آه من أمة تسخر منها أمريكا..!
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
منذ رحيل الزعيم العربي جمال عبدالناصر ووصول (السادات) إلى السلطة في مصر، والأمة العربية محل سخرية واستهزاء وعبث أمريكا والصهاينة تجسيدا لمقولة “المقبور السادات” لـ بأن 99٪ من أوراق حل أزمات الوطن العربي هي بيد أمريكا)..!
وبفضل (الرئيس السادات) ها هي الأمة العربية وفي المقدمة مصر تدفع ثمن الارتهان لأمريكا والتبعية المطلقة لها، فيما الأمة تغرق في مستنقع الأزمات وتمزق النسيج الاجتماعي والصراعات المذهبية والطائفية والعرقية، والفقر والمرض والجهل والجهالة وسياسة التجهيل التي سوقتها -مصر السادات – لتعم الوطن العربي وتمتد آثارها إلى العالم الإسلامي.
من تابع تصريحات المسؤولين الأمريكيين منذ أن أعلنت طهران وحزب الله واليمن الثأر لانتهاك سيادتها والرد على العدوان الصهيوني، سيجد كم هي أنظمة هذه الأمة غارقة في مستنقع الخيانة السافرة حتى بلغت مرحلة اليقين بأنها لا تحكم شعوبا، وبالتالي وكما تعامل أمريكا هذه الأنظمة المرتهنة، تتعامل الأنظمة بدورها مع رعاياها بذات الطريقة الاستغفالية التي تتعامل بها واشنطن معها..!
أمريكا التي أوهمت السادات بأن مصر سوف تصبح جنة إذا أبرمت اتفاقية سلام مع الصهاينة، فصدق الرجل وخرج ليقول لشعبه (افتحوا الأحزمة)، فماذا حققت مصر جراء اتفاقية العار غير أنها فقدت نفوذها وقوتها ودبلوماسيتها الناعمة وأزمات سياسية واقتصادية سيادية مركبة، وأمن قومي مفقود، لدرجة ان أصبحت (قطر) أكثر حضورا وتأثيرا على الصعيدين الإقليمي والدولي، فيما اتفاقية العار لم تجلب لمصر غير العار والمذلة ومزيدا من سياسة الارتهان والتبعية، وما يجري اليوم ومنذ عام 2011م في مصر وسوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا أكبر دليل على فقدان مصر المكانة والدور، بمعزل عن ( البروبغندا الإعلامية) التي تتحفنا بها وسائل إعلام الحكومة المصرية والتي تفضحها مواقف وسلوكيات النظام الذي هو في الواقع امتداد ( لنظام مبارك) ولا تزال الطاعة العمياء لأمريكا والكيان الصهيوني ديدن هذا النظام حتى أن محللاً صهيونياً هو (ايدي كوهين) قال وعلى الهواء إن (السيسي صهيوني أكثر مني) ولم نسمع من الإعلام المصري حتى مجرد تعليق على قول هذا الصهيوني، فيما كلمة قالها موسى أبو مرزوق أقامت قيامة إعلام السيسي وحكومته..!
