الاقتصاد نيوز - متابعة

فنّد الملياردير إيلون ماسك أنباء حول الاتفاق المتوقع بين شركته لصناعة السيارات الكهربائية تيسلا (Tesla) وشركته لبرمجيات الذكاء الاصطناعي "إكس إيه آي" (xAI).

ونقلت صحيفة "وول ستريت جونال" الأميركية (Wall Street Journal) عن مسؤولين -لم تعلن هوياتهم- قولهم، إن ثمة مباحثات جارية لتحصل بموجبها شركة الذكاء الاصطناعي على ترخيص لنماذجها وحصة في إيرادات تيسلا المستقبلية، مقابل حصول الأخيرة على تقنيات الأولى.

وبحسب تقارير يومية ترصدها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، دُشِّنت شركة "إكس إيه آي" في العام الماضي (2023) بغرض التنافس مع شركة الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي" التابعة لميكروسوفت (OpenAI) المطورة لروبوت المحادثات الشهير "تشات جي بي تي".

وفي ذلك الوقت، قال ماسك، إن شركة "إكس إيه آي" ستساعد في دفع تقنيات القيادة الذاتية وبناء مركز بيانات تيسلا الجديد لتخزين معلومات السيارات وتدريب الخوارزميات على برمجيات القيادة الذاتية.

كما قال ماسك، إنه ومجلس إدارة تيسلا بحثا في يوليو/تموز (2024) استثمارًا بقيمة 5 مليارات دولار مع "إكس إيه آي"، كما استطلع الآراء بمنصة "إكس"، حيث سجّل أكثر من ثلثي المشاركين موافقتهم على الاستثمار.

ردّ إيلون ماسك

في تدوينة بمنصة إكس (X) التابعة له، اتهم رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك تقرير صحيفة وول ستريت جونال بشأن المحادثات بين شركتيه بعدم الدقة.

وقال، إنه لا توجد حاجة لترخيص أي شيء من "إكس إيه آي"، غير أنه أقرّ بأن تيسلا "تعلمت الكثير" من المباحثات مع مهندسي "إكس إيه آي"، إذ ساعدت في تسريع برنامج القيادة الذاتية الكاملة دون تدخُّل السائق.

وأوضح أن نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة "إكس إيه آي" ضخمة وذات صيغة مضغوطة ومعظمها مبني على التجربة البشرية، ولا يمكن، ولا يريد، تطبيقها على برمجيات تيسلا.

إيلون ماسك يتوسط فريق شركة "إكس إيه آي"- الصورة من حساب الشركة بمنصة إكس

وبناءً على تقرير وول ستريت جونال، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، سيكون ترخيص تيسلا لنماذج إكس إيه آي للذكاء الاصطناعي بهدف المساعدة في تشغيل برمجيات القيادة الذاتية الكاملة، وستتقاسم تيسلا جزءًا من إيرادات تلك البرمجيات مع الشركة الوليدة.

وستدعم شركة الذكاء الاصطناعي تطوير سمات تشغيلية لمركبات تيسلا، ومنها المساعد الصوتي، وأيضًا الروبوت أوبتيوموس (Optimus) الذي مازال قيد التطوير.

وبحسب المصادر، سيرتكز تقاسم الإيرادات المقترح بين تيسلا و"إكس إيه آي" -جزئيًا- على حجم اعتماد الأولى على تقنيات الثانية، وبالإضافة لذلك، اقترح مديرون تنفيذيون في "إكس إيه آي" تقاسم إيرادات برمجيات القيادة الذاتية الكاملة مناصفة.

انتقادات وحوادث

يُتهم الملياردير إيلون ماسك بحشد موارد شركاته لدعم برمجيات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر أثار مخاوف حملة أسهم تيسلا الذين رفعوا دعاوى قضائية لإيقافه.

وفي منتصف يونيو/حزيران (2024)، أقام حملة أسهم في شركة تيسلا دعوى قضائية ضد رئيسها التنفيذي ماسك ومجلس الإدارة بزعم إبعاد الموارد والمواهب "الشحيحة" عن شركة السيارات الكهربائية لصالح شركة الذكاء الاصطناعي "إكس إيه آي".

