتنمية “صنع صنمًا من التعاون الاستراتيجي مع صنم الوثائق” فيما يتعلق بتوقيع 17 اتفاقية بين تركيا ومصر.

جوكتورك، الذي تقاعد في عام 2019 بعد مسيرة مهنية استمرت ما يقرب من 40 عامًا في وزارة الخارجية، قال: “يكمن تعزيز الميل إلى الاستبداد خلف رد فعل حكومة حزب العدالة والتنمية على ما وقع في مصر في عام 2013، أرادت حكومة حزب العدالة والتنمية خلق تصور متزايد في السياسة الداخلية والخارجية للبقاء في السلطة، وردت مصر بمحاولة عزل تركيا جيوسياسيًا.

أضاف “فيما يخص عملية التطبيع، لم تكن مصر في عجلة من أمرها، تركيا هي التي طالبت بذلك. وبما أنها كانت في موقف قوة حصلت مصر على الخطوات التي كانت تتوقعها من أنقرة. كان لدى مصر توقعان: اتخاذ خطوات ملموسة فيما يتعلق بالهيكل القيادي لجماعة الإخوان المسلمين في تركيا وجهاز الدعاية، وتغيير موقف تركيا في ليبيا، وقد اتخذت تركيا خطوة في القضية الأولى، أما في ليبيا فتقلصت العوامل التي وضعت البلدين في مواجهة بعضهما البعض، حيث تضاءل دور تركيا في ليبيا”.

وقال السفير السابق: كما قللت جهود روسيا لتطويق كل شمال أفريقيا والجانب الجنوبي من حوض البحر الأبيض المتوسط من منطقة الساحل ووجود الميليشيات الروسية في ليبيا قللت من قلق مصر بشأن أنشطة تركيا. تم تقييد مجال حركة تركيا في ليبيا.

وحول التوافق التركي المصري بشأن فلسطين، قال: لماذا يكتسب التطبيع زخماً الآن؟ حرب غزة ليست العامل الرئيسي الذي يؤدي إلى تطبيع تركيا ومصر، كما يعتقد. مكن الإسقاط الإقليمي لحرب غزة والصدوع التي خلقتها في المنطقة من تسريع عملية التطبيع بين البلدين في هذه المرحلة. وبما أن حرب غزة هي تطور من شأنه أن يزيد من حدة الانقسامات العامة في المنطقة، فقد وجد البلدان أن بيئة العلاقات المتوترة مع بعضهما البعض غير مستدامة”.

وأضاف: هناك موقف مشترك من فلسطين، هناك نداء مشترك في مواجهة الكارثة الإنسانية، هناك تكرار للموقف الذي اعتمده البلدان كمبدأ لحل المشكلة الفلسطينية على أساس الدولتين، وفيما يتعلق بوقف الحرب وضمان وقف إطلاق النار، لا يوجد تطور أو أرضية جديدة من شأنها تقريب مصر وتركيا من بعضهما البعض.

وقال الدبلوماسي التركي: في السنوات الخمس عشرة الماضية، كانت حكومة حزب العدالة والتنمية تخلق باستمرار خيالًا قائمًا على الاستثنائية. يُقال إنها الزيارة الأولى منذ 12 عاما، لكن لا يوجد حالة استثنائية جديدة. هناك عملية جارية نأمل أن تعود إلى المسار الصحيح.

ولفت إلى: لم أر في أي بيان مشترك إسقاط ضمان وقف إطلاق النار في فلسطين، ودعوة تركيا إلى أعمال إعادة الإعمار في فلسطين، وإقامة شراكة فعالة.

ويرى سفير تركيا السابق في القاهرة أن: السيسي عاود الاتصال بسرعة لأنه أرادالحفاظ على الزخم. تدرك مصر ودول الخليج الأخرى أن الحكومة في تركيا لم تتجه إلى التطبيع بسبب تغيير في النوايا بل نتيجة لتغيير في الاحتياجات.

ولفت إلى أن: الوثائق المقدمة خلال الزيارة ليست اتفاقيات، بل مذكرات تفاهم. أي أنها وثائق فنية، إنها إعلان إيجابي عن حسن النية، أما الاتفاقيات فهى ملزمة.

وقال: الاقتصاد مهم للغاية، على الرغم من كل خطاباته الأيديولوجية ورؤية “تركيا الكبرى”، فإن المحرك الرئيسي لنفوذ تركيا المتزايد هو الاقتصاد، اقتصاد تركيا اقتصاد مكتظ واقتصاد مضطر لعبور حدوده.

وأوضح أنه: ونظرًا لأن مصر هي أكبر دولة في المنطقة، فقد اكتسبت استثماراتنا هناك زخمًا كبيرًا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. الشرق الأوسط في حالة تغير مستمر، وشرقه وغربه ينفصلان عن بعضهما البعض.