استخدمت أمريكا (السادات) لتجعل منه (حصان طروادة) آخر، من خلال اتفاقية (العار والمذلة) التي أبرمها مع الصهاينة ليبيع بموجبها هوية مصر وعروبتها وتاريخها والارث القومي والعروبي الذي تراكم فيها منذ عهد محمد علي حتى عهد عبدالناصر، وقبل أن يتمتع الرجل وشعبه بمكارم أمريكا، كانت أمريكا قد قررت التخلص منه في يوم مشهود كان محل افتخار الرجل وتباهيه به، هو يوم انتصار أكتوبر وتم التخلص منه وهو يستعرض قواته وعلى يد من أطلقوا عليه لقب الرئيس المؤمن، الذين كانوا بدورهم مجرد منفذين لرغبات أمريكا التي قررت التخلص من الرجل، لأنه عارض قرار (مناحيم بيجين) بضم الجولان والقدس الشرقية للسيادة الصهيونية، مخالفا بذلك اتفاقية العار التي تمت بينه وبين رجل وصف نفسه على إثر قرار الصهاينة بضم الأراضي العربية عام 1981م بأنه (بطل الحرب وبطل السلام، وان (بيجين) خالف الاتفاق المبرم بينهما، وأضاف السادات جملة في تصريحه للسفير الصهيوني بقوله (أنا عملت الحرب وانتصرت وانا من ذهب (للكنيست) وعملت السلام، وانا قادر على إلغاء كل ما تم، لأن (بيجين ناقض للعهود)، كانت هذه الجملة كفيلة بأن يتم التخلص من قائلها، وتصعيد آخر كان قد تم إعداده مسبقا وهذا ما حدث، فقدم مبارك للصهاينة والأمريكان خدمات تفوق ألف مرة تلك التي قدمها السادات، فالرجل الذي قال في نهاية عهده (المتغطي بأمريكا عريان)، لم يقلها جزافا، بل قالها عن تجربة، لأن أمريكا قررت التخلص منه ومن عهده ونظامه، بعد أن أيقنت أن الشعب يتجه للثورة ضده وتعرضت للثورة وسلمت البلاد (للأخوان) قبل أن تجد البديل الأكثر إخلاصا لها في أوساط الجيش، بعد عملية تضليل قامت بها تشبه عملية (غسيل أموال) الم يكن ممكنا بقاء ( الإخوان المسلمين) في السلطة في مصر، حتى لو لم تتدخل دول الخليج وبعض الأطراف الإقليمية والدولية لدى واشنطن، محذرين من حكم الإخوان لمصر، فكانت استجابتها لتلك التدخلات بمثابة تحصيل حاصل وتحميل هذه الدول مزيدا من الجمائل، لأنها كانت قد أبرمت صفقة مع (ضباط نظام كامب ديفيد )، لأن كامب ديفيد ليست مجرد اتفاقية، بل نظام وثقافة وترويكا نخبوية مزروعة في مفاصل المجتمع المصري تحتاج لثورة ثقافية لاقتلاعها، وما يحدث اليوم تحديدا في فلسطين والسودان وليبيا أكبر دليل على تبعية وارتهان نظام مصر..
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: التخلص من
إقرأ أيضاً:
صحيفة روسية: هذا الرجل يتقلب في قبره بسبب ترامب
ذكرت صحيفة نيزافيسيمايا الروسية أن القرارات التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ توليه السلطة غيرت كثيرا من المعادلات الدولية، ومن أهم تداعيات ذلك أن كثيرين باتوا يرون أن الصين أصبحت أقل تهديدا من الولايات المتحدة، كما أن مفاتيح القوة الناعمة التي لطالما كانت نقطة قوة الولايات المتحدة، بدأت تنتقل نحو قوى دولية أخرى.
ونقل الكاتب يفغيني فيرلين، في تقريره عن المحلل الصيني هوانغ مينغ تشونغ قوله في صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصادرة في هونغ كونغ، أن مفهوم القوة الناعمة في السياسة الدولية الذي نحته الأكاديمي الأميركي جوزيف ناي -الذي رحل مؤخرا- اعتبر لفترة طويلة بمثابة درة تاج النفوذ الأميركي عالميا، وبالمقابل نقطة ضعف واضحة بالنسبة للصين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: الهيمنة على العالم مستقبلا لبكين ولا عزاء لواشنطنlist 2 of 2الصين لا ترفع الصوت.. بل تُغير قواعد اللعبةend of listويوضح فيرلين أن الإجراءات التي اتخذها ترامب أدت إلى تقويض القوة الناعمة الأميركية، وبينها الهجمات المتتالية على الحريات الأكاديمية، ووقف إصدار تأشيرات للطلاب، وهو ما تسبب في إضعاف جاذبية نظام التعليم الأميركي الذي يعد أحد أسس القوة الناعمة الأميركية.
هجرة الأدمغةوذلك إلى جانب خفض حجم المنح الفدرالية للبحوث العلمية، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا للريادة التكنولوجية التي تمتعت بها الولايات المتحدة لعقود طويلة.
إعلانويستشهد الكاتب في هذا السياق بنتائج استطلاع حديث للرأي أجرته مجلة "نيتشر" المرموقة بين أوساط العلماء في الولايات المتحدة، والذي كشف عن حقيقة وصفها بالمقلقة، تتمثل في أن 75% من المشاركين في الاستطلاع يفكرون جديا في الانتقال إلى مكان إقامة جديد خارج الولايات المتحدة في ظل حالة عدم الاستقرار التي تحيط بتمويل الأبحاث.