ولفت بعضهم إلى أن ماسك يحاول جعل تيسلا شركة روبوتات وذكاء اصطناعي، وأن مجلس الإدارة لا يمنع ماسك من نهب الموارد من تيسلا إلى "إكس إيه آي" وجمع مليارات الدولارات من الذكاء الاصطناعي في شركة أخرى غير تيسلا.

وبزعمهم، أمرَ ماسك بتوجيه الآلاف من رقائق الذكاء الاصطناعي من إنتاج شركة "إنفيديا" الأميركية (Nvidia) من تيسلا إلى منصة إكس، وفق تقرير لشبكة "يورو نيوز" (euro news).

يتزامن ذلك مع انتقادات حادة وتحقيقات في برنامج القيادة الذاتية الكاملة، الذي لم يمنع وقوع حوادث مميتة في أثناء تشغيله.

وفي مطلع أغسطس/آب (2024)، أثبتت الشرطة أن برنامج "القيادة الذاتية الكاملة" كان مفعّلًا في أثناء وقوع حادث تصادم أسفر عن وفاة سائق دراجة نارية في الولايات المتحدة في أبريل/نيسان.

وتقول الإدارة الأميركية الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA)، إن ذلك هو ثاني الحوادث المميتة التي تقع في أثناء تفعيل برنامج القيادة الذاتية الكاملة.

وبدورها، تقول تيسلا، إن البرنامج لا يجعل السيارة تسير بذاتها، وإنما يساعد السائق عند التوجيه واستعمال المكابح وإبقاء السيارة داخل حارتها مع ميزات المكابح في حالة الطوارئ وإطلاق تحذيرات من الاصطدام ومراقبة النقطة العمياء.

وحمّل مراقبون تيسلا المسؤولية عن تلك الحوادث، مطالبين إياها ببذل مزيد من الجهود، لكن تيسلا تقول، إن المسؤولية على عاتق السائق الذي يجب أن ينتبه عند استعمال بعض الميزات التي يقدّمها البرنامج.

القيادة الذاتية الكاملة

رغم الحوادث والانتقادات، كشفت شركة تيسلا خططًا لإطلاق برنامج القيادة الذاتية الكاملة في أوروبا والصين خلال الربع الأول من العام المقبل (2025).

ولم تحصل الشركة الأميركية على ترخيص من الجهات التنظيمية في الصين وأوروبا لتشغيل البرنامج بعد، لكن إيلون ماسك توقّع في وقت سابق الحصول عليها بنهاية العام الجاري (2024).

وزار ماسك الصين في نهاية أبريل/نيسان (2024) لبحث إمكان نشر تطبيق القيادة الذاتية الكاملة، والحصول على موافقة رسمية لنقل بيانات جمعتها تيسلا في الصين إلى الخارج، لتدريب الخوارزميات على تقنيات القيادة الذاتية.

وبرنامج القيادة الذاتية الكاملة (FSD) هو تحديث لبرنامج مساعدة السائق "أوتو بايلوت" (Autopilot) الموجود في الصين وأوروبا.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار شرکة الذکاء الاصطناعی إیلون ماسک إکس إیه آی

إقرأ أيضاً:

تقرير "ستانفورد 2025".. تَحولات في الذكاء الاصطناعي

 

 

 

عارف بن خميس الفزاري **

persware@gmail.com

 

 

في خضم التحولات الرقمية المُتسارعة، يبرُز تقرير جامعة ستانفورد للذكاء الاصطناعي لعام 2025 بوصفه مرآة لعالم يعيش على إيقاع طفرات تقنية مُتسارعة غير مسبوقة، ويكشف التقرير عن قفزات نوعية في تبني الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات.

وقد ارتفعت الاستثمارات العالمية في هذا المجال إلى أكثر من 252 مليار دولار أمريكي، وبلغ استخدام المؤسسات للذكاء الاصطناعي التوليدي نسبة 71% في عام في عام 2024م؛ وذلك في وظيفة واحدة على الأقل، وفقًا لمتوسط الاستخدام العالمي الذي شمل جميع المناطق الجغرافية، بما في ذلك أمريكا الشمالية (74%) وأوروبا (73%) والصين الكبرى (73%) وآسيا والمحيط الهادئ (68%) والأسواق النامية مثل الهند وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط (67%). هذه التحولات لا تعكس مجرد تطور تقني، بل تُعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي، وتطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل العمل والمنافسة بين الدول والحوكمة الرقمية. ووفقًا للتقرير، تشهد الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي نموًا لافتًا، حيث ارتفعت بنسبة 26% في عام 2024 مُقارنة بعام 2023.

