إصرار نتنياهو على نسف كل مفاوضات الهدنة والسلام ووأدها فى مهدها أمر يؤكد رغبته وعزمه على مواصلة أعماله الإجرامية، وتوسيع بؤر الصراع فى الشرق الأوسط لإشعال الحرب فى المنطقة بأكملها، وجر العالم أجمع إلى حرب عالمية ثالثة بالشرق الأوسط.
«المعتوه الإسرائيلى» الذى يحارب عزلته داخل المجتمع الإسرائيلى لا يدخر جهدا لتوسيع بؤر الصراع واختلاق الأزمات على طريقة هدم المعبد حتى ولو جاء الطوفان من بعده.
إصرار جيش الاحتلال على البقاء فى محور فيلادلفيا هدفه الأول هو نسف جهود الوساطة الرامية إلى وقف إطلاق النار فى غزة وإبرام صفقة تبادل المحتجزين بأسرى فلسطينيين فى سجون الاحتلال.
الهدف هو الحفاظ على أمن نتنياهو وليس أمن إسرائيل غير المؤهلة لحروب طويلة الأمد؛ حيث اعتمدت خلال السنوات الماضية على الضربات النوعية السريعة.
إن محاولات الزج بمصر فى قلب الأحداث خاصة بعد التصريحات غير المسئولة من رئيس وزراء الكيان حول ضلوع القاهرة فى إدخال سلاح إلى المقاومة عبر محور فيلادلفيا باءت بالفشل، ونسفها الجيش الإسرائيلى نفسه، مؤكدًا أن الأنفاق بين مصر وغزة تستخدم منذ أكثر من 7 سنوات، أما العزم على استمرار القوات فى «فيلادلفيا» فهو أمر ترفضه القاهرة، وسوف تتخذ كل الإجراءات والقرارات اللازمة لإنهاء الوضع.
أما إسرائيل فقد فلشت فى تحقيق جميع أهدافها من العدوان على غزة واتجهت إلى الضفة الغربية لتنفيذ نفس السيناريو، على أمل أن تنجح فى تهجير أهالى الضفة إلى الأردن بعدما فشلت فى ذلك بالنسبة لغزة، حيث تحطمت أحلامها على جدار الموقف المصرى الصلب.
وبعد الهجمات المتفرقة على الجنوب اللبنانى أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى استعداده لاتخاذ خطوات هجومية داخل لبنان، وفقًا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» التى أكدت تنفيذ جنود الاحتياط من «لواء بفتاح» تدريبًا مكثفًا تضمن القتال والمناورة فى التضاريس المعقدة فى إشارة إلى قرب بدء معركة شاملة مع لبنان.
الحقيقة المؤكدة أن إسرائيل لا تحترم القوانين الدولية ولا المواثيق ولا تعرف لغة الحوار، فقط تعتمد مبدأ القوة وسفك الدماء ومعارك الإبادة الجماعية واغتيال كل القوانين الإنسانية، فى تحدٍّ صارخ للعالم أجمع، فى ظل الدعم اللا محدود من أمريكا والأوروبيين وأصحاب المصالح الذين يرون فى الشرق الأوسط كعكة ثمينة يجب التقاسم فى خيراتها.
العدو المحتل لا يعرف إلا لغة القوة وسياسة الردع والتكتل والوحدة التى فشل فيها أكثر من 2 مليار مسلم حول العالم بينهم 485 مليون عربى فى بؤرة الأحداث.. ونجح الصهاينة فى استخدام طريقة «فرق تسد» لبث الوقيعة بين الأشقاء وإثارة الفتنة والبلبلة وتمزيق خريطة الوطن وتحويله إلى دويلات متناحرة ونزاعات عصبية وقبلية.
باختصار.. الطوق الوحيد للنجاة أن تفيق الأمة من غيبوبتها وتعلى المصلحة العليا للوطن على المصالح الفردية، وأن تفعل المنظمات العربية دورها فى لم الشمل العربى والخروج بقرارات ثورية تنتصر لأمتنا وتنقذها من أنياب الذئاب.
أين جامعة الدول العربية وأين منظمة المؤتمر الإسلامى والمنظمات الإقليمية ومتى يجتمع الرؤساء والملوك العرب على كلمة سواء، بهدف درء المخاطر والحفاظ على حدودنا الملتهبة فى مواجهة عدو لا يرحم ولا يرجو لبلادنا الخير، يحارب بالوكالة لمحور شر متربص ببلادنا وخيراتها؟
الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تنتظر بيانا عربيا موحدا لتفعيل اتفاقيات الدفاع العربى المشترك التى تحولت إلى حبر على ورق، لتقول للعالم أجمع إن عروبتنا ونخوتنا ومقدراتنا فداء لأوطاننا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار نتنياهو الصراع فى الشرق لإشعال الحرب
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعترض مسيرة أطلقت من اليمن
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، نجاحه في اعتراض طائرة مسيرة أطلقت من اليمن.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سلاح الجو اعترض "طائرة مسيرة أطلقت من اليمن".
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال اعتراضه صاروخا باليستيا أطلق من اليمن، وأعلنت جماعة الحوثي في وقت لاحق استهداف مطار بن غوريون بالهجوم الصاروخي.
وفي وقت لاحق، أعلنت جماعة الحوثي، مهاجمة إسرائيل، خلال الساعات الماضية، بخمس طائرات مسيرة.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع في بيان له على منصة إكس، إن سلاح الجو المسير التابع للجماعة، نفذ ثلاث عمليات عسكرية، استهدفتْ ثلاثةَ أهدافٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ، بخمسِ طائراتٍ مسيَّرةٍ.
وأوضح أن العمليَّة الأولى استهدفتْ هدفًا حسّاسًا في منطقةِ يافا المحتلَّةِ، بطائرتينِ مسيَّرتينِ، واستهدفت الثانيةُ هدفًا عسكريًّا في منطقةِ عسقلانَ المحتلَّةِ بطائرتينِ مسيَّرتينِ، فيما استهدفت العملية الثالثة هدفًا عسكريًّا في منطقةِ النقبِ المحتلَّةِ، بطائرةٍ مسيَّرةٍ.
وأشار "سريع"، الى ان العمليات حققت أهدافها بنجاح، مؤكدا أن "هذه العمليات لن تتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ على غزة، ورفعِ الحصارِ عنها".
واستهدف الحوثيون قبل أسابيع، مطار بن غوريون وسط دولة الاحتلال بصاروخ باليستي فرط صوتي، وأصابوه إصابة مباشرة، ما تسبب في إصابة 8 أشخاص وفرار الملايين إلى الملاجئ، ثم عادوا لاحقا إلى استهدافه عدة مرات، ما تسبب في عزوف العديد من شركات الطيران عن التوجه برحلاتها إلى تل أبيب.