ويرى فيرلين أن هجرة الأدمغة المحتملة هذه، إن تحققت، من شأنها أن تضعف بشكل خطير قدرة الولايات المتحدة على جذب الكفاءات والمواهب والاحتفاظ بها ضمن حدودها.
كما تحدث الكاتب عن تخلي ترامب عن التأثير الإعلامي والإنساني عالميا عبر إيقاف تمويل إذاعة "صوت أميركا" والشبكات الإعلامية الأخرى التابعة لها، كما قام بحل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وذكر فيرلين أنه سبق والتقى قبل 20 عاما مع جوزيف ناي الذي قال له وقتها إن الديمقراطيات الليبرالية عادة ما تكتسب نقاطا عند الحديث عن الجاذبية الوطنية الشاملة، وذلك لأنه ينظر إليها على أنها أكثر شرعية ومصداقية مقارنة بمنافسيها من الأنظمة "غير الديمقراطية".
وعبّر ناي عن استغرابه من وجود أنصار ومتبنين لمفهوم القوة الناعمة الذي نحته في دولة شيوعية مثل الصين، وقال إنه لم يكن يتخيل ذلك أبدا.
وبحسب الكاتب فيرلين، فإن الصورة لا تبدو بهذه السوداوية، إذ لا تزال هناك مؤسسات حيوية مثل الجامعات العريقة، وصناعة السينما في هوليود، وشركات تكنولوجيا المعلومات العملاقة، بالإضافة إلى الجاليات الأميركية المنتشرة في الخارج، والتي تواصل جميعها نقل القيم الغربية إلى العالم بأشكال وصور متعددة.
وكانت القاضية الفدرالية الأميركية أليسون بوروز في ولاية ماساتشوستس -حيث يقع مقر جامعة هارفارد– قد أعلنت قبل أيام أنها ستعلق مؤقتا قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب منع جامعة هارفارد من استقبال طلاب أجانب.
وسعى الرئيس الأميركي إلى منع هارفارد من استقبال طلاب أجانب، وفسخ عقودها مع الحكومة الفدرالية، وخفض المساعدات الممنوحة لها ببضعة مليارات الدولارات، وإعادة النظر في وضعها كمؤسسة معفاة من الضرائب.
إعلانوأعلنت جامعات في أنحاء العالم قبولها توفير ملاذ للطلاب المتضررين من حملة ترامب على المؤسسات الأكاديمية، إذ تهدف إلى استقطاب المواهب الكبرى وحصة من إيرادات أكاديمية بمليارات الدولارات تحصل عليها الولايات المتحدة.
ومن بينها جامعة شيآن جياوتونغ الصينية التي وجهت دعوة لطلاب جامعة هارفارد الأميركية المتضررين من حملة ترامب، ووعدتهم بقبول سلس ودعم شامل.
كما أعلنت أوساكا، وهي واحدة من أعلى الجامعات تصنيفا في اليابان، أنها مستعدة لتقديم إعفاءات من رسوم الدراسة ومنحا بحثية والمساعدة في ترتيبات السفر للطلاب والباحثين في المؤسسات الأميركية الذين يرغبون في الانتقال إليها.
وتدرس جامعتا كيوتو وطوكيو اليابانيتان أيضا تقديم برامج مماثلة، في حين وجهت هونغ كونغ جامعاتها لاستقطاب أفضل الكفاءات من الولايات المتحدة.
ويبقى السؤال المحوري المطروح، بحسب الكاتب فيرلين، هو ما إذا كان الغرب -في ظل حالة الاستقطاب الداخلي والانقسام المجتمعي التي يعيشها- قادرا على تنسيق هذه الموارد وتوحيد جهودها بفعالية لمنافسة النماذج السلطوية الصاعدة.
وأشار إلى أن جوزيف ناي ربما "تقلب مرارا وتكرارا في قبره" بسبب ما آلت إليه الأمور وما لحق بمفهومه "القوة الناعمة" من تشويه وتجاهل، خاصة أن جثمانه قد ووري في ثرى مدينة كامبريدج، على مقربة من جامعته الأم التي أحبها وأخلص لها، جامعة هارفارد العريقة.