الولايات المتحدة تقود السباق باستثمارات بلغت 109.1 مليار دولار، أي ما يُعادل 12 ضعف ما أنفقته الصين. الذكاء الاصطناعي التوليدي وحده استقطب 33.9 مليار دولار على المستوى العالمي، مما يعكس تحوله من أداة تقنية إلى ركيزة اقتصادية بامتياز. وعلى صعيد الناتج المحلي الإجمالي العالمي، يُتوقع أن تبلغ مساهمة الذكاء الاصطناعي نحو 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، ما يعادل أكثر من 10% من الناتج العالمي، مقارنة بمساهمة تقل عن 1.4 تريليون دولار في 2020. هذه الزيادة تضاعف آفاق الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز الإنتاجية وتقليص التكاليف في قطاعات مثل الخدمات اللوجستية والتصنيع والرعاية الصحية والتعليم. ففي سوق العمل، بدأت ملامح التأثير تتضح؛ حيث أفاد 49% من المستخدمين بأن الذكاء الاصطناعي حسن الإنتاجية في العمليات الخدمية، بينما أشار 43% إلى فوائده في سلاسل التوريد و41% في هندسة البرمجيات. وقد جاءت هذه النتائج من استطلاع دولي أجرته شركة McKinsey & Company في عام 2024، وشمل 1491 مشاركًا من 101 دولة، يمثلون مختلف الصناعات والمناطق والأحجام المؤسسية، وتم وزن البيانات وفق مساهمة كل دولة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي لضمان التمثيل العادل

وعلى صعيد الحوكمة، يشير التقرير إلى بطء ملحوظ في تطوير أدوات ومعايير السلامة والشفافية. أقل من 10% من الشركات الكبرى تنشر تقييمات واضحة للسلامة، وغالبًا ما تفتقر النماذج الكبرى إلى اختبارات مسؤولية موحدة. في هذا السياق، أطلقت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عدة مبادرات في عام 2024، من أبرزها قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي، وتأسيس شبكة عالمية لمعاهد سلامة الذكاء الاصطناعي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا واليابان ودولاً أخرى، حيث ترسم الدول الكبرى سياساتها في الذكاء الاصطناعي استنادًا إلى معطيات واضحة. عليه فإن التحديات والفرص التي يعرضها الذكاء الاصطناعي تمثل دعوة صريحة لتسريع بناء منظومة وطنية للذكاء الاصطناعي، ترتكز على رؤية عُمان 2040، وتستفيد من تجارب الدول الأخرى الإقليمية التي ضخت استثمارات ضخمة في البنية التحتية والحوكمة التقنية.

وبين الطفرات التقنية والتحديات التنظيمية، يُثبت تقرير ستانفورد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد تقنية مستقبلية؛ بل حاضرًا يفرض نفسه على السياسات الاقتصادية والاجتماعية. والمطلوب اليوم ليس فقط اللحاق بالركب؛ بل المساهمة الفعّالة في توجيه المسار، بضوابط أخلاقية واستراتيجيات مرنة توازن بين الابتكار والمسؤولية.

** باحث دكتوراة في إدارة المعرفة

مقالات مشابهة

  • تقرير "ستانفورد 2025".. تَحولات في الذكاء الاصطناعي
  • دبي تشارك في جيتكس أوروبا وعالم الذكاء الاصطناعي 2025
  • الذكاء الاصطناعي يحوّل الصور إلى فيديوهات عبر «تيك توك»
  • الذكاء الاصطناعي.. وصياغة التاريخ الموازي
  • مخاوف أمريكية من شراكة بين أبل وعلي بابا في الذكاء الاصطناعي
  • في زمن الذكاء الاصطناعي… نحتفل لإنجاز شارع !؟
  • ماذا تعرف عن رجل الإمارات في الغرب؟.. من مانشستر إلى الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي لن يُقصي أطباء الأشعة
  • مهرجان كان: الذكاء الاصطناعي مهم في السينما
  • الذكاء الاصطناعي.. من البدايات إلى روبوتات الدردشة