 

 

Tags: أردوغان يزور مصرالسيسي يزور تركياتطبيع العلاقات بين تركيا ومصر

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: أردوغان يزور مصر السيسي يزور تركيا حزب العدالة والتنمیة بعضهما البعض فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

شموعى التى لا تنطفئ

تتكسر الأعوام على أيامنا، كرماحٍ يقذفها القدر.. فسنة تلو سنة، ونحن نقف على طرف ممر لا نهاية له، ننتظر ضوءا ينير ظلمة كادت أن تبتلعنا. 
هكذا مع كل عام يغادرنى، أقف مع ذاتى موقف الجلاد، كم حلما تمنيته واستطعت إنجازه فى ذاك العام المنقضى؟ كم قصة كتبتُ أو قصيدة، كم كتابا أصدرتُ؟ هل استطعت تعلم تلك اللغة التى أردت؟ هذا البحث الذى أفكر فى إنجازه.. هل تم؟ هل حققت لأبنائى ما يصبون إليه؟ أم أن فى نفوسهم طلبا منعه الخجل عنى؟
هل.. وهل...
أمسك بأمنياتى التى حققت بيمينى، بينما ترقد تلك التى لم تحقق بيسارى، كجثة هامدة، فيما أصر مطلع كل عام من عمرى، على تغيير دفة تفكيرى، لربما حققت ما عصى على التحقق يوما..
يتعجب الأولاد والأحباب من رفضى لكعكة عيد الميلاد، رغم فرحتى بها التى ما زالت تشبه فرحة طفلة فى الخامسة، لكننى أعذر جهلهم بما يموج داخلى من أفكار حين أتوسطهم وأنظر إلى الرقم الذى ينغرز فى الكعكة ويتكون من شمعتين، تمثلان رقمين حاصل مجموعهما هو عمرى الجديد، أقف وأنا أنتظر لحظة إطفائى للشموع بتخوف، فأى أمنية سأطلقها لتتعلق ساخنة بالدخان المتصاعد نحو السماء، علّها تتحقق؟ 
وهل عساى أفكر فى الجديد وما مضى من أحلام لم أحقق معظمه بعد؟ 
اليوم أتأمل أربعة وأربعين شمعة أطفأها نيابة عنى المحبون وتمنوا لى فى نفوسهم المحبة ما تمنوا، لكننى أنظر إلى الشمعة الخامسة والأربعين والتى تبتسم لى ابتسامة غامضة أعرفها حق المعرفة، فأتحسس موضع قلبى، وأحوقل.. لا، لن أطفئها، فماذا عساه يحدث إن أنا تركتها مشتعلة، ينبعث منها دخان هادئ، لا يحمل شيئا من أحلامنا أو أوهامنا؟ دعوه يتخفف منها لعام واحد، علّ الأمنيات حين تبقى على الأرض تتحقق.. ولعلى أراها من زاوية جديدة، ومبررات جديدة. 
على الضفة الأخرى من التفكير أنظر لنفسى نظرة لوم عظيم، فما تحقق ربما فاق ما تمنيته، حتى وإن جاء متأخرا، فلعل التأخر خير، والمنع خير، ويكفى المرء منا لحظة سكينة، ورضا عن أولاده، وعن إنجازات يراها عادية ويراها الآخرون إعجازا، يكفينى من الحياة ألمًا مر وصحة استرددتها بعد مرض طال، ولطفًا من الله شمل ضعفى وعجز من حولى أمام معاناة لا سبيل لهم فى محوها، فإذا برحمةٍ من الله تنجينى..
يكفينى منحة حب الناس ودعائهم حين الكرب، وفرحهم فى لحظات السعادة.. يكفينى أننى لست وحدى، رغم ما يبدو ظاهرا للغير، فمن رُزق عناية الخالق ليس بوحيد، ومن التف حوله الأحباب والأصدقاء والأولاد ليس وحيدا، بل الوحيد من حُرم لطف الله، ومن تخلى عنه المحيطون وانتفت عنه أسباب الحياة.
إذن.. فلأشعل شمعتى الجديدة.. ولكن ليس انتظارًا للقادم من الأمنيات، فأنا هذا العام سأطارد أحلامى، حلما وراء حلم، حتى أحققها ولو صعبت، فما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

مقالات مشابهة

  • فلسطين تُدين تصريحات السفير الأمريكي ويعتبرها غطاءً سياسياً للاستيطان غير الشرعي
  • فلسطين ترد على السفير الأميركي في إسرائيل: الاستيطان جميعه غير شرعي
  • سلطات المهرة تعلن نجاح عملية استلام وتسليم مطار الغيضة لمسؤول في الانتقالي
  • هل يستطيع حزب العدالة والتنمية المغربي إعادة بناء نفسه؟ رأي من الداخل
  • مقتدى الصدر: التطبيع والديانة الإبراهيمية على الأبواب.. المجاهد صار إرهابيا
  • "الخريجي" يؤكد أهمية الثقة والحوار والتنمية في صنع السلام
  • شموعى التى لا تنطفئ
  • تركيا ترد على تصريحات السفير الأمريكي بشأن منظومة إس- 400
  • الصدر: بات التطبيع والديانة الإبراهيمية على الأبواب والفساد سجية والظلم منهجاً
  • تركيا.. تدني شعبية الحركة القومية يضع تحالف أردوغان أمام خيارات صعبة